20 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إن إسرائيل والولايات المتحدة استخدمتا الأراضي العراقية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً في شهر يونيو (حزيران)، فيما تعهد نظيره العراقي قاسم الأعرجي بألا تستخدم أراضي العراق وإقليم كردستان منطلقاً لأي تهديد ضد الجارة الشرقية، إيران.

وأعلن لاريجاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأعرجي عقب محادثاتهما في طهران، أنهما ناقشا «قضايا أمنية مهمة»، لافتاً إلى أن محور النقاش الأساسي كان تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لافتاً إلى أن استقرار العلاقات الاقتصادية مرهون بتوسع العلاقات في المجالات الأمنية.

وأشاد لاريجاني، عقب محادثات مع الأعرجي في طهران، بموقف العراق خلال الحرب مع إسرائيل، لكنه أعرب عن أسفه لاستخدام إسرائيل الأجواء العراقية في حرب يونيو (حزيران).

وقال: «العراق يؤدي دوراً بالغ الأهمية في قضايا المنطقة»، مضيفاً: «علينا أن نسعى لمنع أي استغلال من قبل القوى الأجنبية للإضرار بإيران أو العراق»، حسبما أورد موقع التلفزيون الرسمي.

تأتي زيارة الأعرجي إلى طهران قبل أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات التشريعية في العراق. ويُعد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني (شعام) الجهة المسؤولة عن إدارة الملف العراقي في إيران. وكان علي لاريجاني قد تولّى هذا الملف في السابق، عندما شغل منصب أمين عام المجلس بين عامي 2005 و2006. وفي أعقاب الحرب الأخيرة، عاد لاريجاني إلى منصبه في أغسطس (آب) الماضي، وبدأ مهامه رسمياً غداة تعيينه بزيارة بغداد، ثم توجه إلى بيروت.

واتهم لاريجاني الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية، قائلاً: «هذا مثال واضح؛ فالولايات المتحدة لا تريد للعراق، الذي ناضل لسنوات من أجل استقلاله، أن يكون سيد قراره. ونحن نرى هذا السلوك نموذجاً لطريقة تعامل واشنطن مع سائر دول المنطقة».

وتابع لاريجاني: «هناك قضيتان أساسيتان لمواجهة الأخطار: أولاهما الحفاظ على الوحدة الوطنية، وهو واجب يقع على عاتق الجميع، بمن فيهم وسائل الإعلام، لدرء المخاطر، وثانيتهما تعزيز قدرات القوات المسلحة، ونحن نتابع بجد عملية تقوية قدراتنا الدفاعية».

من جهته، قال مستشار الأمن القومي العراقي إن بلاده لن تسمح لأي طرف أو جماعة بتهديد أمن إيران عبر الأراضي العراقية، مشدداً على أن أراضي العراق وإقليم كردستان لن تكون منصة للتهديد ضد إيران.

وأفاد الأعرجي بأنه ناقش مع لاريجاني قضايا الحدود وأمنها، مضيفاً: «أكدنا أننا لن نسمح بأي حال من الأحوال بأن تُستخدم أراضي أو أجواء إيران والعراق لتهديد أحدهما الآخر. وسنعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة ومنع أي توترات، وتؤكد بغداد التزامها الكامل بالاتفاق الأمني مع طهران».

ورداً على سؤال بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران عبر الأجواء العراقية، قال الأعرجي: «لقد قدّمنا شكوى ضد الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي، وأكد السيد رئيس الوزراء في قمة جامعة الدول العربية وفي لقاءاته مع مسؤولي الدول الأخرى أن لا أحد يملك الحق في استخدام الأجواء العراقية لمهاجمة إيران».

وأوضح الأعرجي أن زيارته إلى طهران تأتي في إطار تعزيز وتوسيع العلاقات بين الجارتين، لافتاً إلى أن «مستوى العلاقات بين البلدين استراتيجي ومتميز، ونؤكد على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية عبر الحوار والتفاهم المشترك».

ووقعت بغداد وطهران، في مارس (آذار) 2023، اتفاقية أمنية للتعاون والتنسيق لحماية حدود البلدين.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

إيران: انتهاء الاتفاق النووي ورفع القيود على برنامجها النووي

صراحة نيوز- أعلنت إيران السبت أنها لم تعد ملزمة بالقيود المفروضة على برنامجها النووي بعد انتهاء مدة الاتفاق الدولي الذي أبرم قبل عشر سنوات مع القوى الكبرى (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا).

وجاء الاتفاق حينها لتقييد نشاطات طهران النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضها مجلس الأمن، وحدد موعد انتهائه في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أي بعد عشر سنوات على اعتماد الأمم المتحدة للاتفاق بموجب القرار 2231.

ورغم نفي إيران المتكرر، تشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تعمل على تطوير سلاح نووي. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن جميع التدابير الواردة في الاتفاق، بما في ذلك القيود على البرنامج النووي والآليات ذات الصلة، أصبحت “منتهية”، مؤكدة التزام إيران بـ”الدبلوماسية”.

وكان الاتفاق يحدد سقفاً لتخصيب اليورانيوم عند 3.67% وينص على إشراف صارم للوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنشطة إيران النووية.


انسحبت واشنطن من الاتفاق في 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات شديدة، لترد طهران بتقليص التزاماتها تدريجياً، خصوصاً في مستويات تخصيب اليورانيوم. وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران باتت الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، قرب المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي.

وفي تموز/يوليو، علّقت إيران بالكامل تعاونها مع الوكالة بعد حرب استمرت 12 يوماً إثر قصف إسرائيلي استهدف منشآت نووية إيرانية، وردت إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، فيما شنت الولايات المتحدة ضربات على بعض المنشآت النووية الإيرانية.

وأنهت هذه الحرب سلسلة جولات مباحثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي بدأت في نيسان/أبريل. كما أعادت الأمم المتحدة، بمبادرة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فرض عقوبات على إيران في نهاية أيلول/سبتمبر كانت قد رفعتها قبل عشر سنوات.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن انتهاء مهلة الاتفاق النووي يجعل العقوبات “لاغية وكأنها لم تكن”.


الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) تنتقد عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتطالب بمواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة. وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن جهود طهران لمعاودة الحوار التي أسفرت عن اتفاق القاهرة أُجهضت “بتصرفات غير مسؤولة” من هذه الدول، مؤكدة “التزام إيران الدبلوماسي”.

يُذكر أن البرنامج النووي الإيراني ظل على الدوام نقطة توتر في علاقات إيران مع الغرب. وتنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي، مؤكدة حقها في تطوير البرنامج لأغراض مدنية، لا سيما إنتاج الكهرباء.

مقالات مشابهة

  • ايران: لن ندخل في مفاوضات لا تتحقق فيها مصالح الشعب
  • الأعرجي وعراقجي يبحثان الملفات العراقية الإيرانية المشتركة وتهديدات الشرق الأوسط
  • لاريجاني يتهم الولايات المتحدة بتقويض استقلال العراق
  • لاريجاني يشيد بمواقف العراق البناءة خلال حرب الـ12 يوماً على إيران
  • "الكرملين": سنعزز العلاقات مع إيران
  • السوداني:استقرار المنطقة من عدم استهداف إيران الحبيبة
  • إيران : قيود البرنامج النووي لم تعد ملزمة
  • إيران تُنهي رسميًا التزاماتها النووية... والغرب في مأزق جديد
  • إيران: انتهاء الاتفاق النووي ورفع القيود على برنامجها النووي