يمر مشروع توسعة الطريق الدائري الجديد في العاصمة المصرية القاهرة على منطقة جزيرة الذهب في نهر النيل، التي كانت في السابق أرضا زراعية خصبة، لكن غياب ضوء الشمس عن قطاع منها كان سببا في بوارها.

وقال أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، نبيل الهادي، الذي ركزت دراساته على التوسع الحضري وتأثيره على تغير المناخ، لوكالة رويترز، "إحنا واقفين في جزيرة الدهب وورانا (خلفنا) دلوقتي الطريق الدائري.

اللي باين من الطريق الدائري ده التوسعة الجديدة اللي اتعملت تقريبا من حوالي سنتين. التوسعة دي تقريبا وسعت الطريق الدائري بما يعادل تقريبا 100 بالمئة من حجمه. والتوسعة دي نتيجة إنها عريضة جدا ومعدية على جزيرة الدهب. هي عندها مشكلة كبيرة لأن عندها طبعا زي ما إحنا شوفنا (رأينا) دلوقتي أن الأراضي الزراعية اللي هي عدت من فوقها ما بقاش يجيلها ضوء واتدمرت".

وأضاف أن الاتجاه للتوسع الحضري في مصر أدى إلى فقدان مساحات خضراء على نطاق واسع واقتلاع الأشجار مما أدى بالتالي إلى ارتفاع درجات الحرارة.

وقال الهادي: "قلة المساحات الخضراء في مصر طبيعية. فالحقيقة مصر جزء من حاجة بنسميها ’بايوم’ كبير كده أو مجال أحيائي، اللي هو الصحراء الكبرى. مصر لحد البحر الأحمر هي جزء من الصحراء الكبرى. وبالتالي هي طبيعتها الأصلية صحراء. الأشجار اللي فيها قليلة جدا والخضرة اللي فيها قليلة جدا. اللي بيحصل إن اللي خلى مصر تعيش في الحقيقة هو نهر النيل ... لأن هو في الحقيقة خلق البيئة الطبيعية".

وأضاف: "وجود العمران ... سواء المباني أو الشوارع أو الأرضيات الصلبة دي كلها بتحجز الحرارة إنها تمتص أو تخش وتمشي في مسارها الطبيعي بتاعها وبتعكسها تاني. ففي الحقيقة وجود العمران هو بالأساس بيزود الحرارة في المكان اللي هو فيه. أي مكان عمراني بالذات كل ما كان كثيفا، بتكون فيه الحرارة زيادة. كل ما في طرقات بقى فيها حرارة زيادة. العمران مرتبط بزيادة الحرارة. وقلة العمران والنظام الطبيعي الأصلي بيخلي الحرارة أقرب لطبيعتها في الحقيقة".

وقال الهادي: "أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وبعدين كل القرن العشرين لحد دلوقتي، العمران في مصر تضاعف عشرات، إن لم يكن مئات المرات عن المساحة الأصلية الموجودة. وأغلب الزيادة دي أو جزء كبير منها تم على أراض زراعية. الأراضي الزراعية ليست منظومة طبيعية أصلية بس (لكن) هي لسه بتشتغل قريب شوية للمنظومة الطبيعية، فهي بتمتص ثاني أكسيد الكربون وبتساعد في التحكم في درجات الحرارة في الأماكن اللي هي موجودة فيها".

ووفقا لبيانات منظمة "غلوبال فورست ووتش" المعنية بمراقبة الغابات بأنحاء العالم، فقدت مصر 1810 أفدنة تقريبا من الغطاء الشجري في الفترة من 2001 إلى 2023، أي ما يعادل انخفاضا 1.2 بالمئة في الغطاء الشجري منذ عام 2000.

وقال الهادي: "الحفاظ على ضفاف النيل دي كأنها أقرب ما تكون لمناطق طبيعية. العائد المباشر وغير المباشر بتاعها في الحقيقة أكبر بكتير جدا من أن أنا أبلطها (أضع عليها بلاطا) أو أعملها ممشى أو أعملها محلات أو كده لأن في الحقيقة هنا أنا بأسمح لكل الناس بأنها تكون متصلة بالطبيعة. وصول الناس كلهم للطبيعة لا يقدر بثمن لأنه جزء من الصحة العقلية للناس.. والصحة النفسية والجسدية".

وفي حين يعاني المصريون من ارتفاع درجات الحرارة، ويلاحظون قلة المساحات الخضراء، فإنهم يخشون من وصول مصر قريبا إلى مستويات الحرارة الشديدة المسجلة في دول الخليج.

وقال مواطن يدعى إسلام خالد: "لا للأسف المناخ كل مدى من سيئ للأسوأ. يعني السنة اللي فاتت غير اللي قبلها، غير اللي قبلها. للأسف مصر شوية شوية هتقلب على الخليج (ستصل درجات الحرارة فيها إلى المستويات في دول الخليج)".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الطریق الدائری درجات الحرارة فی الحقیقة فی مصر

إقرأ أيضاً:

أورنج الأردن تحتفل بيوم البيئة العالمي بزراعة الأشجار في مركز بياناتها بعين الباشا

صراحة نيوز ـ تأكيداً على التزامها المستمر بالاستدامة البيئية، نفذت أورنج الأردن مبادرة لزراعة الأشجار في حديقة مركز بيانات الشركة في لواء عين الباشا بمحافظة البلقاء، وذلك بمناسبة يوم البيئة العالمي والذكرى السنوية الأولى لإطلاق منصة “Orange Engage for Change”.

ويقع مركز البيانات في موقع محطة البقعة للأقمار الصناعية سابقاً، حيث تم اختيار الموقع لما يحمله من رمزية تاريخية وبيئية.

وشهدت المبادرة حضور شخصيات رفيعة المستوى، من بينها السفير الفرنسي في الأردن، أليكسي لوكوور غرانميزون، ورئيس مجلس إدارة مجموعة أورنج، المهندس چاك استشينبرويتش، والرئيس التنفيذي لأورنج الشرق الأوسط وإفريقيا، المهندس جيروم هاينك، والرئيس التنفيذي لأورنج الأردن، المهندس فيليب منصور.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها أورنج الأردن ضمن إطار استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية والاستدامة، حيث تسعى الشركة لتعزيز الممارسات البيئية المسؤولة والمساهمة الفاعلة في حماية البيئة.

مقالات مشابهة

  • المغرب يصبح أكبر مضيف لمراكز البيانات في أفريقيا
  • الشيخ بن حميد في خطبة عرفة: يوم عرفة محطة إيمانية عظيمة تتجلى فيها معاني التوحيد والتقوى
  • زفيريف: الطقس البارد سبب الخروج من رولان جاروس
  • خبير يحذر من شوي اللحمة في العيد.. تعرض للإصابة بالسرطان
  • تناول اللحمة الزائد يسبب النقرس وحصوات الكلى.. خبير تغذية يحذر
  • أورنج الأردن تحتفل بيوم البيئة العالمي بزراعة الأشجار في مركز بياناتها بعين الباشا
  • الناشط عيسى عمرو للغرب: قلت الحقيقة عن عنف المستوطنين وأنتظر تحرّككم
  • فتاة تقفز من توك توك مدعيه محاولة اختطافها.. الداخلية تكشف الحقيقة
  • التحطيب بديلاً.. غابات لبنان تسقط ضحية أزمة الطاقة
  • بيتي يصبح مزارا لأهل زوجتي خلال العطلة الصيفية