بوابة الوفد:
2025-08-02@22:18:41 GMT

مسرحية «نتنياهو» فى الكونجرس

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

غازل ترامب ووبخ «بايدن» وتجاهل «هاريس».. الغائبةإيران «شماعة» مذابح غزة.. و«بيبى» مهووس بـ«تشرشل» 

 

٥٦ دقيقة منها ٢٢ من التصفيق الحار بمعدل واحدة كل ٤٠ ثانية، وبدبوس مناهض للكوفية الفلسطينية وعلمى الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمام أعضاء مجلس النواب الأمريكى «الكونجرس» بخطاب رأه مؤيدوه نارياً، واعتبره معارضوه فاشلاً مملا، واخيراً حقق مراده بلفت الانتباه بعد ثلاث ايام فاترة من حضوره إلى واشنطن

واعتبر بعض المحللين أنه كان أمام مهمه تاريخية ولكن جاء الخطاب متواضعا حاول خلاله الترويج لنفسه، ويبدو إنه لم يقنع الغرب بروايته التى كانت فارغة لا تستدعى الذهاب إلى واشنطن حيث إنه مكرر وخاطب به الإسرائيليين من قبل.

 

وعلى الرغم من التأييد الواسع الذى دفع نواب الكونجرس لتحية صديقهم بتصفيق ترحيبى عند تقديمه من قبل رئيسهم مايك جونسون لمدة ٣ دقائق متواصلة إلا أن موقع «أكسيوس» رصد بعض الإحصائيات التى أكدت غياب نحو نصف أعضاء مجلس النواب والشيوخ الديمقراطيين، وجاء ذلك تنفيذا بوعود المقاطعة احتجاجًا على ملاحقة نتنياهو للحرب فى غزة. 

وجاء أبرز المقاطعين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى، ورئيس الأغلبية السابق فى مجلس النواب جيم كليبورن والنائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز والنائب الانعزالى توماس ماسى الذى صرح أنه لن يكون «دعامة» لنتنياهو.

وبالأرقام كان حوالى 100 عضو ديمقراطى فى مجلس النواب و28 عضوا ديمقراطيا فى مجلس الشيوخ حاضرين، ولفتت وسائل الإعلام الأمريكية أن معظم المشرعين الذين حضروا الخطاب هم من الجانب الأكثر اعتدالاً والمؤيد لإسرائيل فى الحزب، بما فى ذلك العديد من المشرعين فى المناطق المتأرجحة واجمالا حضر من مجلس النواب: 112 عضوا من أصل 212 ومن مجلس الشيوخ: 24 من أصل 51.

وبالمقارنة كانت مقاطعة الأربعاء أكبر بكثير من مقاطعة 58 ديمقراطيا لخطاب نتنياهو أمام الكونجرس فى عام 2015 الخطاب الذى كان بمثابة ازدراء للرئيس أوباما آنذاك ومنح نتنياهو منصة لانتقاده بسبب الاتفاق النووى مع إيران.

ولكن العلاقات بين نتنياهو والديمقراطيين أصبحت أكثر توتراً خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث أصبح العديد من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل ينتقدون بشكل متزايد التكلفة الإنسانية للصراع.

كما حضر بعض من منتقدى نتنياهو، بما فى ذلك النائبان اليهوديان التقدميان جيمى راسكين وجيرى نادلر، الذى كان يحمل، وفى بعض الأحيان يقرأ، كتابًا بعنوان «سنوات نتنياهو»، كما لفتت النائبة رشيدة طليب وهى الفلسطينية الأمريكية الوحيدة فى الكونجرس والناقدة الشديدة لكل من نتنياهو وإسرائيل، الحفل وهى ترتدى الكوفية - رمز القومية الفلسطينية.

وفى وقت لاحق من خطابها، بدأت طليب فى رفع لافتة كتب عليها «مذنب بالإبادة الجماعية» على أحد الجانبين و»مجرم حرب» على الجانب الآخر. تحركت الجمهورية النائبة آنا بولينا لونا على الفور لتجلس بجانب طليب، وانخرطتا فى محادثة قصيرة.

فيما غادر العشرات من الديمقراطيين، بمن فيهم زعيم الأغلبية تشاك شومر، القاعة قبل أن يغادر رئيس الوزراء المنصة.

 

احتجاجات هزت الكونجرس 

وتزامن مع الخطاب احتجاجات هائلة قدرت ب ٥ آلاف متظاهر حول مبنى الكابيتول قام بعضهم بحرق العلم الامريكى ورفع العلم الاسرائيلى وطالب المتظاهرون باعتقال نتنياهو، بناء على طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية فى مايو الماضى. كما عمدت الشرطة على التعامل معهم بوحشيه ورشهم برذاذ الفلفل لتفريقهم.

 

مآخذ الخطاب 

كان لافتا للنظر عدم مصافحة زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر نتنياهو عند دخوله القاعة. وبدلاً من ذلك أومأ زعيم مجلس الشيوخ برأسه بينما كان الزعيم الإسرائيلى يمر بجانبه.

وعلى مدار كلمته المطولة للغاية لوحظ بعض النقاط الهامة وهى عدم تعاطفه مع شهداء المدنيين من الحرب على غزة بالإضافة إلى ادعائه عدم قتلهم واتهام حماس بذلك الفعل، كما أنه لم يقدم أى خطة لإنهاء الحرب أو حتى أفكار حول استقرار شعبه. 

واللافت للنظر كان هجومه على إيران الذى استمر يتلفظ باسمها بين كل جملة وأخرى وأحيانا يذكرها مرتين فى جملة واحدة وصورها على أنها « البعبع» الذى يهدد الأمن الأمريكى الإسرائيلى، وصدر المشرعون أنه يقود حربه بالإنابة عنهم ضد طهران وخاصة حينما أرهبهم : «عندما نقف معًا، يحدث شىء بسيط للغاية: نحن نفوز وهم يخسرون».

كما عكس هذا تقديمه الطويل الأمد للصراع الإسرائيلى الفلسطينى باعتباره صراعاً تغذيه طهران جزئياً، الأمر الذى يصرف الانتباه عن الاحتلال، ويرى محللون أمريكيون إن الخطاب كان موجهًا للولايات المتحدة بحثاً عن استمرار دعمها ومده بالسلاح وعدم الضغط عليه لتفعيل اى هدنة.

كما ذهب المحللون إلى خطأ نتنياهو الفادح فى انتقاد المتظاهرين واتهامهم بالعمالة لحساب إيران ومعاداتهم السامية، واعتبر البعض أن هذا فجوة يخلقها بين يهود إسرائيل ويهود الجاليات فى امريكا وهذا انعكس على سياق الحرب فى غزة وكقائد أجنبى لا يليق أن يملى على المواطنين تصرفاتهم.

لقد أظهر الخطاب فهمًا عميقًا للتواصل فى السياسة الأمريكية. لقد تمكن نتنياهو من استخدام نبرة متحدية فى نفس الوقت لتوجيه عدد من التوبيخات الضمنية للرئيس بايدن وإدارته بينما وجد أيضًا مساحة فى تصريحاته للإشادة به والإشادة بالعلاقة القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ولم يذكر حتى كامالا هاريس، التى سيلتقيها لاحقا بدا وكأنه رئيس أميركى يلقى خطاب حالة الاتحاد، لكن هدفه كان إصلاح الخلل.

إن تصريح نتنياهو «امنحونا الأدوات بشكل أسرع، وسوف ننجز المهمة بشكل أسرع» كان بمثابة طعنة غير مباشرة فى وجه الإدارة. فهو يتجنب التطرق إلى مسألة الخسائر المدنية الناجمة عن بعض هذه الأسلحة.

يبذل نتنياهو جهدا واضحا وغير مباشر لادعاء تقليد ونستون تشرشل من خلال مقارنة كفاح إسرائيل من أجل البقاء اليوم بكفاح بريطانيا من أجل البقاء فى الجزء الأول من الحرب العالمية الثانية.

وصل الخطاب إلى ٥٦ دقيقة وعلى سبيل المقارنة، خلال خطابه الأخير أمام المشرعين، تحدث الرئيس زيلينسكى من أوكرانيا لمدة تقل قليلاً عن 30 دقيقة.

 

الانتقادات مستمرة 

اعتبر السيناتور الديمقراطى كريس مورفى الكلمة نتنياهو هى «خطابًا سياسيًا» يستهدف الجمهوريين مما أدى إلى مزيد من الضرر بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

«لقد عرض تفاصيل قليلة للغاية، إن وجدت، حول الكيفية التى سيؤمن بها إسرائيل فعليًا»، كما قال مورفى. «لقد كان هناك الكثير من الشعارات الرديئة، والكثير من عبارات التصفيق، ولكن القليل جدًا من حيث الجوهر. لذلك كنت أعلم أن هذا سيكون انتكاسة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل».ووصف مورفى الأمر بأنه «متوقع ولكن لا يزال حزينًا بشكل لا يصدق».

«أعتقد أن الإشارة إلى أن كل متظاهر هو عميل لحماس كانت مثيرة للاشمئزاز إلى حد كبير».

 

مهمة بايدن لإنهاء الحرب 

ومن المتوقع أن يمارس الرئيس جو بايدن المزيد من الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى لقائه به أمس فى محاولة للتوصل إلى اتفاق بعيد المنال لوقف إطلاق النار فى غزة - والمساعدة فى تشكيل إرثه السياسى والحملة التى تركها للتو، وبعد أن تحرر من القيود السياسية المتمثلة فى الاضطرار إلى السعى لإعادة انتخابه، سيسعى بايدن إلى اتخاذ نبرة أكثر صرامة مع نتنياهو - الذى اصطدم معه بشكل متكرر - للتوصل إلى اتفاق مع حماس لتحرير رهائن المجموعة وإنهاء القتال الذى أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وفقًا لثلاثة مسؤولين فى الإدارة تم منحهم عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة المحادثات الخاصة علنًا.

وبحسب مساعديه بايدن يخطط لمناقشة استخدام إسرائيل للقنابل واسعة النطاق فى غزة، بالإضافة إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وكذلك ردها على الهجمات الأخيرة من قبل الحوثيين، وهى جماعة مسلحة مدعومة من إيران فى اليمن. وتوقع مساعدون وديمقراطيون أن بايدن، المحبط من نتنياهو.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تصفيق حار الكونجرس مسرحية نتنياهو الولايات المتحدة مجلس الشیوخ مجلس النواب فى مجلس فى غزة

إقرأ أيضاً:

تزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهم

تظاهرت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة لدى حماس تزامناً مع زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الخميس، وحثّته على استغلال زيارته لإسرائيل للمساهمة في التوصل إلى اتفاق "تاريخي" لإطلاق سراحهم. اعلان

وتجمع المتظاهرون بالقرب من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، حيث التقى ويتكوف بعد وصوله إلى إسرائيل.

ودعت إحدى المتظاهرات، داليا كوزينر، التي تضم عائلتها رهينتين، أحدهما لا يزال أسيرًا، ويتكوف إلى "صنع التاريخ" من خلال ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن معًا.

وقالت كوزينر للحشد: "اجعلوا هذه الزيارة تاريخية. اجعلوا رئيس الوزراء نتنياهو، وحماس، وجميع الدول المعنية توقع على هذه الاتفاقية التي ستنهي هذه الحرب. لا نريد أن نفقد المزيد من الأرواح. نريد إعادة الرهائن، جميعهم، معًا".

جهود لوقف الحرب

ووصل ويتكوف، الذي يقود جهود إدارة ترامب لإنهاء الحرب التي استمرت قرابة 22 شهرًا وإطلاق سراح الرهائن الذين أُسروا في هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والذي أشعل فتيل القتال، إلى إسرائيل الخميس لإجراء محادثات حول الوضع في غزة.

ولا يزال نحو 50 رهينة في الأسر بينهم نحو 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة. أُطلق سراح معظم الرهائن المتبقين في اتفاقات وقف إطلاق النار أو غيرها من الاتفاقات.

Related محادثات الدوحة تصل إلى طريق مسدود.. إسرائيل تتهم حماس والحركة: ويتكوف خالف سياق المفاوضات ويتكوف يسافر إلى إسرائيل.. وزيارة "محتملة" إلى قطاع غزةلبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل إلى إسرائيل

أسفرت الحرب في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني نتيجة للهجمات الإسرائيلية، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

في غضون ذلك، وتحت ضغط دولي شديد، أعلنت إسرائيل عن سلسلة من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع لتسهيل دخول المزيد من المساعدات الدولية إلى غزة، لكن عمال الإغاثة يقولون إن هناك حاجة إلى المزيد.

تنفي إسرائيل وجود أي مجاعة في غزة، رافضةً روايات شهود عيان ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التي تُخالف ذلك، وتقول إن التركيز على الجوع يُقوّض جهود وقف إطلاق النار.

تعثّر مفاوضات الدوحة

وقبل أيام، استدعت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤوليهما المشاركين في مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بدعوى إجراء مزيد من المشاورات. واستغربت حركة حماس اتهامات المبعوث الأميركي ويتكوف الذي قال إنها "لا تبدي حسن نية" وتتصرف "بأنانية".

بينما اعتبر الرئيس الأمريكي ​دونالد ترامب​ أن استسلام حركة "​حماس​" والإفراج عن الأسرى هو أسرع حل للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • مسؤولون أمريكيون: ترامب يتصور نتنياهو يتعمد إطالة أمد الحرب لمصالحه السياسية
  • مسؤولون أمريكيون: ترامب يتهم نتنياهو بإطالة أمد الحرب لمصالحه السياسية
  • محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
  • ترامب يعتقد أن نتنياهو يسعى لإطالة الحرب في غزة
  • تحرك عسكري ضد نتنياهو .. حرب بلا جدوى(يجب أن ينتهي الأمر الآن)
  • ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة
  • 80 ألف مواطن حملوا تطبيق الوطنية للانتخابات تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 سنة
  • تزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهم
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن