اختتمت كامالا هاريس شهرها الأول كمرشحة رئاسية للحزب الديمقراطي بخطاب مدته 35 دقيقة تقريبًا في المؤتمر العام الليلة الماضية، والذي جسد جهودها القوية لكسب الناخبين المترددين.

وكان خطابها خطابا وطنيًا متشددًا بشأن السياسة الخارجية وأمن الحدود. ووصفت الولايات المتحدة بأنها أعظم دولة في العالم، واختتمت بالقول إن كونك أميركيًا هو "أعظم امتياز على وجه الأرض".

ووعدت بمواجهة الصين وروسيا وإيران والإرهابيين المدعومين من إيران والتأكد من أن الجيش الأميركي يظل "القوة القتالية الأكثر فتكًا في العالم".

كما قدمت سلسلة من الوعود الشعبوية لمساعدة الطبقة المتوسطة من خلال خفض تكلفة الإسكان والرعاية الصحية وهي سياسات يفضلها العديد من المستقلين وبعض الجمهوريين.

كما أنها لم تنفق سوى القليل من الوقت أو لا شيء على الموضوعات التي تلهم العاطفة بين الديمقراطيين ولكنها ثانوية أو منفرة للعديد من الناخبين المترددين، مثل الإعفاء من ديون الطلاب وأجندة المناخ للرئيس جو بايدن.

وارتفعت شعبية هاريس في استطلاعات الرأي، مما أدى إلى محو تعثر بايدن وتحقيق تقدم ضئيل على منافسها دونالد ترامب، لسببين رئيسيين. أولاً، لقد فازت ببعض الناخبين المتأرجحين، بما في ذلك المستقلين، وطبقة العمال من سكان الغرب الأوسط وحتى جزء من ناخبي ترامب في عام 2020. ثانيًا، لقد فعلت ذلك دون تكلفة واضحة. بالإضافة إلى جذب الناخبين المتأرجحين، فقد بنت تقدمًا أكبر مما كان لدى بايدن بين القاعدة الديمقراطية، مثل الناخبين الشباب وخريجي الجامعات وسكان المدينة.

لقد أمضى الديمقراطيون شهورًا في المعاناة بشأن ترشيح بايدن المتعثر. وبمجرد استقالته ونجاح هاريس في حشد دعم الحزب في غضون ساعات قليلة، بدا كل شيء مختلفًا.

ويتذكر الديمقراطيون كيف كان الأمر عندما كان لديهم مرشح يمكنه إلقاء خطاب دون إثارة قلق الناس من أن شيئًا ما على وشك أن يحدث خطأ.

واليوم هاريس مليئة بالطاقة والفرح وهي قادرة على شرح سياسات الإدارة بشكل مقنع، ويبدو أنها تستمتع بهذه العملية. وفي خضم هذه الطاقة الإيجابية، كان العديد من الديمقراطيين على استعداد للتسامح مع محاولاتها لتحقيق الفوز.

وتعتبر هاريس ليست مجرد سياسية ديمقراطية أخرى بل ستكون أول رئيسة للبلاد، وهي امرأة ملونة. ويولي الحزب الديمقراطي اليوم أهمية كبيرة للهوية، وخاصة العرق والجنس.

ويعرّف الحزب نفسه إلى حد كبير بأنه المدافع عن المجموعات التي تعاني من التمييز والظلم. وكان بالامكان مشاهدة نداء الأسماء الاحتفالي ليلة الثلاثاء لترشيح هاريس، عندما احتفل المندوبون بمكانتها التاريخية وهوياتهم الخاصة.

ويعد التركيز على الهوية الشخصية من شأنه أن يمنح المرشحين الرائدين المزيد من المرونة للابتعاد عن العقيدة الديمقراطية دون إثارة غضب القاعدة.

وقد استفاد باراك أوباما من ديناميكية مماثلة في عام 2008. فقد كان أكثر اعتدالاً من بعض المرشحين الديمقراطيين الآخرين في ذلك العام، ومع ذلك فقد أثار حماس العديد من التقدميين.

ولكل هذه الأسباب، شكلت هاريس رابطة عاطفية مع الليبراليين وغيرهم ممن يشكلون القاعدة الديمقراطية. وقد حررتها هذه الرابطة لملاحقة الناخبين المتأرجحين من خلال ترشيحها.

وقدمت هاريس أجندة اقتصادية يؤيدها العديد من الناخبين من الطبقة العاملة. وهي تزعم أنها، وليس ترامب، هي المرشحة الحقيقية لأمن الحدود. وهي تشجع الهتافات التي تقول "USA!". وفي الليلة الماضية، أشارت إلى التاريخ الأميركي باعتباره "القصة الأكثر استثنائية على الإطلاق".

ورغم ذلك، لا تزال المنافسة على الرئاسة متقاربة. إذ تتقدم هاريس في عدد كاف من الولايات للفوز، ولكن بفارق ضئيل. وإذا كانت استطلاعات الرأي الأخيرة قد قللت من عدد الناخبين الذين صوتوا لترامب بقدر ما فعلت في عامي 2016 و2020، فمن المرجح أن يفوز ترامب في الانتخابات اذا عقدت اليوم، وفقا لـ"نيويورك تايمز" الأميركية.

والآن، وبعد انتهاء المؤتمر، لن يتمكن الديمقراطيون من التحكم في السرد بالطريقة التي فعلوها هذا الأسبوع.

وبدأ الجمهوريون بالفعل في تشغيل إعلانات لتذكير الناخبين بماضي هاريس الليبرالي. حيث يبدأ أحد الإعلانات بوصف هاريس بأنها "متطرفة في سان فرانسيسكو" ويظهرها وهي ترتدي قناع كوفيد. ثم يتضمن مقاطع تدعو فيها إلى حظر التكسير الهيدروليكي، ودعم سياسات الهجرة المرنة وتقول إن زيادة عدد ضباط الشرطة لا تؤدي إلى المزيد من السلامة. ومن المتوقع أن تظهر الكثير من هذه الإعلانات قبل نوفمبر.

ومن المحتمل بحسب تقرير "نيويورك تايمز" فإن تكون هاريس تتمتع بارتفاع مؤقت في استطلاعات الرأي مدعومة من المشاعر الإيجابية لاستبدال بايدن والتي قد تتلاشى قريبًا، كما أن المناظرات المقبلة المرتقبة قد تحدد شعبيتها أكثر بين الناخبين.

وقطع الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب بشكل مفاجئ امس مقابلة مع شبكة "نيوز نيشن" الأميركية بسبب مخاوف تتعلق بسلامته.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

أحد أكبر البنوك الأميركية يتوقع قفزة تاريخية في أسعار الذهب.. التفاصيل كاملة

الذهب يتأهب لرقم قياسي جديد وسط تصاعد التوترات التجارية عالمياً، وتوقعات بوصول غرام الذهب في تركيا إلى 4502 ليرة خلال 3 أشهر

أعلنت مجموعة سيتي، أحد أكبر البنوك الأميركية، عن توقعاتها الجديدة لأسعار الذهب، مشيرة إلى أن أونصة الذهب قد ترتفع إلى 3500 دولار خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 3 أشهر، وسط تغييرات مفاجئة في السياسات التجارية الأميركية وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

ترامب يشعل الأسواق مجدداً
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، حيث أغلقت أونصة الذهب الأسبوع الماضي على 3357 دولارًا، بزيادة بلغت 4.82%.

لكن الأسواق سجّلت تراجعًا طفيفًا في أولى جلسات الأسبوع الحالي إلى 3348 دولارًا، بعد إعلان ترامب تأجيل تطبيق هذه الرسوم.

توقعات سيتي: أرقام قياسية في الأفق
قال بنك سيتي في تقريره الجديد:

“التحولات المفاجئة في سياسات التجارة الأميركية والضغوط الجيوسياسية العالمية تجعل من المرجّح وصول أونصة الذهب إلى 3500 دولار في المدى القريب.”
وتوقعت المؤسسة أن يتحقق هذا الارتفاع خلال الفترة من الآن وحتى 3 أشهر، مما يعكس توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

اقرأ أيضا

ألمانيا تعترف لمطار إسطنبول.. الصدارة لم تعد لنا!

الإثنين 26 مايو 2025

انعكاسات على السوق التركية: غرام الذهب بـ4502 ليرة؟
وفق الحسابات المستندة إلى توقعات Citi، وفي حال وصول سعر صرف الدولار في تركيا إلى 40 ليرة، فإن سعر غرام الذهب قد يصل إلى 4502 ليرة.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يؤكد خروجه من الحكومة الأميركية
  • بوتين يريد تعهدا كتابيا من الغرب بشأن أوكرانيا وترامب يرد
  • ترامب: القبة الذهبية ستحمي كندا مجانا إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51
  • مكالمة حادة بين نتنياهو وترامب حول إيران.. كيف توترت المحادثة؟
  • روسيا تعلن سيطرتها على 4 قرى أوكرانية وترامب يلوح بعقوبات على موسكو
  • ميلوني تدعو لقمة في يونيو لاحتواء التصعيد التجاري بين أوروبا وترامب
  • لماذا تراجع اهتمام واشنطن بالملف اليمني؟.. هذه أسباب ترامب بخلاف بايدن
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا وترامب يتهم بوتين بـالجنون
  • أحد أكبر البنوك الأميركية يتوقع قفزة تاريخية في أسعار الذهب.. التفاصيل كاملة
  • استطلاع: ثقة الناخبين الأتراك في الأحزاب تتراجع