معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب يُناقش "الأخلاق فى العالم المعاصر"
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
نظمت مكتبة الإسكندرية، اليوم ندوة حوارية لمناقشة أحدث كتب الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والذى صدر مؤخرًا عن مؤسسة العويس الثقافية بعنوان "سؤال الأخلاق في العالم المعاصر"، قدمت الندوة الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي، اليوم الثلاثاء، وسط حضور لفيف من الجماعة الثقافية، وذلك ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
أوضح الدكتور أحمد زايد؛ إنه عمل على إعداد الكتاب لما يقرب من سبع سنوات، وقد بدأ التفكير فيه عقب سلسلة من المقالات التي كتبها في إحدى المجلات حوّل الأخلاق، وأيضًا من منطلق اهتمامه الشخصى بمشروع الحداثة بمستواه الأول المرتبط بالنزعة الداخلية لدى الإنسان الذي يعتنق فكر التجديد ،شرع في كتابة هذا العمل.
وتحدث الدكتور زايد؛ عن المشروع الحداثي الذي ظهر عقب القرون الوسطى وظهور فلسفة عصر التنوير والنقلة النوعية في التكنولوجيا والصناعة، حتى أصبح مشروعًا عالميًا حقق نجاحات اقتصادية وصنع فلسفات وفنون عظيمة، وانتقل بالدول من سيطرة الكنيسة إلى نظم ديمقراطية تحكمها حكومة مركزية.
وتابع "ولكن هذا المشروع رغم نجاحاته الكبيرة لم يستطع حل سؤال الأخلاق، وهو ليس بسؤال جديد بل سبق طرحه، رغم أن الغرب أُسس نهضته على مبادئ اخلاقية ولكن الاستعمار وتجارة العبيد والممارسات السياسية والاقتصادية التي مارسها الغرب نفسه خلقت جدلًا جديدًا حول مفهوم "الأخلاق" المزدوج عند الغرب.
وتطرق الدكتور زايد؛ إلى عدد من المفاهيم التي طرحها في الكتاب، ومن بينها؛ مفهوم "براءة الذمة" وهذه الفكرة موجودة حتى لدى الأفراد ولها مجريات قديمة مثل الاستعمار الذي يبرر فيه المستعمر فعلته، بأنه ينقذ أهل البلد الذى يحتله من التخلف، وفي العصر الحديث ما يطرح عن حقوق الإنسان وسيادة القانون والذي يتزامن مع ما يحدث في الشرق الأوسط من أحداث تتنافى مع هذه الحقوق والقيم.
وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية؛ عن مفهوم "أخلاقيات الوهم" إذ أن مشروع الحداثة مليئ بأخلاقيات صناعة الوهم، من خلال بناء مؤسسات ومراكز بحثية دولية، ينفق عليها العالم الأموال الضخمة وتخلق لدى الشعوب الفقيرة حالة من الوهم، بقرب زوال الفقر وحلول التنمية وتوقف الهجرة، وفى الواقع لا يحدث شيء من كل هذا.
ولفت الدكتور زايد؛ النظر إلى مفهوم أسماه "الوهن الخُلقي" بعدما "أصبح العالم ميكافيلي النزعة" وخير مثال على ذلك ما يحدث في غزة، فهم لا يفكرون في الواجب تجاه الأطفال والعزل الذين يقتلون بل وضعوا معايير غريبة واتبعوها، مضيفًا أن المجتمعات بشكل عام تنضب فيها الأخلاق، وكلما سادت مفاهيم ومبادىء المادية والمصلحة اختفى كل ما يحمل في داخله من جمال أو معنى ويفقد الناس الإحساس بالمعيار الأخلاقى.
وشدد الدكتور . زايد؛ على أن بناء الذات الأخلاقية يأتي من خلال مفهوم "انبعاث الأخلاق" الذي طرحه في الكتاب، وله شرطان: تحقيق "حداثة مصقولة" لا تقوم على استغلال شعوب لغيرها أو تغول التكنولوجيا، والشرط الثاني بناء الذات عن طريق منظومة مجتمعية متكاملة تشمل الأسرة والتعليم والإعلام.
واختتم مدير مكتبة الإسكندرية؛ الندوة بقوله : أن الكتاب ينتهي إلى وجهة نظر مفادها أن العالم يمكن يتحول من الوضع الحالي إلى مسار الأخلاق من خلال مفهوم "انبعاث الأخلاق"، لافتًا إلى أن قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية يعد لمؤتمر دولي عن التسامح كقيمة أخلاقية، وكمدخل لمناقشة هذه القضية وخلال الدورة الأولى التي نعد لها سوف يتم نشر وثيقة دولية باسم المكتبة.
ومن جانبها؛ قالت نشوى الحوفي، إنه رغم محاولات التغول على مصر وسرقة كل ما يخصها في مختلف المجالات إلا أنها ستنتصر، والمكتبة شاهد إثبات على كل فكر وتاريخ هذا البلد، وطرحت عددًا من النماذج التي تشير إلى ازدواجية معايير المؤسسات الدولية ودول العالم الأول.
جدير بالذكر أن كتاب "سؤال الأخلاق" الصادر عن مؤسسة العويس بعد فوز الدكتور أحمد زايد بجائزتها في العلوم الاجتماعية، يبحث عن جذور الأخلاق في مختلف صنوف الفكر الفلسفي والسياسي والاجتماعي، ويقارب انكساراتها وأزماتها في مجتمع الحداثة وتطوراته المعاصرة، وكذلك الإشكاليات التي يفرضها الدخول إلى العالم الرقمي، والاهتمام الشديد بالأخلاقيات العملية في مجال التكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي، وتغيرات المناخ، والارتباطات الأخلاقية التي لها تأثيرها في جدلية العلاقة بين الفقر والفساد والهيمنة السياسية.
وينتهي الكتاب بفصول ثلاثة يجادل فيها حول إمكانيات ظهور أطر أخلاقية بازغة، فيقارب العلاقة بين الدين والأخلاق، ويطرح أفكاراً حول أهمية ثقافة التسامح في عصر العولمة، ثم ينتهي إلى طرح وجهة نظر في قضية الانبعاث الأخلاقي وأهميته في العالم المعاصر والطريق إلى بنائه في تكوين الذات وتكوين السياق.
جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.
وقد أعلن الدكتور أحمد زايد عن إطلاق «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» تحت شعار «عش ألف عام مع القراءة»، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لمعرض معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
وقال أن الجائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصري، وتختص بالفئة العمرية من 18 حتي 40.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية فى العصر الحديث مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب مدير مكتبة الاسكندرية السياسي دول العالم سياسية الدكتور أحمد زايد الأخلاق مؤسسة معرض مکتبة الإسکندریة الدکتور أحمد زاید
إقرأ أيضاً:
الدغاري: البرلمان ناقش الاتفاقية البحرية مع تركيا وقد يُقرّها بعد إعادة دراستها
الدغاري: الاتفاقية البحرية مع تركيا عُرضت أخيرًا على البرلمان.. وإعادة دراستها تمهّد لإقرارها
ليبيا – أكد عضو مجلس النواب، خليفة الدغاري، إدراج بند مناقشة الاتفاقية البحرية الموقعة بين ليبيا وتركيا في عهد حكومة فائز السراج ضمن جدول أعمال جلسة البرلمان التي عُقدت يوم الإثنين الماضي.
الاتفاقية لم تُعرض على البرلمان سابقًا
وفي تصريحات خاصة لمنصة “فواصل”، أوضح الدغاري أن الاتفاقية لم تُعرض على مجلس النواب خلال فترة حكومة السراج، مرجحًا أن ذلك كان بسبب استناده إلى اتفاق الصخيرات الذي منح حكومته شرعية دولية مؤقتة، ما جعل بعض الإجراءات تُمرر دون الرجوع إلى السلطة التشريعية.
التجاذبات الإقليمية عطّلت اعتماد الاتفاقية
وأشار الدغاري إلى أن عدم اعتراف البرلمان بالاتفاقية في السابق يعود لحالة الانقسام السياسي الحاد في البلاد، إضافة إلى التجاذبات الإقليمية بين القوى المتدخلة في الملف الليبي، ولا سيما الخلاف بين تركيا ومصر واليونان.
لقاء أردوغان وتأكيد على الفوائد الاقتصادية
وكشف الدغاري أن وفدًا من مجلس النواب الليبي التقى مؤخرًا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأجرى مباحثات مع البرلمان التركي، مشيرًا إلى أن اللقاءات أبدت ارتياحًا مشتركًا تجاه الاتفاقية لما تحمله من مردود اقتصادي واعد للطرفين.
إعادة العرض قد تمهّد للإقرار الرسمي
ونوّه الدغاري إلى أن الرئيس التركي أشار خلال اللقاء إلى أن إعادة عرض الاتفاقية ودراستها من قبل البرلمان الليبي يمكن أن تفضي إلى إقرارها رسميًا، بما يمنحها طابعًا دستوريًا ونهائيًا من جهة التشريع الليبي.