قال الكاتب الأمريكي بيتر بينارت، في مقال رأي لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة المقبلة في الولايات المتحدة كامالا هاريس تستطيع تغيير سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إسرائيل بمجرد الالتزام بالقانون.

وكتب بينارت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك في مقاله، أن هاريس في مأزق، فعلى الرغم من احتشاد الديمقراطيين خلفها، إلا أنها لا تزال تتعرض لانتقادات من المحتجين الذين يريدون إنهاء الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة.

ووفقا لبينارت، يريد العديد من هؤلاء الناشطين أن تؤيد هاريس حظرا على نقل الأسلحة إلى إسرائيل، واستبعد كبير مستشاريها للسياسة الخارجية، فيل جوردون، هذا الأمر، لكن الرفض القاطع يخاطر باستعداء التقدميين في ولايات رئيسية مثل ميشيجان وإشعال مواجهة في مؤتمر الحزب الديمقراطي هذا الأسبوع.

وأضاف بينارت أن هناك حلا يسمح لهاريس بالذهاب إلى ما هو أبعد من مجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار والقول، أن عددا كبيرا جدا من المدنيين في غزة قتلوا، فبدون دعم حظر للأسلحة، لا يزال بإمكانها الإشارة إلى انفصال واضح عن دعم بايدن غير المشروط تقريبا لجهود الحرب الإسرائيلية التي يرى العديد من علماء القانون أنها أدت إلى إبادة جماعية، وبوسعها أن تفعل ذلك بطريقة تليق بمدعية عامة سابقة: فعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، ينبغي لهاريس أن تقول ببساطة إنها ستنفذ القانون.

وأشار الكاتب الأمريكي في مقاله إلى أن القانون المذكور كان موجودا في الكتب لأكثر من عقد من الزمان، وهو يحظر على الولايات المتحدة مساعدة أي وحدة من قوة أمن أجنبية ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ويمكن إعادة المساعدات إذا عاقبت الدولة الأجنبية الجناة بشكل مناسب، وقد أقره الكونجرس في عام 1997، ويحمل اسم السناتور السابق باتريك ليهي وتم تطبيقه مئات المرات بما في ذلك ضد حلفاء للولايات المتحدة مثل كولومبيا والمكسيك.

لكن لم يتم تطبيق قانون ليهي أبدا على إسرائيل، الدولة التي تلقت على مدار العقود الثمانية الماضية مساعدات أمريكية أكثر بكثير من أي دولة أخرى، وهذا ليس لأن قوات الدفاع الإسرائيلية لا ترتكب انتهاكات خطيرة، وقال مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية: هناك حرفيا عشرات من القوات الإسرائيلية التي ارتكبت انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وبالتالي يجب أن تكون غير مؤهلة للحصول على مساعدات أمريكية.

وقال بينارت إن كبار موظفي وزارة الخارجية الأمريكية فشلوا في تطبيق القانون الأمريكي. وكشف أن لجنة خبراء تابعة للوزارة أوصت الربيع الماضي بأن يقطع وزير الخارجية أنتوني بلينكن المساعدات عن عدة وحدات من الجيش والشرطة الإسرائيلية لارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان قبل حرب غزة الحالية، وفي مايو الماضي، أبلغ بلينكن الكونجرس أن إسرائيل عاقبت بشكل مناسب أعضاء الوحدات المتهمين بارتكاب انتهاكات خطيرة، وبالتالي فإن المساعدات الأمريكية ستستمر في التدفق.

وأضاف بينارت أن المدافعين عن إسرائيل يزعمون في كثير من الأحيان أن قانون ليهي مخصص للإدانة، لكن جمال هذا القانون هو أنه عالمي، وعندما يتم سؤال كامالا هاريس عن غزة، لن تضطر إلى اختراع معيار جديد، بل يمكنها فقط تأييد المعيار المنصوص عليه في القانون الأمريكي.

وأشار إلى أن هذا الأمر لن يغير السياسة الأمريكية بين عشية وضحاها، لكنه سينقل رسالة إلى مسؤولين مثل بلينكين والمسؤولين الذين ستعينهم هاريس إذا انتُخبت رئيسة، مفادها أن استثناء إسرائيل من قانون ليهي يجب أن ينتهي، وأن جميع الأرواح، بما في ذلك أرواح الفلسطينيين، ثمينة بنفس القدر.

اقرأ أيضاًترامب: فوز كامالا هاريس بالانتخابات الأمريكية يعني أن الولايات المتحدة قد انتهت

«أوروبا 1»: حملة ترامب تفقد السيطرة في مواجهة كامالا هاريس

كارتر يقترب من الـ100 عام ويأمل في البقاء على قيد الحياة للتصويت من أجل هاريس لرئاسة أمريكا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بايدن إسرائيل ترامب الحزب الديمقراطي الانتخابات الأمريكية الحزب الجمهوري هاريس کامالا هاریس

إقرأ أيضاً:

زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا

حل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا، ضيفا على طرابلس وبنغازي، ومع زياراته تعدد التكهنات حول أسباب الزيارة، ونوايا البيت الأبيض حيال الأزمة الليبية، وظلت تلك التكهنات رهينة القبول والرفض، ذلك أن تصريحات بولس أثناء الزيارة لم تتعد المتعارف عليه من المسائل التي تتقدم أجندة معالجة النزاع الليبي من منع الانزلاق للعنف ودعم المسار السياسي وتوحيد الميزانية...ألخ.

في ظل عدم الإفصاح عن أسباب الزيارة والتعتيم حول ما نقله بولس للساسة الليبيين في الغرب والشرق، فإن تلمس ملامح الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية في العهد الثاني من حكم ترامب يمكن أن يستجلى من خلال الرؤية والسياسات والخيارات التي تحكم سلوك ومواقف البيت الأبيض من مختلف القضايا خارج الحدود الامريكية، والتي يمكن أن تستنطق من تصريحات المسؤولين الأمريكين بداية من الرئيس ثم وزارئه ومستشاريه.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.في تصريح للرئيس الأمريكي حول زياره بولس لليبيا ذكر بشكل صريح أنه لا يقبل بالوضع الراهن في البلاد، وأن هناك ضرورة للتقدم في المسار السياسي باتجاه التغيير على أسس ديمقراطية، وأن قادة جدد ينبغي أن يكونوا في مقدمة هذا التغيير.

بولس نفسه في كلام له عن تقييم الحالة الليبية سبق الزيارة بفترة أشار بوضوح إلى الحاجة لتغيير شامل يقلب المشهد الراهن رأسا على عقب، بداية من عدم قبول الطبقة السياسية الراهنة، مرورا بألية فعالة لدفع المسار السياسي إلى الامام، وصولا إلى تصدر قيادات مستقلة ليست متورطة في عبث السنوات الماضية للمشهد.

وتبدوا تصريحات الساسة الأمريكان جانحة لمصلحة ليبيا والليبية، غير أن هذا لا يلغي حقيقة دامغة وهي أن أي مقاربة لواشنطن لتسوية أزمة أو تفكيك نزاع تحركها أولا المصالح الأمريكية، والساسة الأمريكيون لا يسوسون بدافع إنساني بحت، فالولايات المتحدة متورطة في الكارثة التي تواجهها غزة، وتجويع سكان غزة هو ضمن خطة تقرها واشنطن.

في لقاء متلفز عقب زيارة مسعد بولس لخمس دول في القارة الأفريقية، وبالتركيز على النزاع بين الكنغو وروندا، والدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في التوصل إلى إعلان مبادئ بين الطرفين والدفع باتجاه اتفاقية سلام شامل، عرج بولس على المعادن التي تمتلك منها الكونغو مخزونا كبيرا، وحاجة الولايات المتحدة لهذه الثروة المعدنية، وكيف أنها تنافس الصين المستفيد الأكبر من خيرات القارة السمراء.

بولس في حديثه الحماسي حول ما تمتلكه أفريقيا من ثروات هائلة، إنما يعكس المنطق والتفكير الذي يؤطر عقل ترامب ونزوعاته، الرجل الذي يندفع في اختياراته بدافع مصلحي اقتصادي بحت، ولا يجد حرجا في التصريح بذلك، وبالتالي فإن الاقتراب من ليبيا لن يخلو من مصالح لا تخرج عن البعدين الاقتصادي والأمني.

بولس أشار في أكثر من مناسبة إلى ثنائية القوة والشراكات الاقتصادية لمعالجة الأزمات في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة حيوية بالنسبة لها، فالقوة تفرض الحل وتبعد كل العراقيل أمامه، والشراكات تعززه وتكون أداة قطف الثمار بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكون المسار ذاته في حال استمرت الولايات المتحدة في الدفع باتجاه تحريك المسار السياسي في ليبيا الذي أصابه الموات، واتجهت إلى تنفيذ خطتها للتغيير في البلاد، ذلك أن أي تطورات خطيرة تتعلق بقضايا كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة المبطنة مع الصين والحرب على غزة قد تدفع البيت الأبيض إلى صرف النظر عن المسألة الليبية.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة في أسرع وقت ممكن
  • بينت: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة
  • بالقانون.. حالات استحقاق التعويض عن الحبس الاحتياطي
  • المجموعة الدولية لإدارة الأزمات: إسرائيل تمارس سياسة تجويع ممنهجة
  • زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
  • في حالتين .. طرد مواطني الإيجار القديم قبل انتهاء المدة بالقانون
  • أستاذ سياسة: التجويع الممنهج سلاح تستخدمه إسرائيل لإخضاع المدنيين
  • تحقيق عبري: “إسرائيل” تتبع سياسة ممنهجة لاستهداف فرق الإنقاذ في غزة
  • حشد: «تحقيق دولي يكشف عن إعدامات ميدانية في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة»
  • تايمز: إسرائيل في خطر حقيقي من فقدان الدعم الدولي