صفا

قالت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إن قرار الإخلاء الأخير الذي اتخذه جيش الاحتلال الإسرائيلي جعل من المستحيل تقريبا إيصال المساعدات للفلسطينيين المحتاجين في قطاع غزة.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في معرض رده على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي اليومي.

وأفاد دوجاريك أنه بلغهم أن "إسرائيل" أدرجت طريق صلاح الدين في أحدث أوامر الإخلاء الصادرة لأجزاء من دير البلح خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأضاف: "هذا الوضع جعل من المستحيل تقريبا على عمال الإغاثة التحرك على طول هذا الطريق المهم".

وشدد دوجاريك على أن الطريق الساحلي لقطاع غزة على ساحل البحر المتوسط ​​ ليس بديلا قابلا للتطبيق فيما يتعلق بالمساعدات.

وتابع: "الشواطئ على طول هذا الطريق مليئة الآن بأماكن الإيواء المؤقتة للنازحين. نتيجة لذلك، فإن تحركات القوافل على طول الطريق الساحلي بطيئة للغاية، ولا تصل الإمدادات والخدمات الحيوية، مثل شاحنات المياه، إلى المحتاجين بالحجم المطلوب".

ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، اضطر 9 من كل 10 أشخاص من أهالي غزة إلى النزوح بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وبدعم أمريكي تشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

المصدر: الأناضول

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الأمم المتحدة مساعدات غزة إخلاء حرب إبادة جماعية

إقرأ أيضاً:

الدور التدميري لبني إسرائيل في ضياع العلوم والمعارف على مر العصور

 

 

في زمنٍ تتسابق فيه الأمم إلى قمم التقدُّم العلمي وتباهي الحضارة، تتهاوى القيم من عليائها، كأوراق خريفٍ أكلها الجفاف، وتتصدّع المبادئ في داخل أروقة الجامعات والمختبرات، كما تتشقق الصخور تحت وطأة الرياح العاتية. هذا هو المشهد العالمي كما صوّره الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه، لا بعيون السياسيين، بل ببصيرة الهُداة الربانيين الذين ينفذون إلى جوهر الأشياء لا إلى مظاهرها.
لقد امتلكت كثيرٌ من الدول علومًا باهرة، ومعارف متقدمة، واحتضنت في ساحاتها علماء ومفكرين، لكن ما كان مصيرها؟ أكانت تلك الحضارات زهراتٍ تتفتح في بستان الإنسانية؟ كلا، بل أضحت رمادًا يُذرّى في مهب الريح، لأنها قامت على أساسٍ مائل، لا يستقيم، وتحرّكت دون مرشدٍ من الله يهديها سواء السبيل.
يشخّص الشهيد القائد ببراعةٍ نادرة المرض الحقيقي الذي يفتك بالجسد الحضاري: إنهم بنو إسرائيل، أولئك الذين حرفوا الرسالات، وحرّفوا الكتب، وقتلوا الأنبياء، هم أنفسهم من يسيطرون اليوم على مفاصل القرار، ويقودون دفة العالم نحو الخراب، لا بالسلاح وحده، بل بما هو أخطر: بالعلم الموجَّه، والمعرفة المُسيَّسة، التي تُسخّر لهدم الأمم لا بنائها.
بنو إسرائيل لم يتركوا أداة إلا وحرّفوها، ولم يمسكوا علمًا إلا وسمّموه، فجعلوا من الجامعات مصانع لتخريج أدواتهم، ومن مراكز الأبحاث ساحاتٍ لصياغة خطط التدمير، ومن العلماء خدَماً لأهوائهم، وإن لبسوا ثياب النبل والزهد. ضُربت المصالح، وضُربت المؤسسات، وضُربت الأمم، لأن زمام المعرفة أُعطي لأعداء الهداية، ومَن خانوا العهد مع الله.
فما قيمة حضارةٍ لا تقوم على التقوى؟ وما جدوى العلم إن لم يُقِم للحق ميزانًا؟ العلم بغير هدى كسيفٍ في يد سكران، يضرب في كل اتجاه، ولا يُبقي ولا يذر، وقد رأينا كيف تسير اليوم الأمم إلى الحروب كما يسير النائم إلى هاويته، لا يدري أين المفرّ ولا أين المآل.
ويا للعجب! الذين يتقدّمون في التكنولوجيا هم أنفسهم يغرقون في مستنقع الانهيار الأخلاقي، والذين يرفعون راية “الحرية” يقيّدون العالم بأغلال التبعية. فهل هذه حضارة، أم أنها عودة إلى جاهليةٍ جديدةٍ ترتدي ثياب الحداثة؟! إن الشهيد القائد كشف القناع عن الوجوه، وقالها بوضوح: الذين دمّروا الحضارات السابقة هم أنفسهم اليوم من يُديرون لعبة العالم.
ولم يكن هذا التشخيص إلا امتدادًا لنور القرآن، الذي أخبرنا عن مكائد بني إسرائيل، وألاعيبهم التي لا تنتهي، فهم حيثما حلّوا، زرعوا الفتنة، وأحرقوا الزرع، ولوّثوا النبع، ولا عجب أن يواصلوا ذات الدور بأساليب أكثر خبثًا، وبوسائل تبدو براقة لكنها مدمّرة في جوهرها.
إن الضمانة التي تحفظ العلم من التحريف، والحضارة من السقوط، ليست في كثرة الجوائز ولا في عدد المختبرات، بل في أن يُربط العلم بالله، وأن يُهتدى به لا أن يُضل به، لأن الهُدى هو الميزان، وبدونه يصبح العقل عدوًا لنفسه، والمعرفة سلاحًا يرتد على صدور الأمم.
ومن هنا، نُدرك المعنى العميق في قول الشهيد القائد: إن من أعظم الضمانات لاستمرار الحضارات هو الهُدى الإلهي، الذي يربط العلم بالحق، ويربط التقدّم بروح الإنسان، ويمنع المعارف من أن تتحول إلى مطايا للطغاة، أو أدوات بيد بني إسرائيل، ينفثون من خلالها سمومهم في جسد العالم.
فمن اتّخذ الهدى سراجًا، أفلح وأشرق، ومن أعرض عنه، فمهما بلغ من التطور، فمصيره كمن بنى قصرًا على كثيب، لا يلبث أن ينهار إذا عصفت به رياح بني إسرائيل، أولئك الذين كانوا وما زالوا خنجرًا مسمومًا في خاصرة الحضارات.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تطالب بتحقيق فوري بهجمات “إسرائيل” ضد المجوعين بغزة
  • بريطانيا: على “إسرائيل” أن تسمح للأمم المتحدة بإنقاذ الأرواح بغزة
  • إسرائيل تُقر باستهداف طالبي المساعدات في غزة
  • 4 خروقات تفضح إسرائيل في حربها مع إيران
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطالب سكان عدة مناطق في قطاع غزة بالإخلاء
  • الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إسرائيل تقتل عائلات فلسطينية بأكملها
  • الأمم المتحدة: الإنفاق العسكري ارتفع 20% ووصل إلى 2,7 تريليون دولار
  • الأمم المتحدة: الاستثمار في المساعدات يرسي أسس السلام في عالم مضطرب
  • الدور التدميري لبني إسرائيل في ضياع العلوم والمعارف على مر العصور
  • طحين أم سم؟.. سكان غزة يعثرون على مخدرات في مساعدات مصدرها أمريكا وإسرائيل