حين لجأ شاهين جركس قبل سنوات إلى جنوب لبنان هربا من الحرب في سوريا، ظن أن عائلته ستكون بأمان، ولم يتوقع أن يهرب إلى حرب أخرى تودي بحياة طفليه معا.

يقول جركس البالغ من العمر 55 عاما والنازح من منطقة عفرين التي كانت تقطنها غالبية كردية في شمال سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء، "مثل كل يوم، كانا يمضيان يومهما باللهو في ملعب… كنت أعمل في حقل زراعي عندما سمعتُ دوي الغارة".

ويُضيف "عندما تأكدت أن النقطة المستهدفة قريبة من الملعب ركضنا نحو المكان وما إن وصلنا حتى رأيت طفلَيَّ جان ومحمّد وطفلا آخر، كلا منهم في ناحية، غارقين في دمائهم".

قتل جان (10 سنوات) ومحمّد (7 سنوات) مع طفل سوري آخر يدعى خليل محمد خليل (12 عاما) في ضربة إسرائيلية أمس الثلاثاء على قرية أم التوت.

وكتب فرع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بلبنان في منشور على منصة إكس، إن مقتل 3 أطفال "بضربة بينما كانوا يلعبون، كما ورد، أمام منزلهم في جنوب لبنان، هو أمر مروع".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه "قصف منصة إطلاق في منطقة بلاط رُصدت وهي تطلق قذائف باتجاه منطقة كريات شمونة"، وإنه استهدف "خلية لحزب الله في يارين القريبة من أم التوت".

"وجدناهم موتى"

تجمهر الأقارب والجيران حول الجثث الصغيرة الممددة على أسرّة حديدية، في حين قبض بعض النسوة بأيديهن على قماش غطّى وجوه الأطفال، وضربت إحداهن بيديها على رأسها وهي تنوح.

ثم ارتفعت في المكان أصوات الصراخ والبكاء عندما حمل رجال الدفاع المدني الجثث إلى سيارات الإسعاف لنقلها إلى مثواها الأخير، ودفنها في قرية القاسمية.

يروي محمد خليل والد الطفل خليل الذي يعمل بالحقول في بلدة أم التوت "بعدما سمعنا دويا… سألت: أين الغارة؟ ثم ركضنا لنتفقد الأطفال… وجدناهم موتى".

ورغم التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، فضل محمد خليل البقاء في القرية لتأمين قوت عائلته.

وبتأثّر شديد وقد احمرّت عيناه من البكاء يقول "نزحت من سوريا إلى هنا لكي أحمي أولادي من الحرب… وهذا ما حصل".

منذ اليوم التالي لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف.

ويستهدف حزب الله من جنوب لبنان مواقع وتحركات جنود إسرائيليين، بينما ترد إسرائيل بقصف ما تصفه بأنه "بنى تحتية عسكرية" تابعة للحزب، إلا أن ضرباتها أحدثت دمارا واسعا وأوقعت عددا كبيرا من الضحايا المدنيين خلال 9 أشهر.

وردّ حزب الله أمس الثلاثاء بإطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا باتجاه شمال إسرائيل.

وقُتلت مدنيتان الاثنين مع شقيقهما الذي نعاه حزب الله في ضربة إسرائيلية على مدينة بنت جبيل.

وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، في كلمة ألقاها خلال إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، إسرائيل من "التمادي" في استهداف المدنيين.

وقال نصر الله إن "تمادي العدو في استهداف المدنيين في الأيام القليلة الماضية… سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق".

وأسفر القصف الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب عن مقتل 511 شخصا في لبنان، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية، بينما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 17 عسكريا و13 مدنيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جنوب لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

الطيران الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على جنوب لبنان

شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدات عدة في جنوب لبنان اليوم الجمعة، واستهدفت الغارات مرتفعات الريحان في إقليم التفاح والجرمق وأطراف البيسارية وجباع وأنصار، ما يعكس تصعيداً عسكرياً على طول الحدود الجنوبية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مجمع تدريب لقوة الرضوان في جنوب لبنان واستهدف بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في مناطق الجنوب اللبناني، مؤكداً أن الغارات استهدفت أهدافاً عسكرية دقيقة لتعطيل قدرات التنظيم.

بدورها، أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن سلاح الجو شن الغارات باتجاه مواقع حزب الله، في خطوة تتزامن مع التصريحات الرسمية للجيش الإسرائيلي حول استهداف البنى التحتية والتدريبية للقوة العسكرية التابعة للتنظيم.

مقالات مشابهة

  • علي حسن خليل: حديث جعجع هو كمن يُحدث نفسَه عن نفسِه أمام المرآة
  • عون: لا نستطيع تسليم سوريين قاتلوا الجيش اللبناني إلى دمشق
  • مصدر : سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة جنوب وشرق لبنان
  • غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان.. والجيش: استهدفنا حزب الله
  • 10 غارات إسرائيلية تستهدف الجنوب والبقاع الغربي في لبنان
  • غارات إسرائيلية تستهدف مناطق جنوب وشرق لبنان
  • الطيران الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على جنوب لبنان
  • غارات إسرائيلية متزامنة على مواقع حزب الله جنوب وشرق لبنان
  • غارات إسرائيلية تستهدف مناطق جنوب لبنان
  • قوة إسرائيلية تفجر منزلا بعد تسللها في جنوب لبنان