خبراء أمريكيون: هذا ما أراده نتنياهو من سلسلة الاغتيالات فكيف سيكون الرد عليها؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
ناقش دبلوماسيون وخبراء أمريكيون بارزون حسابات الاحتلال الإسرائيلي من وراء شن هجمات بارزة في هذا الظرف الحالي، وآثارها المحتملة على المحادثات المتعلقة بالأسرى في غزة، وحاجة إيران المحتملة لرد عسكري لحفظ ماء الوجه، وغيرها.
وبحسب الخبراء (دينس روس, وديفيد ماكوفسكي, ونعومي نيومان, وفرزين نديمي) يبدو أن القاسم المشترك الوحيد بين استهداف القائد البارز في "حزب الله" فؤاد شكر في بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في في طهران، هو أن الرجلين كانا عضوين بارزين في "محور المقاومة".
وبحسب الخبراء الذين تحدثوا لمعهد واشنطن فإن اغتيال شكر يسهل تبريره لأي شخص مطلع على خلفيته العملياتية والحملة الإسرائيلية القائمة منذ وقت طويل ضد شخصيات مماثلة في "حزب الله"، بينما يبدو اغتيال هنية أكثر غموضاً للوهلة الأولى. صحيح أن تحميل جميع زعماء "حماس" المسؤولية عن هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر قد يعكس قناعة عامة بين الإسرائيليين، إلا أن هنية كان يسافر كثيراً، مما أتاح فرصاً عديدة لاستهدافه، وبالتالي فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا الآن، ولماذا في طهران؟
ربما تكمن الإجابة في رغبة "إسرائيل" في إعادة ترسيخ صورة لما يمكن أن تفعله بأعدائها. فقد أدت عشرة أشهر من الحرب في غزة إلى تراجع صورة القوة العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط. ومن خلال قتل شخصيتين كبيرتين من مسافة قريبة، في موقعين بارزين، واستخدام قدرات عسكرية واستخباراتية واضحة لا تمتلكها أي جهة أخرى في المنطقة، ربما كانت "إسرائيل" تأمل في إعادة تأكيد قوتها بأسلوب دراماتيكي. ووفقاً لهذا النهج من التفكير، كان لزاماً على إيران و"حزب الله" و"حماس" أن يعرفوا أن "إسرائيل" قادرة على قتل أي شخص يهدد مواطنيها بشكل مباشر أو يجيز شن هجمات عليهم، مع توجيه رسالة شاملة مفادها أنه ليس هناك شخص أو مكان بعيد عن متناولها. ويتمثل الهدف العملي لمثل هذا النهج في جعل الردع مسألة شخصية، أي العمل بأن يكون القادة وغيرهم من كبار الشخصيات على علم بأنهم يعرضون حياتهم لخطر مباشر بمجرد التخطيط لهجمات على الإسرائيليين أو الموافقة عليها.
لكن وبغض النظر عن رغبة "إسرائيل" في إعادة ترسيخ قوة الردع، لا يزال يتعين على القادة في "تل أبيب" وواشنطن التفكير في الطريقة التي من المرجح أن ترد بها إيران و"حزب الله".
بالنسبة لإيران، حسب الخبراء، يستدعي اغتيال هنية جواباً شافياً كونه حدث في طهران، مما يعني ضمناً أن النظام لا يستطيع حماية ضيوفه وحلفائه في "المحور". وبالنسبة لـ"حزب الله"، لا يُعد اغتيال شكر مسألة إذلال بقدر ما هو تذكير بنقاط ضعفه الحرجة. وهو، على غرار إيران، سيبحث باهتمام شديد عن التسريبات والجواسيس في أجهزته الاستخباراتية والأمنية في الأيام المقبلة. لكنه سيرغب أيضاً في فرض ثمن على "إسرائيل" عاجلاً وليس آجلاً. ولا يبدو أن طهران ولا وكيلها الرئيسي يريدان حرباً مع "إسرائيل"، لكن من الضروري لهما أيضاً أن يتجنبا الظهور بمظهر الضعيف.
إلى أين تتجه محادثات وقف إطلاق النار في غزة؟
رجح الخبراء أن تطلب طهران من "حماس" وقف جميع التحركات من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار لتجنب إعطاء الانطباع بأن الضربات الإسرائيلية والضغط العسكري قد نجحا. وهذا لا يعني أن الصفقة لن تؤتي ثمارها قط، لكن التأخير شبه مؤكد.
في المقابل يرى الخبراء اغتيال هنية يعزز النظرية القائلة بأن نتنياهو لن يتنازل عن شروطه فيما يتعلق بصفقة الأسرى، فهو لم يبدِ أي إشارة إلى استعداده لتقديم تنازلات عندما التقى بالرئيس بايدن الأمريكي في واشنطن الأسبوع الماضي. وبدلاً من استغلال رئيس الوزراء لعطلة الكنيست كفرصة للتوصل إلى تسويات صعبة، ظهرت دلائل تشير إلى أن نتنياهو قد يأذن بشن المزيد من الهجمات على كبار الشخصيات في "حماس".
من غير الواضح ضمن قيادة "حماس" الأوسع نطاقاً ما إذا كانت وفاة هنية ستوقف أو ببساطة ستؤخر الاتصالات مع إسرائيل بشأن قضية الرهائن. فقد كان عنصراً رئيسياً في تلك المفاوضات نظراً لعلاقاته مع قطر، ولكن من المتوقع أن تحل محله شخصية أخرى من "حماس" في مرحلة ما. وتجدر الإشارة إلى أن عمليات الاغتيال السابقة التي شهدها هذا العام لقادة آخرين من "حماس" مثل مروان عيسى، وصالح العاروري، لم تمنع استئناف المحادثات.
التأثير على المصالح الأمريكية؟
أما بالنسبة لكيفية تأثير عمليات الاغتيال التي وقعت هذا الأسبوع على العلاقة الثنائية مع واشنطن، فربما سعت "إسرائيل" إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة لن تتمكن من ردعها. وفي هذه الحالة، لم يكن المقصود من هذه الرسالة أن تشكل تحدياً لأقرب حلفائها، بل وسيلة أخرى لإعادة فرض الردع تجاه إيران و"حزب الله". ربما يمكن لمثل هذا النهج الحازم والمثير للدهشة أن ينجح على المدى الطويل، لكن لا ينبغي أن يكون لدى نتنياهو ولا الرئيس بايدن أي أوهام بشأن ما قد تفعله إيران و"حزب الله" على المدى القريب.
وفي الأيام المقبلة، ستركز إدارة بايدن بطبيعة الحال على منع تصعيد النزاع. ولكن من المفارقات أن خوف إيران من جر أمريكا إلى القتال يشكل الوسيلة الفضلى للتخفيف من حدة الإجراءات التي قد يتخذها النظام بعد ذلك، وبالتالي ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تستغل هذا الخوف لصالحها. وقد يشير التصعيد الحالي في الخطاب الإيراني ضد الولايات المتحدة إلى أن طهران تريد ردع "إسرائيل" بشكل غير مباشر عن الرد بقوة على أي انتقام من المحور من خلال زيادة خطر التصعيد على نطاق أوسع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال إيران حزب الله إسماعيل هنية إيران حزب الله الاحتلال إسماعيل هنية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله
إقرأ أيضاً:
تراجع مفاجئ في سياسة الضغط القصوى.. واشنطن تُجمّد العقوبات على إيران
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصدرت تعليمات بوقف فرض أي عقوبات جديدة على إيران، في خطوة تعكس تحولاً مؤقتاً في استراتيجية “الضغط الأقصى” التي تنتهجها واشنطن تجاه طهران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أرسلت الأسبوع الماضي توجيهاً رسمياً إلى وزارتي الخارجية والمالية، بالإضافة إلى مجلس الأمن القومي، طلبت فيه “تعليق جميع الأنشطة المتعلقة بفرض عقوبات جديدة على إيران”، دون تحديد مدة هذا التعليق أو الإشارة إلى شروط استئنافه.
ورغم أن نائبة المتحدثة، آنا كيلي، لم تنفِ هذه المعلومات بشكل مباشر، إلا أنها أكدت أن “أي قرارات جديدة بشأن العقوبات سيتم الإعلان عنها من قبل البيت الأبيض أو الجهات المختصة”، ما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات متعددة في الفترة المقبلة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن وزارة الخزانة الأمريكية أرجأت خلال الأسبوعين الماضيين الإعلان عن عقوبات جديدة على طهران مرتين على الأقل، ما يعزز من مؤشرات التهدئة المؤقتة، وكانت آخر مرة فرضت فيها الولايات المتحدة قيوداً جديدة على إيران في 21 مايو الماضي.
ورغم وقف تشديد العقوبات، تواصل واشنطن فرض القيود الأساسية، بما في ذلك الحظر على صادرات النفط الإيراني وتجميد أصول طهران في الخارج، غير أن بعض مسؤولي إدارة ترامب أبدوا قلقاً من غياب الوضوح بشأن نطاق ومدة هذا التوقف، معتبرين أنه قد يكون مرتبطاً بمراجعة شاملة للنهج الأمريكي في ضوء المحادثات الجارية حول البرنامج النووي الإيراني.
يُذكر أن الرئيس ترامب صرح يوم 30 مايو بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي قريب مع إيران، لكنه لم يقدّم جدولاً زمنياً محدداً، وفي المقابل، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الطرفين ما زالا بعيدين عن التوصل إلى تفاهم شامل، مشيراً إلى استمرار وجود “خلافات جوهرية” في بعض بنود الاتفاق المحتمل.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران جموداً نسبياً، وسط ضغوط دولية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.