المرأة العراقية في حاجة إلى حماية دولية
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
آخر تحديث: 22 غشت 2024 - 10:46 صبقلم: فاروق يوسف عام 1959 كتب خمسة قضاة عراقيين قانون الأحوال المدنية حمل رقم 188. يعد ذلك القانون من أكثر القوانين اعتدالا في المساواة بين الرجل والمرأة ومراعاة حقوقهما الاجتماعية في الزواج والطلاق والإرث والإنفاق وسواها من المسائل التي تحتاج إلى أن تستند إلى أحكام صريحة لا لبس فيها.
منذ سنوات تحاول الأحزاب الطائفية الحاكمة في العراق إحلال قانون جديد محل ذلك القانون بحجة التقيد بأحكام مذهبية، هي في حقيقتها تنطوي على استلاب لحقوق المرأة واسترخاصها إلى درجة اعتبارها سلعة يمكن التخلص منها من غير إلزام الرجل بدفع النفقة إضافة إلى حرمانها من حضانة أطفالها. الأدهى من ذلك أن القانون البديل يجيز تزويج البنات في سن التاسعة. وإذا ما كان دعاة التغيير قد أطلقوا على محاولتهم تسمية “القانون الجعفري” فإن التسمية التي تليق به هي “قانون زواج القاصرات”. كُتب قانون 188 بأيدي قضاة متمرسين يشهد التاريخ القضائي في العراق لهم بالكفاءة والعدل والخبرة أما المتحمسون لتعديله (إلغائه) فإن جميعهم لم يدرسوا القانون إضافة إلى أن من حصل منهم على شهادة جامعية فإن شهادته صادرة من إحدى الجامعات اللبنانية التي ارتبطت بفضيحة التزوير المعروفة. أي أن تلك الشهادة مزورة. وهم ممَن سعوا في أوقات سابقة إلى أن يقر مجلس النواب صلاحية الشهادات المزورة التي يحملونها. غير مرة سعى نواب الأحزاب الدينية إلى تمرير القانون الذي لا أعرف لماذا تم ربطه بالمذهب الجعفري “الشيعي”. هل لأن مرجع النجف الأعلى علي السيستاني أجاز زواج القاصرات في إحدى فتاواه الموثقة؟ لم يكن الكثير من الشيعة يعرفون ذلك إلى أن تم فضحه بعد إصرار النواب على تمرير القانون أخيرا بعد أن فشلوا في المرات السابقة بسبب الموقف المناهض له الذي عبرت عنه مختلف فئات المجتمع العراقي. ما يدعو إلى السخرية والاستهجان في الوقت نفسه أن نواب الشعب يحاولون أن يفرضوا عليه قانونا يرفضه. السخرية تتسع حين يضع رجال دين أنفسهم في موضع رجال القانون لتحل الفتوى الدينية محل الأحكام الشرعية التي استند إليها واضعو القانون الأساس. كان الإسلام دائما في الدستور العراقي هو مصدر التشريع الأول. أما اليوم فأشك أنه كذلك. فالمذاهب صارت هي المرجع، بل إن رجال الدين ومنهم السيستاني نفسه قد صادروا المذاهب لحساب آرائهم الشخصية وهي ما تُسمى بالفتاوى. إنها حفلة طائفية أخرى في سلسلة الحفلات التي صار العراق يشهدها منذ 2003 وهو عام الاحتلال الأميركي. هي حفلة يتم من خلالها اختراق حقوق الإنسان وحقوق الطفل. ولكن سحق المرأة هو الهدف الأساس. وهو ما يدفعني إلى التشديد على ضرورة أن تكون هناك حماية دولية للمجتمع العراقي الذي يُخطط له أن ينزلق إلى هاوية بدائية غير مسبوقة. إذ أنني لا أتوقع أن البدائيين كانوا يغتصبون أطفالهم. ما يحدث في العراق هو إساءة إلى الإنسانية ومن خلالها إلى الشرائع السماوية. صحيح أن معظم العراقيين يعيشون في حالة اقتصادية رثة بالرغم من ثراء بلادهم بسبب الفساد المستشري بين مفاصل الدولة التي تديرها الأحزاب التي ينادي ممثلوها في مجلس النواب بالقانون الجعفري، لكنْ أن يصل ذلك الفساد إلى درجة انتهاك براءة الأطفال ورمي المرأة في سلة المهملات فذلك أكبر من طاقة البشرية على التحمل في القرن الحادي والعشرين. يردد دعاة القانون الجديد سؤالا “هل قانونكم أفضل من القرآن؟” وهم يدعون أن قانون الأحوال المدنية قد وضعه الشيوعيون. والشيوعيون يجلسون معهم تحت قبة البرلمان بعد أن ورطوا أنفسهم في المشاركة بالعملية السياسية التي هي عنوان النظام السياسي. الطفولة في العراق في خطر. وهو ما يلزم المنظمات الدولية بواجبها من أجل حمايتها. أما المرأة العراقية فإن أكثر من عشرين سنة من القمع وتضييق سبل العيش أخضعاها نسبيا لمقاييس صنعت صورتها التي تلغي عقودا من التحرر، كانت فيها المرأة رائدة ومساهمة في صنع إرادة المجتمع. لقد تقدمت طبقة الزينبيات لتحل محل المرأة العاملة والمزارعة والطبيبة والمهندسة والمفكرة وصانعة المستقبل. ينسف المتخلفون من أبناء الشوارع، العاطلون عن الخيال ممَن تتلمذوا في سراديب الأحزاب الطائفية ومعسكرات الحرس الثوري الإيراني، تاريخا عظيما كانت فيه المرأة رائدة بناء وداعية حرية. ينتصرون على المرأة العراقية بقوة السلطة والمال والسلاح وهو ما يعني أنهم يحفرون قبورهم. فالمرأة هي سر الحياة.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق إلى أن
إقرأ أيضاً:
جميل للسيارات تدخل السوق العراقية كموزع رسمي لعلامة “أومودا وجايكو” من مجموعة شيري
جميل للسيارات ومجموعة شيري توقعان اتفاقية لتوزيع سيارات علامة “أومودا وجايكو” في العراق. جميل للسيارات تواصل مسيرتها الحافلة وتبني على خبرتها التي تمتد إلى 80 عاماً من التميز في عالم السيارات بصفتها موزعاً ومزوداً لحلول التنقل. “أومودا وجايكو” تشهد نمواً سريعاً على مستوى العالم وتشتهر بالتصاميم الجريئة والتقنيات المبتكرة والاستدامة. الاتفاقية تشهد دخول جميل للسيارات و“أومودا وجايكو” إلى السوق العراقية للمرة الأولى. العراق يمثل سوقاً واعدة لمركبات الطاقة الجديدة ويقدم فرصاً هامة للاستثمار والنمو.
أعلنت جميل للسيارات، الرائدة في تقديم الحلول في مجال التنقل والشريك المفضل للعديد من أرقى العلامات التجارية للسيارات، عن تعيينها موزعاً رسمياً في العراق لسيارات علامة “أومودا وجايكو” المبتكرة والتي تندرج تحت مظلة مجموعة شيري. وقد حازت جميل للسيارات على اتفاقية التوزيع بعد منافسة مع عدد من الشركات المحلية والدولية.
وتتيح هذه الخطوة لجميل للسيارات و”أومودا وجايكو” الدخول إلى السوق العراقية للمرة الأولى والاستفادة من النمو السريع الذي يشهده قطاع السيارات في العراق، الذي يستحوذ على 8-10% من واردات الدولة. كما تدعم الاتفاقية مساعي جميل للسيارات إلى تعزيز نموها وتوسيع محفظتها من العلامات التجارية في المنطقة، بالتوازي مع الطلب المتزايد على مركبات الطاقة الجديدة من جيل الشباب وعشاق التكنولوجيا في المجتمعات الحضرية. وتهدف الاتفاقية إلى توفير المزيد من خيارات التنقل الشخصية للسائقين في العراق.
وستقوم جميل للسيارات في البداية بتوزيع طرازيّ أومودا سي5 (C5) وسي7 (C7)، إلى جانب طرازات جايكو جاي5 (J5) وجاي7 (J7) وجاي8 (J8)، حيث ستبدأ عمليات البيع خلال الربع الرابع من عام 2025. وتعد “أومودا وجايكو” من بين أسرع علامات السيارات نمواً على الصعيد العالمي، وهي جزء من مجموعة شيري، رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في الصين. وتشتهر “أومودا وجايكو” باعتمادها أسس الابتكار والتصميم المميز والتقنيات المبتكرة، ما يتيح لها تقديم حلول تنقل متمحورة حول العملاء. ونجحت العلامة في توسيع حضورها إلى أكثر من 40 سوق، حيث تحظى بإشادة واسعة على الصعيد العالمي وقاعدة عملاء تضم أكثر من 500 ألف عميل.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت جاسمين وونغ، الرئيس التنفيذي، جميل للسيارات: “يسرنا التعاون مع مجموعة شيري لتقديم علامة “أومودا وجايكو” في العراق، التي تتميز بسوق سيارات حيوي ومتطور بشكل متزايد. ويعكس هذا التعاون التزامنا المشترك بتوفير حلول تنقل متطورة ومستدامة وحديثة التصميم، بما يلبي الاحتياجات المتنامية للسائقين. كما نتطلع إلى العمل جنباً إلى جنب مع مجموعة شيري، والإسهام في إرساء مستقبل واعد لحلول التنقل الشخصية في العراق”.
ويتولى الإشراف على أعمال جميل للسيارات في العراق السيد كمال سلطان، المتخصص في مجال السيارات مع خبرة تزيد عن 10 سنوات من العمل في السوق العراقية. كما يتمتع سلطان بخبرة واسعة في مجال المبيعات وخدمات ما بعد البيع واستراتيجيات التسويق، حيث لعب دوراً محورياً في تنمية أعمال شركة تويوتا العراق وتعزيز شبكتها، وأسهم في نجاحات شركة نيسان العراق منذ المراحل الأولى. وإضافة إلى ذلك، لعب سلطان دوراً مهماً في تأسيس شركات جيلي في العراق وهونشي العراق وسيكست لتأجير السيارات، إلى جانب تأسيس أول سلسلة خدمات السيارات في العراق. ويمتلك سلطان معرفة عميقة بالقطاع ونظرة استراتيجية ثاقبة، ما يجعله أحد أبرز القادة في سوق السيارات في العراق.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة هروب
ومن جانبه، قال كمال سلطان، مدير، جميل للسيارات، العراق: “يشكل إطلاق علامة “أومودا وجايكو” في السوق العراقية بداية واعدة لجميل للسيارات، نظراً لما تزخر به هذه السوق من فرص بارزة، لا سيما بوجود شريحة شابة تسهم في رفع مستويات الطلب على المركبات المتميزة والمتقدمة تقنياً. سنبذل جهوداً دؤوبة لتعزيز حضورنا المحلي من خلال منتجات مجموعة شيري التي تركز على العملاء، وذلك بهدف تلبية احتياجات هذه السوق المتنامية بسرعة”.
وتلتزم مجموعة شيري بإرساء التقدم المستدام ضمن قطاعات السيارات في المنطقة، من خلال توفير فرص العمل على المستوى المحلي وتصدير معايير التصنيع الذكي وخبرتها في الإدارة، مع التركيز على توطين العمليات في قواعد إنتاجها الخارجية. وتسعى المجموعة من خلال تقديم علامة “أومودا وجايكو” إلى إرساء معايير جديدة للتميز في عالم السيارات، مع التركيز على معايير الاستدامة والمسؤولية البيئية.
وتمثل جميل للسيارات مجموعة من أبرز العلامات التجارية العالمية في قطاعي المركبات التجارية وسيارات الركاب، وتتوزع عملياتها في أكثر من 10 دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا. ويُعد هذا الاتفاق علامة فارقة في مسيرة جميل للسيارات، حيث تواصل باستمرار بناء مستقبل التنقل من خلال التوسع دولياً واعتماد الابتكار.
لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة:
jameelmotors.comو www.omodajaecoo.iq.