عبدالله علي صبري

وأُسْدِلَ الستارُ على “آيزنهاور” وهي ممعنة في الهرب والفرار.. تلهث؛ بحثاً عن طوق نجاة.

ليس عرضًا مسرحيًّا ولا فيلمَ خياليًّا من إنتاجِ “هُوليود” أَو “بوليود”، بل ملحمةٌ واقعيَّةٌ مسرحُها البحرُ الأحمر وبطلُها القواتُ المسلحة اليمنية، وحكايتُها عن حامِلات الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت دي آيزنهاور.

بدايةُ الأحداث، كانت مع إعلانِ عمليةِ (طوفان الأقصى) في السابع من أُكتوبر 2023م؛ ففي اليوم التالي أرسلت واشنطن حاملةَ الطائرات آيزنهاور إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؛ لتنضمَّ إلى شقيقتها “جيرالد آر فورد”، ورافق “آيزنهاور” في رحلتها طرادُ الصواريخ الموجَّهة (يو إس إس مونتيري)، والمدمّـرة حاملة الصواريخ الموجهة (يو إس إس ميتسشر)، ومثيلتها (يو إس إس توماس هودنر).

كان الهدفُ الأمريكي من هذه الخطوة ردعَ التصعيد المتوقَّع من دُوَلِ وحركاتِ المقاوَمةِ المسانِدةِ لفلسطينَ وغزةَ، بحسب تصريحِ مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الذي زعم على نحوٍ واضحٍ وفَـجٍّ: إنَّ نشرَ السفن الحربية يشير إلى “التزام واشنطن الحازم بأمن “إسرائيل” وتصميمنا على ردع أية دولة أَو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذه الحرب”.

كانت أعينُ البيت الأبيض على إيرانَ وحزبِ الله بالدرجة الأولى، إلا أن دخولَ جبهةِ اليمنِ إسنادًا لفلسطين بعد 25 يوماً من العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة، شكَّلَ مفاجَأةً للعدوِّ الأمريكي والإسرائيلي، وحين تصاعدت العملياتُ اليمنيةُ في البحر الأحمر، أدرك الأمريكي -الذي تولَّى المعركةَ بالنيابةِ عن الكيان الصهيوني- أن اليمنيين لا يمزحون، وهكذا صدرت الأوامرَ إلى “آيزنهاور” للتحَرُّكِ إلى البحر الأحمر، بعد أن رابطت شرقِيَّ المتوسط لأكثرَ من شهرٍ دونَ أي تهديد.

شقَّت حامِلةُ الطائرات الأمريكية طريقَها المعتاد، دونَ أن تدرِيَ أنها مقبلةٌ على رحلة شاقة ومصيرية، هي الأسوأُ في تاريخ سِجِلِّها الحَافِلِ بالردع وإرهاب الخصوم..

وكعادةِ الأمريكان في الحروب النفسية التي ساعدتهم كَثيراً على كَسْبِ معاركهم العسكرية حتى قبلَ أن تبدأ، انخرطت وسائلُ الإعلام في الدعاية للبحرية الأمريكية ومدى سطوتها، مع التركيز على دُرَّةِ التاج في قواتها ممثلةً بحاملة الطائرات “آيزنهاور”. ويكفي أن نطلِّعَ على المعلومات التالية، حتى نعرف لماذا كان الأمريكي يتصرَّفُ بكل ثقة وغرورٍ وهو يحذِّرُ اليمنَ من الاستمرار في معركة البحر الأحمر وإسناد أهلنا في غزة:

– آيزنهاور حاملةُ طائرات تعملُ بالطاقة النووية، دخلت الخدمة في البحرية الأمريكية عام 1977م، وهي أول سفينة تحمل اسم الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة والجنرال في الجيش دوايت دي آيزنهاور.

– في يناير 1979، أبحرت في أول انتشار لها في البحر الأبيض المتوسط. ومنذ دخولها الخدمة شاركت في العديد من المعارك، بما في ذلك حرب الخليج في التسعينيات، ومؤخّراً في دعم العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان.

– يبلُغُ وزنُها 114 ألف طن وطولُها 332.8 متر وتبلغُ سرعتُها 56+ كم/ساعة.

– يبلُغُ عددُ طاقم السفينة 3200 ضابط وبحار و2480 طيارًا، وتتمتع بقدرة حمولة 90 طائرات حربية وهليكوبتر.

– يتم تسليحُها بصاروخ آر أي إم-116 ذي الهيكل الدوار‏.

كانت الولاياتُ المتحدة قد أعلنت عن تحالف أطلقت عليه مُسَمَّى “حارس الازدهار”، وهو تحالُفٌ عسكري بحري متعدِّدُ الجنسيات، تأسَّس يوم 18 ديسمبر 2023، بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة؛ بهَدفِ التصدي للهجمات اليمنية التي تستهدف السفنَ التي تتعامل مع “إسرائيل” وتبحر منها وإليها عبر البحر الأحمر. وأعلن وزير الحرب الأمريكي، لويد أوستن، عن تشكيل التحالف العسكري عقب اجتماع افتراضي لأوستن مع وزراء ومسؤولين لأكثرَ من 40 دولة، فضلًا عن ممثلين للاتّحاد الأُورُوبي وحِلْفِ شمال الأطلسي.

في المقابل وبعد أقلَّ من يومَينِ على إعلان تحالف “حارس الازدهار”، خاطب السيدُ القائدُ عبدالملك الحوثي الأمريكيين بلُغةِ الحزم والقوة والثقةِ في الله وفي الشعب اليمني وقواته الباسلة، محذِّرًا من أية مغامرة قد يرتكبونها، وقال في خطابه المتلفز بتاريخ 20 ديسمبر 2012م:

“إذَا صَعَّدَ الأمريكي.. فلن نقفَ مكتوفي الأيدي سنستهدفُه هو، سنجعلُ البارجات الأمريكية، والمصالحَ الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيَّرة، وعملياتنا العسكرية، نحن لسنا ممَّن يقفُ مكتوفَ الأيدي والعدوُّ يضربُه، نحن شعبٌ نأبى الضيم، ونتوكَّلُ على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

“نحن لا يمكنُ أن نخافَ من التهديد الأمريكي.. إذَا أراد أن يُرسِلَ جنودَه إلى اليمن، فَــإنَّ ما سيواجهُه في اليمن -ليعرف، وليفهم، وليتيقن، وبإذن الله تعالى- سيكونُ أقسى بكثير مما واجهه في أفغانستان، ومما عانى منه في فيتنام”.

“إذَا أراد الأمريكيُّ أن يدخُلَ في حربٍ مباشرة، وعدوانٍ مباشرٍ على بلدنا؛ فهذا ما نتمناه، وكنا نتمناه منذ اليوم الأول: أن تكونَ الحربُ مباشِرةً بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي”.

ربما لم يستمع قبطانُ آيزنهاور إلى كلمة قائد اليمن، ولعلَّه استمع إليها ولم يسمع كلمة “البارجات الأمريكية”، أَو لعله سمع هذا التهديدَ المباشرَ وتجاهَلُه؛ إذ لم يسبق لقوة عظمى أن تهدِّدَ أمريكا، فكيف باليمن؟!

كانت آيزنهاور قد انخرطت في التصدِّي للصواريخ والمسيَّرات اليمنية، وتعاملت معها على نحوٍ جيدٍ، لكن ما بعد خِطاب السيد، بدأت المتاعبُ تلاحِقُ آيزنهاور ومَن عليها، فقد اشتدَّت عملياتُ القوات اليمنية في البحر الأحمر كَمًّا ونوعًا، وباتت آيزنهاور في حالةِ استنفار مُرهِقٍ على مدى خمسة أشهر، كانت كفيلةً لأن ترفعَ الرايةَ البيضاء وتلوذَ بالفرار في نكسة مدوّية أمامَ العالَمِ أجمعَ.

وفي حَدَثٍ مفاجِئٍ أعلن المتحدِّثُ باسم البنتاغون، باتريك رايدر، بتاريخ 23 يونيو 2024م، أن “دوايت آيزنهاور” غادرت مياهَ البحر الأحمر بالفعل..

فما الذي حدَثَ في البحر الأحمر حتى قرّرت آيزنهاور الرحيلَ على نحوٍ سريعٍ في جُنْحِ الظلام؟

مساءَ الجمعة، الموافق 31 مايو 2024م كان فارِقًا في تاريخِ المواجهات الحربية بالنسبة للأمريكان، وكان تحوُّلًا كَبيراً لصالح اليمن، حَيثُ أعلن الناطقُ باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن تمكُّنِ القوة الصاروخية اليمنية من استهدافِ حامِلة الطائرات الأمريكية اليمنية آيزنهاور في البحر الأحمر لأولِ مرة.

كان الخبرُ أكبرَ من أن يستوعبَه العالم، وبين مصدِّقٍ ومستغرِبٍ ومستنكِرٍ، تناولت وسائل الإعلام بيان القوات المسلحة اليمنية بحذر كبير.. إلا أن المفاجأة الكبرى كانت مع إعلان اليمن استهدافَ آيزنهاور للمرة الثانية خلال 24 ساعة، في حَدَثٍ غدا حديثًا لكل وسائل الإعلام العربية والدولية التي تنافست في إبرازِ الخبر، وأفردت مساحاتٍ مهمةً في تقاريرها وبرامجها السياسية والتحليلية عن العملياتِ النوعية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وُصُـولاً إلى استهداف آيزنهاور وتهديدِها أكثرَ من مرة.

لاحقًا وفي 21 -6-2024م، نشر الإعلامُ الحربي اليمني مشاهِدَ لتجربة الزورق الحربي اليمني “طوفان1” نسبةً لـ (طوفان الأقصى)، وربطت وسائلُ الإعلام بين الإعلان عن هذا الزورق المتطوِّر وعملية استهداف آيزنهاور.

لكن ماذا عن آيزنهاور وطاقمِها.. كيف تصرَّفوا مع هذه الأحداث والمستجدات الخطيرة، وكيف تبخرَّت أوهامُ العَظَمَةِ والقوة المفرطة، حتى غدت أهمُّ قاعدة عسكرية أمريكية متنقلة في البحر مثل ضِفْدَع منهَك يبحَثُ حثيثاً عن جُحْرِ ضَبٍّ!

أراد قبطان آيزنهاور أن ينفيَ أيَّ استهداف لسفينته، فوقع في خطأٍ كبير؛ إذ كشفت صحيفةٌ صينيةٌ متخصِّصةٌ في الشأن العسكري، أن المقطعَ المصوَّرَ الذي نشره قائدُ السفينة قديمٌ، وسبق أن تم نشرُه قبلَ ثلاثةِ أشهر من استهداف آيزنهاور؛ وهو ما رجَّحَ إصابةَ الحاملة رغم التكتُّم الأمريكي الكبير.

وسط هذه الأنباء ودحضًا للرواية الأمريكية، جاء السيدُ القائدُ بالخبر اليقين، وأكّـد في خطابِهِ المتلفز بتاريخ 20 يونيو 2024م، أن آيزنهاور تعرَّضت للاستهداف للمرة الثالثة شماليَّ البحر الأحمر، وأنها تتجهُ للهرب مع استمرار المطاردة والقصف لها من قبل القوات المسلحة اليمنية، وبارك هذا المنجز ووصفه بالعمل الهام والمؤثر والجريء.

وتطرَّقَ السيدُ القائدُ في خطابه إلى المُعاناةِ الأمريكية جراءَ الهجمات اليمنية في البحرَينِ الأحمر والعربي والمحيط الهندي، لدرجةِ أن أحدَ خُبَرَاءِ البحرية الأمريكية صرَّحَ أن بلادَه تواجِهُ في اليمن أعنفَ قتالٍ لها منذ الحرب العالمية الثانية.

في الأثناء وبدلاً عن الاعترافِ بالضربات اليمنية، كشفت وكالة “أسوشييتد برس” عن حالة الإرهاق التي أصابت طاقمَ حاملة الطائرات الأمريكية المكلّفة بحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وقالت: “إن سبعةَ آلاف بحارٍ على متنِها يخشَون من تمديدِ مهمة آيزنهاور في المنطقة، كما أشَارَت الوكالة إلى انقسام داخل البنتاغون بشأن آيزنهاور.. هل تستمر في البحر الأحمر أم تعود أدراجها من حَيثُ جاءت.

لم تمضِ 48 ساعةً على خطاب سيد القول والفعل عبدالملك الحوثي حتى أعلن المتحدثُ باسمِ البنتاغون، بات رايدر، مغادَرَةَ المجموعة الهجوميةِ لحاملة الطائرات الأمريكية داويت آيزنهاور، البحرَ الأحمرَ بعدَ مرور 7 أشهر على نشرها في المنطقة.

لقد كان خبرًا سارًّا جِـدًّا للشعب اليمني والفلسطيني في آن، لكنه كان صادمًا للجمهور الأمريكي ومفاجِئًا للعالم، لقد انقلبت الموازينُ وتغيَّرت قواعدُ الاشتباك في المواجهات العسكرية البحرية، حين هربت آيزنهاور ولاذت بالفرار إلى مثواها الأخير!

ولا تكتمل البشارة إلا بإطلالة السيد القائد، الذي زَفَّ أكثرَ من بشارة هذه المرة.. أكّـد السيدُ فرارَ آيزنهاور من البحر الأحمر بعد أن تلقت عدةَ ضرباتٍ بالصواريخ اليمنية، ومن ثَـمَّ تم استهدافُها في اللحظات الأخيرة، حين انعطفت بشكلٍ كبيرٍ جِـدًّا لتتجهَ هاربةً نحو قناة السويس.

أَمَّا البشرى الثانية، فقد كانت أكبرَ من أن يستوعبَها الأصدقاءُ قبل الأعداء؛ إذ أعلن السيدُ القائدُ دخولَ صاروخ فرط صوتي خَطَّ العمليات، وحمل الصاروخَ اسم “حاطم”، في دلالة على تحطيمِ آمال العدوّ الأمريكي.. وبهذا الإعلان أصبحت اليمنُ قوةً عسكريةً وازنةً، وغدت ضمن دُوَلٍ محدودةٍ جِـدًّا تمتلِكُ هذا النوع من الصواريخ.

البُشرى الثالثة، جاءت لتعزيزِ ما سبق، وتمثلت في الإعلان عن طوفان المدمّـر زورق مسيَّر شديد التدمير الذي دخل الخدمةَ وميدانَ المعركة البحرية بالفعل.

على وَقْعِ “حاطم 2″ وَ”طوفان المدمّـر” كانت آيزنهاور تُسابِقُ الريحَ قبل أن تنالَ منها القواتُ اليمنية وتغدو هيبةُ أمريكا في الحضيض، صمدت.. ناورت.. كابرت.. وفي الأخير ذهبت مع الريح، وأدبرت بما فيها ومن عليها هاربةً لا تلوي على شيء.

لكن ما تحاشته آيزنهاور بسرعةِ الفرار لم يَحُلْ دونَ الانهيار المعنوي والهزيمة المدوِّية للولايات المتحدة الأمريكية وسُمعتِها العسكرية.. وما كان سِرًّا بالأمس غدًا اليومَ فضيحةً كبيرةً سطَّرتها كُبْرياتُ الصحف الأمريكية.

نشرت “ديلي ميرور” مقالاً بعنوان: يو إس إس آيزنهاور في مواجهة الحوثيين- فأرٌ ضد فيل، جاء فيه:

“إنَّ الهجومَ الصاروخيَّ الحوثيَّ على حاملة الطائرات البحرية الأمريكية دوايت آيزنهاور يُشَكِّلُ حدثاً تاريخيًّا غيَّرَ مجرى التاريخ في الحروب البحرية، لقد أصبح الهجومُ الصاروخي الحوثي على حاملة الطائرات الأمريكية دوايت آيزنهاور تاريخاً بالنسبة للرأي العام، ولكن لم ينسَه المهاجِم ولا المستهدَف؛ لأَنَّه حَدَثٌ غيرُ مسبوقٍ في تاريخِ الحروبِ البحرية، حَيثُ هاجَمَ فأرٌ فيلًا وأجبرَه على التراجُعِ.

وجاءَ تعليقُ السيد القائد سريعًا: “آيزنهاور هربت؛ لأَنَّها واجهت الأسدَ في عرينه”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حاملة الطائرات الأمریکیة المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر آیزنهاور فی یو إس إس

إقرأ أيضاً:

قائد مدمرة أمريكية: الصراع في البحر الأحمر أشبه بـ”معركة سكاكين في كشك هاتف”

يمن مونيتور/ واشنطن/ ترجمة خاصة:

اعتبر قائد مدمرة أمريكية تبادلت مع الحوثيين الهجمات في البحر الأحمر أن الأمر أشبه ب”معركة سكاكين في كبينة الهاتف”، بعد انتشار استمر أسابيع حتى هدنة أعلنها الرئيس الأمريكي مطلع مايو/أيار الماضي.

“في كثير من النواحي، يُعدّ البحر الأحمر بمثابة معركة بالسكاكين في كابينة هاتف”، هذا ما صرّح به القائد كاميرون إنغرام، قائد المدمرة يو إس إس توماس هودنر، لموقع بيزنس إنسايدر على متن المدمرة من فئة أرلي بيرك خلال رحلة بحرية حديثة في القناة الإنجليزية.

وسبق أن تأكد تعرض المدمرة التي قادها إنغرام لإصابة بهجوم للحوثيين، دون أضرار.

وأضاف أن “الجغرافيا ضيقة للغاية، والعمل على هذه المسافة القريبة من الأراضي الخاضعة لسيطرة الصين سيكون صعبا للغاية”.

قال إنغرام: “ستكون هذه معركةً أبعد مدىً بكثير. كما أن مراقبتهم وتتبعهم بعيدي المدى أكثر تطورًا بكثير. ومجتمعهم الاستخباراتي أكثر تطورًا بكثير. وبالتالي، لا تزال هناك تعقيدات وتحدياتٌ أكثر بكثير، مما يجعل المواجهة مع الصين صعبةً للغاية”.

وقالت صحيفة ذا بيزنس انسايدر إن تبادل إطلاق النار المرهق الذي أجرته البحرية الأمريكية مع الحوثيين المدعومين من إيران أعطى للمخططين العسكريين الأمريكيين رؤية أكثر وضوحًا حول تعقيدات عمليات الدفاع الجوي عالية السرعة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية شكل صراع البحر الأحمر، الذي دخل الآن شهره الثاني من وقف إطلاق النار، ضغطًا ثقيلًا على البحرية، إذ أثقل كاهل أطقم السفن الحربية واستنزف ذخائر حيوية. ورغم أن هذه المعركة شكلت تحديًا، إلا أن قادة البحرية يعتقدون أنها ليست سوى لمحة عما ستبدو عليه الحرب المستقبلية ضد الصين، التي تمتلك صواريخ أكثر تطورًا بكثير من صواريخ المتمردين اليمنيين.

ولا يقتصر الأمر على الصواريخ فحسب، بل هناك مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تجعل المواجهة مع الصين أكثر صعوبةً بكثير، لكن البحرية تتعلم دروسًا مهمة من البحر الأحمر، ويمكنها تطبيقها في أي معركة مستقبلية.

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلق الحوثيون مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن والممرات الملاحية الدولية قبالة سواحل اليمن، وتحديدا في البحر الأحمر وخليج عدن.

أسقطت السفن الحربية والطائرات التابعة للبحرية العاملة في المنطقة العديد من أسلحة الحوثيين، من طائرات مسيرة إلى صواريخ مضادة للسفن، دفاعًا عن النفس والسفن التجارية. وتُعد السفينة الحربية “توماس هودنر” إحدى السفن الأمريكية التي تأكد إصابتها-حسبما ذكرت بيزنس إنسايدر.

هذه الاعتراضات – التي استخدمت أحيانًا صواريخ بملايين الدولارات لإسقاط طائرات مسيرة لا تتجاوز قيمتها آلاف الدولارات – أرهقت مخزونات الولايات المتحدة وأثارت مخاوف بشأن جاهزيتها لصراعات مسلحة مستقبلية محتملة. في حالة الصين، التي وُصفت بأنها “تهديد مُتسارع” لأمريكا، تُعدّ قدرات الدفاع الجوي البحري أولوية؛ ومن المرجح أن يدور أي صراع محتمل بينهما في البحر بشكل رئيسي.

 

 

 

يمن مونيتور8 يونيو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام جوف تحرز بطولة فرنسا المفتوحة لأول مرة بفوزها على سبالينكا مقالات ذات صلة جوف تحرز بطولة فرنسا المفتوحة لأول مرة بفوزها على سبالينكا 7 يونيو، 2025 كين ينقذ إنجلترا أمام أندورا ضمن تصفيات كأس العالم 7 يونيو، 2025 إيران تعلن حصولها على وثائق نووية إسرائيلية 7 يونيو، 2025 ترامب: علاقتي بماسك انتهت 7 يونيو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق ترجمة خاصة ابتزاز دولي في البحر الأحمر وتوسع نفوذ على وقع الصراع في غزة.. تحليل سفير بريطانيا السابق لدى اليمن لسلوك الحوثيين 7 يونيو، 2025 الأخبار الرئيسية قائد مدمرة أمريكية: الصراع في البحر الأحمر أشبه بـ”معركة سكاكين في كشك هاتف” 8 يونيو، 2025 جوف تحرز بطولة فرنسا المفتوحة لأول مرة بفوزها على سبالينكا 7 يونيو، 2025 كين ينقذ إنجلترا أمام أندورا ضمن تصفيات كأس العالم 7 يونيو، 2025 إيران تعلن حصولها على وثائق نووية إسرائيلية 7 يونيو، 2025 ترامب: علاقتي بماسك انتهت 7 يونيو، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك ابتزاز دولي في البحر الأحمر وتوسع نفوذ على وقع الصراع في غزة.. تحليل سفير بريطانيا السابق لدى اليمن لسلوك الحوثيين 7 يونيو، 2025 زعيم تنظيم القاعدة في اليمن يهدد ترامب وماسك 7 يونيو، 2025 قتلى وجرحى بهجوم على مسجد وسط اليمن 7 يونيو، 2025 الحوثي تتحدث عن استعدادها لإجراء عملية تبادل كاملة للأسرى 6 يونيو، 2025 فرنسا تطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة 6 يونيو، 2025 الطقس صنعاء سماء صافية 20 ℃ 29º - 18º 25% 1.23 كيلومتر/ساعة 29℃ الأحد 29℃ الأثنين 30℃ الثلاثاء 30℃ الأربعاء 29℃ الخميس تصفح إيضاً قائد مدمرة أمريكية: الصراع في البحر الأحمر أشبه بـ”معركة سكاكين في كشك هاتف” 8 يونيو، 2025 جوف تحرز بطولة فرنسا المفتوحة لأول مرة بفوزها على سبالينكا 7 يونيو، 2025 الأقسام أخبار محلية 30٬380 غير مصنف 24٬215 الأخبار الرئيسية 16٬594 عربي ودولي 7٬816 غزة 10 اخترنا لكم 7٬382 رياضة 2٬567 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬406 كتابات خاصة 2٬180 منوعات 2٬110 مجتمع 1٬943 تراجم وتحليلات 1٬955 ترجمة خاصة 187 تحليل 25 تقارير 1٬709 آراء ومواقف 1٬607 ميديا 1٬537 صحافة 1٬501 حقوق وحريات 1٬419 فكر وثقافة 953 تفاعل 857 فنون 504 الأرصاد 480 بورتريه 68 صورة وخبر 41 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 3 مايو، 2024 تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل في حريق مزرعة بحضرموت شرقي اليمن 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن أخر التعليقات علي الشامي

نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...

موطن غلبان

قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...

أحمد ياسين علي أحمد

المتحاربة عفوًا...

أحمد ياسين علي أحمد

من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...

مقالات مشابهة

  • حاملة طائرات صينية تدخل المياه الاقتصادية لليابان.. فكيف كان الرد؟
  • التلغراف: فشل الفرقاطة الدنماركية أمام اليمن درسٌ للبحرية البريطانية
  • بفعل الصواريخ اليمنية.. الدنمارك تستغني رسمياً عن الفرقاطة إيفر هويتفيلد
  • كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • قائد مدمرة أمريكية: الصراع في البحر الأحمر أشبه بـ”معركة سكاكين في كشك هاتف”
  • كيف تسبب “مجتمع دولي من فاعلي الخير” في فقدان الولايات المتحدة بوصلتها في اليمن؟
  • ابتزاز دولي في البحر الأحمر وتوسع نفوذ على وقع الصراع في غزة.. تحليل سفير بريطانيا السابق لدى اليمن لسلوك الحوثيين
  • اعتراف أمريكي .. حاملة الطائرات ترومان تخضع لعملية إصلاح كبرى
  • إعلام عبري: انهيار ايرادات مرفأ “إيلات” بنسبة 80% بسبب حصار القوات اليمنية