وفد أمني إسرائيلي يصل القاهرة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
وصل وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة،مساء اليوم الخميس 22 أغسطس 2024 ، للمشاركة في مباحثات إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس .
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في منشور عبر منصة إكس، إن "وفدا أمنيا إسرائيليا وصل إلى القاهرة بهدف استكمال مباحثات إبرام صفقة تبادل الأسرى"، دون تفاصيل أخرى.
تابعوا الأخبار العاجلة بالصور والفيديو عبر قناة تليجرام وكالة سوا "اضغط هنا"إقرأي أيضا:
الجيش الإسرائيلي يزعم: الأسرى الستة قُتلوا برصاص عناصر حـماس
مفاوضات غـزة – مصر تخشى "السيناريو الأسوأ" من إسرائيل
ولم تذكر الهيئة الرسمية ما إذا كان الوفد يضم رئيسي "الموساد" ديفيد برنياع و"الشاباك" رونين بار، لكنها وصفته بـ"وفد عمل".
ولم يصدر على الفور تعليق من الولايات المتحدة أو مصر أو قطر أو حركة حماس، في هذا الخصوص.
والاثنين، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقائهما في تل أبيب، عزمه إرسال وفده المفاوض في مباحثات وقف إطلاق النار إلى القاهرة هذا الأسبوع، وفقا لما نقله موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري العبري عن مسؤول إسرائيلي لم يسمه.
والأحد، أكد نتنياهو إصراره على إبقاء سيطرة قوات الجيش على محور فيلادلفيا، بينما اتهمه زعيم المعارضة يائير لابيد، بالمماطلة وتخريب المفاوضات.
وتتوسط مصر وقطر في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.
وروجت واشنطن خلال الأيام الماضية لقرب التوصل إلى اتفاق، لكن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، أنهى الثلاثاء جولة في المنطقة، شملت إسرائيل ومصر وقطر، دون إعلان اختراق جراء فجوات كبيرة بين مواقف إسرائيل وحركة حماس.
واستضافت قطر جولة مفاوضات في 15 و16 أغسطس/ آب الجاري، وكان من المرتقب عقد جولة بالقاهرة الخميس.
والأربعاء، كشفت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن مصر وقطر حذرتا الولايات المتحدة من أن فرصة قبول حماس بالمقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار "ضئيلة".
وجاء ذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان حماس أن نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق، وأن المقترح الأمريكي الجديد "يتماهى مع شروطه".
وأوضحت الحركة أن المقترح الأمريكي "يستجيب لشروط نتنياهو، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار وللانسحاب الشامل من قطاع غزة وإصراره على مواصلة احتلال ممر نتساريم و معبر رفح ومحور فيلادلفيا، كما وضع شروطا جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل".
ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق خشية انهيار حكومته وفقدان منصبه، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب منها وإسقاطها، إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
هدنة غزة.. هل تمهّد لتسوية أم تُخفي جولة جديدة من الحرب؟
في مشهد يعكس هشاشة الوضع الميداني، أعلنت إسرائيل هدنة جزئية في مناطق محددة من قطاع غزة، بهدف السماح بدخول المساعدات الإنسانية، فيما يستمر القتال في مناطق أخرى من القطاع.
وبينما تواصل الأمم المتحدة عمليات الإسقاط الجوي وتكثّف جهودها لتوزيع الغذاء والدواء، تتحدث مصادر عن إمكانية إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق نار شامل، وسط حالة من الترقب السياسي والتصعيد العسكري الميداني.
رغم إعلان الهدنة، لا تزال أصوات القصف والغارات تهيمن على مناطق واسعة من القطاع. فقد أفادت مصادر فلسطينية بمقتل 53 شخصًا جراء القصف الإسرائيلي منذ فجر الأحد، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده خلال اشتباكات جنوب القطاع، ما يعكس استمرار التوتر الميداني رغم الجهود الإنسانية.
وفيما تستمر قوافل المساعدات بالوصول براً، وتُنفّذ عمليات إسقاط جوي عبر الأمم المتحدة، أكدت المنظمة الدولية وجود تنسيق مباشر مع فرقها الميدانية لتأمين الغذاء والدواء، مستغلة الهدنة لتخفيف معاناة الفلسطينيين. إلا أن هذه الجهود تصطدم بحجم الاحتياج الكبير، إذ تشير تقارير ميدانية إلى أن المساعدات لا تلبّي سوى الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
ترامب يتّهم حماس.. ونتنياهو يلوّح بالحرب
في مشهد سياسي معقّد، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس بسرقة المساعدات واعتماد موقف متشدد في ملف الرهائن، داعياً إسرائيل إلى اتخاذ القرار المناسب. من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب حتى تحقيق كافة الأهداف، وفي مقدمتها "تحرير المخطوفين" وتحقيق "نصر كامل" على حماس.
لكن تصريحات ترامب، رغم نبرتها المتشددة، تعكس ارتباكًا في السياسة الأميركية تجاه ما يحدث في غزة، بحسب المحلل والكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، إبراهيم الدراوي، الذي قال خلال مقابلة عبر سكاي نيوز عربية إن "الجانب الإسرائيلي اضطر إلى إعلان الهدنة الإنسانية نتيجة ضغوط متصاعدة من الوسطاء، وعلى رأسهم القاهرة والدوحة، إلى جانب ضغوط دولية، خصوصًا من الإدارة الأمريكية نفسها".
لا استراتيجية واضحة
يرى الدراوي أن هذه الهدنة المفروضة لم تكن نتيجة مبادرة إسرائيلية خالصة، بل "فرضتها واشنطن على نتنياهو"، وهو ما يعكس – حسب قوله – غياب استراتيجية إسرائيلية أو أميركية واضحة تجاه غزة منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023.
وقال الدراوي: "الولايات المتحدة نفسها، رغم مواقفها، لا تملك تصورًا استراتيجيًا لما بعد الحرب، ويبدو أن الإدارة الأميركية باتت تشعر بالعبء الإنساني في غزة، وهو ما ينعكس على صورتها الدولية، خاصة وسط تنامي الضغوط الشعبية في الداخل الأمريكي والأوروبي."
وأكد أن "الجوع لم يعد ورقة ضغط على نتنياهو، لكنه أصبح عبئًا ثقيلًا على إدارة ترامب التي تصدّرت العالم بشعارات حقوق الإنسان".
ملامح صفقة محتملة.. أم مراوغة جديدة؟
وسط حديث عن استمرار المفاوضات، نقلت مواقع إسرائيلية عن مصادر أمنية أن الحكومة تفكر في منح حماس مهلة إضافية قبل اتخاذ قرار بشأن المرحلة المقبلة. وفي المقابل، تحدثت مصادر عربية عن تحركات نشطة بين القاهرة والدوحة والولايات المتحدة لإحياء المفاوضات خلال الساعات المقبلة.
و أشار الدراوي خلال حديثه الى برنامج "التاسعة" إلى أن:"هناك مؤشرات على إمكانية التوصل إلى صفقة، وأن الأيام القادمة قد تشهد اجتماعات حاسمة، لكن يظل الخوف من مراوغة نتنياهو ومحاولاته كسب الوقت لإرضاء اليمين المتطرف."
وأوضح أن إسرائيل فشلت في فرض بدائل عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس لإدارة القطاع، مما يعيدها إلى سيناريوهات قديمة مثل خطة "عربات جدعون" و"التهجير القسري"، مشيرًا إلى تهجير نحو 70 ألف فلسطيني من غزة إلى أوروبا تحت ذرائع إنسانية.
مصر في قلب الوساطة
في سياق متصل، دافع الدراوي بشدة عن الدور المصري، مؤكدًا أن القاهرة، بالتنسيق مع الإمارات والسعودية وقطر، تبذل جهودًا كبيرة لتسهيل دخول المساعدات والمستشفيات الميدانية إلى القطاع، رغم محاولات التشويه الإعلامي التي تتعرض لها.
وقال: "ماكرون زار معبر رفح ورأى بعينه ما تقوم به مصر، بينما الإعلام الإسرائيلي يحاول شيطنة الدور المصري، رغم أنه كان وما زال حيويًا في هندسة المشهد التفاوضي."
كما أشار إلى اتفاقية المعابر لعام 2005، موضحًا أن "كرم أبو سالم" هو المعبر الرسمي لإدخال البضائع، وأن مصر ليست المسؤولة عن عرقلة الإمدادات، بل إسرائيل التي تسيطر على الموافقات.
ختم الدراوي حديثه بتأكيد أن هناك رسائل متبادلة بين الأطراف، وأن هناك ما يشير إلى نضوج صفقة جزئية قريبة، قد تشمل تهدئة محددة أو صفقة تبادل رهائن، لكنه شدد على أن تنفيذها سيعتمد على مدى قدرة نتنياهو على مقاومة ضغوط اليمين المتطرف.
وقال في هذا الخصوص: "إذا اطمأن نتنياهو أن حكومته لن تسقط، قد يمضي نحو الصفقة، خصوصًا مع فشل مشروع بديل حماس في غزة، ما يعيد الحسابات إلى نقطة الصفر."
بين الهدنة الجزئية وميدان مشتعل، يعيش قطاع غزة على وقع توازن هش بين التصعيد والتهدئة. وفيما تحاول الوساطات الإقليمية والدولية كسر الجمود، تبقى المعادلة مرتبطة بإرادة الأطراف الكبرى، وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، وحسابات داخلية متشابكة بين اليمين الإسرائيلي وموقف إدارة ترامب.
السؤال الأبرز الآن: هل نحن أمام بداية لمرحلة تفاوض جديدة؟ أم مجرد استراحة محارب قبل عاصفة أشد؟