#سواليف

أشهر معدودة تفصل الرئيس الأمريكي جو #بايدن عن نهاية مسيرته السياسية التي امتدت لـ5 عقود، حيث يغادر #البيت_الأبيض في يناير بعد انتهاء ولايته وانسحابه من #السباق_الرئاسي لولاية جديدة.

وأنهى بايدن (81 عاما) جهود إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة أمس الأحد، في أعقاب أدائه الكارثي في ​​المناظرة التي جرت يوم 27 يونيو ضد الرئيس السابق دونالد #ترامب، إضافة إلى العديد من التعثرات التي شهدها العالم أجمع على مدار سنوات حكمه.

وفيما يلي نظرة شاملة حول ما يزيد عن 50 عاما من تولي بايدن لمنصبه العام:

مقالات ذات صلة رابطة الكتاب الأردنيين تنظيم زيارة تضامنية للزميل الكاتب أحمد حسن الزعبي غداً الثلاثاء 2024/07/22 كل شيء بدأ في #ديلاوير

خاض بايدن تجربته السياسية الأولى في عام 1970، إثر فوزه بمقعد في مجلس مقاطعة نيو كاسل، بعد عامين من تخرجه من كلية الحقوق في سيراكيوز.

وترشح الشاب البالغ من العمر 27 عاما آنذاك لمقعد الدائرة الرابعة في مقاطعة ويلمنغتون بولاية ديلاوير على منصة ليبرالية.

يظهر في الصورة السيناتور الديمقراطي المنتخب جو بايدن، من ديلاوير، بعد أن أدى قسم المواطنة أثناء تسجيل وصوله في مكتب أمين مجلس الشيوخ في عام 1973.

السعي إلى “الشهرة الوطنية” في مجلس الشيوخ

في عام 1972، بينما كان لا يزال في فترته الأولى في مجلس مقاطعة نيو كاسل، أطلق بايدن حملته الأولى لمجلس الشيوخ، متحديا السيناتور جيه كالب بوغز (جمهوري من ديلاوير) الذي قضى فترتين في منصب عضو مجلس الشيوخ.

ونجحت حملته جزئيا من خلال اللعب على فارق السن الذي بلغ 33 عاما، بين بايدن البالغ 29 عاما وبوغز البالغ 62 عاما.

هزم بايدن منافسه الجمهوري بفارق أقل من 3 آلاف صوت وتولى منصبه في عام 1973 كأحد أصغر أعضاء مجلس الشيوخ في تاريخ الولايات المتحدة.

أصبح بايدن أحد أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في التاريخ.

كان بايدن، الذي تولى لفترة طويلة رئاسة لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، قد أوصى بشكل مثير للجدل بأن يرفض مجلس الشيوخ ترشيح الرئيس رونالد ريغان لعضوية المحكمة العليا روبرت بورك في عام 1987.

كما تولى رئاسة جلسات الاستماع في عام 1991 بشأن ترشيح كلارنس توماس، وهو الأمر الذي وضع مساعدته القانونية السابقة، أنيتا هيل، تحت التدقيق الشديد عندما زعمت أن مرشح المحكمة العليا آنذاك تحرش بها جنسيا.

في عام 1994، دفع بايدن بمشروع قانون فيدرالي ضخم للجرائم، والذي زعم المنتقدون خلال حملته الرئاسية لعام 2020 أنه ساهم في السجن الجماعي للأقليات العرقية في العقود الأخيرة.

وعلى مدى 11 عاما، شغل بايدن أيضا منصب رئيس أو عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وخلال هذه الفترة دفع باتجاه التدخل العسكري الأمريكي في البلقان، وصوت ضد حرب العراق عام 1991، وصوت لصالح حرب العراق عام 2002.

جو بايدن صحبة عائلته

وفي وقت لاحق، وصف بايدن تصويته لصالح حرب العراق في عام 2002 بأنه “خطأ”، كما عارض الزيادة الناجحة للقوات في عام 2007.

أول محاولة للبيت الأبيض

أطلق بايدن حملته الرئاسية الأولى في يونيو 1987، بعد منتصف ولايته الثالثة في مجلس الشيوخ.

كانت الحملة قصيرة الأجل، حيث انسحب من السباق خلال 3 أشهر، بعد أن تم القبض عليه وهو يسرق خطابا للسياسي البريطاني نيل كينوك خلال مناظرة أولية رئاسية للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا، وظهرت مزاعم بالسرقة الأدبية في الماضي.

أطلق بايدن حملته الرئاسية الأولى في يونيو 1987، بعد منتصف ولايته الثالثة في مجلس الشيوخ.

محاولة رئاسية فاشلة ثانية

في يناير 2007، أعلن بايدن في برنامج “Meet the Press” على قناة NBC أنه سيحاول للمرة الثانية الوصول إلى البيت الأبيض.

وقد فشلت حملته الانتخابية، التي ركزت على خطته لتقسيم العراق إلى عدة مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، وخبرته الممتدة لـ 36 عاما في مجلس الشيوخ، في اكتساب الكثير من الزخم.

وتعرض لانتقادات شديدة بعد أيام قليلة من انطلاق حملته عندما أشار إلى المرشح المنافس باراك أوباما باعتباره “أول رجل أمريكي من أصل إفريقي ينتمي إلى التيار الرئيسي، وهو رجل فصيح وذكي ونظيف وذو مظهر لطيف”.وعلى الرغم من الخطأ العنصري الذي ارتكبه بايدن أثناء حملته الانتخابية، اختاره أوباما كمرشح لمنصب نائب الرئيس في أغسطس 2008، وشغل بايدن منصب نائبه طوال فترة رئاسة أوباما التي استمرت فترتين .

ووصف البيت الأبيض بايدن بأنه “الشخص الرئيسي للرئيس في الدبلوماسية” و”المهندس الرائد للرؤية الاستراتيجية الأمريكية لأوروبا موحدة وحرة وتتمتع بالسلام”.

وفاجأ أوباما بايدن في الأيام الأخيرة من رئاسته بمنحه وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في البلاد.

وعلى الرغم من حصوله على المركز الرابع في انتخابات أيوا التمهيدية والمركز الخامس في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، فقد خرج بايدن منتصرا من بين مجموعة مزدحمة من المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في عام 2020.

شغل بايدن منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما من عام 2009 إلى عام 2017.

وكانت اللحظة الحاسمة بالنسبة له هي تأييد النائب جيمس كليبورن (ديمقراطي من ساوث كارولينا) له، يليه فوز ساحق في الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا، حيث فاز في جميع مقاطعات الولاية البالغ عددها 46 مقاطعة وتفوق على صاحب المركز الثاني السناتور بيرني ساندرز (مستقل من فيرمونت) بنحو 20 نقطة مئوية.

وركزت حملته الانتخابية العامة ضد دونالد ترامب على الرسالة التي مفادها أن “روح أمريكا” على المحك، وأنه سيعمل كرئيس جسر بين ترامب وجيل جديد من القيادة.

وهزم ترامب، الذي واصل مزاعمه بوجود تزوير واسع النطاق خلال الانتخابات، من خلال تأمين انتصارات رئيسية في ولايات ويسكونسن وميشيغان وأريزونا ونيفادا وجورجيا.

يقف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبتة كامالا هاريس على خشبة المسرح بعد إلقاء كلمة في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، في 7 نوفمبر 2020.

وعلى الرغم من حصول الديمقراطيين على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب والشيوخ، واجه بايدن صعوبة في تمرير عدة أجزاء من أجندته الطموحة في الكونغرس، مما ترك العديد من مبادراته دون تحقيق.

وباعتباره رئيسا، كان قادرا على توجيه حزمة التحفيز الاقتصادي بقيمة 2 تريليون دولار لمواجهة كوفيد-19 عبر الكونغرس، فضلا عن مشروع قانون البنية التحتية بقيمة 1.2 تريليون دولار، وقانون خفض التضخم، وقانون التأمين الصحي للأطفال والعلوم.

وتعرضت رئاسته لانتقادات بسبب اتهامات بتورطه في تعاملات تجارية خارجية واسعة النطاق لعائلته بصفته نائبا للرئيس، مما أدى إلى إطلاق الجمهوريين تحقيقا لعزله العام الماضي، فضلا عن اكتشاف وثائق سرية للبيت الأبيض من فترة عمله كنائب للرئيس في مركز بن بايدن للأبحاث ومنزله في ويلمنغتون.إقرأ المزيد

تم تعيين المستشار الخاص روبرت هور للتحقيق في الفضيحة، وقرر في النهاية عدم توجيه اتهامات جنائية ضد بايدن، ويرجع ذلك جزئيا إلى اعتقاده أن هيئة المحلفين قد تنظر إلى الرئيس على أنه “رجل مسن ضعيف الذاكرة”.

ومن أبرز الأحداث خلال رئاسة جو بايدن، الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان في أغسطس 2021، الذي أسفر عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية وترك الآلاف من الأمريكيين وحلفائهم عالقين في الدولة التي تسيطر عليها طالبان.

وأطلق بايدن حملته لإعادة انتخابه في أبريل 2023، وطلب من الناخبين منحه 4 سنوات أخرى لمساعدته على “إنهاء المهمة”.

وسعى أكبر رئيس سنا في التاريخ الأمريكي، إلى ولاية ثانية على الرغم من انخفاض دعمه، حيث أظهرت استطلاعات الرأي مؤخرا أن غالبية الأمريكيين، بما في ذلك الديمقراطيون، لا يريدونه.

ولم تنجح الأشهر الخمسة عشر التي قضاها بايدن في حملته الانتخابية، بتخفيف مخاوف الناخبين بشأن سنه وقدراته العقلية. وكان من الممكن أن يصل بايدن إلى سن السادسة والثمانين قبل نهاية ولايته الثانية إذا تم انتخابه لولاية جديدة.

كما أدى أداءه الكارثي في ​​مناظرته الأولى ضد ترامب في يونيو، حيث بدا غير متماسك، وفي بعض الأحيان مرتبكا تماما، إلى دعوات تطالبه بإنهاء جهود إعادة انتخابه، وهو ما فعله في النهاية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف بايدن البيت الأبيض السباق الرئاسي ترامب ديلاوير حملته الانتخابیة فی مجلس الشیوخ على الرغم من بایدن حملته الأولى فی بایدن من جو بایدن فی عام

إقرأ أيضاً:

ترامب على طريق بايدن

أمضى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كل العام 2024 وهو يحاول أن يقنع رئيس حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أولاً بتحديد موعد قريب للحرب، ثم بوقفها وذلك عبر صفقة تبادل بين المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ولكن مع فشله المتواصل وعجزه عن القدرة على إجبار نتنياهو على الامتثال لما يريده، بدافع انتخابي على أقل تقدير.

كان يدعي أحياناً أن الاتفاق قريب، وأنه قاب قوسين أو أدنى من التحقق، وأحياناً يلقي اللوم على حماس، ومن ثم يعلن إحباطه، بعد تسريبات من أوساط إدارته بأنه مارس الضغط أو حتى أنه هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفي نهاية المطاف، خرج بايدن من البيت الأبيض دون رجعة، ودون أن يحقق أي منجز يذكر، وأخذ معه بفشله مع نتنياهو بالذات حزبه ونائبته كامالا هاريس، وفتح الباب بيده المرتعشة لخصمه السياسي دونالد ترامب ليعود إلى البيت الأبيض من بابه الواسع.

يبدو اليوم أن هناك تبادلاً في الأدوار، وأن ما مر به بايدن يمر به حالياً ترامب، فما دام نتنياهو هو من يجلس على الجانب الآخر من العلاقة الأميركية - الإسرائيلية، فإن الرؤساء الأميركيين يتغيرون ويتبدلون، ويبقى رئيس الحكومة الإسرائيلية كما هو.

وفي حقيقة الأمر ربما كان هذا أحد الأسباب التي تظهره كرجل ما زال مطلوباً للعدالة الدولية في الخارج، ومتهماً أمام القضاء الإسرائيلي في الداخل، من تبجح وعنجهية وغرور، كيف لا وهو يتلاعب برئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، كما لو كان لعبة بين يديه، ولم يقتصر الأمر على رئيس واحد، حتى لا يقال إن العيب أو المشكلة كانت في ذلك الرئيس شخصياً.

فقد فعل هذا مع ترامب في ولايته الأولى، حين واصل تحريكه بالريموت كونترول الذي بين يديه، فوجهه نحو إلغاء الاتفاق مع إيران العام 2018، الذي كان وقعه باراك أوباما قبل ذلك بثلاثة أعوام، ثم دفعه لارتكاب فعل تجنبه كل الرؤساء الأميركيون السابقون، نقصد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، ومن ثم الاعتراف بالضم غير القانوني للجولان المحتل، وأخيراً إبرام اتفاقيات أبراهام للتطبيع بين ثلاث دول عربية وإسرائيل بالقفز عن شرط إقامة الدولة الفلسطينية أولاً.

ثم تلاعب ببايدن الذي حاول أن يهرب من الشرق الأوسط، بعد أن حاول أن يكمل عمل ترامب الخاص باتفاقيات أبراهام، وذهب للرياض من أجل هذا الغرض، لكن علاقته السيئة مع الأمير محمد بن سلمان، حالت دون تحقيق أي إنجاز بهذا الخصوص، بل ولقنه الأمير السعودي المفعم بالحيوية والشباب والطموح درساً، دفعه بعيداً عن الشرق الأوسط إلى شرق أوروبا، حيث علق مستقبله ومستقبل حزبه السياسي بالحرب الروسية الأوكرانية، وحتى هنا لم يستطع أن يواجه نتنياهو، فمن بين كل دول الغرب الحليفة لأميركا، وقفت إسرائيل جانبا، ولم تنضم للتحالف السياسي الذي أقامته أميركا ضد الحرب الروسية على أوكرانيا.

ثم كانت الطامة الكبرى حين وقع طوفان الأقصى، فكانت تفاصيل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تمثل إهانات متكررة ومتواصلة للرئيس الأميركي في مقابل رئيس حكومة إسرائيلي، ليس مطلوبا للعدالة الدولية، وللقضاء الإسرائيلي وحسب، بل ويواجه معارضة داخلية غير مسبوقة، لا تقتصر على المعارضة السياسية، بل يواجه مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية.

أي كان يمكن لبايدن أن يتحجج أو يطالب نتنياهو بإجماع داخلي، حتى يجلس إلى جانبه أو حتى وراءه في حرب أغضبت العالم بأسره، لكنه لم يقوَ حتى على منع نتنياهو من منح الفاشيين الإسرائيليين المقاعد الوزارية، وكان بايدن قد تورط بإعلان عدم رغبته في منح كل من إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش مقاعد حكومية حين قام نتنياهو بتشكيل حكومته الحالية، وذلك قبل أشهر قليلة من طوفان الأقصى، وكان ذلك محاولة من بايدن لتعزيز علاقة بلاده بالدول العربية، نظراً لتقديره بأن هذين الرجلين سيشعلان المنطقة توتراً وصخباً بمجرد مشاركتهما في الحكومة، فما بالنا وقد باتا يتحكمان بهما من خلال تهديد نتنياهو المرعوب من احتمال الخروج من المنصب ليكون تحت رحمة القضاء الإسرائيلي، بفض الشراكة معه، في حال تردد في مواصلة حرب الإبادة الجماعية، ومواصلة الطريق ضد العالم بأسره ؟

بالطبع كان ينظر إلى بايدن على أنه رئيس ضعيف، لا يتمتع بكاريزما باراك أوباما، ولا حتى بشخصية رونالد ريغان ولا حتى جورج بوش الأب، أما ترامب فهو ظهر، بعد أن فاجأ الدنيا كلها برفض نتائج انتخابات الرئاسة العام 2020، وظل يدعي تعرض النتيجة للتزوير.

ثم أعلن بشكل غير مسبوق أنه سيعيد محاولة العودة للبيت الأبيض، وظل 4 سنوات يمارس دور المرشح الرئاسي المعارض، وظهر مدعوماً من مؤيدين متطرفين، عصبويين لدرجة العنصرية ضد الآخرين، بمن فيهم نصف الشعب الأميركي، أي الخصم الديمقراطي، باختصار ظهر أو حاول أن يظهر كرئيس قوي، مختلف تماما عن بايدن، وقد ادعى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ما كانت لتقع لو كان رئيسا، وأنه يمكنه أن يوقف الحرب في الشرق الأوسط خلال أيام، وواصل ذلك وبصوت أعلى بكثير حين فاز بالانتخابات، لدرجة أنه هدد بأنه سيحرق الشرق الأوسط، لو دخل البيت الأبيض، دون التوصل لاتفاقية الصفقة.

وفعلاً رضخ نتنياهو للتهديد، رغم أن تهديد ترامب كان يبدو موجها لحماس أصلاً، وبدأ تنفيذ صفقة تبادل مكونة من 3 مراحل، قبل تنصيب ترامب بيوم واحد فقط، وبذلك أوحى نتنياهو لترامب بأنه قد حقق له ما أراد، بما جعل الرئيس الأميركي ينتشي مثل طاووس في ريعان الشباب، ما أعاده إلى حضن نتنياهو، الذي كان قد أغضبه قبل 4 سنوات حين قام بتهنئة بايدن على فوزه بانتخابات 2020، لدرجة أنه استقبله في البيت الأبيض كأول مسؤول أجنبي يستقبله كرئيس أميركي ثم قام بتقديم أعظم هدية سياسية له.

وكانت إعلانه عن خطة مدوية تجاه غزة، مضمونها تهجير سكانها، إعلان أذهل نتنياهو والفاشيين الإسرائيليين، الذين ما زالوا يحلمون بتنفيذ تلك الخطة، رغم نسيان ترامب نفسه لها، بل وحتى أنه نسي إن كان قد تفوه بها من قبل.

وكما فعل بايدن، يفعل ترامب حالياً، فهو قد عين ممثلاً رسمياً له لمتابعة مسار صفقة التبادل، وهو ستيف ويتكوف، والذي يعد كما لو كان أهم من وزير الخارجية نفسه، بينما كان بايدن قد أرسل وزير خارجيته خلال عام واحد أكثر من عشر مرات لمتابعة هذا الملف، إضافة بالطبع لمستشار أمنه القومي، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، وكذلك أكثر من مندوب خاص.

ولكن دون جدوى، ذلك أن المعضلة لا تكمن في الجانب الفني، ولا في إقناع حماس، لكن المشكلة تكمن بين أميركا وإسرائيل بالتحديد، فأميركا أيام بايدن كانت بحاجة لاتفاق الصفقة لغرض انتخابي، وللتخلص من الضغط الدولي والداخلي، حيث كانت تضطر كل الوقت للوقوف في وجه العالم كله المنتفض بالتظاهرات، والمنشغل بمناقشة مشاريع القرارات في مجلس الأمن والجمعية العامة، فيما أميركا في أيام ترامب الحالية بحاجة إلى الصفقة لتقديمها كإنجاز يخفف من المعارضة الداخلية ضد الرسوم الجمركية، ولفتح أبواب الشرق الأوسط أمام مزيد من الاستثمارات في أميركا بما يعزز اقتصادها ويقويه في مواجهة التحدي الاقتصادي الصيني.

أما إسرائيل فلا يمكنها في ظل حكومتها الفاشية الحالية، عقد صفقة توقف الحرب، ولو بعد حين، وبالتحديد لو أرفق اتفاق الصفقة بضمانة أميركية أو قبول إسرائيلي بالطبع بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، فهذا يعني تفكيك الائتلاف وسقوط حكومة نتنياهو، وهذا التباين.

ومع تصاعد الغضب الدولي، ومنه الأوروبي المهم، الذي يبدو أنه وجد في إسرائيل ضالته للرد على تخلي أميركا عن أوكرانيا، وتوريط أوروبا بوحل المواجهة مع روسيا، وذلك بنبذ إسرائيل، كما فعلت أميركا مع أوكرانيا، يعني أن ترامب يحارب طواحين الهواء حالياً، من أجل «احتواء» فتيل التوتر الذي يمسك به نتنياهو، في محاولته لإجبار ترامب على الدخول في المسار الذي سار عليه بايدن، وهو مسار الحرب الإقليمية، بدلاً من مسار الصفقات التجارية، وبما يشمله ذلك من الإبقاء على خيار مواجهة إيران، أميركيا وإسرائيل عسكرياً، ولهذا أظهر ترامب حنقه على نتنياهو وحذره تحذيراً شديد اللهجة، إن هو فكر في تخريب المفاوضات الأميركية الإيرانية.

السؤال يبقى معلقاً، بينهما، أي بين ترامب ونتنياهو، ويدور حول من منهما سيلوي عنق الآخر، وحيث إن ترامب يطرق الباب السهل، والذي ليس بالضرورة يوصله لبر الأمان، وهو باب حماس، لذلك يواصل القول إنه قريب من اتفاق الصفقة، وإن ذلك قد يكون اليوم أو غداً!

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • توتنهام يقيل بوستيكوغلو رغم الفوز بـ “يوروبا ليغ”
  • أمين مجلس التعاون يرحب بقرار منظمة العمل الدولية برفع صفة تمثيل دولة فلسطين إلى صفة “دولة مراقب غير عضو”
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقر إزالة اسم سوريا من قائمة الدول المارقة
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقرّ إزالة اسم سوريا من قائمة “الدول المارقة”
  • مجلس الشيوخ الأميركي يُقرّ إزالة اسم سوريا من لائحة البلدان المارقة
  • تحرير 143 مخالفة للمحال التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق
  • ترامب على طريق بايدن
  • “التي أم أس” تشهد أولى خطوات قيد زيزو مع الأهلي واللاعب يطير إلى تركيا
  • مجموعة “أ3+” في مجلس الأمن تؤكد على وحدة وسيادة واستقلال الأراضي السورية
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة عيد الأضحى : الدولة ملتزمة بتقديم حياة المدنيين ومصالحهم على الاستعراض الزائف بالقوة