حزب الله يستهدف عدة ثكنات وإسرائيل تعلن اغتيال قيادي بوحدة الرضوان
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
استهدف حزب الله اللبناني عددا من الثكنات والمواقع الإسرائيلية بالمسيّرات الانقضاضية، معلنا إيقاع قتلى وجرحى، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قيادي في وحدة الرضوان التابعة للحزب، وذلك في خضم تصعيد متواصل ومخاوف من اندلاع حرب شاملة.
وقال حزب الله -في بيان مساء اليوم الاثنين- إنه شن "هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حاليا قوات غولاني) مستهدفة أماكن تموضع ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة وحققت فيهم إصابات مؤكدة".
وأشار إلى أن الهجوم جاء دعما للشعب الفلسطيني الصامد في غزة وردا على اعتداءات إسرائيل على القرى الجنوبية في لبنان، و"خصوصا الاغتيال الذي نفذه في جبانة بلدة ميس الجبل"، حيث نعى الحزب أحد عناصره في وقت سابق من اليوم.
ومنذ صباح الاثنين، هاجم حزب الله عددا من المواقع الإسرائيلية، حيث أعلن استهداف المقر المستحدث للفرقة 91 في ثكنة إيليت، مؤكدا إيقاع قتلى وجرحى.
كما هاجم حزب الله موقع المالكية، وقصف ثكنات زبدين وراميم وزرعيت وموقع رأس الناقورة.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن حزب الله أطلق خلال الـ24 ساعة الماضية 8 مسيّرات على الأقل باتجاه مناطق متفرقة بالجليل الأعلى.
وأضافت القناة أن 3 من تلك المسيّرات انفجرت بمنطقة جبل الجرمق دون وقوع إصابات.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل 3 أشخاص في غارتين إسرائيليتين على بلدتي ميس الجبل وعبّا جنوبي لبنان، ونعى حزب الله أحدهم بصفته أحد عناصره ويدعى علي جمال الدين جواد.
إصابتان بالجيش الإسرائيليفي المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة ضابط وجندي جراء استهداف ثكنة إيليت.
وقال إنه اعترض جسما جويا عبَر من لبنان، وإن مسيّرة مفخخة سقطت في موقع المالكية دون وقوع إصابات.
وقد دوّت صفارات الإنذار عدة مرات منذ صباح الاثنين في كريات شمونة ومرغليوت قرب الحدود مع لبنان، وكذلك في نهاريا ومحيطها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اغتال قياديا في وحدة الرضوان الخاصة التابعة لحزب الله، وقالت إن مقتله سيؤثر على قدرات الحزب على شن عمليات في شمال إسرائيل.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مبنى عسكريا وبنى تحتية لحزب الله في بلدة كفركلا جنوبي لبنان. وقبل ذلك، أعلن أنه قصف خلية شغلت طائرة مسيرة في ميس الجبل.
وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي حاجز الصوت فوق بيروت ظهر الاثنين، حسبما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.
وعززت إسرائيل حالة التأهب منذ أيام، تحسبا لردود فعل عسكرية من إيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران قبيل فجر الأربعاء الماضي، والقيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في بيروت مساء الثلاثاء.
خطة إجلاء ألمانيةوفي خضم هذه التوترات، قالت مجلة دير شبيغل الألمانية إن ألمانيا تستعد لإجلاء رعاياها من لبنان وأماكن أخرى في الشرق الأوسط.
وأوضحت المجلة -من دون أن تكشف عن مصادرها- أن القوات الجوية الألمانية تجهز أسطولا صغيرا من طائرات النقل "إيه 400-إم" لنقل الرعايا من بيروت إلى قبرص.
في سياق متصل، دعت السفارة الصينية في بيروت مواطنيها إلى توخي الحذر عند السفر إلى لبنان، مشيرة إلى الوضع الأمني "الصعب والمعقد".
وقالت السفارة -في بيان- إن على المواطنين والمؤسسات الصينية في لبنان "توخي أقصى درجات الحذر وتعزيز إجراءات السلامة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
بين التهدئة والتصعيد.. قرار حصر السلاح بيد الجيش يضع لبنان أمام مفترق طرق
يشهد لبنان حالة من الترقب الحذر في أعقاب القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية والقاضي بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، وسط تساؤلات واسعة حول كيفية تنفيذ هذا القرار، خاصة في ظل الموقف الرافض من قبل حزب الله.
وفي إطار هذا القرار، تم تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة وآلية تنفيذية واضحة، على أن تسلم الحكومة هذه الخطة بحلول موعد نهائي محدد هو 31 أغسطس الجاري.
وبينما تتجه الأنظار إلى المؤسسة العسكرية ودورها المنتظر في تطبيق القرار، تبذل جهود مكثفة خلف الكواليس من قبل أطراف سياسية ودبلوماسية، بهدف تليين موقف حزب الله وتوفير مناخ يسمح بتنفيذ الخطة دون إثارة أي توتر أو مواجهة مباشرة.
وتسعى هذه التحركات إلى تجنب التصعيد، والحفاظ على الاستقرار الداخلي، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتوتر والدور الحساس الذي يلعبه لبنان في محيطه الجغرافي والسياسي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي، إن الجيش اللبناني يعد مؤسسة وطنية قوية يحظى بثقة تامة من قبل كافة شرائح الشعب اللبناني، وهو يُمثّل أحد الركائز الأساسية في استقرار البلاد.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "صرح حزب الله أمس بأن لا نية لديه للتصعيد، سواء في الشارع أو تجاه الجيش اللبناني، مؤكدا حرصه على الحفاظ على الأمن الداخلي".
وأشار نعمة، إلى أن قد عقد اجتماع ضم ممثلين عن حزب الله إلى جانب رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، بهدف تهدئة الأجواء ومعالجة حالة التوتر التي طرأت مؤخرا، وقد ساد اللقاء طابع التفاهم والجدّية في إيجاد مخرج سلمي للموقف الراهن، معقبا: "أتوقع أن الأمور سوف تتجه نحو الأفضل، لأن الطرفين لا يسعيان إلى المواجهة أو الدخول في صدام مباشر".
واختتم: "شدد رئيس الجمهورية على أن مسألة تسليم السلاح لا رجعة فيها، مؤكدا على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في دعم جهود التهدئة، مشيرا إلى أن لبنان يعتبر نقطة ارتكاز إقليمية في غاية الأهمية، ما يحتم على الأطراف كافة التعامل مع الوضع بحساسية ومسؤولية عالية".
والجدير بالذكر، أن مع اقتراب المهلة المحددة لتقديم خطة التنفيذ، يظل المشهد اللبناني معلقا بين احتمالات التهدئة والانفراج، أو الدخول في أزمة جديدة تعيد خلط الأوراق داخليا.
وفي كل الأحوال، فإن شكل العلاقة بين الدولة وحزب الله في المرحلة المقبلة سيكون عاملا حاسما في تقرير مصير القرار ونتائجه.