قانون الآثار الإسرائيلية.. وسيلة لتصعيد هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي بالضفة
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
رام الله - خاص صفا
منذ عشرات السنين، يتخذ الاحتلال الإسرائيلي من المناطق العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، ذرائع لمنع المواطنين من دخول الأراضي الزراعية وحظر البناء.
ولطالما اتخذ الاحتلال من "المناطق العسكرية المغلقة ومناطق إطلاق النار، والمستوطنات ومحيطها"، أسبابًا لحرمان الفلسطينيين من استخدام أراضيهم أو زراعتها أو البناء عليها.
ومؤخرًا صادقت لجنة في كنيست الاحتلال على مشروع قانون يمنح سلطة الآثار الإسرائيلية صلاحيات العمل والتنقيب بالضفة، وينص على أن صلاحيات سلطة الآثار ستشمل البحث عن الآثار في مناطق الضفة كما لو أنها في "إسرائيل".
يقول مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" سهيل خليلية، إن "الآثار كانت ذريعة لإثبات ملكية الاحتلال للأرض الفلسطينية، والاحتلال كان يعد الحفريات لأن تكون مشاريع تهدف لتثبيت هويتهم كيهود في الأراضي المحتلة، وهي بشكل غير مباشر وسيلة للاستيلاء على الأراضي، وتشكيل الهوية اليهودية في الأرض الفلسطينية".
ويضيف خليلية في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال بدأ بالنبش على الآثار في القدس وبلدة سلوان وشيلو وسبسطية، والتي كانت تعتبر ولا تزال وسيلة لتجريد الناس من ملكيتهم.
ويشير إلى أن "مشروع القانون الذي يتم الحديث عنه، يعطي صلاحيات لسلطة الآثار، وهي مقدمة فعلية لعملية ضم الأراضي بشكل قانوني إسرائيليًا ومخالف للقانون الدولي".
وأوضح خليلية، أن القضية تضع الفلسطينيين أهل البلاد الأصليين تحت رقابة وسيطرة إسرائيلية بشكل أوسع مما هم عليه اليوم، ويصبح ما يسمى وزير "التراث في سلطة الآثار الإسرائيلية" شكل آخر من أشكال التحكم في الأراضي الفلسطينية.
ويبين أن سلطة الآثار ستتحكم في المواقع الأثرية في المناطق المسماة "ج" على وجه التحديد، ولكن القانون سيشمل كل المناطق حتى مناطق "أ" و"ب"، وهذا يعطي سلطة الآثار الذريعة لاستخدام الأراضي الفلسطينية بهدف حرمان المواطنين من الوصول إلى أراضيهم واستعمالها، تحديدًا كما فعلوا مع المقدسيين بضمهم للقدس الشرقية بشكل مخالف للقانون، وأعلنوا أن أراضي المقدسيين "أراضٍ خضراء" حتى لا يستطيع المقدسيون البناء عليها.
ويكشف خليلية أن القانون مدعوم من قبل جمعيات يمينية، وهي من ابتدعت قصص التراث اليهودي وحاولت ربط الآثار المزعومة بقصص توارتية، لافتًا إلى أنه ورغم القضايا المبتدعة، فإنها لاقت معارضه حقيقية من علماء الآثار الإسرائيليين والأكاديميين، وهم من أكدوا على عدم وجود آثار حقيقية تشير إلى موضوع آثار يهودية في الأراضي الفلسطينية.
ويرى خليلية أن الأهداف الحقيقية للمشروع المطروح اليوم، هو لاعتبارات سياسية للسيطرة والاستحواذ على الأراضي الفلسطينية ولكن بشكل آخر، مضيفًا أن "الاحتلال استولى على الكثير من الأراضي الفلسطينية تحت ذريعة عسكرية، ولكن هذه الأوامر العسكرية صلاحيتها التنفيذية آخذه بالنفاذ، لأنهم لا يستطعيون تشديد هذه الأوامر الخاصة بالمناطق العسكرية المغلقة لسنوات أطول مما هم عليه، لذلك نرى مؤخرًا أن الاحتلال بدأ يلجأ لأساليب أخرى لإبقاء السيطرة على الأراضي خاصة في المناطقة المصنفة "ج".
ويشير إلى التزايد في الإعلان عن أراضٍ فلسطينية على أنها محميات طبيعية، وانتشار واسع وتزايد ملحوظ في إعلان مناطق فلسطينية كثيرة على أنها محميات طبيعية، "فإما أن تبقى محميات تحت سيطرة الاحتلال أو يتم ضمها إلى مستوطنات قريبة".
ويردف: "الاحتلال لم يكتفِ بالإعلان عن محيمات طبيعية، وإنما لجأ إلى استعمال قانون الآثار، وأعطى سلطة الآثار الصلاحيات لمد نفوذها إلى مناطق الضفة بكامل تصنيفاتها، ما يعطيها صلاحية السيطرة عليها ومنع البناء الفلسطيني وهدم المنازل، وينتهي بمنع المواطنين من دخول أراضيهم".
ويكمل قائلاً: "شهدنا هدم خمسة منازل فلسطينية قرب قصر هشام في أريحا، وهذه إشارة إلى أن الاحتلال مستعد للدخول إلى وسط المناطق التي يسيطر عليها الفلسطينيون، ويقوم بهدم المنازل تحت مسميات مختلفة "بناء غير مرخص".
ويؤكد خليلية أن خطورة القانون يجعل سلطة الآثار وباءً حقيقيًا على الشعب والأرض الفلسطينية، وذريعة حقيقية لتحييد الفلسطيني عن استعمال واستغلال أرضه في الضفة.
بدوره، يقول الناشط في مجال الاستيطان بشار القريوتي، إن "سياسية الاحتلال في السيطرة على الضفة الغربية أصبحت تنفذ وتطبق فعليًا، ضمن إجراءات الدوائر الاستيطانية التي أصبحت تسابق الزمن لتنفيذ مخططاتها في ظل الأوضاع المتوترة والحرب على غزة".
ويوضح القريوتي في حديث لـ"صفا"، أن دائرة الآثار الإسرائيلية سيطرت على الكثير من المناطق المصنفة "ج"، وتحاول الدخول لمناطق السلطة للتنقيب عن الآثار وتحديدًا المناطق المصنفة "ب".
وينوه القريوتي إلى أن الكثير من الأماكن بداخلها شواهد إسلامية ومساجد قديمة، لافتًا إلى أن المستوطنين يقتحمون القرى والبلدات بحجة وجود مقامات دينية تاريخية، وذلك للسيطرة على مواقع استراتيجية وتلال تقع في المناطق المصنفة "ب"، والتي هي أساسًا ضمن سيطرة السلطة الفلسطينية.
ويرى القريوتي أن الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال والمستوطنون على حد سواء، هي لتقسيم الضفة وفرض سياسة أمر واقع جديد، للسيطرة على كل ما هو فلسطيني.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: استيطان الاستيلاء على الأراضي هدم منازل الضفة الآثار الإسرائیلیة الأراضی الفلسطینیة على الأراضی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذير من كارثة عطش بالضفة الغربية وإسرائيل تسيطر على 84% من مواردها المائية
قال تقرير حقوقي فلسطيني، أمس السبت، إن إسرائيل تسيطر على أكثر من 84% من المياه الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وتصعد إجراءاتها للسطو على مصادر المياه، وأدى هذا إلى أزمة حادة في المدن والقرى.
وأضاف التقرير الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن إسرائيل هدمت ما لا يقل عن 500 بئر لتجميع المياه في الضفة الغربية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصحة العالمية: الحصول على الرعاية الصحية بالسويداء يشكل تحدياlist 2 of 2غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياعend of listوذكر أن تل أبيب "استغلت نحو 52% من المياه الفلسطينية في الضفة لصالح الإسرائيليين، في حين حولت نحو 32% للمستوطنات".
وأوضح التقرير أن الفلسطينيين لم يتبق لهم إلا 16% من المياه، وأسفر هذا عن أزمة حادة نتيجة نقص المياه، خاصة خلال فصل الصيف.
وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين على نبع مياه "عين سامية، شرق مدينة رام الله وسط الضفة قبل أيام، فاقم أزمة حصول الفلسطينيين على حقوقهم في المياه التي تسطو عليها إسرائيل".
وفي 21 يوليو/تموز الجاري، أعلنت مصلحة مياه محافظة القدس، توقف الضخ من آبار منطقة عين سامية، لعشرات البلدات الفلسطينية بسبب اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين.
وذكرت أن طواقمها "فقدت السيطرة والتحكم التقني والإداري على كامل المنظومة المائية في عين سامية، بفعل سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت شبكات الكهرباء، ومعدات الضخ، وأنظمة الاتصالات، وكاميرات المراقبة".
وأوضحت أن اعتداءات المستوطنين "أدت إلى توقف العمل كليا وتعطيل الضخ إلى عشرات القرى والبلدات الفلسطينية في شمال وشرق محافظة رام الله والبيرة".
كما حذرت من أن "استمرار الوضع على ما هو عليه سيتسبب بكارثة إنسانية تهدد أكثر من 70 ألف مواطن (فلسطيني) بحرمانهم من حقهم الأساسي في المياه".
وطالبت "بتوفير حماية دولية للمصادر المائية الفلسطينية، وفرض ضغوط حقيقية لوقف سياسة التخريب الممنهجة (الإسرائيلية)، والتي تستهدف المصادر المائية".
إعلانووفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي قد يبلغ نحو 85.7 لتر مياه، وفي المقابل فإن استهلاك الإسرائيلي 3 أضعاف بنحو 300 لتر يوميا، ويتضاعف هذا المعدل للمستوطنين إلى أكثر من 7 أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، وأدى ذلك إلى مقتل 1008 فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ويتزامن ذلك مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل في غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.