حكم أخذ تمويل من البنك لاستكمال عمل مشروع خدمي .. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا ورد إليها نصه: “ما حكم أخذ تمويل من البنك لاستكمال عمل مشروع خدمي؟".
وردت دار الإفتاء موضحة: المقرر عند علماء المسلمين أنَّ هناك حقًّا في المال سوى الزكاة؛ فمِنه الصدقة المُطْلَقَة، ومنه الصدقة الجارية، ومثلُ هذا المشروع مصرفٌ يندرج غي ذلك، واستثمار الأفدنة الخمسة المذكورة ببناء وحدات سكنية عليها ليتمّ تأجيرها لمحدودي الدخل من أهل القرية بإيجار رمزي وليكون ذلك صدقةً جاريةً عنك هو أمرٌ جائزٌ ومُرَغَّبٌ فيه شرعًا؛ لِما فيه من المساهمة في تحقيق التكافل المجتمعي، والعمل على تنمية المجتمع، ولا يَضُرّ في ذلك كون الاستثمار عن طريق التمويل من البنوك، ولا علاقة لذلك بالربا، بل مثل هذه العقود خير عون على إنجاز المشاريع الإنتاجية والصناعية والخدمية التي تساعد على نهضة الاقتصاد وتنمية المجتمعات.
وَتُنَبِّهُ دار الإفتاء المصرية على ضرورة أنْ يَتِمَّ هذا الأمر وفقَ القوانين واللوائح المنظمة لذلك الشأن.
حكم أخذ تمويل من البنك لاستكمال عمل مشروع خدميوأضافت دار الإفتاء: أنه لا يضرُّ ذلك إذا آلت أموال استثمار الوقف عن طريق البنك؛ وذلك لأنَّ العقد الأساسي بين القائمين على مشروع الأوقاف والبنك المُمَوِّل: يُكَيَّف شرعًا على أنَّه تمويل استثماري، وعقود التمويل الاستثمارية بين البنوك والشركات والهيئات العامة منْ جهة والأفراد أو المؤسسات منْ جهة أخرى -والتي يَتَقَرّرْ الصرف فيها بناء على دراسات الجدوى للمشاريع والاستثمارات المختلفة- هي في الحقيقة عقودٌ جديدةٌ تُحَقِّقُ مصالح أطرافها، والذي عليه الفتوى والعمل أنَّه يجوز إحداثُ عقود جديدة منْ غير المسمّاة في الفقه الموروث ما دامت خاليةً من الغرر والضرر، محققةً لمصالح أطرافها، وهو مذهب جماعة من المحققين، من السابقين واللاحقين، وممَّنْ ذهب إلى ذلك: ابنُ تيمية وابنُ القيم الحنبليان؛ فإنَّ الشرع ترك ذلك واسعًا مطلَقًا؛ إذ أوجب الوفاء بالعقود إيجابًا محقَّقًا.
وتابعت دار الإفتاء: ومثل هذه العقود إنَّما هي في الحقيقة عقود تمويل وليست قروضًا، والتمويلُ غَرَضُه الاستثمار، فلا يُسَمَّى قرضًا شرعًا، وإنْ سَمّاه أصحابُه بذلك؛ فإنْ العبرة بالمُسَمَّيَات لا بالأسماء، والأحكام تُنَاطُ بالحقائق والعلل، ومدار العقود على القصود؛ فالتمويل هو عقد معاوضة لا عقد تبرع، فلا تنطبق عليه أحكام القرض، ولا يدخل تحت قاعدة: "كلُّ قرضٍ جَرَّ نَفعًا فهو ربا"؛ لأنَّ القرض الشرعي عقدُ إرفاقٍ، مَبْنَاهُ على الفضل ومكارم الأخلاق ومحض الخيرية، أما عقود الاستثمار فلم تُبْنَ على الإرفاق؛ فهي قائمةٌ على تبادل المصالح والمنافع بين أطرافها.
وأردفت: والبنوك في إصدارها لمثل هذه التمويلات هي شخصياتٌ اعتبارية وهيئات معنوية؛ لها أحكامها التي تختلف عنْ أحكام الشخصية الطَّبَعِيَّة، وقد اعتبر الفقهاء أربع جهات لتغير الأحكام، من بينها تغيُّر الأحكام على قدر طبيعة الأشخاص؛ فأقروا مثلًا عدم استحقاق زكاة على مال الوقف والمسجد وبيت المال، وجواز استقراض الوقف بالربح عند الحاجة إلى ذلك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء تمويل البنك مشروع خدمي دار الإفتاء دار الافتاء المصرية دار الإفتاء تمویل من
إقرأ أيضاً:
لأول مرة في تاريخ ألمانيا.. تغيّر في هوية أكبر مستثمر أجنبي
تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في ألمانيا العام الماضي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2011. ومن ناحية أخرى، أصبحت الصين لأول مرة أكبر مستثمر في ألمانيا بـ96 مشروعًا، متقدمة على الولايات المتحدة التي سجلت 90 مشروعًا فقط.
وقد نشرت شركة EY (إرنست ويونغ) للتدقيق والاستشارات تقريرها حول الاستثمارات الأجنبية المباشرة في ألمانيا.
ووفقًا للتقرير، الذي تابعه موقع تركيا الان٬ فإن الاتجاه التنازلي للاستثمار الأجنبي المباشر في ألمانيا لا يزال مستمرًا.
فقد انخفض عدد مشاريع الاستثمار التي أعلنت عنها الشركات الأجنبية في البلاد بنسبة 17% مقارنة بالعام الذي سبقه، ليصل إلى 608 مشاريع فقط، وهو أدنى مستوى يُسجّل منذ عام 2011. ويُعد هذا الانخفاض السنوي السابع على التوالي.
وفي تعليق له على الموضوع، قال “هنريك آليرس”، الشريك الإداري ورئيس مجلس الإدارة لشركة EY في ألمانيا، إن الانخفاض المستمر في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي في ألمانيا يُثير القلق، مضيفًا: “إنه مؤشر إنذار جديد لألمانيا كمركز أعمال. بينما تحقق مناطق أخرى في أوروبا أداءً أفضل بكثير، نحن نتراجع. والتراجع في الاستثمارات الأجنبية يتسارع أكثر فأكثر.”
وأشار آليرس إلى أن “الأداء السيئ” لألمانيا في جذب الاستثمارات الأجنبية يعود إلى عدة أسباب، موضحًا ذلك في تقييماته التالية.
واوضح التقرير”ان ألمانيا فقدت في السنوات الأخيرة الكثير من جاذبيتها. ففي حين أن دولًا أوروبية أخرى أنجزت واجباتها، وتقدّمت على سبيل المثال في رقمنة الإدارة العامة، وعملت على تعزيز ثقافات منفتحة على عالم الأعمال، فإن ألمانيا تفقد مكانتها.”
وأضاف التقرير:
“عبء الضرائب المرتفع، وتكاليف العمالة العالية، وأسعار الطاقة الباهظة، إلى جانب البيروقراطية المُعيقة—كلها قضايا يجري التذمر منها منذ سنوات. وإن اضطرار ألمانيا الآن إلى مواجهة مشاكل هيكلية عميقة، إلى جانب اقتصاد يزداد ضعفًا باستمرار، يدفع المستثمرين الأجانب إلى العزوف عنها بشكل متزايد.”
وأشار التقرير إلى أن عدد مشاريع الاستثمار في ألمانيا انخفض بنسبة 46% منذ عام 2017، الذي كان عامًا قياسيًا، وعلّق بالقول:
“لم تشهد أي منطقة كبرى أخرى في أوروبا تراجعًا حادًا بهذا القدر.”
وبالمقارنة، فإن عدد مشاريع الاستثمار في المملكة المتحدة انخفض بنسبة 25% فقط خلال نفس الفترة، رغم تداعيات عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
تراجع الاستثمارات الأجنبية في أوروبا
شهدت أوروبا انخفاضًا في عدد المشاريع التي أعلن عنها المستثمرون الأجانب خلال العام الماضي، حيث تراجع العدد بنسبة 5% على أساس سنوي ليصل إلى 5,383 مشروعًا.
ورغم تراجع عدد مشاريع الاستثمار في فرنسا بنسبة 14% إلى 1,025 مشروعًا، إلا أنها احتفظت بصدارتها في ترتيب الدول الأوروبية.
اقرأ أيضامالكو السيارات الكهربائية في تركيا مصدومون: انتهاء الدعم…
الخميس 15 مايو 2025أما المملكة المتحدة، التي جاءت في المركز الثاني، فقد تراجع عدد مشاريعها الاستثمارية بنسبة 13% ليصل إلى 853 مشروعًا.