أصبحت لبنان محطة مهمة، مؤخرا، لعدد من رموز الدبلوماسية الإقليمية والدولية، لا سيما المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، ووزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، ووزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، فضلا عن وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، الذين التقوا رئيس حكومة لبنان، نجيب ميقاتي، لقطع الطريق على اندلاع مواجهات موسعة علي الجبهة الجنوبية للبنان، بين حزب الله، وإسرائيل، كان محور اللقاءات تطبيق القرار الأممي 1701، الذي يقضي بانسحاب حزب الله 10 كيلومترات لحدود الليطاني، وتسليم المنطقة للجيش اللبناني.

اجتمع وزير الخارجية المصري مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، ورئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في إطار توجيهات القيادة السياسية المصرية، وحرص القاهرة على سيادة واستقرار لبنان، مستعرضا الجهود والاتصالات التي قامت بها مصر لرفض أية انتهاكات للسيادة اللبنانية. أكد الوزير أن القاهرة لا تدخر جهدا في اتصالاتها على المستوى الثنائي، أو عبر تنسيقها مع الدول أعضاء اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، لحلحلة أزمة الشغور الرئاسي في أقرب وقت، مشيرا إلى أن مصر حريصة عبر مشاركتها في اجتماعات اللجنة الخماسية على ضمان عدم المساس بسيادة لبنان.

أكد رئيس الحكومة اللبنانية، أنها تعول على الدور المصري المساند للبنان، لإقرار التهدئة، وخفض التصعيد، والتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، مع عدم فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، لضمان الصالح الوطني اللبناني، وبما يحفظ أمنه وحقوقه ومقدراته وسلامة شعبه.

في مقابل هذه الجهود الدبلوماسية، استعرض حزب الله «عبر مقطع فيديو، بعنوان: جبالنا خزائننا» شبكة كبيرة من الأنفاق، بناها بالفعل، فيما أسماه الحزب «منشأة عماد 4» نسبه لقائد الجناح العسكري للحزب، عماد مغنيه، الذي تم اغتياله قبل سنوات في العاصمة السورية، دمشق، وربما دل ذلك علي وجود 3 أنفاق سابقة له.

أظهر مقطع الفيديو شاحنات محملة بالصواريخ والأسلحة، تسير في نفق ضخم تحت الأرض، ليعلو صوت زعيم حزب الله حسن نصر الله، مهددا بوجود مئات الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة التي قد تصل إسرائيل. اعترض بعض المحللين علي نشر حزب الله للفيديو، كونه يخدم الرواية الغربية «خاصة الإعلام الأمريكي الأوروبي» ويعطي مبررًا لإسرائيل لإشعال المنطقة في هذا التوقيت الحرج، وسط مفاوضات الحل التي تجري في نفس التوقيت بالدوحة، بما قد يؤدي لفشلها. فيما استغلت السفارة الإيرانية في بيروت الفيديو، مشيدة بـ«مدن الصواريخ» وأكدت أن تلك المدن الصاروخية موجودة في جميع أنحاء إيران، لتزرع الرعب في قلوب أعداء إيران، وإذا لزم الأمر، مهاجمة العدو من أي نقطة في إيران.

محليا، وجه رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، انتقادا عنيفا للحكومة اللبنانية، واتهمها بـ«الخيانة العظمي، وأنها أصبحت مجرد صدي لما يقوم به حزب الله، ودعاها لتسلم زمام الأمور كما يجب، فحتي الآن هناك 550 شهيدا في الجنوب، وهذه كارثة. حزب الله يساند استراتيجية إيران في المنطقة، وبكل الأحوال، لا يستطيع الحزب أن يتصرف بإرادة الشعب اللبناني رغما عنه» فيما قال رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي: «جعجع يطلق أحكامًا باطلة، ويستخدم مفردات ربما سقط عنه معناها القانوني والدستوري الحقيقي، خصوصًا أنه على علم بكثير من المعطيات، ومنها ما هو ناتج عن تراكمات سابقة ليست الحكومة الحالية مسئولة عنها. الحكومة لم تقصر في أي أمر يتعلق بأي ملف، لا سيما إيجاد حل للوضع في الجنوب، وعلى جميع القيادات السياسية، موالين ومعارضين، التعاون لتمرير المرحلة الصعبة، بدل تكرار المواقف والاتهامات التي لا فائدة منها سوى زيادة الشرخ بين اللبنانيين، وتعميق الخلافات من دون الوصول إلى حل».

اقرأ أيضاًحزب الله: تصدّينا لمجموعة من الجنود الإسرائيليين الذين تسلّلوا إلى جنوب لبنان وأوقعنا فيهم إصابات

إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان على «الجليل الأعلى»

الأمم المتحدة: 23% من السكان فى لبنان يعانون من انعدام الأمن الغذائى

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لبنان وزارة الدفاع الحكومة اللبنانية حزب القوات اللبنانية الخيانة العظمى حزب الله

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني في زيارة الى بغداد

بيروت- يبحث الرئيس اللبناني جوزاف عون في بغداد التي وصلها الأحد 1 يونيو2025، مع المسؤولين العراقيين في التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية.

واستقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الرئيس اللبناني، وفق ما جاء في بيان رسمي صاد عن مكتبه.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، سيبحث الرئيس عون مع الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد ورئيس الحكومة العراقي "العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، والتعاون اللبناني العراقي القائم على مختلف المستويات، إضافة الى الأوضاع على الساحة الاقليمية".

ويرأس عون وفدا يضمّ المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير وعددا من المستشارين.

وتوجد علاقات قوية بين لبنان والعراق حيث الحكومة الحالية مشكّلة من أحزاب شيعية موالية لإيران بصورة رئيسية، ولها علاقات وطيدة مع حزب الله اللبناني.

ومنذ تموز/يوليو 2021، يزوّد العراق لبنان بالوقود للمساهمة في تشغيل محطات توليد الكهرباء مقابل سلع وخدمات طبية.

ويعاني كلا البلدين من أزمة كهرباء حادة بالإضافة الى تهالك البنية التحتية، جراء عقود من الصراعات والإهمال والفساد.  

وتعهّد العراق خلال القمة العربية التي عقدت الشهر الماضي في بغداد، تقديم 20 مليون دولار في إطار جهود إعادة إعمار لبنان بعدما أدّت حرب مدمّرة استمرّت عاما كاملا بين حزب الله وإسرائيل، إلى دمار واسع في البلاد.

واستقبل العراق خلال الحرب آلاف اللبانييين الهاربين من القصف الإسرائيلي على قرى وبلدات الجنوب ومناطق أخرى لحزب الله نفوذ كبير فيها.

وقد تلقّى الحزب ضربة قوية نتيجة اغتيال إسرائيل لعدد كبير من قياداته وتدمير بناه التحتية. وتراجع نفوذه على الساحة السياسية منذ انتخاب عون رئيسا وتشكيل حكومة في لبنان برئاسة نواف سلام منذ مطلع العام. وتؤكد السلطات الجديدة العمل على حصر السلاح والسيادة في أيدي القوات الشرعية، ما ينزع من حزب الله اي ذريعة للاحتفاظ بسلاحه.

مقالات مشابهة

  • جنوب لبنان تحت النار الإسرائيلية مجدداً: قتيل وجريح في غارات مستمرّة
  • الرئيس اللبناني في زيارة الى بغداد
  • رئيس الجمهورية يستقبل نظيره اللبناني في قصر بغداد
  • بعد أزمة الحشد.. رئيس الوزراء العراقي يستقبل الرئيس اللبناني في بغداد
  • عون الى العراق اليوم وحزب الله بنتقد مواقف بعض الحكومة
  • صحيفة تتحدث عن وهم انهيار حزب الله اللبناني.. تكتيكات مختلفة
  • جنبلاط التقى رئيس الأركان وقائمقام الشوف ومجالس بلدية واختيارية منتخبة
  • سلام يرفع السقف السياسي… وحزب الله يتحفّظ
  • عون يتدخل لضبط العلاقة بين رئيس الحكومة وحزب الله
  • تراجع السجال بين سلام وحزب الله بتدخلبعض المحبّين