#سواليف

انطلقت مساء الأربعاء أول شحنة من الفيول الجزائري نحو لبنان، تنفيذا لقرار الرئيس عبد المجيد تبون، لـ “مساعدة البلد الشقيق على تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء التي يمر بها”.

وفي بيان له، ذكر مجمع سوناطراك البترولي الجزائري، أن “عملية انطلاق ناقلة إينيكر المحمولة بمادة الفيول، باتجاه لبنان، ستكون مساء الأربعاء، حيث ستشمل هذه الناقلة النفطية أول شحنة تقدر بـ 30 ألف طن من مادة الفيول كمرحلة أولى”.

وستبحر الناقلة الجزائرية من ميناء سكيكدة البترولي شرق البلاد باتجاه الأراضي اللبنانية، على أن تتبعها لاحقا بواخر أخرى، وفق ما يفهم من بيان الشركة الجزائرية.

وتأتي هذه العملية، حسب سوناطراك، “تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أمر بإمداد لبنان الشقيق بالكميات اللازمة من مادة الفيول من أجل تشغيل محطات الكهرباء وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، الأمر الذي يجسد علاقات التضامن والأخوة بين البلدين”.

مقالات ذات صلة مجزرة إسرائيلية في مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين غرب غزة 2024/08/21

وكان الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي، قد أجرى الأحد الماضي، مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة الجمهورية اللبنانية نجيب ميقاتي، لإبلاغه بـ”القرار الصادر عن الرئيس تبون بالوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف العصيبة من خلال تزويد لبنان الشقيق وبشكل فوري بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد”.

ولاقى القرار الجزائري ترحيبا واسعا في لبنان، بدءا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ثم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، الذي قال في اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري أحمد عطاف أن “هذه المبادرة القيمة قد لقيت استحسانا كبيرا وصدى واسعا لدى كافة أطياف الشعب اللبناني”. كما أعرب الوزير عبد الله بوحبيب عن “خالص الشكر والتقدير لجهود ومساعي الجزائر بمجلس الأمن الأممي دفاعا عن مواقف لبنان ومصالحها الحيوية وسيادتها الترابية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها”، وفق ما نقلت وزارة الخارجية الجزائرية.

وفي لبنان، عبّر مسؤولون وشخصيات سياسية وحزبية عن تقديرهم للمبادرة الجزائرية. وقال وزير الصناعة في الحكومة اللبنانية، جورج بوشكيان، في تصريح للوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام: “تبرهن الجزائر مرة جديدة وقوفها الحقيقي والثابت والداعم الى جانب لبنان. ونحن كلبنانيين ممتنون لهذه البادرة التي تنم عن شعور أخ تجاه أخيه. ولن ننسى هذه الوقفة المضيئة في وقت أحوج ما نكون فيه الى المواد النفطية الأولية لتشغيل معامل الكهرباء عندنا وتلمس فسحة ضوء. مقولة البلد الأم والبلد الثاني تنطبق على علاقات بلدينا وشعبينا الأبيين. شكرا من القلب إلى الجزائر”.

من جهته، ثمن وزير الطاقة والمياه، وليد فياض، مبادرة الجزائر بإرسال شحنة فورية من وقود “الفيول” إلى بلاده، من أجل خدمة التزويد بالتيار الكهربائي المتوقفة في البلاد. وقال فياض إن “الجزائر لطالما وقفت إلى جانب لبنان ولم تألو جهدا، دولة وشعبا ومؤسسات، للمساهمة في نجدته ومساعدته في أزماته”.

وخلال القمة العربية التي احتضنتها الجزائر سنة 2022، كان تبون قد وعد بمساعدة لبنان بعد الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال أشغال الدورة. وقال ميقاتي حينها بتأثر: “أصارحكم القول إن لبنان الذي تعرفونه قد تغير.. نعم قد تغير. المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق انفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الأنوار لعدم وجود المحروقات”، منهيا كلامه بنداء: “لا تتركوا لبنان وحيدا”.

وليست شركة سوناطراك الجزائرية غريبة عن السوق اللبنانية، فقد كانت من أهم مزودي البلاد بمادة الفيول، إلا أنها أعلنت انسحابها، عقب اتهامها من جهات سياسية أبرزها النائب رولا يعقوبان، بتوريد فيول غير مطابق للمواصفات تسبب في تعطيل محطات الكهرباء، وهو ما نفته بشدة الشركة الجزائرية.

ووفق ما ذكرته يعقوبيان حينها، مثيرة عاصفة من الجدل في لبنان والجزائر، أن عقودا سرية تم إبرامها سنة 2005 بين إحدى فروع شركة سوناطراك ولبنان من أجل بيعه “فيول” تبيّن أنه كان غير مطابق للمواصفات. وقالت إن هذه الصفقة السرية كانت مقابل رشاوى ضخمة قدرتها بنحو 300 مليون دولار تورط فيها وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل والوسيط فريد بحاوي (كلاهما مطلوب للعدالة الجزائرية في قضايا فساد) ومسؤولين لبنانيين بينهم زعماء طوائف. وفي حزيران/جوان 2020، راسلت سوناطراك، وزير الطاقة اللبناني، لإبلاغه ب،”عدم الرغبة في تجديد عقد استيراد وقود الفيول أويل لصالح “مؤسسة كهرباء لبنان“، متمنية التوفيق للدولة اللبنانية في عقودها المستقبليّة”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف من أجل

إقرأ أيضاً:

أزمة طرابلس تتعمق.. انقسام شعبي يهدد الاستقرار

البلاد – طرابلس
تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصاعدًا واضحًا في انقسام الشارع بين مؤيدين لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ومعارضين يطالبون برحيله، في مؤشر جديد يعكس عمق الانقسام الذي بات يشق المجتمع الليبي بعد سنوات من الانقسامات السياسية والعسكرية.
وقد اندلعت موجة من الاحتجاجات عقب العملية العسكرية التي أطلقها الدبيبة، والتي أدت إلى تصفية قائد جهاز دعم الاستقرار، إحدى أقوى الميليشيات في غرب ليبيا. وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا من الحكومة المعترف بها دولياً برئاسة الدبيبة، لكنها أثارت في المقابل انتقادات داخلية حادة من معارضيه الذين يرون فيها تهديدًا لاستقرار الأوضاع في البلاد.
يأتي هذا الانقسام في ظل وجود حكومتين متنافستين على السلطة؛ حكومة برئاسة عبد الحميد الدبيبة تسيطر على غرب ليبيا، وأخرى في الشرق برئاسة أسامة حماد مدعومة من مجلس النواب، في حين تحاول مؤسسات الدولة إعادة توحيد السلطة التنفيذية تحت مظلة حكومة موحدة. هذا الوضع السياسي المشتت ساهم بشكل مباشر في تعميق الانقسامات داخل المجتمع الليبي، وهو ما تنعكسه الاحتجاجات في طرابلس.
ويرى مراقبون أن وجود فئات مؤيدة ومعارضة لرئيس الحكومة أمر طبيعي، طالما أن التعبير عن الرأي يتم بأساليب سلمية. مشيرين إلى أن التظاهر السلمي ظاهرة صحية ومتعارف عليها في كل الديمقراطيات، كما حذروا في الوقت ذاته من أن تتحول المواجهات إلى عنف ومناوشات قد تؤدي إلى أزمات أعمق تهدد السلم الاجتماعي في ليبيا.

مقالات مشابهة

  • قبور مسكونة بالسحر.. ما الذي يُدفن مع الموتى في الجزائر( فيديو)
  • وأج: الدوائر الفرنسية تواصل تسيير العلاقات الجزائرية الفرنسية بمنتهى الارتجال وسوء الحنكة
  • من الساحل إلى الجزائر.. كيف أشعل سفير إماراتي فتيل أزمة دبلوماسية مكتومة؟
  • خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيران
  • فرنسا تعيد تربية العالم الآخر بتجميد ممتلكات 20 من كبار الجنرالات ومسؤولي النظام الجزائري
  •  “كراغ” يوضح: هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  •  “كراغ” يوضح : هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  • في سوق الخضار في سن الفيل.. الجمارك تضبط شحنات زراعية مهرّبة وتسلم الكميات الصالحة إلى المستشفى العسكري
  • أزمة طرابلس تتعمق.. انقسام شعبي يهدد الاستقرار
  • وزير الخارجية الجزائري يؤكد: لن نسمح بالعبث بأمن واستقرار جوارنا في منطقة الساحل