فوبيا الأرقام.. عندما تتحول العمليات الحسابية لكابوس يومي
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
كثيرون قد تصيبهم الأرقام والعمليات الحسابية المُعقدة بالارتباك. ولكن هناك فرق بين أن تشعر بالصعوبة عند التعامل مع الحسابات، وبين فكرة أن تصيبك الأرقام بحالة مرضيّة حقيقية من الرُهاب، وهي الحالة التي تُعرف في علم النفس بـ"فوبيا الأرقام" أو (Arithmophobia).
ما فوبيا الأرقام؟مثلما يوحي الاسم تماما، فوبيا الأرقام هي الخوف من الأرقام بشكل وسواسي عميق.
ويعتقد الخبراء في علم النفس أنه على غرار أي أنواع أخرى من الرهاب المحدد، أي الفوبيا التي تحدث تجاه شيء مادي بعينه، مثل فوبيا طبيب الأسنان، قد تكون فوبيا الأرقام ناتجة عن أحداث صادمة سابقة.
على سبيل المثال، قد يكون الشخص الذي واجه صعوبات في درس الرياضيات عندما كان طفلا قد طور هذه المشكلة النفسية تجاه الأرقام بشكل عام. وبالمثل، قد يكون الشخص الذي لديه ذكريات صادمة مرتبطة بدراسة الرياضيات (مثل الوالد الذي عاقب طفله بشدة للحصول على درجات منخفضة في دروس الرياضيات) أكثر عرضة للإصابة.
المعتقدات الدينية والخرافاتفي بعض الأحيان الأخرى، قد يرتبط الخوف من رقم معين بمعتقد ديني أو خرافة شائعة يتم تداولها أو توارثها أو حتى تناولها في الإعلام والسينما بشكل يفاقم من انتشارها.
مثلا، قد يخاف البعض في اليابان والصين وفيتنام من الرقم 4، لأنه يُعد رقما سيئ الحظ، وذلك لأن طريقة نطقه متجانسة مع كلمة "موت" في اللغة. لذلك في بعض الدول الآسيوية، لا يوجد الرقم 4 في المصاعد وأرقام غرف الفنادق وحتى الأرقام التسلسلية للمنتجات.
كذلك الحال بالنسبة لفوبيا الرقم 13، أو "تريسكايدكافوبيا"، والتي تنبع غالبا من المعتقدات المسيحية، لأن يهوذا، الخائن ليسوع والسبب في صلبه، كان الضيف الـ13 في العشاء الأخير.
أيضا الخوف من الرقم 666 المنتشر في بعض الثقافات الغربية، والذي يعود لذكر الرقم في "سِفر الرؤيا" باعتباره "رقم الوحش" أو الشيطان.
الأعراض الأكثر شيوعا1- السلوك التجنُّبي: قد يبكي الطفل المصاب برهاب الأرقام أو يصرخ عند التفكير في الذهاب إلى المدرسة أو حضور حصة الحساب تحديدا. في حين قد يحاول البالغون المصابون برهاب الأرقام أيضا تجنب الأرقام مهما كلّف الأمر، ما قد يؤثر عليهم في حياتهم المهنية أو الشخصية.
علاوة على ذلك، غالبا ما يشعر المصابون بالحرج من مشكلتهم وتصيبهم بالقلق الاجتماعي. لذلك قد يكذبون أو يخفون عدم قدرتهم على التعامل مع المشكلة، وهذا يؤدي إلى تهديد علاقاتهم بمن حولهم.
2- نوبات الهلع: يميل البعض إلى الخوف من الأرقام كثيرا، وهذا يؤدي إلى إصابتهم بنوبة قلق وذعر حقيقي تشمل التعرُّق بغزارة، والشعور بالرغبة في الهروب أو الاختباء، وتسارع ضربات القلب، والتنفس بسرعة، والدوار.
وقد يشعر المصاب برهاب الأرقام أيضا بالانفصال عن الواقع وكأنه يحلم أو أنه على وشك فقدان الوعي، وقد يعاني من جفاف الفم، أو يشعر بالخدر أو الارتباك، أو يصبح غير قادر على التعبير عن أفكاره بوضوح.
3- المعاناة اليومية: غالبا ما تسبب الفوبيا من الأرقام في إصابة الشخص المصاب بالرهاب والهوس والمعاناة عند مواجهة الأرقام بمختلف الصور خلال اليوم، لذلك قد يعاني عند النظر في التقويم أو الهاتف ومع التواريخ المكتوبة. كما قد يكون التسوق في محلات البقالة، حيث يتعين على المرء جمع أسعار المشتريات، أو دفع الإكراميات في المطاعم؛ مهمة صعبة بالنسبة للشخص المصاب.
تأثير عميق قد يؤدي للموت!ورغم أن البعض قد يعتقد هذا النوع من الخوف بسيط وربما لا يستوعبون تداعياته، إلا أن فوبيا الأرقام لها عواقب حقيقية خطيرة، حتى لو كان الخوف مبنيا على ما قد يبدو كأنه خرافة غير ضارة.
فقد وجدت دراسة في المجلة الطبية البريطانية أن الأميركيين الآسيويين في كاليفورنيا كانوا أكثر عرضة بنسبة 27% للوفاة بنوبة قلبية في اليوم الرابع من الشهر. وقد افترض الباحثون أن الضغوط النفسية الناجمة عن الاعتقاد الشديد أن يوما سيئ الحظ يمكن أن تدفع المؤمن بالخرافات إلى الموت فعلا.
أما إذا عانى الطفل من الخوف من الأرقام، فقد تصبح دراسة الرياضيات أمرا بالغ الصعوبة، وقد يتعرَّض في حياته لاحقا لمشكلات عديدة عند التعامل مع المال والفواتير وأية متطلبات تستلزم التعامل مع الأرقام.
طرق التعامل مع فوبيا الأرقامإذا وجدت أنك تعاني الخوف من الأرقام بشكل عام أو من أرقام محددة، هناك أشياء يمكنك القيام بها للمساعدة في تقليل القلق لديك أو التغلب عليه، على رأسها العلاج النفسي.
حيث يمكن أن تساعدك استشارة طبيب العلاج النفسي المتخصص على تجاوز المشكلة من خلال العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض، حيث يتم تعريضك بعناية لمصدر الخوف في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة لمساعدتك على فهم أن الشيء ليس ضارا.
بالإضافة إلى العلاج بالكلام، قد يصف الطبيب لك أيضا دواء مضادا للقلق إذا كنت تعاني بشدة من التداعيات النفسية نتيجة هذا النوع من الرهاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التعامل مع
إقرأ أيضاً:
الأرقام لا تكذب.. إعلامية: الاقتصاد المصري تعافى بعد ثورة 30 يونيو
شددت الإعلامية بسمة وهبة على أهمية الوقوف أمام المنجزات التي تحققت، خاصة على الصعيد الاقتصادي، مؤكدة أن الأرقام وحدها قادرة على التعبير عن حجم التقدم والجهد المبذول.
استعادة الذاكرة الوطنيةوأكدت أن استعادة الذاكرة الوطنية في هذه اللحظة ضرورية لفهم الطريق الذي تم قطعه، والثمن الذي دفعه المصريون من أجل استقرار بلادهم.
وتحدثت، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، عن واقع الاقتصاد المصري قبل الثورة، موضحة أن الوضع كان متدهورًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث بلغ الاحتياطي النقدي نحو 16.5 مليار دولار فقط في عام 2016، أما في عام 2024، فقد ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 40 مليار دولار، مما يعكس تعافي الاقتصاد الوطني وتماسكه رغم الأزمات العالمية التي أثّرت على اقتصاديات دول كبرى.
وفي سياق متصل، أشارت وهبة إلى تراجع عجز الموازنة من 652 مليار جنيه إلى 560 مليار جنيه، بانخفاض تجاوز 100 مليار، ما يعادل تقريبًا نسبة 3% من الناتج المحلي.
تحرير سعر الصرفووصفت هذا التراجع بأنه تطور مهم، مؤكدة أن الإصلاحات الاقتصادية، التي انطلقت بعد ثورة 30 يونيو، كانت ضرورية لتحقيق هذا التقدم، ومنها تحرير سعر الصرف وتنظيم منظومة دعم الطاقة.
واختتمت الإعلامية تصريحها بالتأكيد على أن الأسعار قد ارتفعت بالفعل، ولكن التحديات كانت أكبر بكثير.
وأضافت أن وجود اقتصاد قوي ومتوازن هو ما حال دون أن تكون الزيادة في الأسعار أكثر قسوة، مشيرة إلى أن الاستقرار الحالي في مصر ما كان ليتحقق لولا مسار الإصلاح الذي فُتح عقب الثورة.