عربي21:
2025-05-22@10:03:41 GMT

بين بايدن ونتنياهو

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

في مساء الجمعة 16 آب/ أغسطس 2024، أُعلن عن توقف المفاوضات التي توقع كثر نجاحها، بالرغم من إصرار نتنياهو على عدم الوصول إلى اتفاقية هدنة، تُجري تبادلا للأسرى، وتوقف إطلاق النار، ولو تدريجيا، علما بأن نتنياهو ما زال مستمرا على موقفه لإفشال المفاوضات، كما في كل مرة على مدى الأشهر العشرة الماضية.

الذين تفاءلوا، ولو بحذر، بنوا احتمال نجاح المفاوضات هذه المرة على محاولة تلافي الردّ المتوقع من إيران وحزب الله على اغتيال الشهيدين القائدين اسماعيل هنية في طهران، والسيد فؤاد شكر في الضاحية/ بيروت.



وكانت كل من إدارة بايدن، والحكومات الأوروبية، أظهرت رغبة في عدم الدفع في الصراع إلى حرب إقليمية، وقد انفرد نتنياهو بالسعي إلى دفع الأمور إليها. فمن هنا بُني تفاؤل البعض على هذه الرغبة، من حيث تجنب أمريكا وأوروبا التورط في حرب إقليمية لا تريدانها.

هذه النتيجة، جاءت ضربة لجهود أمريكا وأوروبا، كما جاءت خضوعا ذليلا لما يريد نتنياهو، الأمر الذي جعل بايدن رئيسا أمريكيا ضعيفا، بل الأضعف من بين رؤساء أمريكا، في عدم فرض السياسة الأمريكية على الكيان الصهيوني، وليس العكس
ولكن مع ذلك فشلت المفاوضات، وفشل أيضا ما كان بايدن قد عبّر عنه من توقع نجاحها، علما أنه كعادته كان هذه المرة، أيضا، هو المسؤول الأول عن فشلها، وذلك عندما خضع كعادته لنتنياهو، وأضاف إلى مسودة الاتفاقية بنودا جديدة أملاها نتنياهو عليه، مما جعل التوصل إلى اتفاق، مع هذه الشروط الجديدة، مرفوضا من جانب حماس ومن ثم جعل الاتفاق غير ممكن.

ولكن هذه النتيجة، جاءت ضربة لجهود أمريكا وأوروبا، كما جاءت خضوعا ذليلا لما يريد نتنياهو، الأمر الذي جعل بايدن رئيسا أمريكيا ضعيفا، بل الأضعف من بين رؤساء أمريكا، في عدم فرض السياسة الأمريكية على الكيان الصهيوني، وليس العكس. وذلك مفهوم انطلاقا من حقيقة ما لأمريكا من "فضل" في حماية الكيان الصهيوني ودعمه، كما من حيث كونها الدولة الكبرى الأولى في العالم.

أما الدليل، فما حدث مع الرئيس الأمريكي أيزنهاور، حين فرض على الكيان الصهيوني الانسحاب من كل سيناء عام 1956، أو كما حدث مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، حين فرض على الكيان الصهيوني المشاركة في مفاوضات مدريد 1991، بالرغم من رفض شامير.

كان فشل المفاوضات هذه المرة، وبسبب خضوع بايدن، بتبني شروط نتنياهو الجديدة، مثيرا لجدل أمريكي- أمريكي بالضرورة، أو هو في كل الأحوال فشل وفضيحة لأمريكا
من هنا كيف يصح أن يخضع بايدن لنتنياهو، في كل خلاف حدث بينهما طوال الأشهر العشرة الماضية، من الحرب في قطاع غزة. وذلك بدلا من العكس.. علما أن بايدن في خلافه مع نتنياهو كان يراعي مصلحة "إسرائيل" أكثر منه، وذلك مع تغطيته للحرب البرية، ولحرب الإبادة الإجرامية؟

لهذا كان فشل المفاوضات هذه المرة، وبسبب خضوع بايدن، بتبني شروط نتنياهو الجديدة، مثيرا لجدل أمريكي- أمريكي بالضرورة، أو هو في كل الأحوال فشل وفضيحة لأمريكا، الأمر الذي يفسّر العودة السريعة لاستئناف المفاوضات منذ اليوم في 18 آب/ أغسطس من خلال تحركات أمريكية مستعجلة لجولة مفاوضات جديدة، وذلك لتجنب المزيد من التأزيم باتجاه الحرب الإقليمية التي يسعى لها نتنياهو.

إن خضوع السياسة الأمريكية للسياسة الصهيونية، يضرب عرض الحائط بكل منطق سياسي، أو عُرف، أو قانون حاكم في السياسة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المفاوضات نتنياهو بايدن حماس غزة حماس غزة نتنياهو مفاوضات بايدن مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الکیان الصهیونی هذه المرة

إقرأ أيضاً:

ترامب ونتنياهو.. هل عمقت زيارة الخليج الشرخ بين الحليفين؟

عززت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دول الخليج سلوكا أميركيا جديدا ظهرت ملامحه مؤخرا في توجهات ترامب وإدارته بفصل الارتباط بين الحسابات الأميركية والإسرائيلية.

وانحصرت زيارة ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط في السعودية وقطر والإمارات، ولم تشمل إسرائيل، كما اكتفى بعقد صفقات اقتصادية مع السعودية دون أن يضع التطبيع بين السعودية وإسرائيل شرطا لها، كما كان من قبل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اجتياح غزة.. إسرائيل بين الكوابح الداخلية والخارجيةlist 2 of 2الاعتراف الأميركي بالنظام الجديد في سوريا.. 5 دلالات وتبعات عديدةend of list

وانتهت زيارته بالموافقة على رفع العقوبات الأميركية عن سوريا استجابة لطلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم أن إسرائيل ترى في القيادة السورية الجديدة عقبة أمام إقامة كيان درزي يكون حزاما يحجز بينها وبقية الإقليم السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

وبالتزامن مع ذلك، أرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل ليشارك في مسيرة لعائلات الأسرى احتجاجا على سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تعطي الأولوية لمواصلة القتال بدلا من المفاوضات لإطلاق سراح من تبقى من الأسرى، دون إغفال نجاح المفاوضات الأميركية برعاية قطرية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

إعلان

وحول التوجه الأميركي الجديد نشر مركز الجزيرة للدراسات تعليقا للباحث الحواس ورقة بعنوان "التباعد المتزايد: الخليج يعمق الشرخ الأميركي الإسرائيلي" سلط فيها الضوء على ملامح التباعد الأميركي الإسرائيلي ودلالاته.

الاقتصاد أولا

بدأت مؤشرات التوجه الأميركي الجديد عندما أعلن ترامب -خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض- عن دعمه للنفوذ التركي في سوريا، والشروع في مفاوضات مع إيران حول المشروع النووي.

هذا الفصل بين الحسابات الأميركية والحسابات الإسرائيلية هو الفارق بين عهدة ترامب الأولى والثانية.

وضع ترامب إسرائيل في مركز رؤيته للشرق الأوسط في عهدته الأولى، وصمم مشروع اتفاقيات أبراهام على أساس الخوف الذي تشترك فيه إسرائيل والسعودية من إيران، ومصلحتهما في التعاون للتصدي للخطر الإيراني.

لكن منظوره في عهدته الثانية يستند أساسا إلى إنهاض الاقتصاد الأميركي بجلب الاستثمارات للشركات الأميركية، وإحياء القطاعات التي قضت عليها السوق المفتوحة، لكن غياب إستراتيجية ناجعة يحول دون تحقيق ذلك في وقت وجيز.

لكن زيارته لدول خليجية وفرت له المخرج من هذا المأزق، فقد تعهدت السعودية باستثمار 600 مليار دولار وقد تصل تريليون دولار، ومثلها الإمارات باستثمار 1.4 تريليون دولار، إلى جانب قطر باستثمار نحو 1.2 تريليون دولار.

العقبة الإسرائيلية

وتقف إسرائيل عقبة أمام هذا التشكيل الإقليمي الجديد، فهي تريد أن تواصل ضرب سوريا ومنع وحدتها ونهوضها، وهو ما يتعارض مع التوافق الإستراتيجي الجديد المدعوم أميركيا بدعم القيادة السورية الجديدة وعزل حزب الله اللبناني عن إيران، وجعل سوريا سدا للنفوذ الإيراني في العراق وقد تتحول إلى ضاغط عليه.

وقد يتسع التباعد الأميركي الإسرائيلي في ملفات المنطقة، وقد يمتد داخل إسرائيل لينشئ قطبين، أحدهما حريص على الاصطفاف مع الولايات المتحدة والآخر يريد الاستغناء عنها، بما ينعكس على استقطابات أخرى مثل مكانة اليمين اليهودي المتطرف في الدولة الإسرائيلية والمستوطنات وغيرها، ويعيد تشكيل توازنات المشهد الإسرائيلي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «انتفاضة» سياسية ضدّ ترامب ونتنياهو معاً
  • نتنياهو ينفي وجود خلاف مع أمريكا رغم استبعاد إسرائيل من جولة ترامب الخليجية
  • ترامب ونتنياهو.. هل عمقت زيارة الخليج الشرخ بين الحليفين؟
  • نتنياهو يبعث رسالة “مبطنة” لإدارة ترامب بشأن المفاوضات مع حماس في قطر
  • مكتب نتنياهو يعلن عودة طاقم المفاوضات من الدوحة لإجراء مشاورات
  • البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو
  • عائلات أسرى الاحتلال تهاجم حكومة نتنياهو وترفض سحب الوفد المفاوض
  • خامنئي يقيم المفاوضات النووية مع أمريكا.. ماذا قال عن وقف تخصيب اليورانيوم؟
  • إيران: لم نوافق بعد على موعد جولة المفاوضات المقبلة مع أمريكا
  • خامنئي: لا نعتقد أن المفاوضات مع أمريكا ستنجح