الوطن:
2025-06-03@03:20:32 GMT

محمد مغربي يكتب: محاكمة «جوجل»

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

محمد مغربي يكتب: محاكمة «جوجل»

فى مطلع القرن العشرين، كانت شركة «ستاندرد أويل» تحت قيادة جون دى. روكفلر، هى القوة المسيطرة على صناعة النفط العالمية. بعد سلسلة من المحاكمات، أُدينت الشركة بممارسة الاحتكار غير القانونى وتم تقسيمها إلى عدة شركات أصغر فى عام 1911. واليوم، نجد أنفسنا أمام موقف مشابه، ولكن فى سياق مختلف تماماً: الإنترنت ومحركات البحث.

الحكم الأخير بإدانة شركة «جوجل» بممارسات احتكارية يذكّرنا بتلك الحقبة، ويُبرز التحديات المستمرة فى تحقيق التوازن بين الابتكار والاحتكار فى عصر التكنولوجيا الرقمية.

على مدى العقدين الماضيين، أصبحت «جوجل» المهيمنة على سوق محركات البحث، حيث تستحوذ على حصة سوقية تتجاوز 90% فى الكثير من البلدان. تمكنت الشركة من تحقيق هذا النجاح بفضل تقنياتها المبتكرة، وخوارزمياتها الذكية، وتجربتها الفريدة. ولكن فى عالم الأعمال، النجاح الكبير يجلب معه أيضاً تدقيقاً قانونياً دقيقاً.

تتلخص الاتهامات الموجّهة إلى «جوجل» فى استغلالها مكانتها السوقية لاحتكار نتائج البحث والإعلانات المرتبطة بها. يقول المدّعون إن «جوجل» تستخدم تكتيكات متنوعة للتأكد من أن منصتها تبقى الخيار الوحيد للمستخدمين، مما يضر بالمنافسين ويُقلل الخيارات المتاحة للمستهلكين. من بين هذه التكتيكات الاتفاقيات الحصرية مع شركات تصنيع الأجهزة والمتصفّحات لجعل «جوجل» محرك البحث الافتراضى، مما يصعّب على المستخدمين تغيير هذا الإعداد.

فى الحكم الأخير، تم إثبات أن ممارسات «جوجل» تتعارض مع قوانين المنافسة العادلة. أُدينت الشركة بإساءة استغلال موقعها المهيمن لمنع المنافسين من النمو والتوسّع، وهو ما يعيد إلى الأذهان ممارسات «ستاندرد أويل» فى الماضى. وأمر القضاء باتخاذ إجراءات تصحيحية تهدف إلى تعزيز المنافسة وفتح المجال أمام مزيد من اللاعبين فى سوق البحث. هذا الحكم يحمل تداعيات واسعة على صناعة التكنولوجيا والمستهلكين على حدٍّ سواء. من الناحية الصناعية، من المتوقع أن يشجّع هذا الحكم ظهور منافسين جدد ويُحفّز الابتكار فى مجالات البحث الرقمى. الشركات الصغيرة والناشئة قد تجد الآن فرصاً أكبر للوصول إلى الجمهور وتقديم خدمات بديلة ومبتكرة.

أما بالنسبة للمستهلكين، فمن المرجّح أن يؤدى هذا الحكم إلى زيادة التنوع فى الخيارات المتاحة. قد نشهد تحسينات فى جودة الخدمة والخصوصية، مع تطلع الشركات المنافسة لتقديم ميزات تميزها عن «جوجل». على المدى البعيد، يمكن أن يؤدى ذلك إلى بيئة إنترنت أكثر تنوعاً وديناميكية. ورغم أن الحكم جاء لصالح تعزيز المنافسة فإن هناك وجهات نظر مختلفة حول مدى تأثير ذلك على الابتكار. البعض يرى أن «جوجل»، بفضل استثماراتها الكبيرة فى البحث والتطوير، قدّمت تقنيات وخدمات غير مسبوقة أسهمت فى تطور الإنترنت، كما نعرفه اليوم. هؤلاء يرون أن التشديد على «جوجل» قد يُحد من قدرتها على الابتكار. من جهة أخرى، يعتقد البعض أن وجود منافسة حقيقية هو المحفّز الأساسى للابتكار. الشركات الكبيرة التى لا تواجه تحديات قوية قد تميل إلى التراخى والاعتماد على مركزها المهيمن بدلاً من تحسين خدماتها بشكل مستمر. الحكم ضد «جوجل» قد يعيد التوازن ويحفّز الابتكار من قِبل جميع اللاعبين فى السوق. كما كان الحال مع «ستاندرد أويل»، فإن الحكم بإدانة «جوجل» يأتى كتذكير بأهمية الحفاظ على بيئة تجارية عادلة ومفتوحة. الابتكار والنجاح التجارى لا ينبغى أن يكونا ذريعة للاحتكار والسيطرة المطلقة. التاريخ يعلمنا أن التنوع والمنافسة هما مفتاح التقدّم والاستدامة فى أى صناعة. ونحن، كمستهلكين، نستفيد فى النهاية من هذه المبادئ التى تُحفّز الشركات على تقديم الأفضل دائماً. الحكم ضد «جوجل» ليس نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من التحديات والفرص فى عالم التكنولوجيا الرقمية.

ستظل عيون العالم متجهة نحو كيفية تنفيذ هذه الأحكام وتأثيرها الفعلى على السوق، ولكن الأهم أن روح المنافسة العادلة تبقى المحرك الأساسى لتقدمنا جميعاً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جوجل

إقرأ أيضاً:

دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد منشور غامض.. وقلق بين جمهورها قبل عرض "روكي الغلابة" في 30 يوليو

 

أثارت النجمة دنيا سمير غانم حالة من الجدل والقلق بين جمهورها بعد أن شاركت منشورًا غامضًا عبر خاصية "الاستوري" على حسابها الرسمي بموقع "إنستجرام"، حيث كتبت: "لا تتجاهل حدسك عندما يقول إنك لست مرتاحًا في هذا المكان أو مع هذا الشخص". 

 

هذه الكلمات القصيرة والعميقة في ذات الوقت، فتحت باب التكهنات والتساؤلات حول الحالة النفسية التي تمر بها الفنانة المحبوبة، وسط صمت تام منها دون الكشف عن أي تفاصيل أو توضيحات.

وسرعان ما تصدرت دنيا سمير غانم تريند جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول جمهورها المنشور بشكل واسع، وتساءل كثيرون ما إذا كانت تمر بأزمة شخصية أو توجّه رسالة مبطّنة، خاصة أن دنيا عُرفت دائمًا بابتسامتها وروحها المرحة، مما جعل هذا المنشور بمثابة مفاجأة للكثيرين.

يأتي ذلك تزامنًا مع استعداد دنيا لطرح أحدث أعمالها السينمائية، حيث قررت الشركة المنتجة لفيلم "روكي الغلابة"، الذي تتقاسم بطولته مع الفنان محمد ممدوح، عرضه في دور السينما يوم 30 يوليو المقبل. ويشارك في الفيلم مجموعة من النجوم، من بينهم محمد ثروت، بيومي فؤاد، محمد رضوان، إضافة إلى المطرب أحمد سعد الذي يظهر كضيف شرف ضمن الأحداث. الفيلم من تأليف كريم يوسف، وإخراج أحمد الجندي، وإنتاج محمد أحمد السبكي.

ويُعد الفيلم ثاني بطولات دنيا سمير غانم السينمائية المطلقة بعد فيلمها الناجح "تسليم أهالي" الذي عُرض في عام 2021. وتُقدم دنيا في "روكي الغلابة" شخصية جديدة كليًا ومختلفة عما قدمته سابقًا، حيث تجسد دور بودي جارد للفنان محمد ممدوح "تايسون"، الذي يجسد شخصية رجل أعمال كبير، وتدور بينهما العديد من المواقف الكوميدية في إطار يجمع بين التشويق والكوميديا.

وكان آخر ظهور لدنيا في عالم الدراما من خلال مسلسل "عايشة الدور"، والذي شاركت في بطولته إلى جانب نور محمود، رحاب الجمل، أميرة أديب، فدوى عابد، أحمد فاضل، وأحمد عصام السيد، وهو من إنتاج محمد أحمد السبكي، وتأليف مشترك بين كريم يوسف، أحمد الجندي، أشرف نصر، ندى عزت، سامح جمال، ونانسي عكيلة، وإخراج أحمد الجندي.

ورغم حالة القلق التي انتابت جمهورها بسبب منشورها الأخير، يترقب عشاق دنيا سمير غانم عودتها القوية للسينما بفارغ الصبر، خاصة بعد الحفاوة الكبيرة التي لاقاها فيلم "تسليم أهالي"، آملين أن يكون "روكي الغلابة" محطة نجاح جديدة في مسيرتها الفنية.

مقالات مشابهة

  • دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد منشور غامض.. وقلق بين جمهورها قبل عرض "روكي الغلابة" في 30 يوليو
  • غدًا.. الحكم على مرتضى منصور في سب «الخطيب» و«ممدوح عباس»
  • تقدم عُماني ملحوظ في مؤشر الابتكار العالمي وسط جهود متواصلة لدعم البحث العلمي وتطوير البنية الرقمية
  • بحب المنافسة.. أول تعليق من محمد سيحا بعد انضمامه إلى الأهلي
  • قائمة أفلام عيد الأضحى 2025.. المنافسة تشتعل بين نجوم الصف الأول على صدارة شباك التذاكر
  • الباز يعلق على تنازل ابنة نجم: سأستأنف الحكم دفاعا عن حرية الرأي
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأُمَّ مؤسسة تربوية عظيمة
  • أشرف حكيمي.. أول مغربي يسجل هدفا في نهائي دوري الأبطال
  • ستاندرد آند بورز تُبقي التصنيف الائتماني لفرنسا عند AA- مع نظرة مستقبلية سلبية
  • مصطفى منصور يتصدر تريند جوجل بعد إعلان خطوبته على الفنانة هايدي رفعت