دورس وعِبر من "حادثة الوادي الكبير"
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
أفلح بن عبدالله الصقري
إنَّ ما مرَّ علينا في ضوء الأحداث الأخيرة في منطقة الوادي الكبير بمحافظة مسقط، لحدث عظيم ودخيل علينا كشعب عُماني مُسالم وبعيد عن الصراعات الطائفية والمذهبية، ومدعاة للتفكُّر والتأمُّل، وكيف حدث هذا الحادث الذي يُعدُّ غريباً على عُمان الوطن المعروف بهدوء شعبه وحُبه للسلام والوئام بينه وبين أطيافه المُختلفة.
تعوَّد الشعبُ العُماني على التكاتف والتلاحم فيما بينهم في المواقف الصعبة، والابتعاد عن أسباب الفرقة والتَّمرد، وتبنِّي الأفكار المنحرفة والضالة، والخروج عن منهج الدين الإسلامي الحنيف الذي علَّمنا معنى الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والسير على منهاج النبوة والاقتداء بالصالحين والتمسُّك بالأخلاق الحميدة الفاضلة، وعدم الانجرار نحو التَّعصب الديني والتشدُّد والغلو، وهنا لا نُعمِّم ولكن ما قرأناه في البيان الصادر عن الجهات الأمنية من أن مُرتكبي حادثة إطلاق النَّار في الوادي الكبير هم إخوة عمانيون؛ حيث دلت إجراءات التحريات والتحقيقات أنهم من المتأثرين بأفكار ضالة؛ وهو أمر مُؤسف وصادم في الوقت ذاته.
إنَّ الذي حدث في الوادي الكبير من إطلاق للنَّار على الآمنين في بيت من بيوت الله تعالى، لهو تعدٍّ على حرمات الله، وعلى من قصد التعبُّد والتقرُّب لله سبحانه وتعالى؛ فالشعب العُماني بكافة أطيافه ومذاهبه لم يعتد على الاختلاف والتناحر، خصوصاً في مثل هذه المواقف التي شهدتها السلطنة مؤخراً، وإنما هو نسيج متكامل وحلقات مترابطة لا تنفك عن بعضها البعض.
وعليه، ندعو كافة العقلاء في السلطنة إلى أن يكون لهم كلمة في هذا الشأن، كما أنَّ الدور اليوم كذلك يقع على عاتق الخطباء في المساجد، والمعلمين والمعلمات في المدارس، والحكماء في المجالس الدينية، والآباء في البيوت؛ لحثِّ وتوعية فئة الشباب وإيصال الرسالة إليهم بأهمية الحفاظ على إيمانهم أولاً، ومكتسبات هذا الوطن واستقرار أمنه وأمانه ثانياً، كما أنَّ النصح والإرشاد والتوجيه والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الذي ننتمِي إليه، والابتعاد عن الأفكار المنحرفة الضالة والسلبية والضارة لنفسه ووطنه؛ فالوطن حُضن وانتماء والنفس البشرية غالية لا يجب التفريط فيها والانصياع للتوجيهات الخارجية التي لا هم لها سوى التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، والتنازل عن القيم والمبادئ الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية التي تربوا عليها منذ نعومة أظفارهم، ولا يجب إفساح المجال أمام هذه الفئة المنحرفة عن طريق الحق ونشر أفكارهم المسمومة في المجتمع المسلم المحافظ.
كما ندعُو كافة أطياف المجتمع بالتكاتف والتعاون مع الجهات الأمنية فيما من شأنه المساس بالوطن واستقراره والدعوة لزعزعة أمنه واستقراره وسلامة أراضيه والإبلاغ عن أي حدث مشبوه يمس أمن وسلامة الوطن وعدم التهاون في ذلك، فكلنا شرطة وكلنا شعب واحد وأمة واحدة.
وعليه.. نناشد الجهات المختصة لدينا والجهات الأمنية بالتيقظ، وأن تكون أكثر حذراً من ذي قبل والتصدي لهذه الفئات، ونحن نعلم بأن الجهات لدينا لا تألو جَهداً في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن والمواطن والمقيم على حدٍّ سواء.
حفظ الله السلطنة وشعبها وسلطانها من كُل سوء وبلاء ومكروه، وجعلنا اللهم آمنين مُطمِئنين سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، كما نَسأله سبحانه وتعالى أن يُبعد عنَّا الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في حادثة وُصفت بأنها جريمة كراهية.. إحراق مجسمات لاجئين في أيرلندا الشمالية يثير مواقف متباينة
شهدت احتفالات في أيرلندا الشمالية إشعال حريق مثير للجدل بمجسمات لاجئين، ما أثار موجة إدانات وتحقيقات في حادث كراهية. وترافق الحادث مع تحذيرات أمنية بسبب احتمالات اندلاع أعمال عنف. اعلان
تجري شرطة أيرلندا الشمالية تحقيقًا في حريق نظمه عناصر موالون في قرية مويغاشيل بمقاطعة تايرون، حيث اشتمل العرض على مجسمات لاجئين سود البشرة يرتدون سترات نجاة داخل قارب، ووُصف الحادث بأنه جريمة كراهية.
وأُشعل الحريق مساء الخميس وسط تشجيع الحشود، حيث التهمت النيران القارب واثني عشر مجسمًا بحجم الإنسان. ووضعت لافتات أسفل القارب تحمل عبارات “أوقفوا القوارب” و”المحاربون القدامى قبل اللاجئين”. كما تم إحراق علم أيرلندا ضمن الحريق الذي جاء ضمن سلسلة احتفالات موالية أوسع.
انتقادات سياسية وتحذيرات أمنيةقبل ساعات من إشعال الحريق، أكدت الشرطة أنها تحقق في الحادث باعتباره جريمة كراهية. وأدانت شخصيات سياسية هذا العمل العنصري والعدائي ودعوا إلى إزالة المجسمات أو تفكيك الحريق بالكامل.
وفي سياق متصل، يثير حريق آخر في بلفاست، من المقرر إيقاده اليوم كجزء من نحو 300 حريق احتفالي في أيرلندا الشمالية، مخاوف أمنية بسبب قربه من موقع يحتوي على مادة الأسبستوس ومحطة كهربائية تغذي مستشفيين، مما دفع وزير البيئة أندرو موير إلى الدعوة إلى عدم حضور الحريق حفاظًا على السلامة.
تزامن ذلك مع موجة احتجاجات وعنف ضد المهاجرين في المنطقة، خاصة بعد أحداث شغب في بالي مينا الشهر الماضي وتصاعد النقاش السياسي في بريطانيا حول عبور القوارب الصغيرة عبر القنال الإنجليزي.
Relatedأيرلندا الشمالية: آمال معلّقة على تخلّي الحكومة البريطانية الجديدة عن قانون الإرث المثير للجدلليلتان من الغضب في أيرلندا الشمالية.. عنف وشغب على خلفية اعتداء جنسي مزعومأيرلندا الأولى أوروبيا: خطوات لحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية ردود فعل متباينةندد باتريك كورغان، مدير برنامج أيرلندا الشمالية في منظمة العفو الدولية، بالعرض الذي وصفه بـ”الكراهية البغيضة”، معتبرًا أنه يبعث برسالة صادمة إلى عائلات المهاجرين الذين تعرضوا لهجمات وإشعال حرائق في منازلهم مؤخرًا.
ووصف عضو جمعية سين فين، كولم جيلديرنيو، المجسمات بأنها محاولة لتجريد الناس من إنسانيتهم، مرحبًا بإجراءات الشرطة، ومؤكدًا ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.
في المقابل، دافع الناشط الموالي جيمي برايسون عن الحريق، موضحًا أن احتفالات مويغاشيل السنوية تجمع بين الاحتجاج الفني والتقاليد الثقافية، وأن تركيز هذا العام كان على ما وصفه بـ”فضيحة الهجرة الجماعية غير القانونية”.
وأكد مايك نيسبيت، زعيم حزب الاتحاد الألزتي ووزير الصحة، أن المشهد كان “مقززًا ولا يتماشى مع الاحتفالات الثقافية”.
ورغم قرار لجنة مجلس مدينة بلفاست بإزالة الحريق المثير للجدل في شارع ميريدي، رفضت الشرطة التدخل خشية وقوع اضطرابات واسعة، خاصة مع تهديدات مجموعات شبه عسكرية بالاضطرابات إذا تم تفكيك الحريق. وصفت سين فين السماح بإشعال الحريق بأنه استسلام لـ”حكم العصابات”.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة