الأمم المتحدة: لا يمكن قبول افتقار مجلس الأمن إلى صوت دائم لقارة أفريقيا
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
أمين عام الأمم المتحدة، شدد على أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن عالمي بدون أمن أفريقي.
التغيير: وكالات
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه لا يمكن قبول أن مجلس الأمن، هيئة السلام والأمن البارزة في العالم، تفتقر إلى صوت دائم لقارة أفريقيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة، وهم سكان شباب وسريعو النمو يشكلون 28 في المائة من عضوية الأمم المتحدة.
وفي كلمته أمام مناقشة رفيعة المستوى لمجلس الأمن عقدت يوم الاثنين بشأن “معالجة الظلم التاريخي وتعزيز التمثيل الفعال لأفريقيا في مجلس الأمن”، قال غوتيريش “لا يمكننا أن نقبل أيضا أن وجهات نظر أفريقيا لا تحظى بالتقدير الكافي فيما يتصل بقضايا السلام والأمن، سواء في القارة أو في مختلف أنحاء العالم”.
وأشار إلى أن العالم تغير منذ عام 1945- عندما أنشئت الأمم المتحدة- لكن تكوين المجلس، على الرغم من بعض التغييرات، لم يواكب هذا التغير. وأضاف أنه في عام 1945، كانت أغلب الدول الأفريقية لا تزال تحت الحكم الاستعماري ولم يكن لها صوت في الشؤون الدولية، موضحا أن هذا أدى إلى “إغفال صارخ ظل دون حل حتى الآن”.
وقال غوتيريش إن “أفريقيا ممثلة تمثيلا ناقصا في هياكل الحوكمة العالمية، من مجلس الأمن إلى المؤسسات المالية الدولية، ولكنها ممثلة بشكل زائد في التحديات ذاتها التي صُممت هذه الهياكل لمعالجتها”.
لا أمن عالميا دون أمن أفريقيوشدد أمين عام الأمم المتحدة على أنه “لا يمكن أن يكون هناك أمن عالمي بدون أمن أفريقي”. لكنه أشار إلى أن البلدان الأفريقية تعاني من أعباء الديون الساحقة ونقص التمويل بسبب الهيكل المالي الدولي، حيث يتم تمثيلها بشكل ناقص وتُحرم من مستوى الدعم الذي تحتاجه، كما تواجه هذه البلدان جفافا وفيضانات شرسة ناجمة عن أزمة مناخية لم تفعل شيئا لخلقها.
وأوضح أنه وسط كل هذا، أثبتت أفريقيا أنها شريك راغب وقادر على تحقيق السلام، وخاصة مع الأمم المتحدة، سواء في القارة أو خارجها. وأشار كذلك إلى الجهود الهادفة التي تبذلها القوات التي تقودها أفريقيا لاستعادة السلام، من الصومال إلى بحيرة تشاد، ومن موزمبيق إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال غوتيريش: “في أوقات الأزمات والانقسام الجيوسياسي، غالبا ما تكون البلدان الأفريقية من بين أوائل من يدافع عن السلام والحلول متعددة الأطراف والالتزام بالقانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة”.
ضرورة استراتيجيةوأكد الأمين العام أنه كي تساهم أجزاء مختلفة من العالم في أعمال مجلس الأمن، فلابد وأن يصاحب إصلاح عضويته إضفاء الطابع الديمقراطي على أساليب عمله. وتطرق إلى الخطة الجديدة للسلام التي تطرح عددا من الأفكار، بما في ذلك مزيد من تقاسم الأعباء بين أعضاء المجلس، وتدعو إلى إدخال تحسينات وابتكارات في أجزاء أخرى من البنية العالمية التي يؤثر عملها على السلام والأمن.
وأشار إلى أن تلك الخطة كانت بمثابة مصدر للمعلومات للمفاوضات بشأن ميثاق المستقبل، الذي سيتم اعتماده في قمة المستقبل الشهر المقبل. وشدد غوتيريش على أنه يجب أن تكون الأصوات والرؤى والمشاركة الأفريقية مؤثرة في مداولات المجلس وأعماله.
وأضاف: “هذه ليست مجرد مسألة أخلاق وعدالة. إنها أيضا ضرورة استراتيجية يمكن أن تزيد من القبول العالمي لقرارات المجلس، مما يعود بالنفع على أفريقيا والعالم”.
انخراط للجمعية العامةرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس قال أمام المجلس إن حقيقة أن أفريقيا لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا بشكل واضح في مجلس الأمن “هي ببساطة خطأ، لأنها تسيء إلى مبادئ المساواة والإدماج”.
وأضاف أن هذا الأمر يتعارض مع مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، ويدعو إلى “الإلحاح على إصلاح هذه المؤسسة لتعكس العالم كما هو الآن، وليس ما كان عليه قبل ما يقرب من 80 عاما”.
وأشار إلى أن عالمنا غارق في تحديات لا حصر لها، وهو عالم يطالب المؤسسات بالتكيف مع الحقائق الحالية، وبالحجم والوتيرة المطلوبين لإحداث تغيير ذي مغزى في حياة الناس. وقال فرانسيس إن السلام بالنسبة لأفريقيا هو “المفتاح لإطلاق العنان لإمكاناتها الكاملة والاستثنائية”، مضيفا أنه خلال زياراته الرسمية للقارة، رأى عواقب غياب السلام وأهمية عمل الأمم المتحدة على الأرض.
وشدد على أن تعزيز دور البلدان الأفريقية في معالجة تحديات الأمن والتنمية العالمية أمر بالغ الأهمية. وأوضح أن الجمعية العامة منخرطة بنشاط في قضية تمثيل أفريقيا وإصلاح مجلس الأمن، في سياق المشاورات الحكومية الدولية.
وقال رئيس الجمعية العامة: “من المشجع أن الدول الأعضاء لا تنكر هذا الظلم التاريخي. ونرى أن الزخم يتزايد من أجل التغيير”، مشيرا إلى أن أحدث المناقشات في إطار المشاورات الحكومية الدولية دعمت تعزيز تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن.
وأعرب عن أمله في أن يكون لهذا معنى حقيقي “لمعالجة هذا الظلم التاريخي، وليس مجرد تعهدات فارغة بلا عمل. لأن مسألة التمثيل الفعال لأفريقيا في مجلس الأمن تتحدث مباشرة عن مصداقية الأمم المتحدة ذاتها، كمنظمة شاملة وديمقراطية”.
“تصحيح الظلم التاريخي”رئيس سيراليون، جوليوس مادا بيو الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر، قال أمام المجلس: “أتحدث بصفتي ممثلا لقارة ظلت لفترة طويلة غير ممثلة بشكل كافٍ في عمليات صنع القرار التي تشكل عالمنا فيما يتعلق بقضايا السلام والأمن”. وشدد على أن ضرورة إصلاح المجلس صارت “لا تقبل الجدل”.
وأفاد بأن أفريقيا تطالب بمقعدين دائمين في مجلس الأمن ومقعدين غير دائمين إضافيين، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للمقاعد غير الدائمة للقارة خمسة مقاعد، على أن يقوم الاتحاد الأفريقي باختيار الأعضاء الدائمين الأفارقة.
وأشار إلى أن أفريقيا تطالب بإلغاء حق النقض (الفيتو)، مضيفا أنه إذا كانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ترغب في الاحتفاظ بحق النقض، فلابد من توسيع نطاقه ليشمل جميع الأعضاء الدائمين الجدد كمسألة عدالة.
وأكد أن التمثيل الفعال لأفريقيا في مجلس الأمن أمر ضروري لعدة أسباب بما في ذلك شرعية المجلس، وتعزيز المساواة والعدالة، ومواكبة الحقائق العالمية والجيوسياسية الحالية، وصيانة السلم والأمن الدوليين بشكل فعال.
وقال بيو إن الوقت حان للتغيير، وإن الدعوة إلى تعزيز التمثيل الأفريقي في هياكل الحوكمة العالمية، وخاصة مجلس الأمن، ليست مجرد مطلب بالعدالة والمساواة، بل إنها دعوة إلى نظام حوكمة دولي أكثر شمولا وفعالية وشرعية.
وأضاف: “فلنعمل معا على تصحيح هذا الظلم التاريخي وإعادة إنشاء مجلس أمن يمثل العالم بكل تنوعه”.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
الوسومأفريقيا أنطونيو غوتيريش الأمم المتحدة سيراليون مجلس الأمن الدوليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفريقيا أنطونيو غوتيريش الأمم المتحدة سيراليون مجلس الأمن الدولي أفریقیا فی مجلس الأمن الظلم التاریخی السلام والأمن الأمم المتحدة وأشار إلى أن لا یمکن على أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: السوريون يواجهون خطر الموت وسط انعدام الأمن وأزمة الرعاية الصحية
قال مسئولون كبار في الأمم المتحدة للمساعدات اليوم الجمعة، إن ملايين الأشخاص في سوريا ما زالوا يواجهون خطر الموت من الذخائر غير المنفجرة والأمراض وسوء التغذية، وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم الدولي.
وذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة أن إيديم ووسورنو، التي ترأس العمليات والدعوة في مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) - اختتمت زيارتها إلى البلاد، وقالت إنها "يمكن أن تشعر بزخم التغيير" على الأرض بعد سنوات من المعاناة والمشقة في ظل نظام الأسد التي انتهت بإسقاطه في ديسمبر الماضي.. لكن التحديات الهائلة لا تزال قائمة حيث يحتاج 16.5 مليون سوري إلى المساعدة الإنسانية والحماية، والاحتياجات "مذهلة".
ولفتت ووسورنو - من غازي عنتاب، وهو مركز إنساني في تركيا يقع على الجانب الآخر من الحدود السورية - إلى "اتجاه مشجع للعودة" منذ ديسمبر الماضي.. وقالت إن أكثر من مليون نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم الأصلية، وعاد أكثر من نصف مليون لاجئ من الدول المجاورة.
ونبهت إلى انعدام الأمن، وانتشار المنازل المتضررة، ونقص مستوى الخدمات، وفرص سبل العيش، وتهديد الذخائر غير المنفجرة.. وفي حين تراجع مستوى الأعمال العدائية في البلاد، قالت ووسورنو، إن التوترات المحلية والاشتباكات لا تزال مصدر قلق كبير.
بدوره، قال الدكتور الطاف موساني، مدير حالات الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن بقايا القتال العنيف تشكل تهديدًا مستمرًا للمدنيين، مشيرا إلى وقوع 909 إصابات على الأقل بسبب الذخائر غير المنفجرة منذ ديسمبر 2024، بما في ذلك حوالي 400 وفاة - أغلبهم من النساء والأطفال.
وأوضح أن الأمراض مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد تنتشر، مؤكداً تسجيل أكثر من 1444 حالة اشتباه بالكوليرا وسبع وفيات مرتبطة بها.. وقال: "هذا بشكل خاص في اللاذقية وحلب، خاصة حول مخيمات النازحين.. ونعلم أنه عندما تنتشر الكوليرا في المخيمات، يمكن أن تكون بمثابة حريق هائل، مما يزيد من معدل الإصابة والوفيات".
وأشار إلى أن نصف مستشفيات الولادة في شمال غرب سوريا علقت عملياتها منذ سبتمبر 2024 بسبب التخفيضات المالية، والتي نشهدها عالميًا ولكنها واضحة حقًا في سوريا.
وحذر من أن أكثر من 416 ألف طفل في سوريا معرضون لخطر سوء التغذية الحاد وأن أكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم لا يتلقون العلاج.. وقال: نحتاج إلى أن نكون قادرين على مراقبة هذا الخطر والتدخل وإنقاذ هؤلاء الأطفال.
ويعاني التمويل للعملية الإنسانية في سوريا بالفعل من نقص حاد، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس قسم التنسيق في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، راميش راجاسينجام، لمجلس الأمن إنه من أصل ملياري دولار المطلوبة للأمم المتحدة وشركائها للوصول إلى ثمانية ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفاً من يناير إلى يونيو 2025، لم يتم تلقي سوى 10%.
وتواجه المرافق الصحية المتعثرة في البلاد نقصًا في العمالة الماهرة والمعدات، حسبما قال الدكتور موساني من منظمة الصحة العالمية. وقد دفعت الحرب حوالي 50 إلى 70% من القوى العاملة في مجال الصحة إلى مغادرة البلاد بحثًا عن فرص أخرى، والبنية التحتية الصحية في حاجة ماسة إلى الاستثمار.