مساعد وزير الخارجية الأسبق: السياسة الأوروبية في مهب الريح.. والانتخابات الأخيرة أربكت المشهد
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الانتخابات الأخيرة فى أوروبا تشكل تحدياً كبيراً لفهم الخريطة السياسية للقارة، وقال إنها أحدثت تغيرات كبيرة ومهمة على المستويين الإقليمي والأوروبي، وتأثيرها على تحالف الناتو واضح. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن تفوُّق أحزاب اليسار فى الماضي أثار قلق بعض الدول ولكن مع عودة اليمين المتطرف إلى ساحة المعركة واحتلاله الأغلبية فى التمثيل البرلماني أصبح هناك توازن جديد.
ماذا عن تغير خريطة السياسة الأوروبية الجديدة؟
- تُعتبر ألمانيا وفرنسا من الدول المؤثرة على صعيد السياسة الأوروبية نظراً لوزنهما الكبير، فتُعرف ألمانيا بقوتها السياسية واستقرارها النسبي تحت حكم الحزب الاشتراكي، أما فرنسا فتعانى من حالة عدم الاستقرار، إذ إن اليمين المتطرف كان على وشك الصعود، ما أثار القلق، بسبب مواقفه المعادية للأجانب والمسلمين.
والمشهد الفرنسي حالياً يشهد تحولاً دراماتيكياً مع عودة اليسار إلى الساحة السياسية واحتلاله الأغلبية، فهذا التوازن الجديد فى التمثيل البرلماني يُشكل تحدياً مباشراً لمستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون، وسيؤثر بلا شك على سياسة فرنسا الداخلية والخارجية، فبينما تسيطر ألمانيا على القوة السياسية فى الاتحاد الأوروبي، تبقى فرنسا غارقة فى صراع بين اليمين واليسار.
كيف تقرأ مشهد الانتخابات الفرنسية الأخيرة؟
- لا تزال فرنسا فى حالة من عدم اليقين، فالنتائج لم تُظهر فوزاً ساحقاً لأى حزب، والاحتمالات مفتوحة باتجاه تمكين المحافظين من الحفاظ على السلطة، أو تمكين اليمين المتطرف من فرض سيطرته، فالمشهد السياسى يتّسم بالغموض، وستكون التحالفات الحزبية من أهم العوامل الحاسمة فى تشكيل الحكومة، لذلك الوضع الحالى غاية فى التعقيد، فمُستقبل فرنسا يعتمد على قدرة الأطراف السياسية على إيجاد توافقات تضمن استقراراً للبلاد.
هل ينعكس صعود اليمين المتطرف على المهاجرين فى أوروبا؟
- الأحزاب اليمينية المتطرفة تستمد شعبيتها وتوغلها فى المجتمع الأوروبى من خلال المناداة بالنزعة القومية، واستغلال الأزمات الاقتصادية التى تواجه دول أوروبا بسبب جائحة «كورونا» التى ما زالت تلقى بظلالها حتى الآن، إضافة إلى زيادة أعداد المهاجرين خلال السنوات الماضية، سواء من الشرق الأسط أو أوكرانيا، بسبب الحرب مع روسيا، وحتى بسبب التغيرات المناخية، وهى تدّعى أنها قادرة على حل تلك الأزمات من خلال سَن قوانين وقرارات لمعالجة تلك المشاكل.
وتكمن الأزمة التى تقع فيها الأحزاب اليمينية فى أن تلك الأصوات الرافضة للمهاجرين ستتصادم مع الواقع السياسى والاجتماعى، حيث إن هناك اتفاقيات دولية هذه الدول ملتزمة بتنفيذها، وهو ما حدث فى إيطاليا، رغم صعود حزب يمينى متطرف للحكم، فإن قضية المهاجرين لا تزال كما هى بسبب المعاهدات الدولية.
هل صعود اليمين يؤثر على الأزمة الأوكرانية، أم يؤدى لتحسين علاقة الأوروبيين بروسيا؟
- تُظهر الأزمة الأوكرانية فشلاً واضحاً فى أداء كل من روسيا والحلف الأطلسى (الناتو) فى إدارة العلاقات الدولية، فبدلاً من العمل على حل سلمى للمشاكل أدت تصرفاتهم إلى تفاقم الوضع، ووصلت الأمور إلى الحرب، فمن جهة، يُعد توسع حلف الناتو نحو الشرق من العوامل الأساسية التى دفعت روسيا إلى غزو أوكرانيا، وفشل «الناتو» فى فهم مخاوف روسيا، وواصل ضم دول كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتى السابق إلى صفوفه، ما أدى إلى شعور روسيا بالتهديد.
من جهة أخرى، يُعتبر غزو روسيا لأوكرانيا خطأ جسيماً، فبدلاً من محاولة حل القضايا سلمياً من خلال الحوار، أقدمت روسيا على استخدام القوة، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية هائلة، وأعتقد أنّ حل الأزمة يتطلب التعاون الدولى وتغييرات فى السلوك من جميع الأطراف، فيجب أن تتخلى روسيا عن أطماعها فى أوكرانيا وتقبل بتسوية سلمية تحافظ على سلامة ووحدة الأراضي الأوكرانية، كما يجب على «الناتو» أن يُعيد النظر فى استراتيجيته ويسعى للبناء على ثقة متبادلة مع روسيا بدلاً من مواصلة التوسع نحو الشرق، لضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
مصر واليمين الأوروبىتُعتبر مصر قوة دبلوماسية لا غنى عنها فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، وتُظهر «القاهرة» أهميتها من خلال أكبر تمثيل دبلوماسى فى العالم، فمصر هى العاصمة الوحيدة فى العالم التى تضم أكبر سفارات للدول الأخرى، وعلى سبيل المثال، يعادل عدد الدبلوماسيين فى السفارة الأمريكية فى القاهرة عدد الدبلوماسيين المصريين فى جميع سفارات العالم، هذا يؤكد أهمية العلاقات بين مصر والدول الأخرى ويعطيها وزناً كبيراً فى السياسة الدولية، مع وجود هذه العلاقات القوية، من المتوقع أن يتواصل الأوروبيون، سواء كانوا من اليمين أو اليسار، مع مصر لضمان مصالحهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأحزاب اليمينية الاتحاد الأوروبى الأزمات العالمية الهجرة غير الشرعية الیمین المتطرف من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير البترول الأسبق يكشف معلومات مهمة عن اتفاقيات الغاز مع إسرائيل
كشف المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، عن تطورات مهمة بشأن اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل المثارة مؤخرًا، مشيرًا إلى أن اتفاقية أوسلو عام 1994وضعت إطارًا لحل الدولتين "فلسطين وإسرائيل"، ورأت القيادة السياسية المصرية في ذلك الوقت، ضرورة إنشاء مشروع غاز يربط بين فلسطين وإسرائيل؛ بهدف تحقيق التهدئة بينهما.
وأوضح أسامة كمال، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي» على قناة «صدى البلد»، أن بعض الخلافات نشأت بين الفصائل الفلسطينية، كما تغير اتجاه خط الغاز، وتعرض لاستهدافات متكررة من قبل حركة حماس.
وأشار أسامة كمال إلى أنه في عام 2013، واجهت مصر أزمة في الغاز، ما دفع شركات أجنبية إلى اقتراح استيراد الغاز من إسرائيل، وتم وضع شروط تعطي مصر أولوية في الاستيراد.
وأضاف: "في 2019 تم توقيع اتفاقية لاستيراد الغاز من إسرائيل، ويتم حاليا تعديلها لتصبح سارية حتى 2040، بنفس الشروط والأسعار"، مؤكدًا أن الحملات الترويجية للشائعات، تهدف إلى خلق حالة اختناق تجاه مصر وقيادتها.
وشدد على أن مصر لا تشجع اقتصاد أي دولة أخرى، وأنها تعاني من عجز في الغاز، وتسعى لتوفير وتأمين أمنها القومي.
ولفت كمال إلى أن مصر تمتلك 3 مراكب لتغييز الغاز في منطقة السخنة؛ لدعم الطاقة حاليا، وأن الغاز المستورد من إسرائيل هو الأرخص مقارنة بأي مصدر آخر، موضحًا أن أي استيراد من دول أخرى سيكون بتكلفة أعلى.
وأكد الوزير الأسبق، أن ما يُثار حول استيلاء إسرائيل على حقول الغاز المصرية ومن ثم بيعها لمصر؛ هو من قبيل الأكاذيب التي لا تستند إلى أي حقائق أو سجلات تاريخية.
وأضاف وزير البترول الأسبق، أن جماعة الإخوان الإرهابية عطلت اتفاقية حقل ظُهر للبترول لمدة 3 أشهر، مشيرًا إلى أن هناك أهدافًا سياسية واقتصادية من وراء هذه الضغوط على مصر.
وختم المهندس أسامة كمال، بالتأكيد أن مصر تتصرف دائمًا في إطار مصلحتها الوطنية، مع مراعاة مصالح المنطقة، بما في ذلك المصلحة الفلسطينية.