كامالا هاريس: هل ستكون المرشّحة الديمقراطية لرئاسة أمريكا صديقة للبيئة؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
يدعم جو بايدن نائبته في موقفها من قضايا المناخ.، وهي امرأة لها سجلّ حافل في ملاحقة شركات الوقود الأحفوري.
نشرت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز (AOC) على موقع X الليلة الماضية تدوينة كتبت فيها: ”كامالا هاريس ستكون الرئيسة القادمة للولايات المتحدة“، متعهدةً بدعمها الكامل لزميلتها الديمقراطية.
وسيقرر المواطنون الأمريكيون في نوفمبر ما إذا كان ذلك صحيحًا أم لا، لكن يبدو أن أسهم هاريس في أن تصبح الرئيسة السابعة والأربعين، وأوّل امرأة، للولايات المتحدة قد بدأت ترتفع، بعد انسحاب جو بايدن من السّباق ضدّ الجمهوري دونالد ترامب.
وباعتبارها اليوم أكبر مساهم تاريخي في تغيير المناخ في العالم، ولا تزال ثاني أكبر مساهم تاريخيًّا في تغيّر المناخ، بعد الصين، فإنّ التوجه السّياسي لأمريكا له تداعيات هائلة على بقية الكرة الأرضية. لذا، ليس من المستغرب أن يُسلّط الضوء على سجل نائب الرئيس في المسائل المناخية والبيئية.
دراسة: تسارع وتيرة ذوبان الجبال الجليدية في ألاسكا بخمسة أضعاف والتغير المناخي في دائرة الاتهام"نحن أول المتضررين من تغير المناخ".. لماذا يدعم المزارعون الريفيون في أوروبا السياسات الخضراء؟ماذا ستفعل كامالا هاريس لمعالجة التغيّرات المناخيّة؟فيما تفصلنا بضعة أشهر فقط على موعد الانتخابات، من المرجح أن تنتهج هاريس نفس برنامج بايدن. فهي ستخلف رئيسًا فخورًا بسجله في مجال المناخ. وهو محقّ في ذلك وفقًا للعديد من الخبراء. ففي رسالة وجهها إلى الأمة، أكد بايدن أن الولايات المتحدة في عهده "أقرت أهمّ تشريع مناخيّ في تاريخ العالم".
وكان الرئيس الديمقراطي يشير إلى قانون خفض التضخم لعام 2022 الذي تعهّد بصرف مئات المليارات من الدولارات في شكل إعانات ضريبيّة استفادت منها مشاريع الطاقة المتجددة. ووعد بايدن بأن يُعزّز قانون IRA للوظائف الخضراء وبدعم المجتمعات المحلية في الخطوط الأمامية للتلوث وغير ذلك.
الأمم المتحدة: يجب الإسراع في مكافحة "مجازر المناخ" ومساعدة الدول الفقيرة بشكل عاجليقول جيسون بوردوف، المدير المؤسس لمركز كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا: "سيغادر بايدن منصبه بأقوى سجل مناخي لأي رئيس، حيث سيقوم بأكبر استثمار على الإطلاق في الطاقة النظيفة. وسيضع اللوائح التنظيمية للحدّ من التلوث الناجم عن السيارات ومحطات الطاقة. وسيعزّز مرونة سلسلة إمدادات الطاقة النظيفة. وسيعيد تأكيد الريادة العالمية للولايات المتحدة في مجال المناخ".
في أول يوم له كرئيس في يناير 2021، انضم بايدن مرة أخرى إلى اتفاقية باريس التي انسحب منها غريمه وسلفه ترامب.
وقد كانت هاريس معه في هذه المهمة (وهذه هي وظيفة نائب الرئيس). ومن المؤكّد أنها ستدفع بهذا الإرث الأخضر إلى الأمام. وبصفتها الممثلة العليا للولايات المتحدة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي العام الماضي، قالت إن العالم "يجب أن يفعل المزيد" في هذه القضية الحيويّة.
في الوقت ذاته، انتقد نشطاء المناخ إدارة بايدن لعدم قيامها بالمزيد من الجهود. فخلال فترة ولايته، وسّعت الولايات المتحدة من ريادتها كأكبر منتج للنفط في العالم، وأصبحت أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال (LNG).
ويرغب العديد من أنصار البيئة في رؤية الديمقراطيين يذهبون إلى أبعد من ذلك بكثير في وقف استخراج الوقود الأحفوري. لكنهم متّفقون على أنّه يجب إجهاض محاولات ترامب انتزاع أربع سنوات أخرى في السلطة هو ورفيق حملته المشكّك في قضايا المناخ جي دي فانس.
غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكيتحسبا للحروب والأوبئة وتغير المناخ وكل الطوارئ..النرويج تبدأ بتخزين الحبوب سياسات كامالا هاريس المناخية السابقةليست هذه هي المرة الأولى التي تترشح فيها هاريس للرئاسة، ويشير ترشّحها، الذي لم يدم طويلاً في عام 2019، إلى مقاربتها بهذا الشأن. كما هو الحال مع الفترة التي قضتها كمدّعية عامّة في كاليفورنيا من 2011 إلى 2017.
ففي ذلك المنصب، قامت بالتحقيق مع شركة إكسون موبيل لتضليلها الجمهور بشأن تغيّر المناخ. كما قامت هاريس بمقاضاة شركة خطوط أنابيب، Plains All-American Pipeline، بسبب تسرّب نفطي قبالة ساحل كاليفورنيا عام 2015. وحصلت للولاية على تسوية بقيمة 86 مليون دولار (79 مليون يورو) من شركة فولكس فاغن للسيارات بسبب مزاعم الغش في اختبارات انبعاثات الديزل.
وقبل ذلك، وبصفتها المدّعية العامّة لمنطقة سان فرانسيسكو في الفترة ما بين 2004-2011، أنشأت هاريس ما أسمته أوّل وحدة عدالة بيئيّة في البلاد للتّصدي للجرائم البيئية (مثل إلقاء النفايات الخطرة) ضد أفقر سكان المنطقة.
وقالت هاريس في عام 2005: "الجرائم ضدّ البيئة هي جرائم ضدّ المجتمعات المحلية والأشخاص الذين غالبًا ما يكونون فقراء ومحرومين من حقوقهم... إنّ الأشخاص الذين يعيشون في تلك المجتمعات غالباً ما لا يملكون خياراً آخر سوى العيش هناك".
يأمل المراقبون إلى أن تدفع بها سيرتها الذاتية، التي اعتبرت فيها التلوّث جريمة، لأن تكون أكثر صرامة مع تجّار الوقود الأحفوري مما فعل بايدن.
ذوبان الأنهار الجليدية مؤشرٌ بارز لمخاطر الاحتباس الحراري.. نهر سان رافائيل التشيلي مثالاًارتفاع مستويات الميثان: هل يمكن أن يكون ذلك استجابة الطبيعة لظاهرة الاحتباس الحراري؟للحد من الاحتباس الحراري.. فيتنام تحاول تخفيض انبعاثات غاز الميثان الناجم عن زراعة الأرز
في 2019، دعت هاريس إلى فرض رسوم على التلوث المناخي من شأنها أن "تجعل المتسببين في ذلك يدفعون ثمن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في غلافنا الجوي". كما أشارت أيضًا إلى أنّ أمريكا ستعزز تحت قيادتها إنفاذ القانون ومقاضاة شركات الوقود الأحفوري.
وفي عام 2020، قالت إنها تعارض التكسير الهيدروليكي والحفر البحري، وستحظر عقود إيجار الوقود الأحفوري على الأراضي العامة إذا أصبحت رئيسة.
أثناء عملها كسيناتور عن ولاية كاليفورنيا في عام 2019، قدمت دعمها للصفقة الخضراء الجديدة كراعٍ مشارك مبكر. ويقترح هذا المخطط الطموح للاقتصاد الأخضر، الذي قدمه لأول مرة كل من شركة AOC والسيناتور إدوارد ماركي، الانتقال إلى الطاقة النظيفة بنسبة 100% خلال عقد من الزمن. ولا يزال نشطاء المناخ يؤمنون بهذه الأجندة لضمان عملية الانتقال العادل.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مقتل عشرات الاثيوبيين بينهم نساء وأطفال جرّاء انهيارات طينية أحدثتها الأمطار في جنوب البلاد تقرير أممي: فيروس الإيدز يقتل شخصا واحدا كل دقيقة و40 مليونا أصيبوا بالعدوى سنة 2023 "كان الله في عون من لا يملك جهاز تكييف".. موجات حر شديدة تضرب جنوب أوروبا والبلقان كامالا هاريس دونالد ترامب جو بايدن أزمة المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة الاتحاد الأوروبي فساد إسبانيا سياحة باريس غزة الاتحاد الأوروبي فساد إسبانيا سياحة باريس كامالا هاريس دونالد ترامب جو بايدن أزمة المناخ غزة الاتحاد الأوروبي فساد إسبانيا سياحة باريس إسرائيل المجر حركة حماس اغتيال مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الأوروبية للولایات المتحدة الوقود الأحفوری کامالا هاریس جو بایدن فی عام
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب: بايدن يتحمل أزمة الاقتصاد وحرب أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن التدهور في أسعار المعيشة وانكماش النمو هو “إرث” من سياسات إدارة بايدن، وإن أولويته الآن هي إعادة الأمور إلى نصابها. ورغم تذمّر قطاعات كبيرة من الشعب الأمريكي من ارتفاع التكاليف، تمنّى ترامب أن يُمنح “دخلاً إيجابياً” لإدارته عبر خفض أسعار الفائدة وربما تعديل بعض التعريفات الجمركية، في محاولة لتخفيف الضغط على المستهلكين.
وفي الملف الدولي، شدد ترامب خلال مقابلته مع (صحيفة/موقع غير-مذكور) على أن الحرب في أوكرانيا والقضايا المتعلقة بها كانت نتيجة أخطاء سابقة، وأن موقف أمريكا سيتغير، فهو وصف بعض الدول الأوروبية بأنها “ضعيفة” و”متهاونة” في تعاطيها مع الملف، محمّلًا حلفاء الناتو مسؤولية فشل الإستراتيجية الأوروبية حيال الحرب.
وطالب بإجراء انتخابات وطنية في أوكرانيا رغم استمرار الحرب، معتبراً أن استمرار النظام الحالي دون انتخابات يهدد شرعية الحكومة ويحول البلاد إلى “دولة بلا ديمقراطية”. ورغم أن القانون الأوكراني يمنع إجراء انتخابات أثناء الأحكام العرفية، شدد ترامب على أن السكان يجب أن يُمنحوا الحق في اختيار قيادتهم.
وقال إنه «من غير المنطقي أن تستمر أوكرانيا في القتال» بلا قبول اقتراحات تسوية، وأضاف أن روسيا - من وجهة نظره - تملك اليد العليا في الصراع الآن، ما يدعو كييف إلى إعادة النظر في مواقفها. وأضاف أن بلاده وضعت على الطاولة خطة سلام جديدة، لكنه حمّل القيادة الأوكرانية مسؤولية التأخير أو الرفض.
وبشأن الهجرة والسياسات الأوروبية، وجه ترامب انتقادات حادة لقادة القارة، واعتبر أن سياسات الهجرة والتعددية التي انتهجتها بعض الدول أدت إلى تدهور “القيمة الثقافية والأمنية” لأوروبا، في دعوة ضمنية لدعم انتعاش السياسة القومية في بعض الدول الأوروبية.
المقابلة أثارت موجة من الجدل في أوروبا والولايات المتحدة، إذ اتهمه منافسون وسياسيون بأنه يمهّد للتخلي عن التزامات أمربكا تجاه أوكرانيا وحلفائها، ويغذي انقسامات داخل الحلف وبين الدول الأوروبية. ورأى منتقدون أن خطاب ترامب يعيد إنتاج سرديات “الانغلاق” والعداء للهجرة، وأن دعوته لإجراء انتخابات أوكرانية أثناء الحرب غير واقعية وقد تضع استقرار البلاد في خطر.
من جهته، دعم ترامب أن أولويته الآن هي “أمريكا أولاً” - الاقتصاد، الأمن، والهجرة - بينما يعيد صياغة تحالفاته الخارجية بناءً على رؤيته الجديدة، ما يجعله يتحدث عن مستقبل مختلف للسياسة الخارجية الأمريكية، بعيداً عن الالتزامات التقليدية السابقة.