سواليف:
2025-05-19@06:35:41 GMT

بين سنتياغو والغزيين

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

بين #سنتياغو و #الغزيين

د. #عبدالله_البركات

احتفل العالم برواية آرنست همنغواي ( الشيخ والبحر ) ونال الكاتب جائزة نوبل على هذه الرواية وحق له أن يحصل عليها. وتلخص مغزى تلك الرواية في اصرار الإنسان على التحدي والفوز ومقاومة الاعداء والظروف القاسية من كبر السن وضعف البدن وقلة الزاد وطول المعانة واقسوة الوحدة ، وهذا كله احتراما لنفسه وصورته الذاتية رغم انه فرد واحد لو استسلم لما عابه احد ولما خذل باستسلامه احد ولما عاتبه احد.

بل ان فوزه لا فائدةً ماديةً منه لا لنفسه ولا لغيره. ففي المحصلة عاد سانتياغو بهيكل سمكة عظيمة بعد ان التهمتها الأقراش وكادت ان تحطم القارب وتقضي على الشيخ. . جاء البحارة في اليوم التالي ليعجبوا بضخامة السمكة وبصائدها .
يمكن تم يقال: يا لسخافة ذلك الصياد ونشافة دماغة وركوبه غلطه بل وقلة عقله اذ يغامر بحياته من اجل صيد سمكة. ويمكن ان يقال. يا لعظمة ذلك الصياد وقوة ارادته واحترامه لنفسه ويا لجلال المثل الذي يضربه للإنسان الذي يأبى الهزيمة ويفصل احتمال الموت بكرامة على الحياة بانكسار او كما قال الشيخ نفسه :ان الانسان يمكن ان يدمر لكنه لا يهزم .
لقد رأى أدباء العالم وفلاسفتها ممثلين بلجنة الجائزة ان حال ذلك الصياد كان كذلك وانه اختار الأليق بالإنسانية وانه هو من يجب أن يحتذى ويحتفل به وان يُدْرس ويُدَرس للاجيال. غم انه شخصية خيالية ولكنها تجدر ان تكون واقعية. وقد احسنوا صنعاً.
ولكن المفارقة هي أن يحصل في العالم ما هو اعظم مما فعل سنتياغو الشيخ فالإبطال حقيقيون لا متخيلون والمطلب اكبر من كل الأسماك والهدف أسمى من كل الأهداف والعدو أشرس من كل الأقراش ومدة الرحلة أضعاف مدة رحلة الشيخ والمعاناة اكبر والمعانون اكثر فهم شعب برجاله ونسائه وأطفاله والغاية اشرف من كل الغايات الفردية فهي كرامة شعب وحقوق أمة وحمل رسالة. مع كل ذلك لا يحتفل العالم بهم وبجهودهم وجهادهم ومعاناتهم وجراحاتهم وجوعهم وعطشهم. بل ان يتهمهم بالارهاب والوحشية والتطرف.
فيا لسقوط الانسانية الذريع ويا لنفاق حكمائه وفلاسفته ويا للمثل الهابط الذي يضربونه للأجيال ويا للمُثل المنحدرة.

مقالات ذات صلة شذرات عجلونية (57) 2024/08/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سنتياغو الغزيين عبدالله البركات

إقرأ أيضاً:

الوحدة .. سر النجاح الذي غاب عن البقية

 

 

مع جمود النشاط الرياضي والشبابي، في العاصمة صنعاء وتوقفه على مستوى المسابقات، خاصة في كرة القدم، والألعاب الجماعية الأخرى.. تختفي الحلول ويظهر نادي وحدة صنعاء كمنقذ.
نادي وحدة صنعاء تعدى مسمى ناد بالمصطلح القديم المتعارف عليه قديما في بلادنا، للعبة أو لعبتين.
من يدخل من إحدى بوابات النادي، تتملكه الدهشة، ولو لا أنه دخل بقدميه أو سيارته، لظن أنه خارج اليمن.. هذه حقيقة لا ينكرها إلا من لم يدخله خلال السنوات الحالية، أو أنه في خلاف مع كل التطورات التي يشهدها النادي.
كسر الجمود الصيفي؛ تمثل في احتضان النادي لفعاليات وأنشطة الملتقى الصيفي التاسع في مختلف الألعاب، في تأكيد ميداني وليس كلاماً انشائياُ؛ على أن النادي أصبح متنفسا للشباب والرياضيين، حين ضاقت بهم السبل في بقية الأندية.
عندما انتقد النادي كناد، لإقامته هذه الفعالية الشبابية وتلك المسابقة الرياضية، فأنا في خصومة ليس مع النادي فحسب؛ بل مع كل من يحتضنهم، ويوفر لهم الممارسة الممتعة.
ليس من العيب أن أكون ناقدا، لأنها مهمة كل إعلامي، ولكن من المعيب أن أضع نفسي في الحرج، حينما أرى شيئا يستحق الإشادة ولا أفعل ذلك، والأكثر حرجا عندما أحاول تشويهه.
الأندية الرياضية في بلادنا يترأسها رجال مال وأعمال، فلماذا لم يستنسخوا كنادي الوحدة!! هل ينقصهم المال، بالطبع لا، ولكن ينقصهم الإبداع والتميز وامتلاك روح جميلة تنعكس على الأرض.
المال أداة من أدوات النجاح، ولكنه لا يصنع النجاح بمفرده، وإلا لماذا من يملكون ثروات مهولة، واقعهم لا يدل أي لمسات جمالية يقدمونها لمحيطهم الرياضي والشبابي؟
أمانة العاصمة صنعاء ووزارة الشباب والرياضة، ينبغي أن تكون ممتنة لنادي الوحدة، فلو افترضنا أن وفدا رياضيا جاء لصنعاء ليشاهد منجزاتها الرياضية، فلن تجد الدولة أفضل منه مكانا لزيارته، ليخرج بانطباع مغاير عما يسمعه عن اليمن، وافتقادها للمنشآت الرياضية النموذجية.
من السهولة أن تلعن الظلام.. ولكن ما هي النتيجة؟ ستبقى في العتمة حتى تفقد البصر والبصيرة.. وهذا هو الفرق بين من همه الوحيد ليس فقط اصطياد الأخطاء، بل توهم وجودها والبناء على ذلك الوهم نقدا يناقض الواقع ويصور قائله على أنه إما أعمى أو يريد شيئا في نفسه، بالطبع ليس للمصلحة العامة أي دخل فيها.
فعلا اتحسر على وحدة صنعاء، لأنه من نسخة واحدة، وأتمنى أن تمتلك بقية الأندية نفس روح الإبداع والتألق، حتى يجد الشباب والرياضيون أكثر من نموذج مشرف ومشرف، ليس فقط في العاصمة صنعاء، بل في مختلف المدن اليمنية.
لو زرت أي ناد، وكررت الزيارة بعد عدة سنوات، قد لا تجد أي تطور أو جديد، ولكن ستحزن على ما كان فيه وانتهى.
في الوحدة الأمر مغاير، ففي السنة الواحدة تجد شيئا جديدا، وكأنك تتعرف على المكان لأول مرة.. وهنا يكمن سر النجاح الذي استقر في الوحدة وغاب عن البقية.

مقالات مشابهة

  • تنصيب البابا لاون الرابع عشر.. سر خاتم الصياد الذي لا يعيش بعده
  • البابا لاوُن الـ14 يرتدي خاتم الصياد بمراسم تنصيبه.. ما هي دلالاته
  • أيها الجنجويدي إذا أتتك أخبار الصياد فأعلم أنك الفريسة، فلتستسلم لقدرك المحتوم
  • «معلوف»: ترامب يريد الظهور بمظهر الرجل القوي الذي يدير شؤون العالم
  • شوقي الزهراني: النصر عدو لنفسه وأطالب برحيل رونالدو.. فيديو
  • هدد الشرطة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فما الذي حصل؟!
  • من دبي إلى العالم.. شراكة استراتيجية بين الشيخ مانع بن محمد بن راشد آل مكتوم ورجل الأعمال محمد بن سالم باعلي لتأسيس شركة كسوب الرقمية
  • من أعماق الأناضول إلى صروح العالم.. الحجر الذي أذهل ترامب!
  • الوحدة .. سر النجاح الذي غاب عن البقية
  • قفزة سياحية مصرية| الغردقة وشرم الشيخ بقائمة أسرع 15 وجهة نمواً في العالم.. وخبير يعلق