العراق جمهورية موز وإن لم يزرعه
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
آخر تحديث: 25 يوليوز 2024 - 9:22 صبقلم: فاروق يوسف ليس في العودة إلى حقيقة أن العراق بلد مخترق عموديا وأفقيا من جديد إلا على من جهة التذكير بأن الكلام عن السيادة الوطنية في العراق هو نوع من الهزل.تملك منظومة الحكم حرية إدارة الدولة داخليا وذلك من أجل ألاّ تتوقف عجلة الحياة العادية ولكنها لا تملك القدرة على اتخاذ قرارات سياسية أو اقتصادية أو حتى من ذلك النوع الذي يُخرج العراق من العلبة الأميركية.
عبر أكثر من عشرين سنة شهد العراق فيها قيام حكومات عديدة لم تخرج حكومة واحدة منها عن دائرة الممنوعات. لا خدمات إلا في الحد الأدنى. لا إعمار حقيقيا للبنية التحتية المنهارة. لا جهد مرئيا في مجال تطوير قطاعي الصحة والتعليم. لا زراعة إلا في الحدود الدنيا ولا صناعة بشكل مطلق.ما دمّرته الحروب سيظل ماثلا كما لو أن الحرب لم تنته بعد. وما الميليشيات التي صارت تمسك بقرني الدولة إلا نوع من التذكير بأن الحرب ممكنة في أيّ لحظة ولأتفه الأسباب. هناك حرب مقيمة في أعماق كل عراقي. ذلك هو المطلوب من أجل أن تحظى المقاومة الإسلامية وهي اختراع إيراني بقبول شعبي. كل ذلك يمكن تفهمه في ظل الحقائق التي فرضها الاحتلال الأميركي الذي استعان بالخبرة الإيرانية في فرض خرائطه على الأرض. وهنا تنبغي الإشارة إلى أن الأميركان من غير الخبرة الإيرانية ما كانت لهم القدرة على إفراغ الروح العراقية من محتواها المتمرد ولما تحققت لهم صورة العراق الضعيف التي يرغبون في الوصول إليها.عداء أنصار إيران للأميركان هو واحدة من أكبر الأكاذيب التي يتم الترويج لها. المقاومة الإسلامية التي تدعو إلى خروج القوات الأميركية من الأراضي العراقية هي كذبة في ظل وجود أكثر من خمسين شركة أمنية تعمل في العراق وبموافقة الحكومة العراقية. تعمل تلك الشركات الأمنية بالشروط الأميركية فهي معفية من كل جرائمها. يتذكر العراقيون شركة بلاك ووتر بجرائمها البشعة ولكنهم قد لا يعرفون أن تلك الشركة كانت قد عادت إلى العراق من خلال شركات تحمل أسماء مختلفة.ولكن ما الذي تفعله تلك الشركات في العراق؟ إنها تقوم بحماية كبار الشخصيات والسفارات وشركات النفط. ولكن هل تعجز الدولة العراقية عن القيام بذلك وهي تملك أكثر من مليوني منتسب في القوات المسلحة موزعين بين الجيش والأمن إضافة إلى الميليشيات التي هي عبارة عن شركات أمنية تابعة للحرس الثوري الإيراني؟ سؤال من ذلك النوع لا محل له في الجدل. وليس هناك من طرف في العراق يتوجه بذلك السؤال. كما أنه ليست هناك جهة بإمكانها الإجابة عليه. حقيقة أن العراق تم اختراقه وصار ملعبا لأجهزة المخابرات العالمية هي الخيط الوحيد الذي يمكن الإمساك به من غير أن يؤدي ذلك إلى الاطّلاع على التفاصيل. ولكن ما معنى التفاصيل وقد صار ممكنا لأعضاء في مجلس النواب العراقي زيارة إسرائيل من غير أن يُعاقبوا بموجب القانون. قبل ذلك يمكن القول وبيقين كامل إن كل الأحزاب التي تحكم العراق الآن سبق لها بطريقة أو بأخرى وأن ارتبطت بأجهزة استخبارات عالمية وإقليمية. لقد سبق لأياد علاوي أن اعترف بأن الاستخبارات البريطانية كانت تموّل حركته. في دولة العراق الجديد صار السؤال الوطني مستبعدا. بل إن هناك من يسخر من “الوطنية” كونها من وجهة نظره تنتمي إلى عالم صدام حسين ويُتهم من ينادي بها بالحنين إلى الماضي. في الوقت نفسه لم يعد زعماء الأحزاب والميليشيات يشعرون أنهم في مأمن من النشاط الاستخباري لتلك الشركات ولكنهم لا يملكون القدرة على الاعتراض فهم مجرد أدوات، يخشون أن تقترب الساعة التي سيكونون فيها غير صالحين للاستعمال. في بلد تتحرك فيه الشركات الأمنية بكل حرية وبشروط تضمن سلامة أفرادها وعدم تعرضهم للعقاب لا بد أن يتذكر المرء جمهوريات الموز في أميركا اللاتينية. تتوجه المقاومة الإسلامية ببطولاتها إلى القواعد الأميركية في الوقت الذي تملك فيه الشركات الامنية القدرة على الانقلاب على النظام السياسي مثلما حدث سابقا في أفريقيا.بهذا المعنى يمكن القول إن العراق بعد أن فقد سيادته الوطنية وصارت حكوماته مجرد واجهات هو بلد يقع على بركان. وما من حل له لكي يرى مستقبله سوى العودة إلى إرادة شعبه. لن يتحرر العراق إلا بإرادة شعبية مستقلة.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: القدرة على فی العراق
إقرأ أيضاً:
قادمين بحرًا من جمهورية السودان.. ميناء جدة الإسلامي يستقبل أولى طلائع حجاج 1446هـ
استقبل ميناء جدة الإسلامي اليوم أولى طلائع الحجاج القادمين بحرًا من جمهورية السودان، البالغ عددهم “1407” حجاج، عبر سفينة “واسا إكسبرس”، وكان في استقبالهم معالي مساعد وزير النقل والخدمات اللوجستية الأستاذ أحمد بن سفيان الحسن، ورئيس الهيئة العامة للموانئ “موانئ” المكلف مازن بن أحمد التركي، وعدد من مسؤولي الأجهزة الحكومية في الميناء.
وحرصت “موانئ” على اتخاذ جميع التدابير لتعزيز الجاهزية، والاستعداد لاستقبال قاصدي بيت الله الحرام وزائري المسجد النبوي الشريف، ورفع درجات الكفاءة ومستويات الأداء لكل ما من شأنه إنهاء إجراءات الاستقبال والتفويج واستلام الأمتعة، حتى انتقالهم لتأدية نُسكهم، من خلال خطة تشغيلية متكاملة بالشراكة مع الجهات المعنية، وبالتكامل مع منظومة النقل لخدمة ضيوف الرحمن.
وتتضمن خطة الهيئة التشغيلية توفير “100” نقطة “كاونتر” للجوازات، و”300″ عربة لنقل أمتعة الركاب، و”9″ قاطرات بحرية لتوجيه وترصيف السفن، و”12″ قطعة بحرية مساندة، و”24″ دورية للأمن والسلامة، و”13″ سيارة إسعاف وإطفاء، ومركزًا صحيًا وطبيًا، وتم تجهيز صالتي القدوم والمغادرة لخدمة أكثر من “5000” حاج، إضافة إلى مُعدات خاصة لخدمة كبار السن والمرضى.
اقرأ أيضاًالمملكةهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تصدر تقرير إنترنت السعودية 2024
وأطلقت “موانئ” ثلاث مبادرات متكاملة للتيسير على حجاج بيت الله الحرام، تشمل مبادرة “خدمة حاج بلا حقيبة”، ومبادرة “غادر بلا أمتعة”، ومبادرة “طريق مواشي الهدي والأضاحي”، بما يعمل على تسهيل حركة الحجاج منذ وصولهم وحتى مغادرتهم.
وحرصت الهيئة على توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية داخل ميناء جدة الإسلامي بكفاءة عالية، من خلال تأهيل مستوصف طبي، وتجهيز سيارات إسعاف متطورة, إضافة إلى نشر الوعي والتثقيف الصحي بين الحجاج، عبر توزيع النشرات والمطويات التوعوية المختلفة، وتوفير الأدوية، والعلاجات اللازمة.
يُذكر أن ميناء جدة الإسلامي يُعد مركزًا لوجستيًا رئيسيًا مهمًا على ساحل البحر الأحمر، ويمتد على مساحة “12,5” كيلومترًا مربعًا، ويحتوي “62” رصيفًا، كما يضم عددًا من المحطات المتخصصة والتجهيزات المتطورة، ومجموعة أرصفة للخدمات البحرية من قطر وإرشاد بحري، وصالات لاستقبال الحجاج والمعتمرين والزوار، مجهزة بشكل متكامل.