الإيكونوميست: هل تستطيع قبة صواريخ ترامب الحفاظ على أمن الولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
في عالم محفوف بالمخاطر، أصبح الدفاع الصاروخي المتطور مفهوما عسكريا رائجا في الآونة الأخيرة، وفق مجلة إيكونوميست البريطانية، التي تساءلت عما إذا كانت منظومة القبة الحديدية -التي وعد دونالد ترامب ببنائها في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية- تستطيع الحفاظ على أمن الولايات المتحدة.
وقبل أن يصبح ترامب مرشح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس، نشر الحزب أهدافه في السياسة الخارجية، التي تقوم على "منع نشوب حرب عالمية ثالثة، وإرساء السلام في أوروبا والشرق الأوسط، وبناء درع دفاع صاروخي عظيم من نوع القبة الحديدية فوق بلدنا بأكمله".
وقالت المجلة، في تقريرها، إن النقطة الأخيرة في تلك الأهداف -وهي الدرع الدفاعي- أصبح عنصرا أساسيا في حملة ترامب الانتخابية.
فقد قطع ترامب، في خطاب قبول ترشيحه لخوض انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني، وعدا بأن الدرع الصاروخي الأميركي سيكون كفيلا بردع أي "عدو عن ضرب وطننا"، مضيفا أن القبة الحديدية "سيتم بناؤها بالكامل في الولايات المتحدة".
عصر التهديداتوفي عصر الحروب وانتشار الأسلحة والتهديدات النووية، عاد الدفاع الصاروخي ليصبح "الموضة السياسية" الأحدث أكثر من أي وقت مضى منذ سعي الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان إلى تطوير أنظمة فضائية في الثمانينيات.
ولطالما كانت الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط "حقل تجارب مرعبة" لأنواع جديدة من المقذوفات -من الطائرات المسيّرة الصغيرة إلى الصواريخ بعيدة المدى التي تفوق سرعتها سرعة الصوت- وللتقنيات التي تسقطها من السماء.
وتقول المجلة إن إسرائيل أعدت العدة، بدعم من حلفائها، في محاولة للتصدي لأي هجوم جوي آخر محتمل وواسع النطاق قد تشنه إيران، بعد إطلاقها ما يزيد على 300 قذيفة على دولة الاحتلال في أبريل/نيسان الماضي.
وفي 10 و11 أغسطس/آب الجاري، ضربت روسيا أوكرانيا مرة أخرى بصواريخ كورية شمالية وطائرات مسيّرة إيرانية التصميم، بحسب الصحيفة، وتذكر أن الدفاعات الصاروخية أثبتت نجاعتها، مما شجع الدول التي ترغب في بناء دروع أكثر طموحا، مضيفة أن الصواريخ تتطور، وتصبح أكثر قدرة على المناورة مما يصعب معه تتبعها.
ترسانات مكدسةوفي خضم معمعة تكديس ترسانات ضخمة من الصواريخ وانتشارها، تدعي إيكونوميست أن الصين تضع هذا النوع من الأسلحة التي كانت في السابق حكرا على الدول، في متناول جهات فاعلة غير حكومية، مثل الحوثيين في اليمن. وهذا يعني أنه ستكون هناك حاجة إلى جيل جديد من أجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية، بتكلفة باهظة.
ويشير مفهوم القباب الحديدية والدروع إلى أن نظاما واحدا يمكنه التصدي لجميع التهديدات الجوية. وفي الواقع، يتكون الدفاع الجوي والصاروخي من قطع متشابكة، حيث ترصد أجهزة الاستشعار -في الغالب الرادارات- الأهداف، مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ.
ويتم تحليل البيانات بواسطة أجهزة الحاسوب لتحديد وجهة المقذوفات، ثم تُغذى النتائج إلى البنادق أو الصواريخ الاعتراضية، المنصوبة عادة على الأرض، أو نادرا على متن الطائرات، والتي تحاول بعد ذلك تحييد التهديد، عادة عن طريق الاصطدام به أو الانفجار بالقرب منه.
وتتناول إيكونوميست باستفاضة قدرات المنظومات الدفاعية المختلفة، مشيرة إلى أن كل قطعة سلاح فيها تلعب دورا مميزا، ولا يستطيع المدفع المضاد للطائرات المسيّرة إسقاط صاروخ باليستي.
فالصاروخ الاعتراضي المصمم لتدمير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المسلحة نوويا في الفضاء لن يتمكن من التصدي لطائرة مسيّرة عديمة الأهمية.
غير منطقيةوإذا تم تفسير ذلك بشكل ضيق، فإن فكرة نصب قبة حديدية فوق أميركا لا تبدو منطقية، ذلك أن الارتكان إلى أن منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية قادرة على اعتراض صواريخ صغيرة قصيرة المدى يطلقها مسلحون في غزة ولبنان، لن تكون ذات جدوى كبيرة لأميركا.
ولعل ما يؤيده ترامب هو الجانب الأكثر طموحا المتمثل في رصد واعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المسلحة نوويا والتي يتم إطلاقها على الولايات المتحدة، وهو ما تعده إيكونوميست مهمة شاقة.
وتنقل المجلة عن بوب بيترز من مؤسسة التراث، وهو مركز أبحاث مؤيد لترامب، القول إن روسيا أو الصين قد تفكر في إطلاق نحو 10 أسلحة نووية "منخفضة القوة" ضد أهداف عسكرية في الولايات المتحدة خلال حرب تخوضها ضدها، على أساس افتراض يقوم على أنها بذلك ستردع الولايات المتحدة عن الانتقام.
ويعتقد بيترز أن على واشنطن أن تبني دفاعات يمكنها تحييد أكثر من 100 تهديد داخلي، والفكرة هي أن الأمر سيقتضي من الخصوم إطلاق أكثر من ذلك العدد بكثير لكي يخترقوا تلك الدفاعات، "وهي مناورة أشد خطورة".
تحدياتوأوردت المجلة أمثلة على التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، لافتة إلى أن الدفاع عن النفس بات أكثر صعوبة.
وذكرت إيكونوميست أن ارتفاع تكلفة الصواريخ الاعتراضية أو انخفاضها ليست هي المشكلة الوحيدة، بل في استخدامها بشكل اقتصادي.
ونقلت عن ماساو دالغرين من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن القول إن الدفاع الصاروخي هو في الأساس مشكلة استشعار، "فمن المستحيل إسقاط ما لا يمكنك تتبعه، ولكن نفس الطفرات التكنولوجية التي تساعد صانعي الصواريخ تساعد أيضا المدافعين".
وعلى الرغم من تفاؤل ترامب وأنصاره من السياسيين الجمهوريين، فلن يكون هناك درع صاروخي في مأمن من الاختراق على الإطلاق.
فالنجاح الذي حققته الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في أوكرانيا وإسرائيل لا يعني أنه يمكن أن يترجم تلقائيا إلى نجاح ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، حسب تعبير المجلة البريطانية التي ترى أن التهديد سيستمر في التفاقم مع انخفاض تكلفة الصواريخ وزيادة دقتها وتوزيعها على الدول الصغيرة والجماعات المسلحة.
وخلصت إيكونوميست في تقريرها إلى أن الأمر المؤكد هو أن التنافس بين الصاروخ الهجومي والصاروخ الاعتراضي دخل حقبة جديدة أكثر غموضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة الدفاع الصاروخی إلى أن
إقرأ أيضاً:
صور| المبنى تلاشى.. 16 قتيلًا بانفجار مصنع مفرقعات في الولايات المتحدة
أسفر انفجار ضخم وقع في مصنع للمتفجرات في ولاية تينيسي الأمريكية عن مقتل 16 شخصًا، بحسب ما أعلنت السلطات السبت، في حصيلة جديدة أقل من تلك الأولية بعدما عُثر على مفقودَين كان يُعتقد بأنهما لقيا حتفهما.
وقع الانفجار الجمعة في بلدة باكسنورد في مصنع تابع لشركة "أكيوريت إنرجيتيك سيستمز" التي تصنّع المتفجرات للأغراض العسكرية ومن أجل عمليات الهدم.
أخبار متعلقة أمام الأمم المتحدة.. كوريا الشمالية تؤكد تمسكها بترسانتها النوويةأمريكا.. فقدان 19 شخصا إثر انفجار في مصنع بولاية تينيسيمقتل شخص وإصابة 9 في هجوم على كنيسة بولاية ميشيجان بأمريكادمّر الانفجار مبنى بأكمله في مجمّع المصنع الكبير وأحدث هزّات شعر بها سكان منازل على بعد كيلومترات فيما أدى إلى تناثر الشظايا، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مشهد جوي لموقع الانفجار الذي وقع في شركة أكيوريت إنرجيتيك - أ ف ب منظر عام لإشارات الطرق في شركة أكيوريت إنرجيتيك - أ ف ب سيارة تابعة لفرقة تفكيك القنابل - أ ف ب var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وبعدما رجّح بداية مصرع 18 مفقودا، قال قائد شرطة مقاطعة همفريز كريس ديفيس "تمكّنا من تحديد المواقع وتأكيد أن الشخصين الآخرين لم يكونا في المكان" عند وقوع الحادث، كانت مركبتهما ومتعلقاتهما الشخصية في الموقع، ما دفع للاعتقاد بداية بأنهما من بين الضحايا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } كريس ديفيس قائد شرطة مقاطعة همفريز يتحدث للصحفيين - ا ف ب
ووصفت الشركة في بيان الانفجار بأنه "حادث مأساوي".
لكن المسؤول من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات برايس ماكراكن أفاد الصحافيين في وقت متأخر السبت بأن السلطات "لم تقترب اليوم على الإطلاق من تحديد مصدر وسبب هذا الانفجار".
ولم يتمكن ديفيس في وقت سابق من استبعاد أن يكون الحادث مفتعلا، موضحا بأن الكشف عن الحقيقة قد يستغرق "عدة أيام أو أسابيع أو أشهر".