أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية الدكتور شفيق الرحمن.. سيرة وأطروحات
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
الدكتور شفيق الرحمن هو زعيم إسلامي بارز وسياسي إسلامي محنك في تاريخ الحركة الإسلامية، وشخصية بارزة في الدعوة الإسلامية المعاصرة في هذه الديار، وهو من طليعة الذين لعبوا دورا رائدا في الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة في بنغلاديش.
ولقد تميز بسمة الصدق والوفاء، والجدارة والنزاهة في حياته الشخصية والعائلية والمهنية والسياسية الوطنية.
ولعب دورا محوريا في الحركة السياسية الشعبية السائدة في البلاد. وله صفات متميزة من الجرأة والإقدام، والإرادة الصلبة في الدفاع عن الإسلام بالغالي والنفيس.
وهو يتميز بالأخلاق الحميدة والسلوك الحسن، ويتحلى بصفات النبل والشهامة. وهو بشوش الوجه ومتهلل الثغر، ويفتر ثغره عن ابتسامة دائمة، وهو رجل شفوق وودود، يرأف بالناس. وهو رجل ثاقب النظر وثاقب الفكر وحاد البصر، ويقلب القضية على وجوهها، ويأخذها أو يقلبها رأسا على عقب، وقد قام بمساهمة جيدة في الوقوف إلى جانب المنكوبين والملهوفين، والمصابين بالكوارث الطبيعية، والذين تحل بهم النوائب من خلال مساعدتهم ومعاونتهم، ومن أهم ما يميزه الاعتراف بالجميل. وهو رجل لين العصا للمؤمنين والمسلمين، وهو شخص شديد العصا على المعارضين للإسلام والمسلمين.
ومن مزاياه أنه كان يكن حبا جما للعلماء والجامعات الإسلامية الأهلية الديوبندية في هذه البلاد في أعماق قلبه وفؤاده، ويزورها، ويلتقي بأساتذتها، ويتحدث إلى علمائها، ويطلب منهم الدعاء الصالح. ويود قلبا وقالبا أن تجمع الآصرة الوثيقة علماء الدين في هذه البلاد، وأن تربطهم الرابطة المحكمة، وأن يجمعهم شعور مشترك ديني تجاه الأمة الإسلامية، ويطلب في حديثه وخطابه أن تسوى كثرة الاختلاف بين العلماء على الرغم من تفرق كلمتهم وانشقاق عصاهم. وقد نزع منزعا جديدا، وجرب تجارب عديدة. وكان يريد أن يمر الحوار والتفاوض في جو الإخاء والوفاق على الرغم من التباين في الرأي والاختلاف في الأمر بين العلماء والمشايخ.
تعرض أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية الدكتور شفيق الرحمن للاعتقال والسجن لأول مرة عام 2012 أثناء الحكومة الغاشمة الدكتاتورة الشيخة حسينة التي حكمت البلاد بالحديد والنار على مدار خمسة عشر عاما، وأطاحت بها احتجاجات طلابية عارمة في 5 أغسطس 2024، وهربت إلى الهند على متن مروحية عسكرية. مولده ونشأته:
ولد الدكتور شفيق الرحمن، هذا السياسي الأبي الباسل والرجل الموهوب في عائلة مسلمة نبيلة بمحافظة مولوي بازار بمقاطعة سيلهت من بنغلاديش عام 1958، وتلقى الدراسة الابتدائية من مدرسة محلية، وتخرج في كلية علم الطب من جامعة شيتاغونغ عام ١٩٨٣. ثم انهمك في النشاط السياسي والعمل الدعوي الدؤوب بالإضافة إلى القيام بالخدمة الطبية. وكان انضم للوظيفة الحكومية في مجال الخدمة الطبية كطبيب حكومي، وكان ذلك وظيفة سامية مرموقة في الدوائر الحكومية بالنسبة لبنغلاديش. وقد ترك هذه الوظيفة الرفيعة لأجل توفية مزيد من حقوق نشاطات الحركة الإسلامية المعاصرة والعمل الدعوي الديني والسياسة الإسلامية السائدة.
حياته السياسية:
يزاول الدكتور شفيق الرحمن مهنة سياسية ساطعة، فقد التحق بصفوف منظمة جمعية الطلاب الإسلامية التابعة للجماعة الإسلامية البنغلاديشية عام 1977، وبرز خلال مرحلة الدراسة الجامعية في كلية علم الطب عضوا نشيطا في تلك المنظمة الطلابية، حيث ترأسها. وانخرط في حزب الجماعة الإسلامية البنغلاديشية عام 1984 إثر انتهاء الدراسة. وانتخب أمير الجماعة الإسلامية في محافظة سيلهت عام 1991، واختير أمير الجماعة الإسلامية في مدينة سيلهت عام 1998، وتولى مسؤولية القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية البنغلاديشية عام 2011، وأختير الأمين العام للجماعة الإسلامية عام 2016، وانتخب أميرها المركزي عام 2019.
المسؤوليات المهمة في الجماعة الإسلامية البنغلاديشية:
قام بالمسؤولية كعضو في مجلس الشورى المركزي عام 1985.
تقلد منصب أمين الجماعة في محافظة سيلهت عام 1986.
تولى منصب نائب الأمير للجماعة في محافظة سيلهت عام 1989.
تولى منصب أمير الجماعة في محافظة سيلهت عام 1991.
قام بالمسؤولية كعضو في مجلس العمل المركزي عام 1998.
تقلد منصب أمير الجماعة في بلدية سيلهيت عام 1998.
تولى منصب الأمين العام المساعد عام 2010.
أصبح عضو المجلس التنفيذي المركزي عام 2011.
شغل منصب القائم بأعمال الأمين العام عام 2011.
تقلد منصب الأمين العام سنة 2016.
تقلد الآن منصب أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية.
حياته العائلية:
تزوج الدكتور شفيق الرحمن عام ١٩٨٥، وكانت حليلته نائبة برلمانية في البرلمان الوطني البنغلاديشي، وهي طبيبة أيضا، وقد درست علم الطب، وله بنتان وولد، وكلهم من الأطباء، وقد درسوا كلهم علم الطب. إنهم عائلة من الأطباء والطبيبات، وكل فرد من عائلته طبيب أو طبيبة.
ولعب شقيقه السيد فخر الإسلام دورا حاسما في الحركة الإسلامية المعاصرة والسياسية الإسلامية السائدة في هذه البلاد، وهو زعيم مركزي للجماعة الإسلامية البنغلاديشية، وأمير الجماعة في مدينة سيلهت.
أنشطته الاجتماعية:
وليس الدكتور شفيق الرحمن سياسيا بارزا فحسب، بل هو ناشط اجتماعي أيضا، وهو منظم ورجل أعمال صدوق أيضا، وهو الرئيس المؤسس لمستشفى كلية الطب الخاصة.
وهو خادم اجتماعي، وقد لعب دورا كبيرا في الخدمات الاجتماعية الخيرية من خلال إنشاء المساجد والمدارس وكلية علم الطب ودار الأيتام، وإدارتها. وهو رجل من صفوة المجتمع ونخبته.
وفيما تلي القائمة المقتضبة لأنشطته الاجتماعية:
ـ رئيس مؤسس لمستشفى كلية الطب الخاصة
ـ تقلد منصب رئيس مجلس إدارة المدرسة
ـ تولى منصب رئيس لجان إدارة المؤسسات التعليمية الشتى
ـ قام بمسؤولية منصب رئيس هيئة إدارة مركز حكومي ديني.
ـ قد بنى العديد من دور الأيتام.
ـ أسس العديد من المستشفيات الخيرية.
وأسس العديد من المساجد والجوامع.
ـ شغل منصب رئيس منظمة التبرع بالدم المسماة النبض.
ـ أنشأ العديد من المكتبات العامة العامرة بالكتب الإسلامية. وهو عضو للمكتبة الإسلامية المركزية السيلهاتية مدى الحياة
ـ عضو في جمعية الهلال الأحمر البنغلاديشي مدى الحياة.
ـ عضو في النقابة الطبية البنغلاديشية مدى الحياة.
ـ عضو في غرفة التجارة في سيلهيت.
اعتقاله:
تعرض أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية الدكتور شفيق الرحمن للاعتقال والسجن لأول مرة عام 2012 أثناء الحكومة الغاشمة الدكتاتورة الشيخة حسينة التي حكمت البلاد بالحديد والنار على مدار خمسة عشر عاما، وأطاحت بها احتجاجات طلابية عارمة في 5 أغسطس 2024، وهربت إلى الهند على متن مروحية عسكرية.
اعتقلته الشرطة ظلما وعدوانا بدوافع سياسية، وزج به في السجن، واعتقل عدة مرات فيما بعد، وتصدى للحبس الاحتياطي والمثول أمام المحكمة، والتعذيب النفسية.
ولم يرفع يده عن سبيل الحركة الإسلامية والدعوة الإسلامية قيد أنملة رغم هذا الظلم والعدوان، بل بقي فيها قويا أبيا.
رفعت الحكومة المستبدة الشيخة حسينة دعاوى كاذبة عديدة، وقدمت تهما مختلقة وظننا مفبركة من أجل إضعافه نفسيا، ويا للكذبة البيضاء، وهو يقدم على ركوب المخاطر.
حتى قضى أكثر من سنة في السجن، وخرج منه قبل شهور.
وساد الظلم والقمع على الناس، وعم الفساد والاضطهاد في البلاد في عهد الحكومة الدكتاتورة الطاغية الشيخة حسينة بشكل بشع لا يخطر ببالنا أبدا، وكنا نرزح تحت وطأة الألم، وكنا نقبع تحت جنح الظلام، وولى الظلام هاربا في نهاية المطاف.
زياراته الخارجية:
وقد سافر هذا الداعية الإسلامي والسياسي البارع إلى أنحاء شتى من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا، وإسبانيا، وبلجيكا واليونان وتركيا، وماليزيا، وما إلى ذلك، وقد زارها بغية المشاركة في مختلف المؤتمرات والندوات، ويلتقي فيها بعلمائها ومشايخها ودعاتها، وقادتها، ورجال الجاليات البنغلاديشية، ويتبادل وجهات النظر والآراء.
*عميد كلية اللغة العربية وآدابها في جامعة الشيخ محمد الحسن الددو الإسلامية ببنغلاديش
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير زعيم بنغلاديش مسيرة بنغلاديش اسلاميون زعيم سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإسلامیة المعاصرة للجماعة الإسلامیة الحرکة الإسلامیة الشیخة حسینة الأمین العام المرکزی عام الجماعة فی العدید من منصب رئیس تولى منصب علم الطب وهو رجل عضو فی فی هذه
إقرأ أيضاً:
البيانوني يروي لـعربي21 شهادة مرحلة مفصلية في تاريخ الإخوان بسوريا
في هذه الحلقة الجديدة من مذكرات المحامي علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، والتي اختار أن يرويها حصريًا عبر صحيفة "عربي21"، نغوص في واحدة من أهم المحطات في تاريخ الجماعة، تلك التي شهدت إنهاء الانقسام الداخلي وعودة اللحمة التنظيمية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وصولًا إلى توليه موقع المراقب العام، وقيادة مرحلة مفصلية في تاريخ الجماعة اتسمت بإعادة البناء والتوسع والانفتاح السياسي.
وفي الوقت الذي أسجّل فيه هذه الشهادات كإعلامي ومتابع، أحرص ـ أنا عادل الحامدي ـ على أن تشكل هذه المذكرات شهادة تاريخية حيّة، يقرؤها السوريون اليوم وهم يسعون إلى بناء دولتهم الجديدة، ويواجهون حرب إبادة صامتة تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وسط صمت دولي مطبق، وتهديد مباشر للمنطقة برمّتها. فالتحدي أمام سورية المستقبل لم يعد فقط التحرر من نظام الاستبداد، بل مواجهة مشروع هيمنة يطرق أبوابها، ويخيّرها بين الخضوع أو المواجهة، وهي معركة مصيرية خاصة إذا كان من يقود الدولة هم أبناء تيار إسلامي له امتداد شعبي واسع، يرى في مقاومة الاحتلال مدخلًا للنهوض الوطني والتاريخي.
16 ـ إنهاء انقسام عام 1986، وعودة اللحمة إلى صف الجماعة:
كما أشرت قبل قليل، فقد انقسمت الجماعة في عام 1986، إلى فريقين، على خلفية الموقف من التفاوض، بين إغلاق باب التفاوض نهائياً، وبين إبقاء الباب مفتوحاً تنظر فيه الجماعة حين يُعرَضُ عليها، وتدخّل بعض الإخوة غير السوريين، وأجروا انتخابات تحت إشرافهم، فاز فيها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، على منافسه الأستاذ عدنان سعد الدين، الذي رفض نتيجة الانتخابات، بحجّة أن الإخوة المشرفين عليها لم يحتسبوا الأوراق البيضاء.
لكن بعد مضيّ أكثر من أربع سنوات على الانقسام، وجد الإخوة أنه من الناحية العملية لم يكن هناك خلاف حقيقيّ بين الفريقين، فلا الذين أبقَوْا بابَ التفاوض مفتوحاً، وصلوا من خلاله إلى حلّ سياسيّ مع النظام، ولا الذين أغلقوا هذا الباب حقّقوا شيئاً من موقفهم.
لذلك تحرّك بعض الإخوة من الفريقين، لإنهاء الانقسام، ولم يجدوا صعوبة في الوصول إلى صيغة تعيد اللحمة إلى الجماعة، بقيادة الدكتور حسن هويدي، وافق عليها مجلس الشورى لكلّ فريق، وتم تشكيل قيادة واحدة، في عام 1991، كنت أحد أعضائها، نائباً للمراقب العام، وعملتْ هذه القيادة على إزالة آثار الانقسام، وتوحيد المكاتب والأجهزة، ونجحت في ذلك خلال فترة وجيزة.
17 ـ تولّي مسؤولية المراقب العام للجماعة
لم أكمل الفترة المحدّدة لي في قيادة الجماعة مع الدكتور حسن هويدي، فاعتذرت لفضيلته، واستقلت من القيادة بعد أقل من سنة على تشكيلها. واتفقت مع الأخوين حسان الصفدي (أبو رامز)، وإبراهيم المشوخي (أبو عبد الله) صاحب (دار المنار للنشر والتوزيع في الزرقاء)، على افتتاح مكتبة وفرع لدار المنار في عمان، تولّيت مع الأخ أبي رامز إدارتها. واستمرّت هذه الشركة حتى مغادرتي عمان إلى بريطانيا في شهر حزيران 2000.
في مطلع عام 1996 استدعاني فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، إلى تركيا، وكان معه أخَوان قدِما معه من الرياض، ليبلّغني رجاءه وتوصيته لي بأن أقبل تولّي مسؤولية الجماعة، بعد انتهاء ولاية الدكتور حسن هويدي، إذا طلب مني الإخوة، وأن لا أعتذر عن ذلك. فشرحتُ لفضيلته وجهة نظري، أنني لا أستطيع تحمّل هذه المسؤولية، إذا لم تكن لدى الجماعة رؤية واضحة، متفق عليها للمرحلة القادمة، فطلب مني أن أكتب رؤيتي وأعرضها عليه.
في اليوم التالي عرضت على فضيلته ثلاث صفحات كتبتها خلال الليل، تتضمن خطوطاً عامة وعناوين لرؤيتي للمرحلة القادمة، فنالت موافقته، لكني طلبت أن تكون الرؤية متفقاً عليها من قبل دائرة واسعة من الإخوان، فاتفقنا على عرضها على الإخوة في السعودية وفي الأردن، والتحاور معهم حولها. فحمل فضيلته معه نسخة منها إلى الرياض، وحملتُ معي نسخة إلى عمان. ثم أرسل لي مع أحد الإخوة أن الإخوان في السعودية موافقون عليها.
كما أنني عرضتها على المجلس الاستشاري لللإخوة في الأردن، المؤلف من جميع المحافظات السورية، وتمت مناقشتها، مع ورقتين أخريين، إحداهما مقدّمة من الإخوة في محافظة حماه، والأخرى من الإخوة في محافظة إدلب. واتفقنا على إعادة صياغة ورقتي، مستفيداً من هاتين الورقتين، لتشكّلَ فيما بعد ما أطلق عليه (وثيقة النهوض بالجماعة)، التي اعتمدها مجلس الشورى بعد انتخابي مراقباً عاماً للجماعة، في شهر تموز 1996، وقد تمّ على أساسها وضع الخطة العامة للجماعة، للمرحلة الأولى من ولايتي، بين عامَيْ (1996 – 2002).
قبيل انتهاء هذه الولاية الثانية، اتفقت مع الإخوة على اختيار النائب الأول للمراقب العام، الدكتور محمد وليد، مراقباً عاماً جديداً. ووجّهت إلى الإخوان رسالة وداع، تم توزيعها على أبناء الجماعة، لكني فوجئت قبيل اجتماع مجلس الشورى، باعتذار الأخ الدكتور محمد وليد لأسبابٍ خاصة به، فواجهتُ إصراراً جديداً في مجلس الشورى على إعادة انتخابي لولاية ثالثة، ولم يكن هناك مناصٌ من القبولكان النظام الأساسي ـ قبل تعديله ـ يحدّد مدة ولاية المراقب العام بخمس سنوات، وكان ينبغي أن تنتهي ولايتي الأولى في تموز 2001، لكن مجلس الشورى لم يتمكن من الاجتماع في تلك السنة، فاستمرّت ولايتي حتى تموز 2002، وكنت مصرّاً على عدم تجديدها فترة أخرى، لكنّ إصرار الإخوة في مجلس الشورى، دفعني إلى النزول عند رغبتهم وقبول العهدة الثانية التي تنتهي بعد أربع سنوات في عام 2006، حسب النظام الأساسي المعدّل.
وقبيل انتهاء هذه الولاية الثانية، اتفقت مع الإخوة على اختيار النائب الأول للمراقب العام، الدكتور محمد وليد، مراقباً عاماً جديداً. ووجّهت إلى الإخوان رسالة وداع، تم توزيعها على أبناء الجماعة، لكني فوجئت قبيل اجتماع مجلس الشورى، باعتذار الأخ الدكتور محمد وليد لأسبابٍ خاصة به، فواجهتُ إصراراً جديداً في مجلس الشورى على إعادة انتخابي لولاية ثالثة، ولم يكن هناك مناصٌ من القبول، حتى لا يحدث فراغ (دستوري)، فاشترطت ـ للموافقة ـ تعديل النظام الأساسي، بحيث لا يمكن تجديد انتخاب المراقب العام أكثر من مرة واحدة، حتى لا أواجه مثل هذا الموقف بعد أربع سنوات، وقد تمّ هذا التعديل. وعند انتهاء الفترة الثالثة في عام 2010، سلّمت الأمانة للأخ المهندس محمد رياض شقفة، الذي تم انتخابه من قبل مجلس الشورى.
18 ـ أهم منجزات الجماعة خلال فترة مسؤوليتي التي امتدّت أربعة عشر عاماً:
وهي ـ في الحقيقة ـ منجزات فريق العمل الذي كنت أعمل معه، وليست منجزاتي الشخصية، إذ لم أكن قادراً على إنجازها لولا الجوّ الأخويّ الذي غمرني إخواني به، ولولا تعاونهم، وأنا مدين لهذا الفريق الذي كان يتجدّدُ في بداية كل مرحلة، بكل ما تحقق بفضل الله:
أ ـ تعزيز وحدة الجماعة وترسيخها، والتخلص من رواسب الفرقة والانقسام، وتأكيد معاني الأخوة والمحبة بين الإخوان، وطيّ صفحة الخلافات، والتواصل مع الإخوة أبناء الصف، من خلال (رسائل المراقب العام) التي كنت أوجهها للإخوان بين حين وآخر، بلغ عددها حوالي ثلاثين رسالة.
ب ـ وضع خطة عامة للجماعة، في بداية كلّ مرحلة، تتضمن أهدافاً محدّدة واضحة، تُشتقّ منها خطط فرعية، وبرامج عمل تنفيذية، ومهمّات قابلة للقياس والمتابعة والمحاسبة.
ت ـ توسيع دائرة الشورى في الجماعة، وتشكيل (مجالس أهل الرأي) في المراكز، بالإضافة إلى اللجان والمجالس الاستشارية للمكاتب والمراكز.
ث ـ تطوير عمل المرأة وجهاز الأخوات، وإشراك الأخوات في مجالس أهل الرأي، والقيادة ومجلس الشورى، ومكاتب الجماعة..
ج ـ تطوير خطاب الجماعة السياسي والإعلامي، والانتقال به من (خطاب الحرب) الذي كان سائداً في المراحل السابقة، خلال المواجهات مع النظام، إلى خطاب سياسي وإعلامي متطوّرين، ومنفتحين على القوى الوطنية الأخرى، وعلى الدول والحكومات..
ح - التواصل مع الأحزاب السياسية السورية والعربية والأوروبية، والحكومات.. والحوار معها حول القضية السورية والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
خ - المشاركة في تحالفات سورية مع قوى المعارضة الوطنية الأخرى، مثل: مؤتمرالميثاق الوطني بتاريخ 25/8/2002، إعلان دمشق بتاريخ 16/10/2005، جبهة الخلاص بتاريخ 17/3/2006.
د - إصدار مجموعة من الوثائق السياسية للجماعة، حول بعض القضايا الوطنية، وتحديد مواقف الجماعة منها، مثل: ميثاق الشرف الوطني يتاريخ 3/5/2001، والمشروع السياسي لسورية المستقبل (رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية) بتاريخ 17/12/2004، ورؤية الجماعة للقضية الكردية بتاريخ 17/5/2005، ورؤية الجماعة للتكوين المجتمعي السوري والمسألة الطائفية بتاريخ 19/3/2006.
إقرأ أيضا: مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي سيرته لـ "عربي21".. هذه بدايتي
إقرأ أيضا: مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي تفاصيل تجربته في سجون الأسد
إقرأ أيضا: علي صدر الدين البيانوني يروي شهادته.. من سجون الأسد إلى مفاوضات الطليعة
إقرأ أيضا: علي صدر الدين البيانوني يروي كواليس توحيد اخوان سورية ومعركة حماة الكبرى
إقرأ أيضا: البيانوني: هذا ما جرى حين جلس "الإخوان" وجهاً لوجه مع مخابرات الأسد