دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في محمية طبيعية خاصة، تُعرف باسم "زيمانغا"، في جنوب إفريقيا، التقطت عدسة المهندس والمصور الكويتي، محمد مراد، مشهدًا مباغتًا في عالم الحيوانات البرّية.
وتُخلّد صورة مراد "نسر الأذون"، أو "النسر النوبي"، وهو يُهاجم نحو 15 نسرًا من فصيلة النسور بيضاء الظهر أثناء تناولها جيفة حيوان، حتى يستحوذ عليها أخيرًا لنفسه.

Credit: Mohammad Murad
وأوضح مراد، وهو متخصص في مجال الطيور والحياة البرّية منذ عام 2015، أن النسر النوبي يُصنّف بأنه "أطول وأكبر نسر مُجنّح في مجموعته، كما يُعدّ الأقوى والأكثر عدوانية من بين النسور الإفريقية".

Credit: Mohammad Murad
ورصد المصور الكويتي هذا المشهد من داخل مخبأ خاص في المحمية، حيث كان يجلس فيه منذ الفجر حتى غروب الشمس لعدة أيام.
وقال: "المخبأ مصمم بطريقة تمنع الحيوانات والطيور من رؤيتنا.. ولكن نحن نراها من خلال مرايا عاكسة باتجاه واحد نُصوّر من خلالها".

Credit: Mohammad Murad
وحرص المصور الكويتي على تحضير نفسه جيّدًا من حيث التزّود بمعدات التصوير.
وأحضر بدوره عدسة ذات بُعد بؤري كبير متغير، حتى يستطيع التحكم في المشهد، من حيث إعطاء المساحة الكافية حتى لا تخرج أجنحة النسور خارج إطار التصوير.
ويمكن أن تُساعده العدسة أيضًا على تقريب المشهد في حال وقوع حدث درامي، كما حصل عند انقضاض النسر النوبي على فريسته.

Credit: Mohammad Murad
وحازت صورة النسر النوبي على إعجاب العديد من متابعي المهندس والمصور الكويتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وفي عام 2022، فازت صورة مراد في مسابقة "مونت فوتو" الإسبانية بالمركز الأول في محور "الطيور"، إذ أوضح: "هذا المحور صعب للغاية، حيث أن جميع المشاركين هم من نخبة مصوري الطيور، وعددهم كبير جدًا".

Credit: Mohammad Murad
ويُذكر أن الصورة نفسها قد فازت أيضًا في جائزة "اختيار المحكّمين" في مسابقة "الواحة" الإيطالية في عام 2023.
وأكدّ مراد: "الصورة تعكس مشهد التنافس على مصادر الطبيعة أو الحياة.. وفي هذه الحالة، كانت الطيور تتنافس على الطعام.. ودائمًا يكون الأقوى هو الأوفر حظًا في الحصول على ما يريده".
جنوب أفريقياالحياة البريةصورنشر الجمعة، 19 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية:
الحياة البرية
صور
إقرأ أيضاً:
الطيور تمتلك “ثقافة” و”تراثا” تتناقله الأجيال
الجديد برس| منذ سنوات، افترض العلماء أن
بناء الأعشاش لدى الطيور أمر غريزي بحت، أي أنه سلوك فطري يولد به الطائر ولا يتطلب أي تعلم، مثل البشر يأكلون عند الجوع، شعور يدفعك إلى فعل شيء ما. هذا صحيح جزئيا، فكل نوع من أنواع الطيور يميل إلى بناء نمط مميز من العش، مما يشير إلى وجود أصل وراثي، كما أن تجارب الطيور في الأسر أثبتت ذلك، فبعض الطيور التي ولدت في أقفاص مراقبة، ولم تشاهد طيورًا أخرى تبني أعشاشها، قامت تلقائيا عند التزاوج ببناء أعشاشها.
التعلم من الرفاق لكن على الرغم من ذلك، أظهرت تجارب أجريت على عصافير الزيبرا الأسترالية، وهي طائر مغرد صغير يستخدم غالبًا في التجارب السلوكية، أن الطيور تحسن أسلوبها مع الخبرة، حيث طورت من أسلوبها مع الزمن، لتصنع أعشاشاً أدق في كل مرة. بل وهناك أيضًا أدلة على التعلم الاجتماعي في بناء الأعشاش، إذ إن بعض الطيور يتعلم من مشاهدة الآخرين، تماما كما قد يتعلم المتدرب من حرفي ماهر. في واحدة من الدراسات التي نشرت بدورية أنيمال كوجنيشن، تعلمت طيور الزيبرا من تأمل أعشاش فارغة لرفاقها، وعندما سمح الفريق للطيور (التي أجبرت على رؤية أعشاش فارغة متنوعة)، ببناء أعشاشها الأولى، وجد الباحثون أن الطيور استخدمت مواد من نفس لون العش الفارغ الذي شاهدته، تعلمت وحاكت ما تعلمته، مثلنا بالضبط.
بناء ثقافة بل هناك ما هو أعقد من ذلك. على سبيل المثال، في قلب صحراء كالاهاري الحارقة بجنوب أفريقيا، حيث الرمال الذهبية والرياح الساخنة تتقاذف الغبار، رصد العلماء اختلافات بين جماعات مختلفة من طيور الحبّاك أبيض الحاجب، وكأن كل
مجموعة منها تتبع أسلوبا معماريا خاصا بها، لا يشبه غيرها من المجموعات المجاورة، رغم أنها تعيش في نفس البيئة. هذا ما توصل إليه فريق من علماء الأحياء من المملكة المتحدة وكندا، في دراسة حديثة نسبيا نشرت في أغسطس/آب 2024 بدورية “ساينس” المرموقة، إذ وجدوا أن مجموعات مختلفة من طيور الحبّاك تتبنى “أساليب بناء عش مميزة”، تتوارث عبر الزمن، ما يشبه شكلا من الثقافة. اعتمد الباحثون على مراقبة سلوك البناء لدى طائر الحبّاك أبيض الحاجب، الذي يتميز بنمط حياة اجتماعي معقد وسلوك تعاوني ملحوظ. طوال عامين كاملين، راقب الفريق 43 مجموعة مختلفة من هذه الطيور في صحراء كالاهاري، ووثقوا بناء ما يقرب من 450 عشًا. باستخدام الفيديو والملاحظات الدقيقة، سجل الفريق شكل الأعشاش، وأبعادها، وطول الأنفاق الداخلة والخارجة، وسمك الجدران. ووجد العلماء أن بعض المجموعات تفضل أعشاشا قصيرة وثخينة، بينما تميل مجموعات أخرى إلى بناء أعشاش طويلة ذات مداخل أنبوبية معقدة، والأهم أن نمط البناء بقي ثابتا داخل كل مجموعة عبر الزمن.
توارث مختلف هذه النتائج استبعدت أن تكون الاختلافات بسبب البيئة أو الصدفة، بل يبدو أن لكل مجموعة نمطا هندسيا معماريا مميزا يقلده الأفراد، ويستمر من جيل إلى جيل، ما يعرف في علم السلوك الحيواني “بالانتقال الثقافي غير الجيني”. تعد هذه الدراسة من الأدلة القوية على أن بعض أنواع الطيور لا تكتفي بالوراثة، أو حتى التعلم الفردي، بل تُكون تقاليد سلوكية داخل مجموعاتها، وهذا يضعها في مصاف كائنات قليلة، مثل الشمبانزي والدلافين، والتي تمتلك ثقافة جماعية يتعلمها الأفراد ويتبادلونها، لا عبر الجينات، بل عبر التجربة والملاحظة. والمثير للانتباه في هذا السياق، هو أن ذلك يفتح الباب للتساؤل عن كيف يمكن أن تظهر “الثقافة” في كائنات صغيرة الدماغ.