لبنان ٢٤:
2025-07-30@23:39:18 GMT

الانقلاب على اسامة سعد

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

الانقلاب على اسامة سعد

كتبت لينا فخر الدين في" الاخبار": على مدى السّنوات الأخيرة، تلاشت العلاقة بين حزب الله والتنظيم الشعبي النّاصري. اختلافات في الآراء أنتجت قطيعة منذ أكثر من سنةٍ ونصف سنة. وحرب غزة التي فتحت أبواب التواصل بين الحزب وقوى كانت على خصومة معه، لم تبثّ روحها في العلاقة مع أسامة سعد. ولم تفلح في وضع الملفّات الخلافيّة جانباً، للالتفاف حول ما يجمع الطرفين دائماً: المُقاومة.

التزم الجانبان بخطوط التّماس وحضور المُناسبات الاجتماعية وتشييع الشُّهداء، وإن أدركا أنّ الفراق حتمي، حتّى كان ما قَطع شعرة معاوية: انشقاق كوادر من «التنظيم» عن النائب أسامة سعد وإعلانهم إطلاق «حركة النّصر عمل» في احتفالٍ أقيم في صيدا.
كلّ ذلك، ولّد قناعة لدى سعد بأنّ الهجوم ثم الانقلاب كانا بتخطيطٍ من حزب الله، رداً على السياسة التي اتّبعها «التنظيم» منذ عام 2008، عندما أطلّت المشكلة الأولى بينه وبين الحزب، على خلفية اعتراض سعد على عمل «سرايا المقاومة» في صيدا، والتي اعتبر أن برامج التعبئة فيها بدأت تأكل من رصيده، وتلا ذلك استبعاده عن اجتماعات العاصمة القطرية التي أدّت إلى اتفاق الدوحة، قبل أن يرفض تمنّيات الحُلفاء عام 2018 بالانضمام إلى كتلة النوّاب السّنة، وما لحقها من مواقف صدّعت التحالف. وحتّى اليوم، لا يزال مسؤولو «الحزب» يتذكّرون يوم رفض «الدكتور» التدخّل الأميركي والإيراني، مساوياً بينهما، إضافةً إلى إصراره على ذكر «المقاومة الوطنيّة» من دون «المقاومة الإسلاميّة». ومع ذلك، ضبط الطّرفان ساحتهما إلى أن تضعضعت في 17 تشرين؛ عندما اعتبر سعد أن حزب الله يقف إلى جانب السلطة ضد الناس، بينما اعتبر الحزب أن سعد صار في مكان آخر.
في المقابل، يرفض مؤسّسو «حركة النصر عمل» الحديث عنها في الإعلام، مكتفين بما قيل في احتفال إعلان انطلاقتها، ومؤكدين «أنّنا لا نرد على ما قيل وكُتب ونعتبر أنّ المُستائين الذين يُحاولون تشويه سمعة حركتنا وأعضائها هم إخوتنا أولاً وأخيراً، وبيننا وبينهم عقود من النضال. والخلاف في الرأي لا ينبغي أن يُفسد في الود قضيّة، والوفاء للأشخاص مهم، لكن الأهم هو الوفاء للمبادئ والقيَم». وهم لا يُريدون، بحسب ما يُنقل عنهم، سوى إعادة توجيه البوصلة بعدما ساء أداء «قيادة التنظيم» في المرحلة الأخيرة حتّى «صار كالغُراب الذي أراد أن يُقلّد مشية الحجل فنسي مشيته»، مشدّدين على «أننا لسنا صناديق بريد» لأحد.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رقابنا مثقلة بدمائكم.. آل غزة

كلمة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام يوم 20 تموز/ يوليو 2025 كانت كما لو أنها كلمة "يأس" من الأمتين العربية والإسلامية، رغم أنه ظل دائما منذ انطلاق طوفان الأقصى يراهن على قوى الخير في الأمة ويأمل فيها خيرا تجاه أبناء غزة المرابطين لوحدهم في مواجهة قوى الشر العالمية. فقوله: "رقاب قادة الأمة الإسلامية والعربية ونخبها وعلمائها مثقلة بدماء عشرات آلاف الأبرياء ممن خُذِلوا بصمتهم"، هو قول مُرٌّ بل وقاتل لمن فيه هِمّةٌ العروبة ونخوة الإسلام وضمير الإنسانية، لقد كان المرءُ يقتله التعزير فكيف بهذا القول الصاعق؟

إن أي فرد سويّ من هذه الأمة لا يمكن إلا أن يتحسس رقبته مستشعرا دما غزيرا ينحدر منها إلى كتفيه ليستقر على ظهره بقعة حمراء يحملها معه يوم القيامة؛ شاهدة عليه بأنه كان غيرَ مبالٍ بما يحصل لإخوته في الدين وفي الإنسانية وهم يتعرضون لمجزرة بشعة لم يحدث مثلها في التاريخ، وهم يدافعون لوحدهم عن بقعة من الأرض صغيرة صارت باتساع مساحة الكون كله بمعايير جديدة أرساها طوفان الأقصى.

إننا جميعا في الأمة "قادة" ونُخبا" و"علماء" مثقلون فعلا بهذه الدماء الأزكى لكونها دماء مظلومين ودماء "قوم" رفضوا الاستسلام واختاروا الصمود والمقاومة؛ حتى يكون انتصارٌ جميلٌ أو يكون استشهادٌ أجملُ.

أما "القادة": فلكونهم هم من يمتلكون الأمر والنهي في بلدانهم، وكان عليهم أن يتخذوا من الإجراءات ما يساعد في تخفيف معاناة أبناء أمتهم، فهم لا يُنتَظَرُ منهم دفع الجيوش إلى الجبهات، بل وليس هذا ما تنتظره منهم المقاومة، فلم تُحمّلهم مسؤولية تجاه المقاومين وإنما حمّلتهم مسؤولية تجاه "عشرات آلاف الأبرياء ممن خُذلوا بصمتهم". لقد كان متاحا لقادة الأمة خوضُ معركة الإعلام ومعركة القانون الدولي للدفاع عن المدنيين وعن الأطفال والشيوخ والنساء، أما رجال الميدان فقد أذاقوا العدو الويلاتِ والخيباتِ وأذلوه أيما إذلال وكشفوا جبنه وعجزه وفشله، حتى فقد عقله وصار ينتقم من المدنيين في نومهم وفي طوابير تلقّي مساعدات الأغذية.

"قادة" الأمة هؤلاء لم يكتفوا بعجزهم وصمتهم، بل إن بعضهم صار شريكا في العدوان حين دفع للعدو من مال الأمة ما كان سيكفي لرفع الضيق عن أهلنا، حتى دون انخراط فيما يخشونه مما يرونه "تورّطا" في التسليح.

لقد كان خذلان أولئك "القادة" عظيما وهم يُبدون مودة للمعتدين ويساهمون في قُدراتهم المادية على الفتك، وربما فيهم من ساهمت استخباراتُه في مساعدة العدو على الوصول إلى بعض قادة المقاومة الميدانيين فكانوا شهداء.

وأما "النُّخَبُ" من مفكرين ومثقفين وفنانين وسياسيين، وهم المحمول عليهم نقد النظام الرسمي وتوعية الناس والتواصل مع نُخب العالم للتعريف بمظلمة الشعب الفلسطيني ولكشف جرائم العدو وبشاعة اعتداءاته، حتى وإن كنا في زمن سيلان المعلومة وتدفق الصورة وبلوغ صرخات الموجوعين عنان السماء وتجاويف الأرض، فإن فيها من يستشعر مسؤوليته فيفعل بقدر استطاعته، مع شعور مُرّ بالعجز ومع مداومة على الدعاء وعلى النشر وفق ما تسمح به معايير سلطة الفضاء الافتراضي.

وإن في هذه "النّخَب" أيضا من يتهيّب بطش سلطة بلاده المنخرطة في التطبيع، وفيها من يرى نفسه عاجزا عن فعل ما يناسب العدوان ولا يرى جدوى في بيان أو قصيدة أو خطاب، ومنها من هو مطبّع في سياق ما صار يُعرف عربيا بـ"التطبيع الأكاديمي"، ومنها من يمارس التضليل الإعلامي فلا ينقل الوقائع كما هي وإنما يتعّمد تلبيس الحق بالباطل بدعوى "الحياد"، حتى لا يكون المعتدي مدانا ولا يكون المعتدى عليه على حق تُقرّه الشرائع والقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية.

وأما "العلماءُ"، فالأرجح أنه يقصد علماء الدين، إذ هم عادة محلّ تقدير عموم الناس؛ يثقون بهم ويستجيبون في الغالب لدعواتهم خاصة حين تكون دعوة في شكل "فتوى" تتخذ صبغة شرعية وتكون بمرتبة الفرض، عينا أو كفاية. وليس المطلوب مع غزة نفيرا للقتال، إنما المطلوب نفير سلمي في الشوارع والساحات للضغط على الحكومات، ولإرسال رسائل واضحة للغرب بأن حلفاءه العرب ليسوا محل ثقة شعوبهم بسبب تخاذلهم وتواطئهم وأنهم قد يُطاح بهم إذا استمر العدوان على أهلنا في غزة.

أولئك العلماء فيهم من غيّبه الموت، وفيهم من هم في غياهب السجون، وفيهم من صوته خافت، وفيهم من أسكته الخوف أو الطمع فباع آخرته بدنياه؛ وهو حال كثير من القادة والنخب أيضا.

لا يبدو أن المقاومة ما زالت تُعوّل على أولئك الذين رأت على أعناقهم دماء أبرياء غزة، فقد بلغ يأسها منهم مبلغه، إذ يقول المتحدث للجميع بكل مرارة: "أنتم خصومنا أمام الله عز وجل".

لقد خرجت جماهير في أكثر من بلد عربي وأوروبي، وصرخ كتاب وشعراء وفنانون وخطباء مساجد، وصرخت جماهير الرياضة على مدارج الملاعب، غير أن الحسم دائما للقوة، وما زالت المقاومة تُبدي قوة وعزما وثباتا ولن يكون الحسم لا بالقوانين الدولية ولا بخطب المنابر وإنما بتغيّر موازين القوة لصالح الشعوب حين تُطيح بالأنظمة الاستبدادية المتخاذلة، ولصالح المقاومة حين تتسع حاضنتها عربيا وإسلاميا فتزداد قوة واقتدارا.

x.com/bahriarfaoui1

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يبحث مع رئيس التنظيم والإدارة مراحل تنفيذ تعيين 40 ألف معلم
  • محاكمات الشجرة (يوليو 1971): مهرجان الكلاب الجائعة
  • المهمة أُنجِزت: فلسطين تولد من جديد!
  • زياد!
  • فؤاد شكر… قلبُ المقاومة وعقلُ الطوفان
  • رقابنا مثقلة بدمائكم.. آل غزة
  • التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة تظلمات مسابقة ألف إمام وخطيب
  • التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة تظلمات مسابقة شغل 1000 وظيفة بالأوقاف
  • التنظيم والإدارة يعلن نتيجة مسابقة معلم مساعد علوم.. ويتيح التظلمات من الغد
  • «التنظيم والإدارة» يعلن نتيجة مسابقة معلم مساعد علوم.. ويفتح باب تلقي التظلمات غدا