مبادرة محافظة شمال الباطنة.. نموذج آخر للاقتداء
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
د. عبدالله باحجاج
تُقدِّم لنا محافظة شمال الباطنة نموذجًا مُلهِمًا آخر في قضية الباحثين عن عمل بعد مبادرة محافظة البريمي التي تناولناها في مقال سابق بعنوان "مبادرة البريمي.. مُلهمة للمحافظات الأخرى"، ومضمونها أنَّ مجلسها البلدي -برئاسة محافظ البريمي- يستدعي رؤساء الشركات والمؤسسات الواقعة في نطاقها الترابي ويناقش معهم قضايا التعمين والإحلال وإيجاد آليات عمل لتوظيف أبناء المُحافظة، بينما تنطلق مبادرة شمال الباطنة لحمل الشركات والمؤسسات على استكمال تحقيق نسبة الحد الأدنى للتعمين المُقررة من وزارة العمل.
وقد أصْدَرت محافظة شمال الباطنة بيانًا موصوفاً بـ"هام"؛ نصَّت فيه على عدم تعاقدها مع أي شركة أو مؤسسة لم تُحقق نسبة "الحد الأدنى" للتعمين المقررة قانونا، وفكرة هذه المبادرة غير اعتيادية؛ بمعنى أنَّ التفكير قد انتقل من الأفكار التقليدية إلى الأفكار الابتكارية التي تضمن تحقيق مثل هذه الأهداف الوطنية المركزية، وهذا مطلب مُلح الآن تُمليه عدة اعتبارات؛ أبرزها أنها تتماهى مع تبني نظام اللامركزية في البلاد الذي يمنح كل محافظ المسؤولة الكاملة عن كل الملفات داخل محافظته؛ بما فيها الملفات التابعة للامركزية المباشرة، والتي يكون لها تمثيلات رسمية كدوائر أو مديريات في كل مُحافظة، ومن هنا تصبُّ مبادرة شمال محافظة الباطنة في الفهم الصحيح للامركزية، وممارسة عملياتية له -أي الفهم.
ونرى أنَّه ينبغي أن يعمم هذا الفهم، فقد لاحظنا قصورًا فيه...إلخ، ولو عمم سنجد تدخلات اللامركزية/ المحافظين في قضايا محلية سريعاً وعاجلاً حتى لا تتصاعد، فتأخير المركزية وعدم تدخل اللامركزية رغم اختصاصها الترابي والدستوري يعني زيادة الحدية الاجتماعية وكثرة اللغط في حقبة جيوإستراتيجية معقدة جدًّا؛ لذلك تلامس مبادرة شمال الباطنة وعينا بالدور غير الاعتيادي للامركزية في نجاح الأجندات وإدارة الاحتقانات قبل وبُعَيْد وقوعها، مما يحتم على اللامركزية هنا أنْ يكون فيها مفكرون وأعلام قويو الفهم بالأدوات، وعدم جعلها تتراكم في الاحتقانات؛ مثل: قضية خفض رحلات الطيران العماني في فصل الخريف ورفع الأسعار بصورة خيالية في هذه المرحلة الحرجة والحساسة جدًّا.
لذلك؛ نعتبر مبادرة محافظة شمال الباطنة فعلًا مُلهِمة للمحافظات الأخرى على غرار فكرة المجلس البلدي لمحافظة البريمي سالفة الذكر، وتمنينا في المقال السابق ونجدده الآن لو يتلازم مع هاتين المبادرتين -أو مع أي جهود ترفع المعنويات وتعزز التفاؤل- تغطية إعلامية ميدانية؛ بهدف وضع الرأي العام في صلب تطبيقاتها ونتائجها، فذلك من دواعي إدارة الحقبة الراهنة.
وما يلفت الانتباه في بيان محافظة شمال الباطنة حرص المحافظة على استكمال تطبيق نسبة الحد الأدنى المُقرَّرة للتعمين في الشركات والمؤسسات؛ لذلك وُصِف البيان بأنَّه هام من ناحيتين؛ الأولى: من حيث العلم به، والثانية: من حيث إن هناك شركات ومؤسسات لم تحقق الحد الأدنى للتعمين، وهنا إشكالية كبرى؛ إذ لا نزال في المربع الأول، فكيف ننتقل منه؟ وكيف نواكب تحديات قضية الباحثين عن عمل؟ وهل يعقل أن نسبة الحد الأدنى للتعمين لا تتوافر لها ضمانات قانونية للوفاء بها؟ من المؤكد هناك ضمانات، لكن، كيف لم تنجح في استحقاق تلك النسبة حتى الآن.
وهذا يُعلي من شأن ما كشفه تقرير اللجنة المؤقتة للباحثين عن عمل التابعة لمجلس الشورى -أشرنا إليه في مقال سابق- عندما قال إنَّ نسبة التعمين في القطاع الخاص منخفضة جدا مقارنة بالقطاع الحكومي؛ بحيث انخفضت في العام 2023 إلى (%21.5) عن عام 2021 التي بلغت (%25.3)، وارجع ذلك إلى ارتفاع أعداد العمالة الوافدة بمقدار (%7)، كما كشف أن عملية التوظيف في القطاع الخاص غير متوازنة وتسير ببطء مقارنة بعدد الباحثين عن عمل وعملية التوظيف بالقطاع الحكومي؛ بحيث يقوم القطاع الخاص بتوظيف أكثر من 6 وافدين مقابل كل عماني.
كما أنَّ وجود ارتفاع للعمالة الوافدة بمعظم الأنشطة هو دليل على وجود فرص وظيفية يمكن إحلال العمانيين فيها، ومعالجة مشكلة الباحثين عن عمل في بعض التخصصات -والقول هنا للتقرير- ويرى كذلك أنه من الوظائف الجديدة في العام 2022 كانت من نصيب الوافدين ما عدا 4% منها فقط...إلخ، ومثل الأفكار التي تقدمها محافظتا البريمي وشمال الباطنة ينبغي أن تصل إلى الرأي العام لأن طبيعة المرحلة في أمسِّ الحاجة التي رفع المعنويات والتفاؤل، وهذا ينبغي أن يكون عنوانها -أي المرحلة- وأن تعمل كل المحافظات بصورة تنافسية على تجسيد هذا العنوان، وأن يكون ذلك ملموسًا؛ لأنَّ المرحلة تحتم ذلك، وربما تكون أفكارا وجهودا إبداعية في محافظات أخرى، لكن تفتقر للإعلام؛ لذلك نُكرِّر مطالبتنا بأن يكون لكل محافظة إعلام مهني يكون مصدرا أخباريا لوسائل الاعلام المختلفة في البلاد، لكي نصل برسالة المحافظات إلى كل مجتمعاتها المحلية.
وكلما يمرُّ الوقت بأحداثه الداخلية والجيوإستراتيجية على مقترحنا السابق بإمكانية تصفير أعداد الباحثين، تزداد قناعتنا به من جهتين أساسيتين؛ هما لاقتناعنا بإمكانية التصفير أو على الأقل تخفيض أعداد الباحثين بصورة ملموسة، وبيان محافظة شمال الباطنة يعزز المقترح، والآخر أنَّ ذلك من دواعي شغل المرحلة الراهنة، وانشغال شبابها ورفع التفاؤل والآمال.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"بلدي جنوب الباطنة" يناقش خطط المشاريع المستقبلية
الرستاق- بن سالم السيابي
استعرض المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة خلال اجتماعه الدوري الخامس لعام 2025م، برئاسة سعادة المهندس مسعود بن سعيدالهاشمي محافظ جنوب الباطنة رئيس المجلس، عددا من الموضوعات التنموية والخدمية، وكذلك جرى استعراض خطة المحافظة للمشاريع وفق الخطةالخمسية الحادية عشر (٢٠٢٦-٢٠٣٠).
كما جرى خلال اجتماع المجلس البلدي استضافة سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، وبحضور أعضاء المجلس وذلك في قاعة الاجتماعات بمكتب المحافظ.
في البداية استهل الاجتماع باعتماد محضر الاجتماع الرابع لهذا العام 2025، بعد ذلك جرى استعراض محضر الاجتماع الأول للجنة الإجتماعية، واستعراض محضر الاجتماع الثاني للجنة التطوير وتنمية المحافظة، وكذلك استعراض محضر الاجتماع الثاني للجنة الشؤون القانونية.
بعد ذلك جرى مناقشة الردود الواردة من الجهات المختصة منها الرد الوارد من مدير عام بلدية جنوب الباطنة بشأن دراسة تجميل ولاية وادي المعاول بالأنترلوك وآلية العمل في صيانة الطرق الداخلية بولاية وادي المعاول وكذلك دراسة عمل ممشى صحي بجانب المركز الصحي بولاية نخل.
كما جرى مناقشة الرد الواردة من مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة بشأن دراسة تخطيط موقع لوزارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة بولاية الرستاق، وكما تم خلال الاجتماع استعرض ردود أصحاب السعادة الولاة بشأن المواضيع المحالة إليهم ففي ولاية المصنعة تمت استعراض الرد الوارد من سعادة والي الولاية المتعلق بطلب أهالي منطقة ودام الساحل بإستبدال قطعة أرض مخصصة لمجلس عام، ودراسة تخصيص قطعة أرض لملعب فريق - قري الرياضي-بولاية المصنعة.
أما في ولاية نخل فقد تم استعراض رد سعادة الوالي بشأن طلب فتح مدخل للمحلات التجارية من بعد دوار نخل باتجاه الرستاق، وكذلك تم مناقشة طلب إنشاء مركز للدفاع المدني بولاية نخل، واستعراض خطاب سعادة رئيس هيئة تنظيم الخدمات العامة لطلبات واستفسارات أعضاء المجلس، إضافة إلى ذلك تناول الاجتماع الرسائل الواردة من أعضاء المجلس الممثلين للولايات والتي شملت مقترح أعضاء ولاية المصنعة حول دراسة مخلفات البناء العشوائية بولاية المصنعة، وطلب تغيير أعمدة الإنارة التي تقع أمام المحلات بشكل مباشر بسوق الطريف و طلب ترميم سور الملدة، كما تم مناقشة مقترح أعضاء المجلس بولاية ولاية العوابي حول طلب عمل تغطية ارسال الهاتف والأنترنت بطريق وادي بني خروص بولاية العوابي وطلب مواقف إضافية وتسوية التربة لمدرستين (مدرسة الشيخ أبو قحطان الهجاري، ومدرسة الشيخ جاعد بن خميس الخروصي الجديدة) بولاية العوابي.
أما في ولاية بركاء، فقد تم مناقشة طلب كاسرات السرعة بمنطقة الهرم بولاية بركاء، ومناقشة تنفيذ الطلبات المقدمة لولاية بركاء في الاجتماع السابقة للمجلس البلدي.