أعلن حزب الله اللبناني مرارًا عبر أمينه العام السيد حسن نصر الله، أن الحزب ولبنان هما جبهة تضامن وإسناد للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وأكد أن الحزب لا ينشد حربًا موسعة، ولكنه مستعد لها إذا فُرضت عليه.

تقاطعت طهران مع الحزب في موقفه، مؤكدةً ضرورة وقف العدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة، وبذلت دبلوماسيتها جهدًا لتحقيق ذلك بالتشاور مع الصين، وروسيا، ودول المنطقة، والوسطاء في مصر، وقطر.

وحذرت من جرّ المنطقة إلى حرب إقليمية موسّعة يسعى لها الاحتلال بسياساته الرعناء.

كانت الإدارة الأميركيّة تأمل في بداية معركة "طوفان الأقصى" أن يقضي جيش الاحتلال على حركة حماس ويهجّر الفلسطينيين من قطاع غزة، لكن بعد الفشل الإستراتيجي، فضّلت واشنطن المقاربة السياسية بوقف إطلاق النار، والنظر لاحقًا في كيفية تنحية حماس، أو القضاء عليها بالتعاون مع إسرائيل، تحت ما يُسمى بـ "اليوم التالي في غزة".

فشل مسعى الإدارة الأميركية؛ لأنها لم تستطع إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولم تمارس عليه ضغوطًا مؤثرة لتغيير موقفه الرافض لوقف الحرب؛ حتى لا تُغضب جماعات الضغط الصهيونية والشرائح الأميركية المناصرة لإسرائيل، قُبيل الانتخابات الرئاسية.

لماذا اغتال الاحتلال هنية وشُكر؟

سياسة الاغتيالات ليست جديدة على الاحتلال فقد انتهجها طوال عمر المقاومة الفلسطينية، وصولًا إلى حركة حماس التي قدّمت شخصيات كبرى كالشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وإبراهيم المقادمة، ويحيى عيّاش، وأحمد الجعبري، وآخرين. بيدَ أن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس الحركة، والمسؤول العسكري في حزب الله الشهيد فؤاد شُكر في طهران وبيروت خلال أقل من 24 ساعة، كان له وقع خاص وأهداف مهمة في سياق المعركة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ومنها:

أولًا: محاولة رسم صورة النصر، واستعادة الهيبة المكسورة

بعد عشرة أشهر، ما زال الاحتلال يتجرّع مرارة الفشل الإستراتيجي في قطاع غزة؛ فلم يحقق أيًا من أهدافه بالقضاء على حركة حماس أو استعادة الجنود الأسرى بالقوّة. وتحوّل المشهد إلى حرب استنزاف حذّر من كارثيتها العديد من الجنرالات والخبراء. وجاءت عمليات الاغتيال في محاولة لاستعادة كبرياء إسرائيل وهيبتها وردعها المتآكل.

ثانيًا: استعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي

يعاني بنيامين نتنياهو من تراجع التأييد وثقة الجمهور الصهيوني فيه، بعد فشله في تحقيق أهداف الحرب على غزة، مما يسبب له شعورًا بالعجز والنقص، لا يتناسب مع نرجسيته كقائد تاريخي لإسرائيل. فنسبة من أيّدوا اغتيال هنية بلغت نحو 65%، مما يدل على فهم نتنياهو لطبيعة المجتمع الصهيوني وتطرفه، والأشياء التي تسبب له نشوة ولو مؤقتة، عبر محاكاة أيام مجد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ثالثًا: إطالة الحرب حتى الانتخابات الأميركية

سعى نتنياهو طوال الأشهر الماضية إلى استدامة العمليات القتالية في قطاع غزة، عبر وضع المزيد من الشّروط والعراقيل أمام اتفاقية وقف إطلاق النار؛ لأنه يرى في وقف إطلاق النار قبل تحقيق الأهداف وصفة لتغييبه وسقوطه عن سدّة السلطة، وانهيار حكومة الائتلاف الحالية.

وهو، إذن، يحتاج إلى استمرار الحرب لحماية مستقبله السياسيّ، وحكومته من السقوط، عبر البحث عن صورة انتصار تكتيكي، مثل اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مادام حسم المعركة مستبعدًا.

وهذا يحقق له إطالة المعركة حتى الانتخابات الأميركية؛ أملًا في أن تشكل له عنوانًا جديدًا لإدارة مشهد العلاقة مع الفلسطينيين، لا سيّما إذا كان المرشّح دونالد ترامب هو القادم الجديد إلى البيت الأبيض، وهو الذي تماهى في فترته السابقة مع أهداف بنيامين نتنياهو في نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وقام بإعداد صفقة القرن؛ لحسم الصراع على قاعدة أن تصبح إسرائيل دولة قائدة في المنطقة العربية، مع منح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا تحت السيادة الإسرائيلية.

الحرب الإقليمية وتداعياتها الوجودية

إذا كانت غاية نتنياهو هي شطب القضية الفلسطينية بالتعاون مع الإدارة الأميركية القادمة، فما علاقة اغتيال الشهيد فؤاد شُكر في بيروت، والشهيد إسماعيل هنية في طهران؟ ولماذا لم يُبقِ الاحتلال التصعيد في مستواه الحالي حتى الانتخابات الأميركية؟

لدى بنيامين نتنياهو رؤية إستراتيجية قديمة تتكوَّن من شقين:

الأول: إنهاء القضية الفلسطينية عبر السلام الاقتصادي، أو الحكم الذاتي للفلسطينيين تحت السيادة الإسرائيلية، بالتوازي مع اندماج إسرائيل في المنطقة العربية عبر التطبيع. الثاني: حرمان إيران أو أي دولة عربية أو إسلامية من امتلاك السلاح النووي، لأنه سيعني توازن الردع مع إسرائيل. وهذا مرفوض قطعًا لدى إسرائيل، الساعية لاحتكار الردع الإستراتيجي في الشرق الأوسط.

هذا يفسّر الهدف المزدوج الذي أراد تحقيقه عبر اغتيال رئيس حركة حماس في طهران، فعلاوة على استهداف حركة حماس وقياداتها، أراد دفع إيران لتكون طرفًا مباشرًا في حربه ضد الفلسطينيين، تمهيدًا لحرب موسّعة تُجبر فيها الولايات المتحدة على التدخل للدفاع عن إسرائيل في مواجهة إيران، ومحور المقاومة.

نتنياهو حاول سابقًا منع الرئيس باراك أوباما من توقيع الاتفاق النووي مع إيران وفشل، لكنه نجح في دفع الرئيس دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق من طرف واحد، لدفع واشنطن للصدام مع طهران.

في المقابل، نجحت إيران في تدوير الزوايا الحادة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي، لكن اغتيال هنية في طهران، بعد أشهر من قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في أبريل /نيسان الماضي، وضع طهران في زاوية ضيقة لا خيارات فيها سوى الرد بقوة، مع الحرص على عدم الذهاب إلى حرب إقليمية، إلا إذا فرضها الاحتلال.

مع أن واشنطن تتجنّب الحرب الإقليمية، فإنها قد تجد نفسها طرفًا مباشرًا فيها دفاعًا عن إسرائيل، وهذا ما سيرفع تكلفة الحرب، ويعقد المشهد في الشرق الأوسط، مما ستكون له تداعيات على مستقبل إسرائيل ودول المنطقة.

بنيامين نتنياهو يُدخل إسرائيل في مقامرة وصفها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بأنها حرب وجودية، وإذا كانت كذلك، فهي ستكون حربًا خاسرة له ولإسرائيل، وقد تكون بداية النهاية. لأن الحرب الإقليمية إذا بدأت فستواجه إسرائيل جبهات متعددة أقوى وأشرس من قطاع غزة، مما سيؤدي إلى تداعيات اقتصادية وأمنية واجتماعية هائلة على الكيان الإسرائيلي، وقد تفضي إلى موجات من الهجرة المعاكسة هربًا من جحيم الحرب.

إذا ذهبت المنطقة لسيناريو الحرب الإقليميّة وطال عمرُها، فإن اللحظة الحاسمة في مستقبل الكيان الإسرائيلي تتعلق بالإجابة عن السؤال: إذا تعارضت مصالح الولايات المتحدة عالميًا (مواجهة الصعود الصيني والروسي) مع مصلحة حماية إسرائيل في شرق أوسط مضطرب، فأيهما أولى للولايات المتحدة، ريادتها للعالم أم حمايتها لإسرائيل؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بنیامین نتنیاهو الحرب الإقلیمیة إسرائیل فی حرکة حماس فی طهران قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو معلق بيد ترامب

حادث عرضي كان فارقاً في انتهاك إسرائيل لخطة ترامب التي فرضت على تلك الحكومة وقف إطلاق للنار يمهد بوقف الحرب عشرات المرات، وذلك لأن القصف هذه المرة لم يكن مجرد إطلاق نار من قبل القوات الرابضة وراء الخط الأصفر، بل كان عبر طائرات حلقت فوق المنطقة التي باتت محرمة على الجيش الإسرائيلي، وهذا يثبت عدداً من الحقائق أهمها أن حكومة نتنياهو قبلت خطة ترامب بالإكراه، فيما تتحين الفرصة للتوقف بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، كما سبق لها وفعلت مع صفقة كانون الثاني التي تمت نتيجة ضغط من ترامب أيضا بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية وعشية دخوله البيت الأبيض، المهم هو أن مواصلة الحرب منذ تسلم دونالد ترامب مقود الإدارة الأميركية بات مفتاحه بين يدي الرئيس الأميركي، أكثر مما كان عليه الحال خلال ولاية جو بايدن، لأكثر من سبب، ما من داع لتعدادها، وهناك أكثر من دليل على ما نقول.

فالحرب انطلقت مجدداً بعد صفقة كانون الثاني، وبعد تنفيذ مرحلتها الأولى فقط، حين أعلن ترامب نفسه عن خطته بتهجير سكان قطاع غزة، وتحويله الى ريفيرا شرق أوسطية، فكانت عربات جدعون1، ثم جدعون 2، وكان اهم سمات الحرب خلال هاتين العمليتين العسكريتين، هو الاستهداف المتواصل للمدنيين وقتل العشرات منهم يومياً وجرح المئات، كذلك تدمير كل ما هو قائم على الأرض من مبان ومنازل، بهدف مزدوج، او مركب من تحويل قطاع غزة لمكان غير صالح للحياة، وإجبار السكان على الهجرة خارج البلاد، حيث ترافقت عمليات جدعون مع خطة إسرائيل كاتس وزير الدفاع، بفتح ممر للهجرة عبر مطار رامون، وإعداد خطة لذلك، وانسجاماً مع شعار ترامب «السلام بالقوة»، ادعت إسرائيل بأنها تمارس هذا القتل وذلك الدمار كضغط على المفاوض الحمساوي ليوافق على الاستسلام، أو على قبول وقف الحرب بشروط نتنياهو الخمسة، ووصل الأمر بالطبع الى مشاركة أميركية لإسرائيل بقصف المفاعلات النووية الإيرانية.

وبالطبع فإن مواصلة إسرائيل لحرب الإبادة الجماعية خلال تسعة أشهر من ولاية ترامب، وفق مشهد يتكرر يومياً ولا غير سواه، وهو قتل نحو خمسين وجرح المئات يومياً مع تدمير مهول لكل ما بقي من منازل او مبانٍ في قطاع غزة، خاصة المنطقة الوسطى، أي مدينة غزة ودير البلح ومخيماتها، بعد ان مسحت إسرائيل منطقتي الشمال (بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا) والجنوب (رفح وخان يونس)، ما جعل من كل دول العالم تنتفض، بل وتثور في وجه إسرائيل، وبقي ترامب فقط، وبذلك ازداد اعتماد نتنياهو على ترامب فقط، حتى بات معلقاً بين أصابعه، كما لو كان مربوطاً بعلاقة مفاتيحه، يمكن ان يلقي به وقت يشاء.

ويبدو ان هذه الحالة دفعت العديد من الدول الرافضة لمواصلة الحرب، ان كان في الشرق الأوسط، الدول العربية والإسلامية او الدول الأوروبية، الى ان تخوض صراعها مع نتنياهو حول ترامب بالتحديد، وقد بلغ ذلك الصراع حول ترامب _بتقديرنا_ ذروته خلال انعقاد دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة الشهر الماضي، وقبل محطة ذلك الصراع الأخيرة، وصل شد الحبل لدرجة اقتربت من قطعه، حين انعقد مؤتمر نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا لفتح الباب واسعاً لتتابع اعترافات الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية بدولة فلسطين، والإعداد لإطلاق حل الدولتين مجدداً، مع خطة ماكرون لوقف الحرب، وتتابع المسار بإصلاح السلطة على طريق حل الدولتين، أي اقامة دولة فلسطين المستقلة، حينها ردت واشنطن بمنع الرئيس محمود عباس والوفد الفلسطيني من الوصول الى نيويورك، في موقف عدواني تماماً، يدل على الشراكة الأميركية لحكومة الحرب الإسرائيلية في مواقفها وسياستها المتعارضة مع كل العالم.

الى ان اضطر ترامب بعد ان اطلق العنان لنتنياهو طوال تسعة أشهر ليجرب سلام القوة، الى عرض خطوط عامة لخطة وقف الحرب على مجموعة عربية إسلامية مكونة من ثماني دول مركزية في الشرق الأوسط وغرب وجنوب آسيا، ثم فرضها بشكل عام بعد ذلك بأيام على  نتنياهو مع ما قيل من تعديلات، كان واضحاً بأنها ليس إلا دليلاً آخر على الصراع على ترامب ما بين طرفين، طرف إسرائيلي يريد مواصلة الحرب، وطرف عربي إسلامي دولي يريد وقفها، ولأكثر من سبب دخلت تركيا في آخر محطة تفاوضية الى جانب مصر وقطر، مع أميركا للخروج بالاتفاقية التي خرجت كاتفاق بين ثماني دول عربية إسلامية وأميركا، أكثر مما هي اتفاقية بين إسرائيل وحماس، ولعل توقيع الدول الثلاث، اي مصر وقطر وتركيا من جهة وأميركا من جهة في مؤتمر السلام الذي عقدته مصر خصيصاً لإلزام أميركا وترامب شخصياً بوقف الحرب، حتى لا يتوقف تنفيذ الخطة بعد المرحلة الأولى وهي مرحلة تبادل المحتجزين بالأسرى ووقف النار وإدخال المساعدات، كما فعلت إسرائيل في صفقة يناير.

اهم بند بالنسبة لترامب الذي كان على عجلة من أمره، لأنه كان يتطلع الى نوبل للسلام، هو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، الأحياء والأموات، اي انه ما زال حتى تلك اللحظة منحازاً للجانب الإسرائيلي، لكن كانت هناك مشكلة كان الجميع يدركها، لذلك تمت الإشارة لها نصاً في الاتفاقية، وبعد ان كانت حماس تخفي على الإسرائيليين عدد الأحياء من القتلى، اتضح عشية الاتفاق بأن الأحياء هم عشرون شخصاً، والأموات ثمانية وعشرون، أي ان العدد كان اقل قليلاً من خمسين محتجزاً من أصل أكثر من 250 تم أسرهم في السابع من أكتوبر 2023.

وقد قضى هؤلاء الثمانية والعشرون بالقصف الإسرائيلي، وتحديداً وهم داخل أنفاق تم ردمها بسبب القصف والتجريف، ولهذا كانت متابعة حماس لأماكن وجودهم حين قتلوا محدودة، لأنها كانت تقوم بنقلهم داخل الأنفاق من مكان لآخر، حسب القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية، أما الأحياء فكان تحديد أماكن تواجدهم سهلاً، ولهذا تم إطلاق سراحهم فوراً، وفي اليوم الأول حسب الاتفاق، لكن الاتفاق اقر بصعوبة ان تستطيع حماس وحدها العثور على جثث القتلى تحت أطنان الردم، وتحت عشرات الأمتار في باطن الأرض.

الغريب ان ترامب وكشكل من أشكال الضغط على حماس قال قبل أيام، بانه على حماس ان تلتزم بالاتفاق، وإلا فإن إسرائيل تنتظر إشارة منه لمواصلة الحرب، وفعلاً ها هي إسرائيل تعلن بأنها قد أبلغت واشنطن قبل تنفيذ ضرباتها يوم الأحد أول من أمس، رداً على ما اعتبرته استهدافاً من حماس نتج عنه تفجير عربة هندسية، في رفح، وهذا يعني بأن البيت الأبيض منح إسرائيل الموافقة او الضوء الأخضر لتنفيذ ذلك القصف، لذلك ولأكثر من سبب أيضاً، نقول بأن نهاية الحرب لا يبدو بأنها باتت في متناول اليد، وان كان مواصلة حرب الإبادة قد توقفت، لكن إسرائيل ما زالت بسبب من طبيعة حكومتها المتطرفة الحالية، غير مستعدة لولوج طريق السلام والحل السياسي، واذا كانت معظم الأطراف ترى في اليوم التالي، إعماراً وشقاً لطريق حل الدولتين، وفتحاً لباب السلام الإقليمي، فإن جوقة التطرف الحاكمة في إسرائيل، ترى ضرورة استمرار الحرب على طريق ان يكون اليوم التالي هو يوم تدشين إسرائيل الكبرى.

وتفضل إسرائيل ان يكون اتفاق غزة شبيهاً باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، اي بين مواصلة الحرب وبين وقفها، كما تفعل في الضفة الغربية ايضا، تسيطر على المنطقة الصفراء، وتواصل عمليات عسكرية محدودة بهذه الحجة او تلك، في انتظار زمن آخر يصبح فيها بمقدورها ان تحقق حلماً بات مستحيلاً هذه الأيام.

لذلك فإن الحل السياسي أو السلام الإقليمي حتى يتحقق كما يحلم ترامب، فإنه يتطلب ان يشمل اليوم التالي، وقفاً تاماً للحرب أولاً، وإعلاناً صريحاً بانتهائها، وتراجعاً عما يسميه بسلام القوة، وإذا كان يشترط إصلاحات وترتيبات على الجانب الفلسطيني، تشمل إنهاء حكم حماس في غزة، واصلاحات في السلطة، فإنه يجب ان يشمل على الجانب الإسرائيلي إسقاط حكومة الإبادة الجماعية، وتشكيل حكومة يكون برنامجها هو حل الدولتين، أي تخلو من إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش، وكذلك من بنيامين نتنياهو نفسه، المتهم أمام القضاء الدولي، وكل من يعارض قيام الدولة الفلسطينية، لأنه لا نهاية للصراع كما يدعي ترامب، بقوله انه وضع حداً لصراع مستمر منذ ثلاثة آلاف عام، إلا بقيام الدولة الفلسطينية، ومن يعارض قيامها على الجانب الفلسطيني يقابل من ينكر حق إسرائيل في الوجود على الجانب الآخر، هذا ما على ترامب ان يدركه، ويمكنه أن يلقي نتنياهو بعيداً، اذا كان يريد حقاً أن يصنع السلام الإقليمي، وأن يضع حداً لصراع عمره ثمانون عاماً فقط، وليس ثلاثة آلاف سنة.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • موسكو وبكين تنتقدان العقوبات الأميركية الجديدة
  • "الخزانة الأميركية" تفرض عقوبات على قطاع النفط الروسي
  • "الخزانة الأميركية" تفرض عقوبات على أكبر شركات النفط الروسية
  • طهران تلوّح بوقف التفاوض مع واشنطن وتكشف الأسباب
  • مناوشة إيرانية - بولندية تسلّط الضوء على تعقيدات المشهد الدبلوماسي لطهران في أوروبا
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل تسلمت جثتي رهينتين من الصليب الأحمر
  • معاريف: نتنياهو يبلغ الإدارة الأميركية رفضه أي دور لتركيا في غزة
  • نتنياهو معلق بيد ترامب
  • سقوط مقترح التفاوض مع إسرائيل وبرّاك أبلغ بري عدم موافقتها على المبادرة الأميركية
  • لاريجاني: إسرائيل استخدمت الأراضي العراقية في حرب يونيو