الصين تطلق الحزمة الأولى من الأقمار الصناعية لمنافسة ستارلينك
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
أطلقت شركة "شنغهاي سبيس كوم ساتلايت تكنولوجي" المملوكة للحكومة الصينية دفعة أولى من الأقمار الصناعية ضمن برنامج فضائي منافس لشبكة الإنترنت العالمية "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس". ويمثل ذلك خطوة مهمة لأهداف بكين الإستراتيجية لمزاحمة الدول الأخرى في الهيمنة على قطاع الفضاء.
ووفقا لصحف محلية رسمية، فإن الإطلاق قد جرى صباح الاثنين الماضي من مركز إطلاق الأقمار الصناعية في تاييوان بمقاطعة شانشي، وهو أحد مراكز إطلاق الصواريخ الأساسية في الصين.
وانطلقت الأقمار الصناعية على متن الصاروخ لونغ مارش إيه 6 (من عائلة لونج مارش) والتي طورتها شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية وأكاديمية شنغهاي لتكنولوجيا رحلات الفضاء، وتعمل هذه النسخة بمحركين في المرحلة الأولى بدلاً من محرك واحد بالنسخة السابقة، والصاروخ مدعم بـ4 معززات صاروخية صلبة، ويعد أول صاروخ صيني بمعززات صاروخية صلبة.
الصين تنطلقاحتوت المرحلة الأولى من هذا الاطلاق على 18 قمرا صناعيا، من ضمن خطة أُطلق عليها "كوكب الألف شراع" هادفة إلى نشر أكثر من 15 ألف قمر صناعي.
وستعمل هذه الكوكبة من الأقمار الصناعية بالمدار القريب من الأرض على ارتفاع يتراوح بين 300 وألفي كيلومتر، لتوفر تغطية شبه كاملة للإنترنت حول العالم. ولا تنعكس هذه الخطوة حول الأبعاد التجارية والاقتصادية للصين فحسب، بل إنّ لذلك أثرا عسكريا كبيرا يمكن أن يغيّر الكثير من ميزان القوى في مناطق الصراعات العالمية.
ويأتي ذلك في سياق خشية الصين من تهديد محتمل بسبب أقمار ستارلينك -إن حدث وبدأ صراع عسكري عسكري مع الولايات المتحدة- حيث يمكن لها تعقب الصواريخ الأسرع من الصوت، وذلك إثر قيام باحثين صينيين بتتبع انتشار منظومة من الأقمار الصناعية فوق الأراضي الأوكرانية إبان اجتياح أوكرانيا من قبل الروس.
وكانت من ضمن الخطط المطروحة ضرب هذه الأقمار بالليزر من على متن غواصات تابعة للبحرية الصينية، إلا أن حكومة بكين رجحت خيار إنشاء منظومة قمرية صناعية خاصة بها ابتداء من هذا العام بإرسال 108 أقمار صناعية.
وبحلول نهاية 2025 سيرتفع هذا الرقم إلى 648 قمرا صناعيا، لتصل عام 2030 إلى نحو 15 ألف قمر صناعي لتدخل نطاق الخدمة مباشرة.
ومن جانب آخر، يعد مشروع "ستارلينك" من أنجح المشاريع المهيمنة على سوق الشبكة الفضائية العالمية، وثمّة حوالي 5500 قمر صناعي يعمل حاليا، لتوفر خدمة الإنترنت لشريحة كبيرة من المستهلكين حول العالم من شركات خاصة وحكومية.
يُذكر أنّ رجل الأعمال الأميركي "إيلون ماسك" مالك شركة "سبيس إكس" قد منح ضوءا أخضر في وقت سابق للقوات الأوكرانية باستخدام أقمار شركته الصناعية، مما ساعد في توجيه الطائرات دون طيار ضد القوات الروسية في مناسبات عدة وإلحاق العديد من الخسائر بها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الأقمار الصناعیة
إقرأ أيضاً:
تلسكوب فلاي آي الأوروبي يبدأ رصد الكويكبات
بدأت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) تشغيل أول تلسكوب من نوع "Flyeye" (فلاي آي)، الذي اشتُق اسمه من تصميمه المُستلهم من عيون الحشرات، ويتميز باحتوائه على 16 قناة بصرية بدلاً من قناة واحدة، ُكل منها مزودة بكاميرا خاصة، ما يتيح له مسح مساحة واسعة من السماء دفعة واحدة، تُقدَّر بحوالي 200 ضعف مساحة اكتمال القمر، ويُمكِّنه من رصد عدد كبير من الأجرام السماوية في وقت واحد مقارنة بالتلسكوبات التقليدية.
ويضم التلسكوب مرآة رئيسية بقطر متر واحد، وتتمتع قنواته الـ16 بالقدرة على رصد حتى الأجرام ضعيفة الإضاءة أو سريعة الحركة.
وبفضل حساسيته العالية ومجال رؤيته الواسع، يُعد هذا التلسكوب عنصراً أساسياً في نظام الإنذار المبكر ضد المخاطر الفضائية، إذ يقوم تلقائياً كل ليلة بتنفيذ مهمته التي تتمثل في رصد الكويكبات والمذنبات الجديدة القريبة من الأرض والتي قد تشكّل خطراً محتملاً عليها، دون الحاجة إلى تدخل المشغلين.
ويرسل التلسكوب جميع البيانات المكتشَفة إلى مركز التنسيق التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، حيث يقوم المتخصصون بحساب مسارات هذه الأجرام بدقة، بينما يتم عند الضرورة، إرسال المعلومات إلى مركز الكواكب الصغيرة (Minor Planet Center) وهو قاعدة بيانات دولية تجمع معلومات جميع الأجسام المعروفة التي تقترب من الأرض.
أخبار ذات صلةوسيشكّل تلسكوب "Flyeye" جزءاً من نظام رصد عالمي، وسيتم وفقا للخطة المستقبلية، إنشاء شبكة تضم أربعة تلسكوبات من هذا النوع، تُوزّع بشكل متوازن بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، وتعمل على زيادة دقة وانتظام عمليات الرصد الفلكي، وتقليل الاعتماد على الظروف الجوية، وتمكين الكشف المبكر عن الأجرام الخطرة.
ويُتيح التشخيص المبكر للتهديدات المحتملة مزيدا من الوقت للتحليل الدقيق واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
ومن المقرر نقل التلسكوب قريباً إلى مرصد مونتي موفارا في صقلية، لينضم إلى الشبكة العالمية للرصد الفلكي، التي تضم تلسكوب أطلس، ومنشأة زويكي العابرة، وتلسكوب فيرا روبين العملاق، الذي يجري إعداده للإطلاق. وستعمل هذه المنظومة الفلكية بشكل تكاملي لرصد الأجرام السماوية، بهدف حماية الأرض من المخاطر المحتملة.
المصدر: وام