المسجد الأزرق بهامبورغ.. مسجد أغلقته ألمانيا لأسباب سياسية
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
مسجد ومركز إسلامي شيعي يعرف باسم المسجد الأزرق أو مسجد الإمام علي، بدأ بناؤه أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وافتتح عام 2000، يضم مركزا إسلاميا ينظم العديد من الأنشطة الدينية والثقافية لفائدة المسلمين في ألمانيا خاصة وأوروبا عامة.
تاريخ النشأةعقد الإيرانيون المقيمون في هامبورغ عام 1953 اجتماعا في فندق أتلانتيك لمناقشة ضرورة بناء مسجد وإنشاء مركز إسلامي في هذه المدينة، ليكون مركزا للاجتماعات ومكانا لحل المشاكل وقضايا الحياة اليومية المختلفة للمسلمين في المنطقة.
أُرسل المقترح إلى مرتضى البروجردي، الذي كان آنذاك مرجعا للشيعة عبر العالم، فوافق على إنشاء المسجد، كما حوّل مبلغا ماليا للمساهمة في البناء.
وفي يونيو/حزيران من العام نفسه عُقد لقاء تشاوري، وانتُخب 9 أشخاص للإشراف على بناء المسجد، وكان أول عمل لهم هو جمع التبرعات وفتح حساب باسم "السكان الإيرانيين".
وفي عام 1955 عُين محمد محقيقي نشاطه ممثلا للبروجردي وإماما للمسجد، وبعد جمع التبرعات اشترى مجلس البناء في أكتوبر/تشرين الأول 1957 الأرض التي بني عليها المسجد، وكانت مساحتها 3744 مترا مربعا، وتقع قرب بحيرة ألستر.
وفي ديسمبر/كانون الأول نظم مجلس البناء مسابقة بين 3 شركات لتصميم مخطط بناء المسجد، وأرسلت التصاميم إلى مدينة قم ليختار "البروجردي" التصميم النهائي.
عُقد الاتفاق مع إحدى الشركات في 11 مارس/آذار 1960 وبدأت الاستعدادات لبناء المسجد بمساحة نحو 832 مترا مربعا.
وضع حجر الأساس للمسجد وبدأت عملية البناء واستمرت حتى عام 1963 ولكنها توقفت بسبب وفاة البروجردي، وكان حينها الهيكل الخارجي للمسجد على وشك الانتهاء، حينها عاد محمد محقيقي إلى إيران وتوقفت أعمال البناء.
في عام 1965 اختير محمد بهشتي إماما للمسجد، وسارع في تشكيل مجلس بناء جديد، واختار مجلس أمناء يضم 7 أفراد هو أحدهم.
وفي الفترة بين 1966 و1967 انتهت عملية بناء الجزء الإداري داخل المسجد وجزئية تبليط الجدران الخارجية بعد استئناف المساعدات والتبرعات.
في عام 1970 عاد بهشتي إلى إيران وتولى محمد مقدم من بعده مسؤولية المسجد وإدارة المركز حتى 1992 بعد ترميمه.
انتهى تبليط القبة من الداخل عام 1989 وبناء القبو والخدمات داخله، وتركيب المعدات في قاعة المحاضرات.
انتهت عملية بناء المسجد عام 2000 وأقيم حفل افتتاحه بحضور العالم رضا الحسيني نسب، الذي بقي هناك 5 سنوات ألقى خلالها محاضرات وأدار المركز الإسلامي.
يتكون المسجد من جزأين، الجزء الرئيسي الخارجي على شكل دائرة تعلوها قبة إسمنتية مغطاة بطبقة نحاسية تحولت للون الأخضر، ارتفاعها 18 مترا وقطرها 13.5 مترا، أما الجزء الداخلي فمكون من البلاط الرخامي الأزرق ونقشت عليه آيات من سورتي الجمعة والإسراء.
للمسجد مئذنتان إسمنتيتان على جانبي القبة، رأساهما من السيراميك، ويبلغ قطر كل منهما 2.20 متر وبارتفاع 18 مترا، استمر بناء محراب المسجد عامين تقريبا، كما بنيت نافورة أمام المدخل الرئيسي للمسجد، مما أضفى شكلا جماليا على حديقته.
يوجد في الطابق الأرضي متوضأ وبعض المرافق الصحية، وغرفة مطبخ وقاعة استقبال، إضافة إلى مكتب مجلة "فجر" التي تصدر عن المركز باللغة الألمانية منذ 1982.
أنشئت قاعة محاضرات كبيرة بجوار صحن المسجد تتسع لحوالي 200 مقعد، مجهزة بنظام للترجمة الفورية، وتحتوي على صفائح مزخرفة بآية من سورة النحل مثبتة فوق منصة المحاضرات.
وبجوار قاعة المحاضرات وحدة سمعية وبصرية لاستقبال الوسائط الصوتية والمرئية أنشئت عام 1991 تتضمن خطبا وتراتيل وأدعية.
أما في الطابق الثاني فتوجد مكتبة تحتوي على 5 آلاف كتاب من مختلف المجالات الدينية والتاريخية والثقافية باللغات الفارسية والعربية والألمانية والإنجليزية، وتستخدم أحيانا في بعض الحصص التعليمية، وفي الاجتماعات الأسبوعية الصغيرة.
أهداف المركز الإسلامييقول القائمون على المسجد إنه بني ليكون "مركزا إسلاميا مفيدا ونشطا، ولتطوير الاتصال بين المسلمين الذين يعيشون في المنطقة الأوروبية خاصة ألمانيا، ولتعميق معرفتهم بالتعاليم الإسلامية".
أنشطة المركزتتنوع الأنشطة في المركز بين دينية وثقافية ومنها:
عقد اجتماعات منتظمة ولقاءات في أيام المناسبات الخاصة. تنظيم اجتماعات دينية وثقافية. الفصول التعليمية (دروس قراءة القرآن، القواعد الخاصة بالنساء، التربية الإسلامية). التواصل مع المؤسسات والمراكز الإسلامية الأخرى. تنظيم رحلات مدرسية لزيارة المسجد والمركز الإسلامي. إصدار مجلة الفجر. حظر المركز الإسلاميدهمت الشرطة الألمانية يوم 24 يوليو/تموز 2024 المسجد الأزرق ومنشآت تابعة للمركز الإسلامي بعد أن قررت السلطات حظره واتهمته بالترويج لما وصفته بـ"حكم إسلامي سلطوي"، وكانت أنشطته محور تحقيق منذ أشهر عدة للاشتباه بدعمها حزب الله اللبناني.
وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها "حظرت المركز الإسلامي في هامبورغ والمنظمات التابعة له في كل ألمانيا، لأنه منظمة إسلامية متطرفة لها أهداف مخالفة للدستور".
واتّهمت المركز بأنه "ممثّل مباشر للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية"، مشيرة إلى أنه ينشر فكر طهران "بأسلوب عدائي ومتشدد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرکز الإسلامی المسجد الأزرق بناء المسجد
إقرأ أيضاً:
محافظة القدس: الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى تشكل تحولًا خطيرًا
حذرت محافظة القدس، من أن ما يجري اليوم في المسجد الأقصى المبارك، من اقتحامات واسعة وغير مسبوقة، واعتداءات مبرمجة على قدسية المكان، يشكل تحولاً نوعياً وخطيراً في مسار عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى.
ودعت محافظة القدس، وفقا لبيان صادر عن المحافظة أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا اليوم الأحد، المجتمع الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته فورًا لوقف العدوان الإجرامي، وفرض الحماية الدولية على المقدسات الإسلامية في القدس، كما دعت القوى الإقليمية والدولية النافذة إلى التدخل العاجل، ووقف هذا المخطط التهويدي الذي يهدد السلم العالمي.
وقالت المحافظة، :في سابقة خطيرة، سمحت سلطات الاحتلال اليوم وبشكل فاضح لما يزيد على 2500 مستوطن باقتحام باحات المسجد الأقصى، بقيادة وزراء متطرفين في حكومة نتنياهو، على رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وما يسمى وزير النقب والجليل اتسحاق فاسرلوف، وأعضاء كنيست متطرفون من حزب الليكود، على رأسهم عضو الكنيست عميت هاليفي، حيث أدخلوا أدوات ولفائف وشعارات توراتية إلى الأقصى، وأدوا صلوات تلمودية علنية أمام المسجد القبلي، في سابقة غير معهودة، ورفعوا رايات المعبد المزعوم داخل المسجد الأقصى، التي كُتب عليها: بيت الله العالمي، في محاولة خطيرة لفرض رمزية توراتية على المكان الإسلامي الخالص، وقرأوا قراءة جماعية للفائف التوراتية على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال التي وفرت الحماية الكاملة، ومنعت أي وجود فلسطيني فعّال في محيط الاقتحام".
وأضافت المحافظة: أن ما يجري اليوم ليس مجرد اقتحام جديد، بل هو مرحلة مفصلية في المخطط الإسرائيلي الرامي إلى فرض سيادة يهودية بالقوة على المسجد الأقصى المبارك، وتقسيمه مكانيًا بين المسلمين والمستوطنين، بعد أن تمادت سلطات الاحتلال في تنفيذ التقسيم الزماني خلال السنوات الماضية.
واعتبرت أن هذا التصعيد غير المسبوق هو بمثابة إعلان حرب دينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتمهيد لتفجير شامل لا تقف نيرانه عند حدود فلسطين، بل قد تمتد إلى المنطقة والعالم بأسره، محملة حكومة الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن هذا التصعيد الذي قد يُشعل حربًا دينية مفتوحة.
ووجهت المحافظة نداءً عاجلاً إلى الشعب الفلسطيني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية كافة لرفع الصوت عاليًا، واتخاذ خطوات فاعلة لحماية المسجد الأقصى ومنع تحويله إلى كنيس إسرائيلي بالقوة، مؤكدة في الوقت نفسه أن القدس ومقدساتها هي خط أحمر، وأن المساس بها ستكون له تبعات تاريخية قد تغير وجه المنطقة والعالم إلى الأبد.
اقرأ أيضاً«الأوقاف الفلسطينية»: 23 اقتحاما للمسجد الأقصى ومنع رفع الأذان 95 مرة في الإبراهيمي خلال أكتوبر 2024
مصر تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومستوطنين متطرفين للمسجد الأقصى
حماس تحذر من تصاعد عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى