طريق التنمية: تحذيرات من عبور الفساد عليه قبل البضائع
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
12 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: مشروع “طريق التنمية”، الذي تطمح الحكومة العراقية من خلاله إلى تحويل البلاد إلى ممر رئيسي للتجارة العالمية، يواجه موجة من الانتقادات والمخاطر التي تهدد بتحويل هذا الحلم الطموح إلى كابوس اقتصادي وسياسي.
ومنذ الإعلان عن المشروع، تصاعدت التحذيرات بشأن غياب دراسات الجدوى الاقتصادية المتعمقة، والشكوك حول قدرته على جذب الاستثمارات الأجنبية في ظل بيئة غير مستقرة ومليئة بالفساد.
تضع مستقبل “طريق التنمية” على المحك، وتجعل من تحقيق أهدافه الطموحة مهمة محفوفة بالمخاطر.
ويسعى العراق منذ سنوات لتعزيز مكانته الجيوسياسية عبر تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، الذي يمثل 95% من الناتج المحلي.
وفي ظل هذه الجهود، أطلقت حكومة محمد شياع السوداني مشروع “طريق التنمية”، وهو مشروع عملاق يهدف إلى تحويل العراق إلى ممر رئيسي للتجارة بين الشرق الأوسط وأوروبا. المشروع، الذي أُعلن عنه في مايو/أيار 2023 خلال مؤتمر إقليمي، يتضمن إنشاء خط بري وخطوط سكك حديدية تربط الخليج بالحدود التركية، بتكلفة تقدر بنحو 17 مليار دولار.
ومع أن المشروع طموح، إلا أنه أثار العديد من الانتقادات، أهمها عدم إجراء دراسات جدوى اقتصادية متعمقة لضمان نجاحه، إلى جانب الفشل في استقطاب الاستثمارات الأجنبية بسبب البيئة غير الجاذبة بفعل الفساد المستشري. كما واجه المشروع تحديات سياسية، حيث اُتهم السوداني بمحاولة استغلاله لكسب دعم سياسي.
ورغم العقبات، تستمر الحكومة العراقية في تمويل المشروع من ميزانيتها الوطنية، مع التخطيط للشراكة مع القطاع الخاص.
وأعلنت وزارة النقل العراقية عن إدراج المرحلة الأولى من المشروع في موازنة 2024، بتمويل يصل إلى 4 تريليونات دينار عراقي (حوالي 3 مليارات دولار).
ورغم هذه الجهود، يشكك الخبراء في الجدوى الاقتصادية للمشروع. يعتقد البعض أن المشروع قد لا يكون جاذبًا للاستثمارات بسبب عدم تنافسيته مع ممرات النقل الدولية الأخرى. كما أن هناك مخاوف من أن يؤدي تمويله من الموازنة إلى فتح أبواب جديدة للفساد، مما قد يعرقل إنجازه أو يؤدي إلى فشله في تحقيق أهدافه الاقتصادية والسياسية.
وقال الباحث الاقتصادي والاستشاري في اقتصاد النقل الدولي زياد الهاشمي إن مشروع طريق التنمية لا يعتبر بنموذجه الحالي جاذبا للاستثمارات بسبب عدم تنافسيته، في ظل وجود ممرات نقل دولية أخرى يعتمد عليها العالم، وعدم وجود حصص سوقية كبيرة يمكن لهذا المشروع أن يجذبها، وبالمحصلة لا يستطيع هذا المشروع بنموذجه الحالي تحقيق متطلبات “مؤشر الملاءمة” والتي تحتوي على معايير منها الكلفة، وزمن الوصول، والانسيابية، والاستدامة، والموثوقية والأمن.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: طریق التنمیة
إقرأ أيضاً:
سلطات البيضاء تُغلق محطة أولاد زيان تمهيدا لتنفيذ خطة شاملة لتحسين خدماتها
أعلنت جماعة الدار البيضاء، عبر شركة التنمية المحلية « الدار البيضاء للنقل »، عن انطلاق أشغال مشروع إعادة تأهيل محطة أولاد زيان الطرقية، في إطار خطة شاملة لتحسين جودة خدمات النقل الطرقي بالعاصمة الاقتصادية. ويأتي هذا الإغلاق المؤقت بهدف تنفيذ عمليات تأهيل واسعة تشمل البنية التحتية للمحطة ومحيطها.
ويشمل المشروع، الذي تقدر كلفته الإجمالية بـ 80.7 مليون درهم، أشغال تهيئة المبنى وتجديد الطرقات والأرصفة وشبكات الصرف الصحي، فضلاً عن تطوير فضاءات الانتظار وتنظيم حركة الركاب داخل المحطة لتعزيز الراحة والسلامة.
كما يتضمن المشروع إحداث شباك موحد للمسافرين وتزويد المحطة بنظام معلوماتي حديث يتيح تتبع دخول وخروج الحافلات وتسجيل البيانات بشكل فوري، إضافة إلى توفير شبابيك أوتوماتيكية لاقتناء التذاكر، ما من شأنه تحسين أداء الموظفين وتعزيز كفاءة الخدمات.
وتُقدّر تكلفة تأهيل مبنى المحطة بنحو 43.95 مليون درهم، فيما تبلغ تكلفة التحسينات الخارجية ما يقارب 16.97 مليون درهم. وقد حُددت مدة الإنجاز في عشرة أشهر ابتداءً من تاريخ تسليم أمر بدء الأشغال.
ويمتد المشروع أيضًا إلى إعادة تهيئة المساحات الخضراء، وبناء جدران جديدة، فضلاً عن تركيب هياكل معدنية حديثة لتغطية مناطق الركاب والسيارات، وتحديث الشبكات التقنية من كهرباء واتصالات ومياه.
ويُعد هذا الورش جزءًا من استراتيجية أكبر لتحديث البنى التحتية للنقل الحضري بالمدينة، بما يواكب المعايير الوطنية والدولية، ويعزز جاذبية الدار البيضاء كمركز اقتصادي وسياحي.
وفي السياق ذاته، سبق لمجلس جماعة الدار البيضاء أن ناقش مشاريع إحداث محطتين طرقيتين جديدتين، لتخفيف الضغط عن محطة أولاد زيان، وتحسين تنظيم النقل الطرقي بين المدينة وباقي مناطق المملكة.
وتروم هذه المشاريع الجديدة مرافقة النمو الحضري المتسارع الذي تعرفه المدينة، عبر تحسين الربط الداخلي والخارجي، وتعزيز مؤشرات جودة الحياة والخدمات العمومية لفائدة السكان والزوار على حد سواء.
كلمات دلالية إعادة التأهيل الدار البيضاء الدارالبيضاء النقل محطة ولاد زيان