آخر تحديث: 5 غشت 2024 - 9:54 صبقلم:جمعة عبدالله اشتدت هوس ضجيج الحملة الايمانية على أشدها واعلى مراحلها الشيطانية , حتى الشيطان لم تخطر في باله , من الشهية العظيمة في النهب والاختلاس واللصوصية , بكل طرق الاحتيالية في الخدع والدجل , واصبح مبدأ الضحك على ذقون البسطاء والجهلة , المبدأ المقدس والمعصوم من الخطأ والزلات , اصبح المبدأ الايماني القائل : من يسرق وينهب اكثر يفوز في الدنيا والآخرة , من يختلس أكثر يفوز بنعيم الدنيا والآخرة , بهذا النهج الإيماني العظيم , أقامت الأحزاب الدينية الفاسدة , الصرح العظيم لحكم اللصوصية ( كليبتو كراتيا ) حكم مغلف بالفساد والسرقة من قمة رأسه إلى أسفل قدميه , حكم ديستوبي في اعلى مراحل الفساد , واشتد التنافس الضاري والكاسر على الإيمان المطلق بالفساد كشريعة ومذهب وعقيدة ونهج واسلوب حياتي , وأصبح هذا التنافس الشديد أكثر حدة من تنافس الفرق الأوروبية المحترفة , وسلك هؤلاء المؤمنين الفاسدين الافاضل الطريق الى الازدهار والرفاه لهم , أن يكونوا شموع مضيئة لطرد ظلام بدع العمل بالمسؤولية والنزاهة والإخلاص والعفة , لقلعهم من الجذور لانها هرطقة الزنادقة وبدع الكفار اعداء الشريعة والمذهب , ولتغطية على مبدأ الإيمان بالفاسد المبجل , أقاموا مهرجانات التبجيل العظيم للإمام الحسين , في مهرجانات السيركية في توزيع التمن والقيمة , فمن يسرق مليار دولار , يحلل ذمته بمليون دولار , في توزيع التمن والقيمة مجاناً , وتصبح السرقة حالا شرعاً وقانونياً بصك الغفران , ويغفر لهم الله تعالى كل ما نهبوا وسرقوا ( حلال عليهم ) وبهذا الأسلوب العظيم الذي يعجز الشياطين والابالسة في اختراعه , تحولت ملحمة كربلاء العظيمة واستشهاد الامام الحسين ( من اجل الاصلاح وقلع جذور الفساد والطغيان ) الى ملحمة التمن والقيمة , اضافة ظهور طقوس غريبة وعجيبة زاخرة بالخرافات البذيئة يستهجنها العقل السليم , اصبحت محل استهزأ وتهكم بما وصل اليه العقل الى ادنى مستويات الضحالة والجهل , هذه براعة تفتق وتفنن العقل اللصوصي في خلقها واختراعها , هؤلاء عظماء الفساد الكرام , ان تكون ايام عاشوراء اعياداً سيركية تجدد البيعة والثقة والاعتزاز بهم , ان يحولوا ملحمة كربلاء العظيمة , التي هي بمثامة منارة الشعوب في سبيل التحرر والحرية , الى ملحمة القيمة والتمن , لكي يقول عنهم الانسان البسيط الذي يتمتع بأكل التمن والقيمة .
كأنها ثمار التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ( التين والزيتون وهذا البلد الأمين ) , حلال عليهم السرقة والنهب , ليبارككم الله ويشد أزرهم ويمد طول أيديهم في النهب واللغف , ويواصلون عزيمتهم في مواصلة الطريق الإيمان الإلهي , ويباركهم الامام الحسين , ليفتح لهم أبواب الجنة على مصراعيها , وبهذا الشكل اللصوصي وصلت سرقة القرن , من خلال التحقيقات الرسمية الجارية إلى أكثر من 5 مليار دولار مسروق من أموال الدولة والمواطنين , بخفة سريعة كسرعة البرق ( والعداد يحسب حسب قول عادل امام ) , وبهذا الاسلوب الشيطاني المقدس , تهاوت وسقطت الدولة العراقية الى مستنقع الضحالة والوحل , وحلت محلها الدولة العميقة الفاسدة , وأصبحت دولة مليشيات العامرة في شموخها العالي , وتقوم بشكل متسارع في تجنيد الايرانيين والافغان والباكستانيين , وتجنيدهم في الحشد الشعبي , بعد منحهم الجنسية العراقية والبطاقة التموينية والرواتب العاليا والشقق المجانية , ليكونوا جيوشاً جرارة لحماية صرح الحكم اللصوصي , وان يكونوا القبضة الحديدية , التي تضرب بالنار والحديد والرصاص الحي دون رحمة وشفقة , لكل من يتجاسر ويتطاول على حكم المؤمنين العظام . حكم التمن والقيمة في ادارة شؤون الناس , وبهذا النهج الجهنمي , يكونوا العراقيين اقلية في وطنهم المنكوب العراق , اما الاغلبية فهم من الأجانب حاملي الجنسية العراقية , ويأتي اليوم القريب بعون الله تعالى , ان تطلب الأغلبية بطرد الأقلية , من أجل نقاوة وطهارة حكم المؤمنين العظام , الحكم الرشيد القائم على المبدأ المقدس : الفساد من الإيمان , ليذهب الشعب الى جهنم وبئس المصير .
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
طلب العفو بين الفساد ومصلحة الوطن عن نتنياهو ومحاكمته
يحدث أن تعلن قنوات إعلامية عالمية أنباء محاكمات تسعى لتطويق مساحة الفساد في الدول وتقليصها عالميا، لما لها من أثر هدام في جهود التنمية والتطوير بأي بلد، لكن أمر محاكمة الفساد لم ولن تكون أمرا هينا أبدا إذا ما اشتبكت بالمتنفذين من أصحاب النفوذ ذوي القدرة على التلوّن والتملّص والادعاء، حيث يلجأ الفاسدون إلى ربط مصائرهم المتصورة بعد المحاكمة العادلة بمصير الأوطان مغالطة ترمي إلى إيهام الجمهور بأنهم هم الوطن فإن ثبت فسادهم فما ذاك إلا الوطن ذاته، وما تسميه المحاكمات فسادا ما هو إلا إخلاص لأجل الوطن، حتى حين يثبت الفساد حجة وبرهانا عبر أدلة وقرائن وتحويلات مباشرة وغير مباشرة لتسمين الأرصدة!
ضمن هذا السياق طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميًا العفو في محاكمته الطويلة بتهم الفساد، مدعيا أن ذلك «يصب في المصلحة العامة» وفقا لصحيفة CNN، قال نتنياهو إنه من «مصلحته الشخصية» إثبات براءته في المحاكمة الجارية، لكن «المصلحة العامة تحتم خلاف ذلك» تم تقديم الرسالة الخميس ونُشرت الأحد، نتنياهو قدم التماسه إلى رئيس بلاده، مبررًا قراره بأن استمرار محاكمته على خلفية قضايا الفساد يهدد الوحدة الوطنية ويعمّق الانقسامات الداخلية، مؤكدا أن الواقع الأمني والتحديات التي تواجه إسرائيل تتطلب «إنهاء المحاكمة فورًا لتعزيز المصالحة وتخفيف التوتر»! داعيًا الجميع إلى دعم هذه الخطوة باعتبار أنها تصب في مصلحة البلاد.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طلب -هذا الشهر كذلك- من الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، منح عفو كامل لنتنياهو في محاكمته الجارية، في رسالة وزعها المتحدث باسم الرئيس الإسرائيلي، كتب ترامب: «أدعوكم هنا إلى العفو الكامل عن بنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء هائل وحاسم في زمن الحرب، وهو الآن يقود إسرائيل إلى زمن السلام، والذي يتضمن استمراري في العمل مع قادة الشرق الأوسط الرئيسيين لإضافة العديد من البلدان إلى اتفاقيات إبراهيم التي تغير العالم» يواجه نتنياهو تهمًا بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة بدأت خلال ولاية ترامب الأولى، وقد أكد براءته منها سابقا، ويُدلي حاليًا بشهادته في المحكمة ضمن المحاكمة، كتب ترامب في الرسالة «بينما أحترم تمامًا استقلال النظام القضائي الإسرائيلي ومتطلباته، إلا أنني أعتقد أن «القضية» ضد بيبي، الذي ناضل إلى جانبي لفترة طويلة، بما في ذلك ضد الخصم القوي للغاية لإسرائيل، إيران، هي محاكمة سياسية غير مبررة» وفي بيان، قال مكتب الرئيس إنه يكن «احترامًا كبيرًا» لترامب ويقدر «دعمه الثابت لإسرائيل، ومساهمته الهائلة في إعادة الرهائن، وتغيير وضع الشرق الأوسط وغزة، وحماية أمن إسرائيل» مؤكدا أن «كل من يطلب العفو عليه أن يقدم طلبًا وفقًا للإجراءات المتبعة» ولم يقدم نتنياهو طلبًا رسميًا للعفو في محاكمته الجارية، ويبدو أن هذا الرد قد نقل لنتنياهو الذي سارع إلى طلب العفو من الرئيس الإسرائيلي بصفته الرئيس الذي يمتلك وحده الصلاحية لإصدار العفو، وقد أكد مكتبه استلامه الطلب، وأن هرتسوغ «سينظر فيه بعناية ومسؤولية كبيرتين»!وفي رسالته التي تتكون من صفحة واحدة، لم يعترف نتنياهو بالذنب ولم يقدم أي التزامات بشأن مستقبله السياسي، مع إصراره على براءته من تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، لكن الطلب الرسمي بالعفو يعد تراجعا عن موقف الزعيم الإسرائيلي الذي حكم البلاد فترة طويلة، والذي قال إن لوائح الاتهام ستنهار وأنه سيُثبت براءته في المحكمة!
ضمن ردود الفعل سارعت المعارضة إلى انتقاد طلب نتنياهو، الذي واجه اتهامات بإثارة الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي - ضد السكان العرب واليسار تحديدًا - بالإضافة إلى إطالة أمد الحرب في غزة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة به، فقد حثّ يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، هرتسوغ على رفض طلب العفو، على الأقل بصيغته الحالية «لا يُمكنك منح نتنياهو العفو دون الإقرار بالذنب، والتعبير عن الندم، والانسحاب الفوري من الحياة السياسية»كما قال يائير غولان رئيس حزب الديمقراطيين اليساري، على «إكس»: «المذنب فقط هو من يطلب العفو. بعد 8 سنوات من المحاكمة، وبعد عدم إسقاط القضايا المرفوعة ضده، يطلب نتنياهو العفو الآن!» لكن حلفاء نتنياهو السياسيين أيدوا العفو، منهم وزير الأمن القومي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير قائلا في بيان له «أمر بالغ الأهمية لأمن الدولة».
ختاما: لن تصل جهود مكافحة الفساد مبتغاها طالما اتكأت أسانيدها على شبكات المتنفذين وتهديدهم بتقويض البنيان حال إدانتهم، أو حال عدم تحصلهم على نصيب منه استحقاقا متوهما، أو نهبا ظاهرا عبر النفوذ، أو مستترا عبر أقنعة مصنوعة، لن تصل مبتغاها إن تفشّت مغالطة ربط شخوصهم بنسيج الوطن، ومصلحتهم الشخصية بالمصلحة العامة وأمنهم الشخصي بأمن الوطن.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية