أخنوش يلتزم بالسرعة والنجاعة لمعالجة إشكالية الماء تفعيلا لخطاب العرش
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
زنقة 20. هيئة التحرير – الرباط
لم ينتظر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، كثيرا بعد الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش 2024، حتى خرج في تصريح بالصوت والصورة يؤكد فيه على التقاط رسائل هذا الخطاب، ومن أهمها السرعة والحزم في تنزيل الأوراش المفتوحة ببلادنا. ونظرا لموقع إشكالية الماء المحوري في خطاب اليوبيل الفضي للملك محمد السادس، فقد بادر رئيس الحكومة إلى التفاعل على وجه السرعة مع التوجيهات الملكية بهذا الخصوص، حيث عقد فورا اجتماعا للجنة قيادة البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027.
وأمام إشكال الماء وغيره من التحديات التي تواجه بلادنا خلال السنوات المقبلة، أصر أخنوش في تماهٍ مع مضامين الخطاب العرش، على ضرورة التحلي بالنجاعة والحكامة واحترام أجندة تنزيل الأوراش الكبرى التي يقودها الجالس على العرش. ومن الإشارات الدالة على ذلك، أن الرجل سارع إلى عقد وترأس اجتماع اللجنة المذكورة في مدينة المضيق بشمال البلاد الذي يحتضن مراسم عيد العرش واحتفالاته البارزة، وذلك عقب أقل من 24 ساعة على الخطاب الملكي، لإبراز عزمه على تنفيذ التعليمات الملكية، والالتزام بتنزيل الأوراش المعنية تبعا للأجندة الملكية دون تأخر.
من هذا المنطلق، ركز الاجتماع بالأساس الشق الاستثماري لمشاريع “برنامج الماء” بعد ست سنوات من الجفاف “البنيوي” ببلادنا، وتماشيا مع ما حث عليه الملك في خطابه، فقد انصب النقاش بحضور كل من عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، ونزار بركة وزير التجهيز والماء، ومحمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروي، على عرض المشاريع وترتيب أولوياتها وتحيين أجندتها، إذ جدد أخنوش التأكيد لوزرائه، على ضرورة تحديد موعد بدء وإتمام كل مشروع من مكونات البرنامج بشكل واضح، ناجع وفعال.
وشدد أخنوش على أنه سيترأس شخصيا، بصفته رئيسا للحكومة، اجتماعات دورية للجنة قيادة البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، والتي سيتم عقدها في فترات متقاربة زمنيا، مطالبا وزراء القطاعات المعنية بضرورة العمل على الرفع من وتيرة الاستثمارات وتنزيلها في الغلاف الزمني المحدد دون أي تأخير، ذلك باستحضار الرسائل والتوجيهات الملكية المضمنة في خطاب العرش.
أخنوش أراد البرهنة على التفاعل السريع والمنضبط مع الخطاب الملكي، لا سيما ما يتعلق بضرورة التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، وإنجاز مختلف المشاريع في احترام للأجندة المحددة دون أي تأخير. حيث تعهد أخنوش خلال الاجتماع بأن حكومته لن تدخر جهدا في السهر على التنزيل الأمثل لكل مكونات البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي، وضمان تنفيذ جميع مشاريعه بالسرعة والنجاعة اللازمتين، وتحقيق أهدافه ليساهم في التخفيف من حدة الإجهاد المائي، بما يستجيب ويرقى إلى التطلعات الملكية.
وفي المحصلة يبقى المرء متفائلا بخصوص السنوات المقبلة بالنسبة للمملكة، ذلك أن السرعة والحزم في التنزيل لما أُنجز من مشاريع، وما نحن مقبلون عليه من مشاريع أخرى، مقارنة ببقية الدول التي تعيش السياق المناخي نفسه، تجعل المستقبل مطمئنا لبلادنا على مستوى تحقيق الأمن المائي والطاقي والغذائي، والتوجه رأسا نحو تحقيق الأهداف التنموية الكبرى التي رسمها عاهل البلاد لحكومته في أفق سنة 2030.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش "إشكالية الرواية العربية"
ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، أقيمت ندوة بعنوان "إشكالية الرواية العربية: رؤية نقدية"، شارك فيها الناقد والأكاديمي السعودي الدكتور عبدالله العقيبي وأدارها السيد عبدالرحمن الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة.
وشهدت الندوة، التي حضرها جمع من المثقفين وجمهور المعرض، طرح رؤى معمقة حول مكانة الرواية العربية وتحدياتها المعاصرة، خاصة في علاقتها بالواقع وبالمؤسسة النقدية، فضلا عن الشروط الفنية والجمالية للرواية العربية.
واستعرض الدكتور العقيبي في البداية أهم المحطات التاريخية للرواية العربية منذ ظهورها بقالبها الفني في ثلاثينيات القرن الماضي وصولا إلى العصر الحديث والتطور الهائل في الرواية وأشكالها المختلفة، مشددا على أن العمل الروائي لايمكن أن ينمو ويتطور بالعقلية ذاتها التي تدير القصيدة أو القصة القصيرة؛ فالرواية، بما لها من امتداد زمني وبنيوي، تحتاج إلى عقلية قادرة على الصبر، والتقاط التفاصيل، والغوص في بنية الحياة لا الاكتفاء بتزيينها.
وقال إن الروائي الحقيقي يحتاج إلى أدوات مركبة، وإلى قدرة على التحاور مع الواقع، والانفتاح على الشخصيات لا التحكم بها، مشيرا إلى أن الشخصية الروائية أحيانا تتمرد على الكاتب، وتغير مصيرها، وتفرض منطقا سرديا جديدا، مما يعني أن الكتابة الروائية لا تخضع فقط للتخطيط، بل للحوار الحي مع النص أثناء إنجازه.
وأضاف: "الروائي الجاد يشبه الباحث، يحمل الفكرة ويعيش معها شهورا وربما سنوات. ومن هنا، فإن الأشخاص الذين تمرسوا بعقلية الباحث، واعتادوا مرافقة الفكرة وتحليلها في العمق، هم الأقدر على إنتاج روايات ذات قيمة حقيقية".
كما انتقد العقيبي بعض التوجهات في كتابة الرواية الحديثة، التي تسقط في فخ الأيديولوجيا، أو تنحاز إلى المستهلك، ما يؤدي إلى تراجع المتعة الفنية التي يجب أن تكون جوهر العمل الروائي، لتحل محلها متعة آنية خالية من الجهد الجمالي والمعرفي، لافتا إلى أن هناك كثيرا من الكتاب يخرجون من دائرة الحياة المعاصرة إلى الرواية التاريخية هروبا من السلطة بمفهومها الأكبر.
وقال إن غياب النظام النقدي المتكامل، أو ضعف التفاعل معه، يؤدي إلى إفقار التجربة الروائية، إذ لابد من استيعاب أدوات النقد لا اتباعه حرفيا، بل التفاعل معه بوصفه اقتراحا فنيا يثري النص ويحفزه، مؤكد في الوقت ذاته على ضرورة التوازن بين الموضوع والفن هو ما يجعل من عمله مثالا على الرواية التي تتجاوز الطرح المباشر، وتنفذ إلى جوهر الإنسان.
وأكد أن اختيار الموضوعات الإنسانية كموضوعات للرواية يجعلها أبقى بخلاف الأعمال التي تنتهج أيديولوجيا أو طابعا نخبويا.
وقال في النهاية إن الرهان اليوم يجب أن يكون على القارئ الذي يتحمل عناق الفكرة، لا الذي يبحث عن متعة عابرة أو رأي سريع، فالرواية العظيمة لا تستعجل تأثيرها، بل تتجذر وتبني وعيا لا يمحى بسهولة.