الأسبوع:
2025-08-01@01:23:28 GMT

أزمة المهاجرين

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

أزمة المهاجرين

على مدار سنوات ومع اندلاع الحروب وحالة عدم الاستقرار والتوترات التي تشهدها المنطقة العربية - كانت مصر هى الوجهة والملاذ الآمن لملايين النازحين الفارين من ويلات تلك المناطق غير المستقرة. وبالطبع مصر وعلى مر التاريخ دائما ماتكون في الموعد ولم تغلق أبدا أبوابها في وجه أشقائها وجيرانها وهى مواقف ثابتة لم تتغير بتغير الأنظمة الحاكمة في مصر ونابعة من إحساس مصر بدورها وامتدادها العربي والإقليمي.

وفي آخر التقديرات لأعداد الأجانب غير المصريين المقيمين في مصر تشير الأرقام إلى وجود مايقرب من 9.5 مليون اجنبي في مصر، وأن حوالي 400 ألف منهم مصنفون بأنهم لاجئون. بينما هناك تقديرات غير رسمية بأن هناك ضعف هذا الرقم تقريبا وهو مما دفع السلطات المصرية لإطلاق حملة موجهة لكل الأجانب المتواجدين بمصر بضرورة التوجه لمصلحة الجوزات والهجرة لتسجيل أنفسهم واستخراج كارت الإقامة للتمتع بالخدمات، وذلك خلال مهلة محددة تنتهي في 30 سبتمبر بعد مدها لثلاثة شهور إضافية.

وما من شك أن نزوح الملايين من الجنسيات العربية إلى مصر بشكل مفاجيء - لاشك أن هذا الأمر أدى لإحداث ارتباك داخل السوق المصري وخاصة فيما يتعلق بسوق العقارات التي تضاعفت أسعارها بالييع أو الإيجار ووصلت لحوالي ثلاثة أضعاف فيما يخص الايجارات نتيجة الطلب الرهيب من النازحين على الشقق، وهو مما أدى لنمو دور السماسرة من الجانبين المصري والسماسرة من تلك الجنسيات، لاستغلال الموقف والتحكم في أسعار الايجارات.

وبات سوق الايجارات بلا ضابط ولارقيب الأمر الذي أدى بالبعض لطرد المستأجرين المصريين من أجل تسكين المستأجرين الأجانب من الوافدين الجدد الذين يعرضون دفع ثلاثة أضعاف الايجار المعتاد.بل وصل الأمر لأن يقوم بعض ملاك الشقق من المصريين أنفسهم بتأجير شققهم والسكن في منطقة أخرى اقل سعرا والاستفادة من فارق الإيجار وهو مما رفع أيضا أسعار الايجارات بتلك المناطق الجديدة، وأصبح سوق العقارات كله في حالة عدم انضباط والضحية هم المستأجرين الذين لم تسعفهم حظوظهم في امتلاك شقة نظرا للتكلفة الباهظة لأسعار الشقق في ظل أجور محدودة والتي بالكاد تكفي أبسط متطلبات الحياة.

وفي ظل حالة الارتباك بسوق العقارات تحديدا فنحن هنا لسنا بصدد السخط على النازحين وهم أشقاء بالطبع ولكن نحن نتسائل أين الجهود التنظيمية لاستيعاب هذا الكم الكبير من ملايين المهاجرين ونحن في الأساس بلد محدود الموارد ونعاني من التضخم وعدم تكافؤ الدخل مع معدل الأسعار المتصاعد؟؟ لماذا غاب التخطيط في موضوع استقبال النازحين بحيث كان بالإمكان أن يكون تسكينهم تحت إشراف الدولة؟ وتقنين أوضاعهم من قبل دخولهم البلاد بدلا من ملاحقتهم فيما بعد؟

وماذا عن دراسة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية المتوقعة من تغير التركيبة السكانية للمجتمع المصري بدخول ملايين المهاجرين في وقت واحد؟ وإذا كان النازحون قادرين على تلبية متطلبات المعيشة في مصر من مسكن وتعليم وصحة وغيرها في البدايات فهل هم قادرين على الاستمرار في الوفاء بتلك المتطلبات لأطول فترة ممكنة أم أن نفاذ مدخراتهم ربما ينذر بحدوث أزمة داخل المجتمع المصري وخاصة مع مالكي الشقق حالة عدم قدرتهم على دفع الإيجار المرتفع؟

اقرأ أيضاًثورة يوليو.. والجمهورية الأولى

بين النور والظلام.. خيط رفيع

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أزمة المهاجرين محمود عبد الباسط فی مصر

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر من مخاطر الإنزال الجوى على النازحين فى غزة

أكدت الأمم المتحدة وشركاؤها على الحاجة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بدون عوائق عبر جميع المعابر والممرات للسماح بتوصيل مواد الإغاثة على نطاق واسع للسكان الجوعى والمنهكين.

وشدد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن القيود المفروضة منذ فترة طويلة على دخول المساعدات خلقت بيئة لا يمكن التنبؤ بها تتسم بانعدام الثقة من المجتمعات بشأن وصول الإغاثة إليهم، مشيرا إلى استئناف الإسقاط الجوي في غزة، مؤكدا أن الإسقاط الجوي هو الملاذ الأخير، وأنه يحمل مخاطر على الناس على الأرض، مشيرا إلي حدوث إصابات عندما سقطت طرود على الخيام.

وأضاف نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أعلنت عن إجراءات مبسطة للحركة من المعابر وداخل غزة لافتا إن من بين 17 مهمة، تتطلب تنسيقا مع السلطات الإسرائيلية، تم تيسير 8 منها بما في ذلك لجلب الوقود والإمدادات من معبر كرم أبو سالم بينما رُفضت 3 مهمات وألغيت اثنتان، كما عُرقلت 4 مهمات بما في ذلك لجمع شحنات غذائية، ولكنها أنجزت بعد ذلك.

اقرأ أيضاً«الهلال الأحمر الفلسطيني» يثمن جهود مصر في دعم الفلسطينيين منذ بداية الحرب على غزة

وزير الخارجية يستعرض مع نائب وزير الخارجية الروسي جهود وقف حرب على غزة

وزير الخارجية يبحث مع نائب رئيس الوزراء اللبناني دعم الاستقرار ببيروت وغزة

مقالات مشابهة

  • بشأن قانون الايجارات للأماكن غير السكنية.. هذا ما قرّره مجلس النواب
  • ماذا ينتظر الأقصى فيما يسمى يوم خراب الهيكل؟
  • هل تفرض السياحة رسومًا على تحويل الشقق والفلل إلى بيوت لاستقبال السائحين؟
  • قانون الإيجار القديم يدخل حيز التنفيذ قريبا.. وهذه الشقق سيتم إخلاؤها فورا
  • فوج جديد من المهاجرين من دول جنوب الصحراء يصل تيزنيت تحت وطأة تزايد عددهم !!
  • زخور: قانون الايجارات وقانون 11/67 مطابقين للتشريع الفرنسي
  • خفايا صفقات ترحيل المهاجرين من أميركا إلى دول أخرى
  • التمساح ألكاتراز.. سجن أنشأه ترامب لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين
  • الأمم المتحدة تحذر من مخاطر الإنزال الجوى على النازحين فى غزة
  • خفايا صفقات ترحيل المهاجرين من أميركا إلى دول ثالثة