في الوقت الذي تمدد فيه الخدمة الإجبارية 4 أشهر للرجال ولا يعرف المجندون متى سيتم تسريحهم، وتتلاشى الوعود بتقديم منح خاصة لطلاب الجامعات الذين يتم استدعاؤهم للخدمة الاحتياطية، يتمتع مجتمع واحد على وجه الخصوص بمعاملة متساهلة بشكل خاص من قبل الحكومة الإسرائيلية.

هكذا لخصت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحية لها أزمة إعفاء شباب طائفة الحريديم من التجنيد، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ليس هو الذي سمح لهم بالتهرب من الخدمة ولكنه قبل ذلك، وقالت إن الضباط كان عليهم أن يطبقوا قانون الخدمة الإلزامية بدون أي حيل أو ضغط على الحاخامات أو وعود ببيئة خالية من الوجود النسائي، وكان يجب أن يكون هناك قانون واحد لجميع الرجال في سن التجنيد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند: مبادرة من خبراء فرنسيين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيليlist 2 of 2صحف أميركية تتوقع أبرز التطورات بعد تنحي بايدنend of list استدعاء نسبة ضئيلة للغاية

ومع أن الجيش أرسل أمس الأحد، أول ألف أمر استدعاء إلى الرجال الأرثوذكس "المتشددين" الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، فإن هذا يشكل نسبة ضئيلة من الـ64 ألفا الملزمين قانونا بالتجنيد، حتى ولو تم في الأسابيع المقبلة إرسال دفعتين أخريين من أوامر الاستدعاء، خاصة أنه سيتم تحديد مداها وطبيعتها حسب أهواء القادة اليهود "المتشددين" الذين يخشون فقدان السيطرة على طلابهم، مع أن ذلك ليس عذرا لعدم المساواة في المعاملة.

وبحسب الجيش، فإن استمرار الحرب وحجم الخسائر البشرية يتطلبان تجنيد 10 آلاف، بين مجندين وجنود محترفين وجنود احتياط، مع العلم أن التمييز بين الإسرائيليين العلمانيين والمتدينين من غير الممكن أن يستمر كما قضت بذلك المحكمة العليا مؤخرا.

وجاء في حكم القضاة أنه "من واجب الجيش الإسرائيلي أن يأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجهه هذه الأيام، وكذلك الاحتياجات الأمنية الملموسة"، وأضاف أن قرار الجيش "لا يمكن فصله عما سبق، ويجب أن يعكس الوضع الأمني الذي نجد أنفسنا فيه هذه الأيام".

وتشير الافتتاحية إلى أن المحكمة لم تتحدث عن أهداف التجنيد الإجباري، وقالت إنه لا يوجد أساس قانوني لإعفاء اليهود الحريديم من الخدمة، متسائلة لماذا يخطط الجيش لإرسال 3 آلاف أمر استدعاء فقط للرجال الأرثوذكس المتطرفين، مع أنه لا ينبغي أن يضع في الاعتبار التوترات السياسية التي تعيشها الحكومة.

لماذا التوسل للحاخامات؟

واستغربت الصحيفة توسل الجيش الإسرائيلي، الذي لا يسأل الشباب العلمانيين الذين يبلغون من العمر 18 عاما هل يريدون الخدمة، إلى القادة الأرثوذكس "المتطرفين" لكي يرضوا عن طيب قلب، بوقف طلابهم عن التهرب من الخدمة العسكرية.

وختمت الصحيفة بأن الوعود التي قطعها ضباط كبار للحاخامات بأن الرجال الأرثوذكس "المتطرفين" الذين يتم تجنيدهم لن يلتقوا بالنساء أثناء خدمتهم، وعود غير مقبولة، لأنه ليس من المفترض أن يتعاون الجيش مع وجهة نظر للعالم تعتبر النساء خطرا بيئيا، ولأن المساواة في التجنيد والخدمة مبدأ أساسي لا يجوز المساس به، وأي إظهار "للمرونة" لن يؤدي إلا إلى زيادة المطالبة بالفصل بين الجنسين في مناحي الحياة الأخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

الدورة الكاملة للقيمة… اقتصاد يبني مجتمعات أكثر مرونة

#الدورة_الكاملة_للقيمة… #اقتصاد يبني #مجتمعات أكثر مرونة

الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم

يكتسب الاقتصاد الدائري زخماً متزايداً بوصفه أحد أبرز التحوّلات الاقتصادية القادرة على بناء قيمة مستدامة تتجاوز منطق الإنتاج والاستهلاك التقليدي. يقوم هذا النهج على إعادة تصميم تدفّقات المواد والموارد ليصبح كل مخرجٍ مدخلاً جديداً في دورة إنتاج مستمرة، ما يقلّل الاعتماد على الموارد المستوردة ويعزّز القدرة على التكيّف مع تقلبات الأسواق والطاقة والمواد الخام. وفي عالم تتسارع فيه كلف الإنتاج وتتعمّق فيه المخاطر البيئية، بات الاقتصاد الدائري خياراً اقتصادياً واجتماعياً لا يمكن تجاهله.

ولا بد من الإشارة إلى أن هذا المفهوم لا يقدّم حلولاً تقنية فحسب، بل يعيد صياغة العلاقة بين النمو الاقتصادي وجودة الحياة. فكل عملية تقليل للهدر تعني خفضاً في الكلف التشغيلية للشركات، وكل مشروع تدوير ناجح يخلق فرص عمل للشباب، وكل استثمار في تصنيع مواد معاد تدويرها يعزّز تنافسية الصناعات الوطنية ويخفّف الضغط على البيئة. وعند الاطلاع على تجارب دول الجوار نجد أنها تقدم نماذج واضحة لهذا النمط الاقتصادي؛ إذ دفعت الإمارات نحو منظومات متقدمة لإعادة استخدام المواد ضمن صناعاتها التحويلية، واستثمرت السعودية في تطوير سلاسل قيمة لإعادة تدوير البلاستيك والمعادن، فيما طوّرت مصر منظومة إدارة نفايات ترتبط بالمجتمعات المحلية وتمنحها دوراً إنتاجياً في الاقتصاد الأخضر.

مقالات ذات صلة الإداراتُ الأكاديميّةُ و متلازمةُ النجاحِ أو الفشلِ! 2025/12/11

أما في الأردن، فتبرز مبادرات واعدة يمكن البناء عليها، من منشآت إعادة تدوير المعادن والبلاستيك في المدن الصناعية، إلى جهود الشركات الكبرى في خفض بصمتها البيئية، وصولاً إلى مشاريع ريادية صغيرة تحوّل النفايات العضوية إلى منتجات زراعية ذات قيمة مضافة. غير أن تحويل هذه المبادرات إلى منظومة اقتصادية متكاملة يتطلب تخطيطاً استراتيجياً يربط التنمية الصناعية بالابتكار والعدالة الاجتماعية، ويعزّز مشاركة المجتمعات في إدارة مواردها، ويمنح القطاع الخاص حوافز واضحة لدمج الاقتصاد الدائري في عمليات الإنتاج.

وتقوم آلية عمل الاقتصاد الدائري في بيئة الأعمال الأردنية على تحليل دورة حياة المنتج منذ مرحلة التصميم، وتحديد نقاط الهدر القابلة للتحويل إلى فرص اقتصادية، واستخدام التكنولوجيا في إدارة الموارد؛ من الذكاء الاصطناعي في معالجة النفايات الصناعية إلى التحليلات المتقدمة التي ترفع كفاءة الطاقة والمياه. وهذا يستدعي تشريعات تشجّع على إعادة الاستخدام والتدوير، ونظام حوافز ضريبياً ومالياً يدعم الاستثمار في المعدات والتقنيات النظيفة، إضافة إلى منظومة تمويل تُشرك البنوك وصناديق التنمية في بناء سلاسل قيمة جديدة. كما يشكّل المجتمع المحلي ركناً أساسياً في نجاح الاقتصاد الدائري عبر تبنّي أنماط استهلاك واعية، ودعم المبادرات الشبابية، وتمكين البلديات من إدارة الموارد بكفاءة أكبر.

ولفهم الاقتصاد الدائري على نحو أشمل، لا بد من النظر إلى الصورة الكاملة للمشهد الذي يتصدّره لاعبون رئيسيون؛ بدءاً من الحكومة بصفتها الجهة المنظمة وصاحبة السياسات، مروراً بالقطاع الخاص الذي يقود التنفيذ ويطوّر حلولاً سوقية قابلة للتوسع، والجامعات ومراكز البحث التي ترفد المنظومة بالمعرفة والابتكار، وصولاً إلى المجتمع المدني الذي يعيد تشكيل الوعي ويعزّز ثقة الناس بالتحوّلات البيئية والاجتماعية. ولتحقيق نجاح نوعي لهذه المنظومة فلا بد من ضرورة العمل المشترك بين الشركاء بصورة متوازنة وواضحة الأدوار والمسؤوليات، بما يتيح بناء اقتصاد متكيف ومنخفض المخاطر وأكثر قدرة على خلق فرص مستقبلية تستند إلى الابتكار والتنافسية.

وبناءً على ما تقدم، فإننا على ثقة بأن الأردن يمتلك فرصة حقيقية لتأسيس نموذج اقتصادي دائري يعالج تحديات الموارد المحدودة، ويحسّن مستويات المعيشة، ويُحدث تحوّلات هيكلية تمتد من المصانع إلى المجتمعات المحلية. إن هذه المنظومة ليست مجرد إدارة للنفايات، بل بوابة لبناء اقتصاد أكثر عدلاً وكفاءة ومرونة؛ اقتصاد يربط النمو بالإنسان وبالمجتمعات التي تشكّل عماد التنمية، ويمنح البلاد قدرة أكبر على مواجهة المستقبل بثقة وابتكار.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر
  • الدورة الكاملة للقيمة… اقتصاد يبني مجتمعات أكثر مرونة
  • أوبر تطلق أكشاك حجز الرحلات بدون تطبيق في مطارات نيويورك
  • توقعات باختراق الذهب 5000 دولار للأوقية بعد خفض الفيدرالي للفائدة
  • بعد مقتل أبو شباب.. جماعات مناهضة لحماس تواصل التجنيد وتثير مخاوف التقسيم
  • بنك إسرائيل: قانون تجنيد الحريديم لن يوفر عدداً كافياً من الجنود
  • سهيل المزروعي: دفع الجهود الحكومية لنهج أكثر مرونة
  • هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيل
  • إلا اليهود الإشكناز والصينيين.. تحقيق أمريكي موسع في قتل لقاحات كوفيد لــ10 رضع
  • مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل