ناشطو حنظلة: نقترب من غزة حاملين رسالة الصمود والتحدي
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
أنقرة- بعد أن زارت أكثر من 20 ميناء في دول أوروبية مختلفة وصلت السفينة "حنظلة" الأربعاء الماضي إلى ميناء مالطا، في محطتها ما قبل الأخيرة قبل أن تبلغ وجهتها المنتظرة وهي شواطئ قطاع غزة.
وعلى متنها يحمل أكثر من 13 ناشطا من مختلف الدول أملا مشتركا في كسر الحصار الذي جثم على صدر قطاع غزة لأكثر من 17 عاما وتعرية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع والجرائم المرتبكة خلالها ضد الفلسطينيين.
وتحولت "حنظلة" -التي بدأت كقارب صيد عادي قبل أن يتم تعديلها لتتناسب مع مهمتها الجديدة- إلى رمز فلسطيني بارز يجوب الموانئ الأوروبية ويبحر عبر البحار الشمالية، فصارت تجسيدا للأمل والتصميم تحمل على متنها رسالة الحرية، وتسعى بكل عزم إلى كسر الحصار وإيصال صوت الفلسطينيين إلى العالم.
يقود هذه الرحلة نشطاء وحقوقيون من مختلف بقاع العالم جمعهم حب فلسطين وشعورهم العميق بالانتماء إلى شعب يعاني من وطأة الاحتلال منذ أكثر من 76 عاما مدفوعين بإيمانهم الراسخ بعدالة قضيته.
فيليب لوبيز ناشط برازيلي وممثل ائتلاف أسطول الحرية على متن سفينة "حنظلة" يروي للجزيرة نت تفاصيل مشاركته في المهمة الإنسانية، إذ وجد الرجل -الذي هاجر إلى أيرلندا– نفسه منخرطا في نشاطات تضامنية واسعة مع الشعب الفلسطيني، مستندا إلى خلفيته المهنية ومهاراته في الإعلام والصحافة.
ويقول لوبيز إن العالم يشعر بالخوف والحزن العميق إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف أن "أعضاء المجتمع المدني ينظمون هذه الأساطيل منذ أكثر من 16 عاما لكشف وإدانة وتحدي الحصار غير الإنساني وغير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على غزة".
وأشار إلى أنه أراد من خلال مهاراته التقنية في الإعلام والصحافة أن يكون جزءا من هذه المجموعة التي تمثل ملايين الأشخاص حول العالم، قائلا "أردت أن أظهر للعالم أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، ويجب أن نتحرك بشكل مباشر لوقفها".
وبشأن قدرة سفينة "حنظلة" على إيصال رسالتها وزيادة الوعي بالقضية الفلسطينية، يعبر لوبيز عن اقتناعه بأن السفينة قد نجحت في ذلك، فخلال رحلتها منذ مايو/أيار الماضي زارت أكثر من 20 ميناء في مختلف أنحاء أوروبا، وشهدت تضامنا واسعا من آلاف الأشخاص في هذه الموانئ.
ويذكر المنسق الإعلامي لأسطول الحرية أن السفينة تلقت في هذه الرحلة دعما كبيرا من فنانين وسياسيين وداعمين من مختلف الخلفيات.
وأشار إلى اللقاءات الرسمية التي أجرتها السفينة مع أعضاء البرلمانات والمجالس التشريعية الأوروبية، إذ تمكن النشطاء من التحدث عن مهمة "حنظلة" وسؤال المسؤولين عن أسباب تقاعس حكوماتهم عن اتخاذ خطوات فعالة لدعم القضية الفلسطينية.
التعبئة الاجتماعية
أما عن أصعب اللحظات التي واجهها خلال هذه الرحلة فيشير لوبيز إلى التحديات التشغيلية الناتجة عن الأجندات السياسية لبعض الدول التي حاولت منع دخول "حنظلة" إلى موانئها رغم أن جميع الوثائق الفنية للسفينة كانت سليمة.
ويضيف أن هذه العوائق أثرت على تنظيم الفعاليات والتحضيرات اللوجستية التي أعدتها المجموعات والمنظمات في تلك المدن، لكنهم تغلبوا على هذه التحديات بالحب والصبر والإيمان بمهمتهم.
ومن ناحية أخرى، يشير لوبيز إلى أسعد لحظاته في الرحلة عند لقاء الأصدقاء الفلسطينيين الذين تعرف عليهم في مخيمات اللاجئين وعلى طول الطريق.
ويضيف أن هذه اللقاءات عززت قناعته بأن المجتمع المدني يقف مع الشعب الفلسطيني ضد الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل وحلفاؤها.
وعن شعوره بالاشتياق إلى أفراد أسرته خلال هذه الرحلة ومدى دعمهم له، قال "أشتاق إليهم، وهم يدعمونني، نتحدث كل يوم، وهم مصدر إلهامي ودعمي الأكبر".
ويكمل "أنا أنحدر من عائلة فقيرة، ونعيش في منطقة محرومة في الجانب الشرقي من ساو باولو، والدتي تعمل اختصاصية اجتماعية، ومن خلالها تعلمت قيمة المساواة واحترام الجميع، كما تعلمت أهمية الانخراط في العمل المباشر".
ورغم الصعوبات التي يواجهها فإنه أشار إلى أن "هذه المهمة صعبة، لكن ما يثير القلق أكثر هو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ولذلك أؤمن بأهمية التعبئة الاجتماعية".
ووجّه لوبيز نداء حازما إلى المجتمع الدولي والحكومات، مطالبا بضرورة إنهاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وفتح الطريق لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود.
كما شدد على أهمية إعادة الأراضي المحتلة إلى الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وختم نداءه بالتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه، قائلا "استمعوا إلى صوت الفلسطينيين، فهم الأقدر على تحديد مستقبلهم".
بدورها، تروي زوهار تشامبرلين ريغيف الإسرائيلية -التي وُلدت في عائلة يهودية- للجزيرة نت قصة رحلتها الشخصية منذ نشأتها في كيبوتس (مستوطنة زراعية) قرب الناصرة إلى دورها اليوم في دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
أدركت ريغيف منذ سن مبكرة الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون كما تقول، وفي عام 2004 اتخذت قرارا جريئا بمغادرة إسرائيل والانتقال إلى جنوب إسبانيا، حيث قضت 14 عاما شاركت خلالها في تنظيم الأساطيل البحرية المتجهة إلى غزة.
وتقول ريغيف "الضغط الدولي هو السبيل الوحيد لإنهاء المشروع الاستيطاني الصهيوني، ما نقوم به من تحدي الحصار عبر الإبحار نحو غزة هو جزء من جهود أوسع تشمل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات".
وتضيف أن "رحلة سفينة حنظلة ليست مجرد عبور للمياه، بل هي خطوة رمزية لكسر الحصار"، مؤكدة أن كل رحلة تمثل فرصة لزيادة الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، ولحث السياسيين على اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف ما وصفتها بالإبادة الجماعية.
وتقول "نشجع النشطاء على الاستمرار في الاحتجاج وإدراك قوتهم الجماعية لتغيير الرأي العام، لما يمثله التضامن والعمل الجماعي من أهمية كبيرة".
وعن عائلتها، تقول "والداي لا يزالان في الجليل، وأنا أعيش في ألمانيا الآن، لكن البعد لم يكن يوما حاجزا أمام التزامي، إنهما يفهمان ما أفعله ويدعمانني رغم قلق والدتي الدائم وسؤالها المتكرر: نعم ما تفعلينه مهم، لكن لماذا عليك أنت أن تفعليه؟".
وتعبر زوهار عن قلقها من أن "ما نقوم به قد لا يكون له تأثير كافٍ، أو أن يتم منعنا من الإبحار بسبب مشاكل تقنية أو سياسية"، لكنها تؤكد أن "إظهار قوة المجتمع المدني في مواجهة تواطؤ الحكومات في جرائم إسرائيل أمر حيوي وضروري".
وتستذكر إحدى أكثر اللحظات تأثيرا في تجربتها حين غنت رنا -وهي إحدى المشاركات الفلسطينيات على متن "حنظلة"- أغنية "بيلا تشاو" بالعربية في ميسينا بصقلية، وردد السكان المحليون كل مقطع باللغة الإيطالية، في لوحة مقاومة فنية مثلت ترابط الشعوب المناضلة حول العالم.
وعن رسالتها للعالم، قالت "هذه الإبادة الجماعية المباشرة هي اختبار للإنسانية، إذا استمررنا في اللامبالاة فنحن محكوم علينا بالهلاك، لكن إذا استيقظنا يمكننا الإطاحة بهذه الآلة الحربية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الشعب الفلسطینی هذه الرحلة أکثر من
إقرأ أيضاً:
هدف حرب إسرائيل هو طرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه من الواضح أن إسرائيل ترفض وقف الحرب على غزة ، في ظل الأنباء حول اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى جزئي، وهي تسعى إلى تصعيد كبير قادم لا محالة في الضفة الغربية على خلفية خطط إقامة 20 مستوطنة جديدة، كما تواصل إسرائيل التهديد بمهاجمة إيران حتى في حال التوصّل إلى اتفاق نووي أميركي – إيراني.
وحسب تقديرات مصادر إسرائيلية مطلعة، فإنه لا يُتوقّع أن تعارض إسرائيل اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإفراج حماس عن أسرى إسرائيليين، بينهم 10 أحياء ونصف الأسرى الأموات، مقابل الإفراج عن عدد غير معروف حاليًا من الأسرى الفلسطينيين، بموجب مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف.
إقرأ أيضاً: تفاصيل خطة أميركية جديدة لغزة تقترح اتفاقا لوقف النار بضمانة ترمب
لكن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من قطاع غزة بموجب مقترح ويتكوف، وإنما سيواصل حصار القطاع ليس من خارجه فقط، وإنما من داخله أيضًا، إذ ستبقى القوات الإسرائيلية في المواقع التي تواجدت فيها قبل استئناف الحرب، في 18 آذار/مارس الماضي، وبضمنها محور صلاح الدين (فيلادلفي) الذي يسيطر على معبر رفح مع مصر. وحسب التقارير الإسرائيلية، فإنه في إطار هذا الاتفاق سيُستأنف إدخال المساعدات الإنسانية بواسطة الأمم المتحدة.
طوال المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، أصرّت الحركة على وقف إطلاق دائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كله، ورفضت إسرائيل هذا المطلب بالمطلق. وبعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى السابق، في الفترة بين 19 كانون الثاني/يناير و18 آذار/مارس من العام الحالي، استأنفت إسرائيل الحرب وأعلنت أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها التي وضعتها في بداية الحرب، قبل حوالي 20 شهرًا، وهي القضاء على حماس وإعادة الأسرى من غزة.
ولم تحقق إسرائيل في حربها أيًّا من هذين الهدفين، ولا يتوقع أحد أنها ستحقّقهما في المستقبل المنظور من دون وقف الحرب بالكامل. بل يبدو أن الحكومة والجيش الإسرائيليين استسلما لهذه الحقيقة. وفيما ترفض حكومة نتنياهو حتى الآن الحديث عمّا يسمّى "اليوم التالي" في غزة بعد الحرب، وتُعلن في الوقت نفسه أن الحرب لن تتوقف، وأنها تسعى إلى تنفيذ مخطط طرد سكان غزة إلى خارج القطاع، فإنه أصبح واضحًا أن الحرب ليست ضد حماس فقط، وإنما هي بالأساس ضد سكان غزة المدنيين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشهداء والجرحى والمهجّرين الذين دُمّرت بيوتهم وحياتهم كلها.
واعترض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على مقترح ويتكوف، وادّعى أن "حماس تتعرض لضغط وضائقة هائلة في الأيام الأخيرة نتيجة لتغيير منظومة توزيع المساعدات وفقدان سيطرتها على السكان في القطاع، إلى جانب الضغط العسكري المتواصل. وينبغي مواصلة تشديد الحبل على عنقها وإرغامها على صفقة استسلام مطلق مع (الإفراج عن) جميع المخطوفين دفعة واحدة. وسيكون هذا غباء مهووس أن نُخفّف الضغط ونُوقّع معها على صفقة جزئية تمنحها الأكسجين وحبل نجاة وتسمح لها بالانتعاش. ولن أسمح لأمر كهذا بأن يحدث. نقطة".
الادّعاء في الإعلام وأحزاب المعارضة في إسرائيل بأن سموتريتش وإيتمار بن غفير هما الجناح الأكثر تطرّفًا في حكومة نتنياهو هو ادعاء كاذب ومضلّل. ليس لأنهما ليسا متطرّفين، وإنما لأن الحكومة كلها، وبشكل خاص حزب الليكود، على شاكلتهما وتحمل أفكارهما نفسها. وسموتريتش وبن غفير انضما إلى حكومة نتنياهو ليس من أجل تولّي مناصب وزارية فقط، وإنما، وبالأساس، من أجل دفع عقيدتهما وأجندتهما التي تتمثل بتوسيع حدود إسرائيل لتشمل فلسطين التاريخية كلها، وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. ولذلك، لا ينبغي استبعاد أن الحرب على غزة بكل مأساويّتها وكارثيّتها هي مقدّمة لحرب قادمة على الضفة الغربية.
تعيين سموتريتش وزيرًا في وزارة الأمن لم يكن بهدف أن يكون مسؤولًا عن المستوطنات والمستوطنين، وإنما بهدف توسيع الاستيطان والسيطرة الإسرائيلية على الضفة، ليست كمنطقة محتلة، وإنما كمنطقة يجب ضمّ معظم مساحتها إلى إسرائيل.
مخطط ضمّ مساحات من الضفة إلى إسرائيل موجود منذ عقود. وحتى إنه موجود، على الورق، في خطط ومقترحات حل الدولتين، وهو جزء من عقيدة اليمين الإسرائيلي، في الحكومة وفي المعارضة أيضًا.
المستوطنون هم الذراع الإسرائيلية الطويلة لسرقة الأراضي في الضفة، وإقامة بؤر استيطانية عشوائية (من دون مصادقة إسرائيلية رسمية) من خلال اعتداءات متواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وصعّدوا عمليات السرقة هذه في السنوات الماضية، بمساندة الجيش الإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع حملة مصادقة واسعة للحكومة على مخططات استيطانية كثيرة.
في هذا السياق، أعلن الكابينيت السياسي – الأمني، أمس الخميس، أنه صادق قبل أسبوعين على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة، وبعضها في عمق الضفة، إضافة إلى إعادة بناء مستوطنة "سانور" في شمال الضفة، التي تم إخلاؤها في إطار خطة فك الارتباط عن غزة في العام 2005، وشرعنة بؤر استيطانية، بينها "حوميش" التي أُقيمت في موقع تواجدت فيه مستوطنة تحمل الاسم نفسه وأخلاها الجيش الإسرائيلي قبل سنوات.
يُشار إلى أن إقامة هذه المستوطنات سيستغرق عدة سنوات، لكن قسمًا منها يُحاصر مدنًا فلسطينية، بينها رام الله ، بعد أن استولت إسرائيل على الأراضي في هذه المناطق وصادرتها. والهدف هو تكرار النموذج الاستيطاني في أراضي الـ48، حيث صودرت الأراضي من المواطنين العرب، وحوصرت مدنهم وقراهم، ومُنع توسيعها، ببلدات يهودية صغيرة لا يُسمح للعرب بالسكن فيها.
العملية العسكرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية غداة وقف إطلاق النار في غزة، في كانون الثاني/يناير الماضي، هي الأكبر في العشرين عامًا الأخيرة، وهدم خلالها مساحات واسعة في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، وبشكل خاص في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وارتقى مئات الشهداء، وهُجّر أكثر من 40 ألفًا. وأدّت هذه العملية العسكرية إلى تدمير الاقتصاد في شمال الضفة. والأوضاع الأمنية المتوترة تمتد إلى وسط وجنوب الضفة، وإلى القدس أيضا. ونسبة البطالة مرتفعة في الضفة بعد أن أوقفت إسرائيل، في بداية الحرب على غزة، دخول أكثر من 120 ألف عامل للعمل في إسرائيل.
مخطط الضمّ من شأنه أن يستدعي، ربما، انتفاضة جديدة في الضفة، رغم أن حرب الإبادة في غزة لم تؤدِّ إلى تصعيد أمني كبير فيها. لكن سواء انتفضت الضفة أم لا، تتردد تقارير إسرائيلية حول مخطط ترانسفير في الضفة، في السنوات المقبلة، سيتم تنفيذه من خلال هجوم عسكري بالضرورة، قد يصل إلى حدّ حرب إبادة أخرى، يتخللها القتل والتدمير والتجويع. فإسرائيل باتت خبيرة في الإبادة. وفي هذه الأثناء، نُفذت عمليات ترحيل لتجمعات فلسطينية بدوية عن أراضيها في الأغوار وفي جنوب جبل الخليل.
كل ما ذُكر أعلاه يعني أن دولة فلسطينية بالنسبة لإسرائيل هو أمر مرفوض. وهذا واضح. لكنه يعني أن الصراع سيستمر إلى أجل غير مسمّى، وهذه مصلحة إسرائيلية. ومن أجل تحقيقها، يتعيّن على إسرائيل أن تحافظ على توتر دائم ليس مع الفلسطينيين فقط، وإنما توسيعه، كي تُنفّذ مخططاتها في غزة والضفة، وفي مقدمتها الترانسفير.
توسيع الصراع الذي يتحدث عنه نتنياهو يتّجه إلى إيران. وفيما تتحدث إدارة بايدن عن أن اتفاقًا نوويًّا جديدًا مع إيران قد يكون وشيكًا، فإن نتنياهو أرسل هذا الأسبوع وفدًا إلى واشنطن – ضمّ رئيس الموساد، دافيد برنياع، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي – في محاولة لإقناع إدارة بايدن بعدم التوقيع على اتفاق نووي مرحلي مع إيران، ومن أجل القول إن اتفاقًا مرحليًّا كهذا ليس مقبولًا على إسرائيل ولا يُلزمها، أي لا يمنع إسرائيل من مهاجمة إيران.
ويصرّح نتنياهو أنه سيوافق على اتفاق نووي مع إيران فقط إذا شمل تفكيك البرنامج النووي الإيراني بكامله، وهو شرط يبدو أن إيران يستحيل أن توافق عليه. وتُظهر أقوال نتنياهو أنه قد يُوعز بمهاجمة إيران حتى من دون دعم أميركي، رغم أن إسرائيل ستكون بحاجة لدعم كهذا من أجل اعتراض ردٍّ إيراني. رغم ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل في حال الرد الإيراني هو أمر مستبعد.
ورغم ذلك، ربما يُطلق نتنياهو تهديداته ضد إيران لمجرد التهديد، لأن تنفيذها له عواقب على مستوى العالم، مثل ارتفاع أسعار النفط، وربما تؤثر على استقرار دول الخليج، حليفة الولايات المتحدة. لكن استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد إيران، حتى من دون تنفيذها، سيؤدي إلى استمرار التوتر في المنطقة، وهذا بحدّ ذاته هدف ومصلحة إسرائيلية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل: ارتفاع أسعار الوقود في حزيران نتنياهو يخضع لـ"إجراء طبي" بالمستشفى إصابة 3 جنود إسرائيليين في معارك جنوب غزة الأكثر قراءة محدث: مجزرة يرتكبها الاحتلال بحق عائلة في عبسان الجديدة شرق خان يونس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يستدعي رئيس الشاباك المُعيّن الخارجية: جرائم المستوطنين في بروقين وغيرها مُخطط لها لتهجير شعبنا باراك: لا نصر في غزة.. وسنعود لنقطة الصفر بعد وقف العمليات عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025