بقلم : د. سمير عبيد ..

تمهيد:

نحن لا نتطرق للأشخاص كأشخاص أبداً.و بطبعي لا اتدخل ب” الحريات الشخصية للناس، ولا باعراضها،ولا بأسرار بيوتها”وماعدا ذلك فمن حق الصحافة والإعلام والمعارضة والساسة المستقلين التدخل.وخصوصا عندما يكون الشخص او الاشخاص يعملون بالعمل العام وهي بديهية معروفة في جميع دول العالم. ” والذي يعمل بالعمل العام عليه تحمل النقد وتحمل كشف الحقائق ،وكشف تقاعسه وفشله إن وجد ” وعندما يشعر بالزعل والانتقام عليه ترك العمل العام.

وحينها لا احد يأتي على اسمه وسلوكه .
تقارير أن هناك مشاكل بين المالكي والسوداني !
أولا:- بطبعي لا أخاف من الخوض في الملفات المعقدة او الغامضة بهدف الوصول للحقيقة او لجزء منها وتقديمها للناس والرأي العام. ولم اقصد قط التشهير او الانتقاص من شخص بذاته فالمهنية اولا . وهذا حق شرعي وقانوني واخلاقي ودستوري لي وللناس والرأي العام ..فمن خلال الاخبار والتقارير ودهاليز الصالونات السياسية ثبتُ أن هناك مشاكل بين السيدين المالكي والسوداني وباتت تؤثر على السياسة الداخلية والخارجية بل باتت تدفع بالسوداني نحو تحالفات غير محسوبة ” داخلية وخارجية” . لا سيما وان المالكي -ان صح التعبير – فهو ولي نعمة السوداني سياسيا وحزبيا ووظيفيا ومنذ عام 2003 وحتى الآن .ومنذ ان اصبح محمد السوداني منتميا لحزب الدعوة ويعمل تحت حماية وحصانة حزب الدعوة. ولولا حزب الدعوة لبقي محمد السوداني موظفا عاديا” مهندس زراعي” في احدى دوائر زراعة محافظة ميسان. ولكن بواسطة حزب الدعوة وسُلّم نوري المالكي ودعم الأخير له اصبح محمد السوداني سياسيا ومحافظا ونائبا ووزيرا في جميع الحكومات حتى وصل إلى رئاسة الحكومة اخيرا بدعم الدعوة والمالكي .فالسوداني مدلل حزب الدعوة ومدلل المالكي والعراقيين يشهدون بذلك( السوداني مثل عدنان حسين في حزب البعث) .لا بل ان 60٪؜ من الساسة والقادة السياسيين والعسكريين والامنيين والإداريين في مشهد العملية السياسية صعدوا من خلال سُلّم المالكي . ولهذا يعتبر نفسه اي المالكي الاب الروحي والمرجع السياسي الأعلى لهولاء .بل يعتبر نفسه الاب الروحي والسياسي للعملية السياسية هكذا يرى نفسه اي المالكي ولهذا وقع باخطاء كثيرة وسبب مشاكل كثيرة للدولة والمجتمع . ناهيك انه يعتبر نفسه أشجعهم والأوفى لحزب الدعوة ولروح الشهيد الصدر الاول لانه وقّعَ على إعدام صدام حسين .وعندما وقع اعدام صدام بات يشعر المالكي انه صاحب فضل على العراق والنظام السياسي وعلى العراقيين ” متناسيا الدور الاميركي في كل شيء” ولولا امريكا لبقي صدام حسين يحكم حتى الساعة ولبقي المالكي في السيدة زينب وبقي الآخرين في ايران والدول الأخرى . وبالتالي يعتقد المالكي انه الاول والآخر في حزب الدعوة وفي المعسكر الشيعي. والاول في العملية السياسية ولا يجوز ان يُستثنى. هكذا يشعر المالكي. ولهذا هو متوجس ليل نهار من الانتقام وسببه التوجس من عودة البعث او من انقلاب سياسي او من عملية تغيير في العراق . لانه يشعر سوف يُنتقَم منه. ولهذا يريد عض السلطة والحصانة بأسنانه ويريد السوداني والجميع يسيرون بما هو يريد !
ثانيا :-وبذلك يفترض بمحمد السوداني ان يكون وفياً للمالكي ولحزب الدعوة . ولكن لو عدنا للوراء نجد ان حنق وزعل وغضب نوري المالكي غير مُبَرَّرْ لان الانشقاقات في حزب الدعوة سيرة وسلوك منذ تأسيسه وحتى الآن .وبالتالي لا داعي لهذا الزعل من قبل المالكي. والمالكي نفسه مارس الانانية السياسية ضد الجعفري وأخذها منه وتنكر له . والعبادي نفسه كان طيلة مسيرته السياسية بحزب الدعوة وفقط يمدح بالمالكي ليل نهار ولكن فجأة انقلب على المالكي . وبالتالي هذا الأمر عادي داخل حزب الدعوة ( وبالمناسبه فهم ينشقون ويختلفون ويتكارهون ولكن عند ساعة الصفر وعند تقسيم الكعكة يعودون لبعضهم البعض ويصبحون دهن ودبس ) والخاسر دوما هم حلفاءهم من خارج حزب الدعوة لأنهم يتفقون عليهم ولا يحترمون تعهداتهم للحلفاء اطلاقاً )وهي مدرسة الاخوان المسلمين بشقيها السني والشيعي !
ثالثا:- المالكي يعتقد انه من اوصل محمد السوداني ليكون رئيسا للحكومة وعلى السوداني ان لا يبتعد عن المالكي لا بحزب جديد، ولا بتحالفات داخلية وخارجية من وراء ظهر المالكي، ولا التفكير بولاية ثانية دون العودة للمالكي . وبنفس الوقت يعتقد المالكي انه صاحب الفضل على جميع الخاسرين في الإطار ليكونوا جزء من حكومة السوداني وعليهم الانصياع لرغبات المالكي. وعندما سمع واطلع المالكي ان السوداني يعمل لنفسه وحزبه غضب جدا وبات يحمله مسؤولية تشظي الاطار ويحمله مسؤولية الاخطاء وانعدام الامن و التوغل التركي وملامح عودة داعش واكتشاف شبكات تجسس وتنصت وتأسيس جيوش إلكترونية ممولة من الدولة للتسقيط والتجسس والتنصت وخلق الشائعات !
رابعا: لماذا ينزعج المالكي من ادوار قام بها هو ؟.ففي وقت الانتخابات سارع المالكي إلى خنق محمد السوداني انتخابيا وسياسيا عندما نزّلَ في دوائر تواجد حزب السوداني مرشحين اقوياء بحيث نزّلَ المالكي ( صهر السوداني وابنه عمه النائب محمد الصيهود) في دائرة محمد شياع ودعمه بقوة لكي يطوق السوداني ومرشحي السوداني .وبالفعل حققوا أمنيتهم ولم يحصل السوداني إلا على مقعد او مقعدين. وان صعود السوداني لمجلس النواب جاء بصفقه من ( تيار سياسي على غير وئام مع حزب الدعوة / لا داعي لذكره/ مقابل امتيازات فيما لو اصبح السوداني رئيسا للحكومة ) ..وبالتالي لماذا ينزعج المالكي من تحالفات وسياسات واماني محمد السوداني خصوصا عندما اصبح رئيسا للحكومة وباستطاعته فعل اي شيء فيما لو اراد !
الخلاصة : فما بين السوداني والمالكي هو صراع ،ووداع منتظر. لان السوداني يعتقد اصبح ناضج سياسيا ولديه ادوات ومال وعلاقات داخلية وخارجية وبالتالي غير مستعد بالبقاء تلميذا عند المالكي .فأصبحا في وضع محتقن ضد بعضهما البعض .وهذا سوف يؤثر في تركيبة وقوة تماسك الاطار. وكذلك سوف يؤثر على المشهد السياسي في قادم الايام . حمى الله العراق واهله !
سمير عبيد
25 اب 2024

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات محمد السودانی المالکی ان حزب الدعوة

إقرأ أيضاً:

تأملات إيمانية في مسيرة الدعوة.. من سفينة نوح إلى شواطئ ليبيا

أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه أرسل الطوفان عقوبة للكافرين من قوم نوح، وأنه أنجى نوحاً ومن آمن معه في السفينة.

يقول الله تعالى: {فَأَنجَیۡنَـٰهُ وَأَصۡحَـٰبَ ٱلسَّفِینَةِ وَجَعَلۡنَـٰهَاۤ ءَايَةً لِّلۡعَـٰلَمِینَ} [سُورَةُ العَنكَبُوتِ: 15] ويقول جل وعلا: {وَجَعَلۡنَا ذُرِّیَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِینَ} [سُورَةُ الصَّافَّاتِ: 77]

وهذه الآية الأخيرة بالذات (“وجعلنا ذريته هم الباقين“) تشير بوضوح إلى أن الناجين الذين بقوا بعد الطوفان هم من ذرية سيدنا نوح عليه السلام فقط، أي أن البشر الموجودين اليوم هم من نسل نوح عليه السلام.

هل كان في السفينة غير ذرية نوح؟ نعم، كان هناك مؤمنون آخرون مع نوح، كما في قوله تعالى: “{حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِیهَا مِن كُلّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِيل} [سُورَةُ هُودٍ: 40]

وبحسب فهم العلماء، فإن أولئك القليل الذين آمنوا معه لم يتركوا نسلاً أو لم يُكتب لذريتهم البقاء، أما ذرية نوح فهي التي بقيت وتكاثرت، حتى صار كل البشر بعد الطوفان من نسل نوح فقط، كما يقول ابن عباس وغيره من المفسرين.

فهل يعقل أن سكان العالم اليوم الذين يقدرون بالمليارات هم من نسل سيدنا نوح عليه السلام؟ نعم، يعقل ويُعتقد شرعاً أن كل البشر الحاليين هم من ذرية نوح عليه السلام، وذلك لأن الطوفان أهلك الكافرين ولم ينجُ منه إلا نوح ومن معه، ثم خص الله ذرية نوح بالبقاء والتكاثر.

ومن هؤلاء الباقين، تعاقبت الأجيال، وتوالت الرسل، حتى بعث الله خاتم النبيين محمدًا ﷺ، يحمل رسالة الإسلام الخالدة، رحمة للعالمين. ومن مكة والمدينة، انتشر النور، يعبر الصحاري والبحار، حتى وصل إلى ليبيا.

ولكن السؤال كيف؟ كيف أقنع الدعاة الأوائل أجدادنا الليبيين بالإسلام؟ وكيف تسللت كلماتهم إلى القلوب؟ كيف لامس الحق عقول رجال وفتيات لم يسبق لهم أن سمعوا بالقرآن من قبل؟ وفي وقت لم تكن هناك قنوات فضائية، ولا تطبيقات، ولا مواقع، بل فقط كان هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، خرجوا من أجل الله، حاملين رسالة لا سيوف. ورغم قسوة الطريق، واللغات المختلفة، والعادات الغريبة، نجحوا! ، تغلغلت دعوتهم، لا عبر القوة، بل بالحكمة، بالخلق، بالصدق، وبالقدوة.

كم من الوقت استغرقت دعوتهم؟ ليست هناك أرقام دقيقة، لكننا نعلم أن دخول الإسلام إلى ليبيا بدأ منذ عهد الصحابة، وتحديداً في زمن عمرو بن العاص أثناء فتح مصر، ثم تعمق وتوسع في العهد الأموي، وتثبت في العهد العباسي، حتى صار جزءاً من هوية الناس، لا مجرد دين جديد.

واليوم… ننظر حولنا فنشفق على الدعاة، وقد صارت القسوة في الوجوه قبل الأفعال، والناس تصدّ عن الكلمة الطيبة، وتتردد أمام النصيحة، حتى كأن الدعوة باتت تحتاج إلى معجزة كي تخترق قلباً واحداً. فهل الخلل في الناس؟ أم في أسلوب الخطاب؟ أم في واقع فقدَ روحه؟ أم في دعاة أنهكهم الطريق وابتلعتهم التفاصيل؟

حين نتأمل كيف نجح الأوائل في زرع الإسلام في قلوب أجدادنا، لا بد أن نسأل: هل بقي فينا شيء من فطرتهم التي استجابت، ومن حيائهم الذي خضع للحق؟ هل ما زلنا نملك القابلية التي انتصرت بها الدعوة يوماً دون صخب ولا سيوف؟

لقد استمرت دعوتهم سنين، لكنها أثمرت قلوباً طاهرة، ومجتمعاً متماسكاً، وناساً يستحي أحدهم أن يبيت وفي قلبه حقد على جاره. أما اليوم، فننظر حولنا فنرى أمة مكسورة، وشعباً ممزقاً:

بلدٌ دُمّر، وشعبٌ مُزّق قبائل تتناحر مذاهب تتباغض سياسيون يتقاتلون ومواطن بسيط يحمل حقداً على أخيه لأنه من مدينة أخرى، أو صاحب رأي مخالف من أجل كرسي، يُسفك الدم ومن أجل سلطة، يُخون الأخ أخاه ومن أجل وهم اسمه “التمثيل السياسي”، يُحرق وطن اسمه ليبيا لقد ابتعدنا عن روح الدين، وفرّطنا في القيم، وتفكك نسيجنا الاجتماعي كما تتفكك الزجاجة إذا سقطت من يد صاحبها.

فهل لا تزال فينا جينات أولئك الذين فتحوا القلوب قبل البلدان؟ أولئك الذين بنوا الأوطان على المحبة لا على الألغام؟ أم أننا نحمل أسماءهم فقط بينما تخلينا عن مبادئهم؟

ربما حان الوقت لنطرح السؤال بصدق:

هل نحن أبناء دعوة… أم أبناء فتنة؟ وهل نملك الشجاعة اليوم لنطوي صفحة الماضي بمرارته، لا بنسيان المظالم، بل بتجاوز الأحقاد؟ هل نستطيع أن نُغلب مصلحة الوطن على غرائز الانتقام؟

إن إعادة بناء ليبيا لا تبدأ من مؤتمر ولا من انتخابات، بل من نفوس صادقة تُقرر أن تبدأ من جديد، على أسس متينة:

أساس العدل لا الظلم أساس المواطنة لا المحسوبية أساس المصالحة لا التشفي أساس القيم لا المصالح أساس دولة تستوعب الجميع… لا سلطة تستعبد البعض

إننا بحاجة إلى أن نكون من طاقم سفينة النجاة وأن نعود دعـاة لا خصوماً، بُناة لا هادمين، حكماء لا غاضبين… فنحن ننتمي لأصل واحد ودين واحد ووطن واحد، فالوطن الذي نُريد لن يُبنى بالصراخ، بل بالتسامح، ولن يعود إلا إذا صدقنا النية، وتوكلنا على الله، وبدأ كلٌّ منّا بنفسه.

مقال للتأمل… لا للاتهام.

للتذكير… لا للتشهير.

لليبيا التي نحلم بها… لا لليبيا التي ضاعت.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • المالكي:إيران انتصرت على إسرائيل بشجاعة “علي أبن أبي طالب”!!
  • إيرادات السينما أمس | كريم عبد العزيز ينتصر على تامر حسني في صراع الصدارة
  • المالكي يطالب المؤسسات الدولية بالوقوف مع إيران ضد الخطر الصهيوني
  • تأملات إيمانية في مسيرة الدعوة.. من سفينة نوح إلى شواطئ ليبيا
  • صراع بين ليفربول وبايرن ميونخ بسبب محمد صلاح.. ما القصة؟
  • السوداني يزور مركز امتحاني في بغداد
  • عاجل | الأمن العام يُجدد الدعوة للبقاء في المنازل .. تفاصيل
  • السوداني لأمريكا: إسرائيل انتهكت القانون الدولي بالاعتداء على إيران
  • النويصر يجهز نفسه لرئاسة نادي الشباب
  • أوقاف بورسعيد تُفعّل مقارئ الجمهور ومجالس الصلاة على النبي بعدد من المساجد عقب صلاة الجمعة