موانئ دبي :”بريتش إنترناشيونال” تستثمر 35 مليون دولار في ميناء “بنانا” بالكونغو
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
قالت مجموعة موانئ دبي العالمية “دبي بي ورلد” إن مؤسسة “بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت” البريطانية، – مؤسسة تمويل مشاريع التنمية والمستثمر الرئيسي في المملكة المتحدة – تلتزم، باستثمار نحو 35 مليون دولار لتطوير المرحلة الأولى من ميناء “بنانا” الجديد، أول ميناء حاويات في المياه العميقة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت موانئ دبي العالمية، في بيان صحفي اليوم، أن هذا الاستثمار في ميناء بنانا يأتي في ظل الشراكة مع “بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت” ، والتي بدأت بتحديث وتوسعة الموانئ في كلٍ من دَكَار “السنغال” والسخنة “مصر” وبربرة “أرض الصومال” في عام 2021. إلى جانب عدد من الموانئ الأخرى التي تشملها هذه الشراكة، على أن تحظى مؤسسة بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت المستثمر بنصيب الأقلية في الميناء الجديد.
وستعمل الموانئ الثلاثة في إطار اتفاقية الشراكة الأصلية بين مؤسسة بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت البريطانية ومجموعة موانئ دبي العالمية على تحسين وصول السلع الحيوية إلى حوالي 35 مليون شخص، ودعم 5 ملايين وظيفة وخلق 138 ألف وظيفة جديدة، بالإضافة إلى توفير 51 مليار دولار لإجمالي التجارة بحلول عام 2035.
وسيعزز ميناء “بنانا” للحاويات من التجارة الدولية لجمهورية الكونغو، ويمكنها من الوصول المباشر إلى الأسواق الدولية، مما يعود بالنفع على الملايين من سكانها.
وجاري تطوير الميناء على مراحل متعددة، على أن تزيد قدرته الاستيعابية تدريجياً وسيتم ربطه بشبكة بنية تحتية إضافية، تشمل منطقة حرة وبنية تحتية لوجستية متعددة الوسائط في أكبر المدن في الدولة، بما في ذلك العاصمة الكونغولية كينشاسا، التي يبلغ سكانها نحو 17 مليون نسمة، عبر مدينتي بوما وماتادي.
وقال كريس تشيجيوتومي، المدير الإداري ورئيس منطقة إفريقيا لمؤسسة بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت.. إن الأثر التنموي الهائل للاستثمار في الموانئ يبدو واضحاً وجلياً فبينما تشكل إفريقيا سدس سكان العالم، فإنها تستحوذ على 4 في المائة فقط من حجم شحن الحاويات العالمي لافتا إلى أن الموانئ تعد شريان الحياة الذي يعزز الرخاء والرفاهية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء القارة على المدى البعيد ولهذا يعد ذلك الاستثمار جزءاً من التزام بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت الدائم لتطوير القطاعات الرئيسية في إفريقيا، مع وجود المزيد من المشاريع قيد التطوير في المنطقة.
من جانبه، قال محمد أكوجي، المدير التنفيذي لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا في مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”.. ” نتطلع عن كثب لمواصلة شراكتنا مع مؤسسة بريتيش إنترناشيونال إنفستمنت في تطوير ميناء بنانا ويعد هذا المشروع خطوة حاسمة نحو تعزيز البنية التحتية التجارية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة”.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: موانئ دبی العالمیة
إقرأ أيضاً:
التصعيد اليمني … مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ إسرائيل
والمرحلة الجديدة لا تعرف استثناءات، إذ إن بيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أشار إلى أن الاستهداف سيطال أي شركة شحن تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بصرف النظر عن جنسية الشركة، وفي أي مكان تطاله الأيدي اليمنية.
العملية ليست مجرد توسيع للحصار، هي تحول استراتيجي ينقل المعركة من ملاحقة السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال إلى ضرب كل أذرع الإمداد وشل الموانئ المحتلة بالكامل، لإلحاقها بميناء إيلات المعطل منذ أشهر.
عمليات رصد دقيقة باشرتها القوات اليمنية للسفن العاملة على خطوط الإمداد، بين شرق المتوسط والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط التي تُضخ يوميًا في شرايين الكيان. والخطوة اليمنية أتت بعد رسالة تلقاها قائد الثورة في اليمن السيد عبدالملك الحوثي من قيادة حماس الأسبوع الماضي. الرسالة وصفت بشديدة التأثير، فقد كشفت حجم المأساة الإنسانية في غزة، وتضمنت نداءً في طلب العون من اليمن.
لعل مضامين الرسالة كانت تتبدى في نبرة وملامح في خطاب السيد عبدالملك الحوثي الأخير؛ وهو يعري "الموقف العربي السلبي السيء، والمتخاذل والمتواطئ" الذي أثر في مواقف الدول الإسلامية،"التي كانت ستقف مواقف أقوى مما هي عليه الآن.. لو وقف العرب مواقف أقوى، لكن معروف أن كبار الأنظمة العربية لها موقف سلبي أزاء من يتحرك في هذا المسار، في هذه القضية الفلسطينية بشكل أكبر؛ ولذلك موقفهم سلبي جدًا من الجمهورية الإسلامية في إيران".
بشكل غير مباشر، يحذر السيد عبدالملك الحوثي يحذر التي تذرف دموع التضامن إعلاميًا بينما سفنها تغذي أسواق الاحتلال، حتى تقدم حلولاً وبدائل اقتصادية لتعويض الخسائر التي يحققها الحصار اليمني.
تركيا خط الإمداد الأكبر
"نظام إسلامي يظهر التعاطف إعلاميًا مع الشعب الفلسطيني، وعدد ما قدمته سفنه أكثر من أي دولة في العالم"، عن تركيا كان يتحدث السيد .. تركيا الداعم الأكبر لـ "إسرائيل" في البحار، وفق ما أظهرته بيانات الملاحة العالمية. وقد شهد حجم الشحن البحري من تركيا إلى "إسرائيل" ارتفاعًا ملحوظًا خلال العدوان على غزة، وتحديدًا خلال النرحلة الممتدة من 3 أيار/مايو إلى 7 كانون الأول/ديسمبر 2024، وهي المرحلة الزمنية التي أعلنت خلالها أنقرة رسميًا قطع العلاقات التجارية مع الكيان الإسرائيلي. وخلالها، تجاوز عدد رحلات الشحن البحري بين تركيا و"إسرائيل" 340 رحلة، وبلغ عدد السفن التي أبحرت من الموانئ التركية إلى الموانئ المحتلة 108 سفن.
في تقرير نشره في نيسان/أبريل الماضي، تحدث موقع "Türkiye Today's" عن حركة تصدير نشطة جدًا من تركيا إلى السوق الإسرائيلي. واستند إلى بيانات وزارة التجارة التركية ومجلس المصدرين الأتراك (TİM) لشهر آذار/مارس الماضي، والتي كشفت أن صادرات تركيا من الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومشتقاتها في المرتبة الأولى ضمن الصادرات التركية إلى الأراضي المحتلة، تليها صادرات الصلب التي سجلت ارتفاعًا غير مسبوق بلغ نحو 9 آلاف بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. وقد بلغت قيمة صادرات تركيا من الصلب إلى الأراضي المحتلة في مارس/آذار 2024 نحو 13 مليونًا و901 ألفًا و470 دولارًا، مقارنة بـ153 ألفًا و400 دولار فقط في الشهر نفسه من العام 2023، وهو ما يمثل زيادة سنوية مذهلة بنسبة 8962.2%، بحسب التقرير التركي .
موانئ مصر والسعودية خطوط امداد
على خط موازٍ، شكّلت الموانئ المصرية جسر إمداد بحري نشط آخر. ومع إطباق الحصار على غزة بإغلاق المنفذ البري الوحيد الذي يصل القطاع بالعالم، تحولت خمس الموانئ المصرية إلى منافذ إمداد رئيسة للكيان لقربها الجغرافي، وهي: الإسكندرية، دمياط، الدخيلة، بورسعيد والعريش.
كما كشفت البيانات الرسمية المصرية، والصادرة عن "المجلس التصديري"، أن قيمة الصادرات المصرية من الأسمنت إلى "إسرائيل" خلال العام 2024 هي الأعلى منذ بدء التجارة بين الجانبين. وبحسب الأرقام التي استعرضها تقرير نشره موقع "عربي بوست" في آب/أغسطس 2024:
- في العام 2021: بلغت قيمة صادرات الأسمنت المصرية إلى الكيان 1.38 مليون دولار.
- في العام 2022: ارتفعت إلى 1.65 مليون دولار.
- في العام 2023: سجلت 3.80 مليون دولار.
- من كانون الثاني/يناير وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2024: قفزت قيمة صادرات الأسمنت المصرية إلى 50.7 مليون دولار.
إلى جانب ذلك، يتكشّف مؤخرًا الدور الذي تؤديه الموانئ السعودية، والتي دخلت ضمن خطوط الإمداد. وقد نشر الإعلام الحربي اليمني، قبل يومين، مقابلات مع طاقم السفينة “ETERNITY C” التي أغرقتها القوات اليمنية، والذين أقروا أن ميناء إيلات كان وجهة السفينة التي اتجهت من ميناء بربرة في الصومال، وأن ميناء جدة السعودي كان سيكون وجهة لغرض التمويه والتموين.
هذا؛ وتشكل الموانئ السعودية محطة لتفريغ حمولات لبضائع تستوردها "إسرائيل" من الشرق (الصين، الهند..) منها ما يُعاد شحنه بحرًا، أو يُشحن برًا عبر الأردن، وهو ما فعلته الإمارات والبحرين، وتناوله تقرير "تايمز أوف إسرائيل" ومصادر إسرائيلية أخرى.
إن استعراض حجم الإمداد التركي والعربي النشط إلى الكيان يكشف حجم التواطؤ الفاضح، ويطرح تساؤلًا: بأي منطق تقدم الأنظمة العربية، ومعها تركيا، مصلحة "إسرائيل" على أمنها القومي؟ أمن يترنح تحت تهديدات إسرائيلية-أمريكية معلنة بتهجير سكان غزة ما يضرب عمق مصر والأردن، وبمشروع تقسيمي يتسلل من خاصرة سوريا، وبعربدة إسرائيلية تجتاح المنطقة بلا رادع ولا حساب.
أي مستقبل أسود يمهّده هؤلاء لدولهم وشعوبهم، وأي أنظمة حكم بمنظورهم ستنجو من ارتدادات هذا الانهيار الاستراتيجي؟!
إن المشهد برمته يعيدنا إلى كلمات الشهيد يحيى السنوار يوم وقف متحدثًا عن غزة: "ستفضح هذه المدينة كل المطبّعين، وتخزي كل المنسقين، وتكشف حقيقة كل المفرطين والمتنازلين."