6 أسباب تجعل الحمى مفيدة للجسم
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
غالبًا ما تعتبر الحمى مرحلة سيئة للجسم لأنها تجعلنا نشعر بعدم الراحة والخمول والضعف، هل تعلم أن الحمى تلعب بالفعل دورًا مهمًا في آليات الدفاع في الجسم؟
في حين أنه من المهم مراقبة وإدارة الحمى الشديدة، فإن الحمى ذات الطيف الأدنى (من 99.1 درجة فهرنهايت إلى 102 درجة فهرنهايت) يمكن أن توفر العديد من الفوائد الصحية، وفيما يلي 6 أسباب تجعل الحمى مفيدة لك بالفعل.
عندما نصاب بالحمى، يقوم جسمنا بزيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء، هذه الخلايا هي جنود الخط الأمامي لجهاز المناعة لدينا، وهي مسؤولة عن تحديد ومهاجمة مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة علم المناعة وبيولوجيا الخلية، فإن زيادة درجات حرارة الجسم تحفز نخاع العظام لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء، مما يعزز قدرة الجسم على مكافحة الالتهابات.
ويساعد هذا الإنتاج المتزايد جهاز المناعة لدينا على الاستجابة بشكل أكثر فعالية للغزاة، مما يقلل من شدة المرض ومدته.
يبطئ نمو البكتيريا والفيروساتتخلق الحمى بيئة أقل ملاءمة لنمو البكتيريا والفيروسات. تفضل العديد من مسببات الأمراض درجة حرارة الجسم الطبيعية التي تبلغ نحو 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت).
وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء تكاثر هذه الكائنات الحية الدقيقة، وأظهرت الأبحاث التي أجرتها مجلة علم الفيروسات أن ارتفاع درجات حرارة الجسم يمكن أن يمنع تكاثر بعض الفيروسات، مثل فيروس الأنفلونزا، إن إبطاء نموها يمنح المزيد من الوقت لجهاز المناعة لدينا لتكوين دفاع فعال وإزالة العدوى.
تحسين النشاط المضاد للفيروسات والبكتيريالا يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى إبطاء مسببات الأمراض فحسب، بل يعزز أيضًا نشاط بعض الخلايا المناعية.
وتعزز الحمى إنتاج بروتينات تسمى السيتوكينات، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الاستجابات المناعية، كما تعمل هذه السيتوكينات بدورها على زيادة نشاط الجزيئات المضادة للفيروسات والبكتيريا داخل جسمك.
وأبرزت دراسة في مجلة التحقيقات السريرية أن درجات الحرارة في نطاق الحمى تعزز كفاءة الخلايا المناعية التي تسمى العدلات، والتي تعتبر مهمة لمكافحة العدوى، وهذا يعني أن جسمنا يصبح أكثر مهارة في مهاجمة الكائنات الحية الدقيقة الضارة وتحييدها.
يحسن عملية الإصلاح الخلوييمكن أن تبدأ الحمى أيضًا عمليات إصلاح الجسم، يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تحفز بروتينات الصدمة الحرارية، مما يساعد على حماية الخلايا من الإجهاد وتعزيز إصلاح البروتينات التالفة.
ووفقا لبحث نشر في مجلة Nature Review Molecular Cell Biology، تلعب هذه البروتينات دورًا مهمًا في صيانة الخلايا واستعادتها.
ومن خلال تحفيز إنتاج بروتينات الصدمة الحرارية، تساعد الحمى على ضمان إصلاح الخلايا المتضررة بسبب العدوى أو الالتهاب بشكل أكثر كفاءة، مما يساعد على التعافي بشكل أسرع.
عملية إزالة السمومعندما نصاب بالحمى، يرتفع معدل الأيض في الجسم. يمكن أن تساعد هذه الزيادة في عملية التمثيل الغذائي في عملية إزالة السموم.
وتؤدي معدلات الأيض المرتفعة إلى زيادة العرق وإفراز السموم، وتشير دراسة في مجلة علم السموم والصحة البيئية إلى أن التعرق يمكن أن يساعد في التخلص من بعض السموم من الجسم.
لذلك، يمكن أن تساعد جلسة العرق الناجمة عن الحمى في التخلص من المواد الضارة، مما يساهم في الصحة العامة والرفاهية.
إنه يمنحنا ذاكرة مناعية أفضليمكن للحمى أيضًا أن تعزز الذاكرة المناعية للجسم، وهو أمر مهم للحماية طويلة المدى ضد مسببات الأمراض، والذاكرة المناعية هي قدرة الجهاز المناعي على تذكر المواجهات السابقة مع مسببات الأمراض المحددة والاستجابة بسرعة وفعالية أكبر عند التعرضات اللاحقة.
وجدت الأبحاث في مجلة الطب التجريبي أن درجات الحرارة في نطاق الحمى تعمل على تحسين تكوين خلايا الذاكرة المناعية، مثل الخلايا التائية والخلايا البائية.
وهذا يعني أن الإصابة بالحمى يمكن أن تعد جهاز المناعة لدينا للدفاع بشكل أفضل ضد العدوى المستقبلية، مما يجعلنا أقوى على المدى الطويل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مسببات الأمراض حرارة الجسم یمکن أن فی مجلة
إقرأ أيضاً:
مجلة "تراث" تستعرض صورة النخلة ومكانتها في الثقافة الإماراتية
عن هيئة أبوظبي للتراث، صدر بالإمارات العدد الجديد رقم 308 لشهر يونيو الجاري، من مجلة تراث التي تهتم بالتراث وقضاياه.
وتصدر العدد ملف بعنوان "النخلة في اللسان الإماراتي.. مفردات ومعان"، واحتى على أحد عشر مشاركة تنوّعت ما بين الدراسة والمقال، وكتبتها أقلام إماراتية وعربية.
وفي افتتاحية العدد الجديد من المجلة، أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، على أن شجرة النخيل تمثل رمزًا جوهريًا في الوجدان الإماراتي عبر العصور.
واعتبرت أن النخلة تجاوزت بعدها المادي الملموس لتتحوّل إلى بُعد ثقافي ورمزي وروحي عميق، حيث تسللت إلى اللغة اليومية وترسخ حضورها في الذاكرة الشفهية والعادات والتقاليد.
وأوضحت "الظاهري" أن المفردات الإماراتية المتصلة بالنخلة تُعد "امتدادًا للتراث الشفهي المتوارث جيلًا بعد جيل، حيث حملتها الألسن في الأحاديث والأمثال والقصائد.وذكرت أمثلة مثل "الكرب" و"الدعن" و"العذوق"، مؤكدةً أن هذه المفردات "تكشف عن حس لغوي دقيق وتفاعل مُباشر مع تفاصيل البيئة، وكل منها يحمل دلالة تشهد على عمق العلاقة بين البيئة واللسان، وتؤكد أن النخلة لم تكن مجرد شجرة في نظر الإماراتي بل رمزًا للكرم والثبات والعطاء المستمر.
ولفتت إلى "هذه المفردات بدأت تتأكل من الذاكرة اليومية" متأثرةً بالتحوّل الحضري والتكنولوجي وهيمنة اللغات الأجنبية. إلا أنها شددت على أن "تراجع الاستخدام لا يعني زوال المعنى"، ونوّهت إلى الجهود الحثيثة المبذولة للحفاظ على هذا الموروث اللفظي. وفي هذا السياق أشارت إلى المبادرات التوثيقية في المعاجم التراثية، وتضمين بعض هذه المفردات في المناهج الدراسية، وتسليط الضوء عليها في الفعاليات والمهرجانات التراثية، مثل "مهرجان الإمارات الدولي للنخيل والتمر - أبوظبي"، و"مهرجان العين للتمور"، و"مهرجان ليوا للرطب". كما بيّنت إسهامات المنصات الإعلامية والمجلات المتخصصة في التراث "في إبقاء هذا الموروث حيًا في ذاكرة المجتمع".
وفي ختام كلمتها، أكدت شمسة الظاهري على أن "إحياء اللغة المرتبطة بالنخلة مسؤولية ثقافية ووطنية لا تقع على عاتق المؤسسات وحدها، بل تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المدرسة، وتروى بأقلام الكتاب والباحثين حتى تصل إلى الطفل".
ودعت إلى تربية الأجيال الجديدة على أن كلمات مثل "الخصف" و"الدريشة" و"الصوغة" ليست كلمات من الماضي، بل "نوافذ على هوية ما زالت تنبض بالحياة".
النخلة في الأمثال الشعبية
وقد افتتح ملف العدد، بمقال لخالد صالح ملكاوي حمل عنوان "النخلة.. الخالدة في اللسان خلودها في الذاكرة"، سلّط خلاله الضوء على العلاقة المتجذرة بين النخلة والهوية الإماراتية. وتعمق عادل نيل في الجانب الشعري من خلال مشاركة بعنوان "أنسنة النخلة في القصيدة الإماراتية: من الانزياح اللغوي إلى التعبير عن الذات".
وقدّم محمد نجيب قدورة رؤيته حول النخلة وحضورها في اللغة والتراث بمقال جاء بعنوان "النخلة لب استدامة الهوية في اللفظ والمعنى"، بينما استعرضت نجلاء الزعابي "دلالات النخيل: قراءة في الأمثال الشعبية الإماراتية". وسلّط محمد فاتح صالح زغل الضوء على "تجليات النخلة في فكر الشيخ زايد باعتبارها سيرة حياة ثقافية".
وفي الملف أيضاً: حاورت أماني محمد ناصر الباحث الإماراتي علي العبدان حول "مفردات النخيل في اللهجة الإماراتية"، أما الأمير كمال فرج فقدم "قراءة في تشكلات الصورة وجماليات التعبير: النخلة في الشعر: سيميائية الرمز وتعددية الدلالة".
وفي إطار إبراز المجلة لجهود إحياء التراث، كتبت أماني إبراهيم ياسين عن "مسابقات إماراتية تجدد الشعر: 'النخلة بألسنة الشعراء' إحياء سيرة الشجرة المباركة"، وواصل محمد فاتح صالح زغل كتابة سلسلة مقالاته: "بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح.. ألفاظ النخيل وحقولها المتنوعة"، وشارك علي تهامي بموضوع عن "النخلة في الذاكرة الإماراتية: قراءة في الأمثال الشعبية مع عتيج القبيسي". واتخختمت المجلة ملف العدد بمقال "ذاكرة النخيل" بقلم لولوة المنصوري.
الناقة والشعر
وفي موضوعات العدد: واصل عبد الفتاح صبري حديثه عن "الباب: سيرة للقيم الإنسانية". وطار بنا ضياء الدين الحفناوي إلى العاصمة اليابانية طوكيو، حيث حدثنا عن تراث الساموراي إلى عالم الحداثة، ورصد من خلاله التحولات التاريخية للعاصمة اليابانية. فيما قدمت لنا نايلة الأحبابي، قصيدة "وداع الله" للشاعر سلطان بن سبيع المنصوري، وتناول محمد عبد العزيز السقا في مقاله "نسج الحكايا" تفاصيل رحلة منسا موسى إلى الحج عام 1324م، بينما أثرى الدكتور شهاب غانم صفحات المجلة بمشاركة الشعرية "ثلاثيات روحانية".
وفي موضوعات العدد أيضاً: كشف الدكتور منّي بونعامة في تحقيقه"سور الشارقة" عن جوانب من التاريخ المعماري للإمارة، وأضاءت نجلاء الزعابي على تقاليد "استقبال الحجيج في الإمارات" كمظهر من مظاهر الكرم الأصيل. وتتبّعت نورة صابر المزروعي "تحولات الأداء الحركي في العصر الرقمي"، وقدم حمزة قناوي رؤية نقدية حول "صناعة السينما" ودورها في توثيق تاريخ المجتمعات. ورصد محمد محمد عيسى المكانة الثقافية لـ"الناقة من حيوان صحراوي إلى كيان شعري"، بينما حلّل شريف مصطفى محمد إشكالية صراع القيم والتوازن الهش في المجتمعات المعاصرة". وجال بنا علي تهامي بين فصول وصفحات كتاب "الطعام والكلام" الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، ووثّق خالد صالح ملكاوي إسهامات "شعراء الإمارات في رحاب البيت العتيق". واستعرضت مريم النقبي سيرة "الشاعر سعيد بن أحمد العتيبة (1916-2024)"، واختتمت عائشة علي الغيص موضوعات العدد بـ"حكاية "المربيات في كل وادي".
يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة، تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشؤون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.
وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء.