الوطن:
2025-06-01@15:40:44 GMT

محمد مغربي يكتب: احذروا.. الجمال الأنثوي في خطر!

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

محمد مغربي يكتب: احذروا.. الجمال الأنثوي في خطر!

منذ عقود طويلة، شكلت مسابقات ملكات الجمال محطات بارزة فى حياة المجتمعات، حيث كانت هذه المسابقات تجمع بين الجمال، الأناقة، والثقافة، وكانت تمثل هذه المسابقات مرآة تعكس تطلعات المجتمعات وتوجهاتها، إذ كانت ملكات الجمال رمزاً للجمال المثالى والكمال البشرى؛ فمنذ أن أقيمت أولى المسابقات فى بدايات القرن العشرين، تطورت هذه الفعاليات لتصبح منصات عالمية تتنافس فيها النساء من مختلف الثقافات والجنسيات، ليس فقط بجمالهن الخارجى، بل أيضاً بشخصياتهن وأفكارهن.

ولكن، فى عام 2024، حدثت نقلة نوعية غير مسبوقة فى تاريخ هذه المسابقات، لأول مرة، لم تكن الفائزة بلقب ملكة جمال عالمية إنساناً، بل كانت مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعى، هذا الحدث أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل مسابقات الجمال وما يعنيه هذا التحول للعالم.

ففى سابقة لم يشهدها العالم من قبل، فازت المؤثرة الافتراضية كنزة ليلى بلقب ملكة جمال عالمية لعام 2024، هذه الفائزة ليست بشرية، بل هى شخصية افتراضية تم إنشاؤها بالكامل بواسطة الكمبيوتر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، حيث تم تصميم كنزة ليلى لتكون مثالاً للجمال وفقاً لمعايير العصر الرقمى، واستطاعت أن تتفوق على 1500 متسابقة افتراضية أخرى فى هذا الحدث العالمى، وتُعد كنزة ليلى من أبرز الشخصيات الافتراضية فى العالم الرقمى، حيث يتابعها الملايين على وسائل التواصل الاجتماعى.

ونجاحها فى هذه المسابقة يعتبر علامة فارقة فى تاريخ الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى المجالات التى كانت تقتصر على البشر، المسئول عن هذا الحدث التاريخى هو اتحاد «مسابقات الجمال العالمية الافتراضية»، الذى تم تأسيسه حديثاً ليعكس التحولات الرقمية فى العالم، هذا الاتحاد يهدف إلى تنظيم مسابقات جمال افتراضية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعى، معتمداً على خوارزميات معقدة تحاكى الذوق البشرى وتقوم بتقييم الجمال وفق معايير تتجاوز الجمال الخارجى لتشمل الجمال الداخلى والثقافى.

وبحسب التقارير، شاركت فى المسابقة الأخيرة 1500 شخصية افتراضية من مختلف أنحاء العالم، تم إنشاؤها بواسطة فرق متخصصة فى التكنولوجيا والتصميم الرقمى، وقد تم تقييم المتسابقات بناءً على عدة معايير تشمل الجمال، الابتكار، التأثير الاجتماعى، وحتى المواقف الإنسانية.

أما عن آليات الاختيار، فقد تم تطوير خوارزميات معقدة لقياس مدى تطابق المتسابقات مع معايير الجمال العالمية، هذه الخوارزميات تقوم بتحليل دقيق لكل تفصيلة من تفاصيل الشخصيات الافتراضية، بدءاً من الملامح الخارجية مثل تناسق الوجه والجسم، وصولاً إلى التفاصيل الدقيقة مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد.

بالإضافة إلى ذلك، تم تقييم مدى تأثير الشخصيات الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعى من حيث التفاعل مع المتابعين وقدرتها على إلهامهم، كل هذه العوامل مجتمعة حسمت اللقب لصالح كنزة ليلى، التى أثبتت جدارتها واستحقت الفوز بفضل التكنولوجيا التى جعلت منها مثالاً للجمال العصرى، هذا التحول فى مسابقات ملكات الجمال قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية فى كيفية تقييم الجمال والفن والتأثير الاجتماعى فى المستقبل، فمع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعى، يمكن أن نرى المزيد من الشخصيات الافتراضية التى تتفوق فى مجالات مختلفة كانت حكراً على البشر، مما قد يثير تساؤلات حول دور الإنسان فى عالم يتحول بشكل متزايد إلى الرقمنة.

قد يشير فوز كنزة ليلى إلى مستقبل قد يصبح فيه الجمال والتميز ليسا مجرد سمات بشرية، بل نتيجة لتكنولوجيا معقدة تستطيع محاكاة الكمال البشرى وربما التفوق عليه، وقد يؤدى هذا التطور إلى إعادة تعريف معايير الجمال والجاذبية فى المجتمع، حيث يمكن أن تصبح الشخصيات الافتراضية معياراً جديداً لما يجب أن يكون عليه الجمال.

فى نهاية المطاف، يبقى السؤال الأكبر هو كيف ستتفاعل المجتمعات مع هذا التحول الكبير؟ هل سنقبل بأن الشخصيات الافتراضية يمكن أن تتفوق على البشر فى مسابقات الجمال وغيرها من المجالات؟ أم أننا سنظل متمسكين بالجمال البشرى بما يحمله من عيوب وكمالات؟ فى ظل هذه التساؤلات، من الواضح أن ما حدث فى عام 2024 هو مجرد بداية لعصر جديد، حيث يصبح للذكاء الاصطناعى دور أكبر فى تشكيل مفاهيمنا التقليدية حول الجمال والتميز. هذا التطور قد يحمل معه تحديات وفرصاً كبيرة، ونحن على مشارف مستقبل قد يكون أكثر تعقيداً وإثارة مما يمكننا تخيله اليوم. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجمال الأناقة الثقافة الذکاء الاصطناعى

إقرأ أيضاً:

"الصحة" تفعّل خدمات الاستشارات الطبية الافتراضية لضيوف الرحمن بـ7 لغات على مدار الساعة

فعّلت وزارة الصحة، ممثلة بمستشفى "صحة الافتراضي"، حزمة من خدمات الاستشارات الطبية الرقمية لضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ، بهدف تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية في أي وقت ومن أي مكان، وذلك انسجامًا مع مستهدفات برنامج "تحوّل القطاع الصحي"، وبرنامج "خدمة ضيوف الرحمن"، ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز جودة الحياة وتقديم خدمات صحية متكاملة وآمنة لضيوف الرحمن.

 ويقدّم المستشفى خدمات الاستشارات الفورية على مدار 24 ساعة عبر الرقم الموحد (937)، وتطبيق "صحتي"، ومنصة "إكس"، وذلك بـ7 لغات هي: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والفارسية، والأوردو، والإندونيسية، بما يضمن تواصلًا شاملًا ومرنًا مع الحجاج من مختلف الجنسيات، ويمكن للحجاج الاستفادة من الاستشارات الطبية الصوتية أو المرئية أو النصية، وإرفاق التقارير الطبية أو نتائج الفحوصات، مع إمكانية صرف وصفات طبية إلكترونية عند الحاجة، كما يُتيح التطبيق التسجيل باستخدام رقم الحدود، لتوفير تجربة صحية رقمية متكاملة وسلسة.

ويدعم مستشفى "صحة الافتراضي" أكثر من 300 مركز صحي دائم ومؤقت في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى مقرات حملات الحج، ضمن خدمة "استشر بلس"، باللغتين العربية والإنجليزية، يقدم خدمات استشارية طبية فورية تُسهم في دعم الكوادر الميدانية، وتسريع اتخاذ القرار الطبي، ورفع جودة الرعاية المقدّمة لضيوف الرحمن.

 وتأتي هذه الجهود في إطار التزام الوزارة بتعزيز الصحة الرقمية والارتقاء بخدمة الحجاج، بما يواكب تطلعاتهم، ويعزز كفاءة الخدمات الصحية المقدمة خلال موسم الحج، من خلال تسخير التقنيات الحديثة لدعم سرعة الاستجابة وجودة الرعاية الصحية وفق أعلى المعايير العالمية.

وزارة الصحةاخبار السعوديةاخر اخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • القطيف.. عيادات الأسنان الافتراضية تتخطى حاجز الـ 5 آلاف موعد استشاري
  • فريق طبي مغربي يجري عمليات جراحية لمرضى الكبد والبنكرياس بنواكشوط
  • أشرف حكيمي.. أول مغربي يسجل هدفا في نهائي دوري الأبطال
  • شوف الشخصيات المسيطرة على شاشة الأحداث المهمة هذا الأسبوع
  • "الصحة" تفعّل خدمات الاستشارات الطبية الافتراضية لضيوف الرحمن بـ7 لغات على مدار الساعة
  • احذروا.. سيول ورياح محملة بالرمال على تلك المناطق خلال الساعات المقبلة
  • بسبب أحداث السودان .. تاجر بسوق برقاش : أسعار الجمال زادت 30 و40 ألف جنيه
  • تجارة الإبل في موسم الذروة.. كواليس سوق برقاش قبيل عيد الأضحى
  • د.محمد عسكر يكتب: الذكاء الاصطناعي.. حلم التطور ومخاوف السيطرة
  • نصفهم من حماية الشخصيات.. ضحايا بحادثين جنوبي العراق