كارثة سد أربعات في السودان.. مطالب بتدخل دولي وفرق إنقاذ جوية ومائية
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
طالب ناشطون وقادة أهليون بولاية البحر الأحمر السودانية، بإعلان المنطقة الواقعة في محيط سد أربعات، كمنطقة كوارث، بما يسمح للمنظمات الدولية بتقديم العون للمواطنين، في وقت أعلنت فيه الحكومة السودانية عن إرسال طائرة مروحية لإنقاذ العالقين في الجبال.
وانهار سد أربعات، الذي يقع على بعد 40 كيلومتر شمال مدينة بورتسودان، السبت، مما أدى لخسائر في الأرواح والممتلكات بالمناطق المحيطة بالسد.
وأكدت وزارة الصحة السودانية غرق 4 أشخاص على الأقل بسبب مياه الفيضانات الناجمة عن انهيار السد، دون تقدير عدد المفقودين، وفق ما أوردت وكالة أسوشيتد برس.
ومع ذلك، قال مسؤول محلي لموقع "التغيير" الإخباري الإلكتروني السوداني إن "هناك ما لا يقل عن 60 قتيلا والعديد من المفقودين"، وفق الوكالة ذاتها.
وقال مسؤول الري الرئيسي لولاية البحر الأحمر، عمرو عيسى طاهر إن "الأضرار واسعة النطاق".
وذكرت صحيفة "مداميك" المحلية، أن أكثر من 100 شخص في عداد المفقودين، وأن كثيرا من القرويين الآخرين صعدوا إلى قمم الجبال والتلال لتجنب ارتفاع منسوب المياه.
وزار القائد العام للجيش، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، الأحد، بعض المناطق المتضررة من انهيار السد، ووعد بإرسال طائر مروحية لإنقاذ العالقين في الجبال، وفق بيان لوزارة الصحة السودانية.
وفي مقطع فيديو، نشره الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر البرهان يسير عبر السهول الموحلة بجوار الوديان المليئة بمياه الفيضانات، والتقى برجال الإنقاذ.
وأكد البيان أن وزير الصحة السوداني وجّه فرق الطوارئ الصحية بتوفير الخدمات المتعلقة بمكافحة الأوبئة ونواقل الأمراض، "إذ أن تلك تتكاثر فيها نواقل الأمراض، خاصة الحمي النزفية".
وانتقد ممثلون للمجتمع المدني بالمناطق القريبة من سد أربعات، تعامل السلطات المختصة مع الحادثة، مشيرين إلى أن "تحركات الحكومة أقلّ من حجم الضرر".
وقال الناشط بمنظمات المجتمع المدني، أوبشار آدم، إن سكان عدد من القرى في حاجة عاجلة إلى الإنقاذ بواسطة طائرات مروحية، وبواسطة فرق إنقاذ مائي متخصصة.
وظهر آدم في مقطع فيديو من إحدى مناطق انهيار سد أربعات، مشيرا إلى أن تأخُّر عمليات الإنقاذ سيفاقم معاناة الأهالي، وسيزيد حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن انهيار السد.
وشاركت قوة من الجيش، وقوات رسمية أخرى، في عمليات إنقاذ العالقين وسط المياه، التي غمرت مساحات واسعة بمحلية القنب والأوليب، وفق موقع "سودان تربيون" الإخباري.
وتساعد السدود المقامة في ولاية البحر الأحمر السودانية على تخزين والاحتفاظ بمياه الأمطار الموسمية، في مناخ صحراوي إلى حد كبير.
وتم بناء سد أربعات، لتخزين مياه الينابيع والأمطار، وكانت سعته التخزينية 25 مليون متر مكعب، بحسب موقع "التغيير" الإخباري.
وزار والي ولاية البحر الأحمر، مصطفى محمد نور، وقائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، اللواء محمد عثمان، بعض المناطق المتأثرة بالانهيار.
وأمر الوالي بتوظيف كافة الوسائل والإمكانيات لدى القوات النظامية وحكومة الولاية، لإنجاح عمليات الإنقاذ، وفق الموقع ذاته.
وأشار الناشط المجتمعي، إمام هاشم بامكار، إلى أن "الوعود التي وعد بها والي الولاية لم تتحقق، ولم تصل الآليات والمعدات التي وجّه بتوظيفها في عمليات الإنقاذ".
وظهر بامكار في مقطع فيديو من إحدى مناطق انهيار السد، بينما جرفت الأمواج المتلاطمة بعض ممتلكات المواطنين، بما فيها السيارات الثقيلة.
وطالب بامكار الحكومة السودانية بإعلان منطقة القنب والأوليب التي يوجد بها سد أربعات كمنطقة كوارث، داعيا المنظمات الإقليمية والدولية لتقديم الإعانات العاجلة للمتضررين.
ولفت الناشط المجتمعي إلى أن الهلال الأحمر وفّر كميات من الوجبات والمياه لبعض السكان الذين تضرروا من انهيار السد.
وقال بامكار، الذي درج على الظهور في مقاطع فيديو، من مناطق انهيار السد، متحدثا عن آخر التطورات، إن "عدد ضحايا الانهيار تجاوز أكثر من 100 شخص".
وحاول موقع الحرة الحصول على تعليق من السلطات السودانية، لكن لم يحصل على تعليق حتى نشر هذا التقرير.
وبدوره، أشار الصحفي السوداني، عبد القادر باكاش، إلى أن الطائرة المروحية التي وعدت بها السلطات لإنقاذ العالقين، لم تصل إلى المناطق المحاصرة بالمياه.
وقال باكاش لموقع الحرة، إن الوضع يحتم على السلطات المختصة التدخل العاجل، حتى لو كان ذلك من خلال إرسال طائرات من دون طيران استطلاعية، كخطوة أولى لتحديد مواقع العالقين، ورسم صورة أولية عن حجم الأضرار، وتحديد مسارات الإنقاذ.
وأضاف "للأسف، حتى هذا لم يحدث، في حين أن المؤشرات ترشح أوضاع العالقين لمزيد من التدهور".
????شهدت منطقة سد #أربعات، التي تقع على بُعد 40 كيلومترًا شمال #بورتسودان، دمارًا كبيرًا نتيجة لانهيار السد بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة التي اجتاحت المنطقة بالأمس. تسببت هذه الكارثة الطبيعية في أضرار جسيمة طالت المنازل والبنية التحتية، ما يزيد من معاناة السكان المحليين… pic.twitter.com/ez3tiuvRyG
— هاشتاق السودان ???????? (@hash_sudan) August 26, 2024
وحذرت منظمات محلية من تفشي الأمراض من جراء المعدلات العالية للسيول في عدد من الولايات السودانية، خاصة الكوليرا. في وقت طالبت فيه نقابة أطباء السودان برفع الاستعداد لمواجهة انتشار الوباء، بعد إعلانه رسميا.
وكانت وزارة الصحة السودانية، أعلنت الأسبوع الماضي، انتشار وباء الكوليرا في عدد من الولايات، خاصة ولايتي كسلا والقضارف بشرق البلاد.
وفي أحدث إحصائية، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، عن إصابة أكثر من 650 شخص ووفاة 28 بالكوليرا في خمس ولايات سودانية.
والكوليرا عدوى حادة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قالت في مايو الماضي، إن نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار، بينما تُدمر المرافق الصحية وتتعرض للنهب وتعاني نقصا حادا في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات.
وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندميير، إن ما بين 20 إلى 30 بالمئة فقط من المرافق الصحية تعمل في السودان، منوها إلى أن أكثر تلك المرافق يعمل بالحد الأدنى.
وأشار ليندميير إلى أن الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 بالمائة من الاحتياجات، لافتا إلى أن بعض الولايات مثل دارفور "لم تتلق الإمدادات الطبية خلال العام الماضي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأحمر انهیار السد فی السودان سد أربعات إلى أن
إقرأ أيضاً:
كارثة صحية في السودان.. 70 وفاة بــ«الكوليرا» وتفشي المرض في 7 ولايات
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم تفشياً متسارعاً لمرض الكوليرا، حيث أعلنت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم تسجيل 942 إصابة جديدة و25 وفاة، بعد أن سجّلت يوم الثلاثاء 1177 إصابة و45 وفاة، ما يرفع حصيلة ضحايا المرض في العاصمة إلى 70 حالة وفاة خلال أيام قليلة فقط.
وتفاقمت الأزمة الصحية في ظل انهيار شبه كامل في البنية التحتية للخدمات الصحية، وسط ظروف معيشية صعبة ناجمة عن الحرب المستمرة وتأثيرها المدمر على المؤسسات الصحية.
وأفادت منظمة “أطباء بلا حدود” بتسجيل آلاف الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في السودان، مع رصد 500 حالة في الخرطوم وحدها خلال يوم واحد، في مؤشرات خطيرة على تفشي المرض وانتشاره السريع.
وحسب تقارير نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يعاني المرضى من نقص حاد في المرافق الطبية، حيث يُلاحظ وجود مصابين يفترشون الأرض في الشوارع وباحات المستشفيات لتلقي العلاج بالمحاليل الوريدية، وسط عدم توفر أسرّة علاج كافية، مما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان العاصمة.
ووصفت نقابة أطباء السودان الوضع الصحي بـ”الكارثي”، مشيرة إلى أن تفاقم الأوضاع الصحية يعود إلى التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب وأعمال العنف التي أثرت على المنشآت الطبية، وأدت إلى نقص الموارد الطبية والعاملين الصحيين.
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، أعلن وزير الصحة السوداني عن تخصيص غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة تفشي المرض، لكن البيانات الرسمية تبقى أقل من التقديرات الواقعية، إذ تشير جهات طبية عاملة في الحقل الصحي إلى أن الكوليرا تفشى في سبع ولايات على الأقل، منها سنار والجزيرة، حيث تم تسجيل حالات متعددة تؤكد انتشار المرض خارج العاصمة.
وبحسب وزارة الصحة، بلغ عدد الإصابات المؤكدة حتى الآن نحو 2300 حالة على مستوى البلاد، لكن المصادر الميدانية تؤكد أن العدد الفعلي أكبر بكثير، ما يشكل تهديداً جسيماً على الصحة العامة ويستدعي تحركاً عاجلاً ودعماً دولياً.
وتتزامن هذه الأزمة مع معاناة السودان من أزمات اقتصادية وإنسانية متفاقمة، أدت إلى صعوبة توفير الإمدادات الطبية الأساسية، وتهديد جيل كامل بفقدان فرص الحياة الصحية الكريمة.
ويحث خبراء الصحة والمنظمات الإنسانية على توفير مساعدات طبية عاجلة وتحسين البنية التحتية الصحية، إلى جانب رفع مستوى التوعية والتدخل المبكر للحد من انتشار المرض.
تصعيد دموي في كردفان: 10 قتلى جراء هجمات طيران “الدعم السريع” وسط تقدم الجيش السوداني
شهدت ولايتي غرب وجنوب كردفان في السودان موجة جديدة من الهجمات الجوية التي نفذتها قوات “الدعم السريع” باستخدام الطيران المسير، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين على الأقل وإصابة آخرين، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية مساء الأربعاء.
وذكر موقع “سودان تريبيون” أن قوات “الدعم السريع” كثفت منذ بداية الشهر الجاري من غاراتها الجوية على بلدات ومدن في إقليم كردفان، في محاولة لإعاقة تقدم الجيش السوداني الذي يحرز مكاسب في عدة مناطق شمال وغرب وجنوب الإقليم.
وأفادت مصادر محلية بمقتل 8 أشخاص وإصابة 12 آخرين إثر استهداف طائرة مسيرة سوق مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، كما قُتل مدنيان وأُصيب خمسة آخرون جراء هجوم مماثل على أحد أحياء مدينة الدبيبات في جنوب كردفان، وتركزت أيضاً هجمات “الدعم السريع” على مواقع للجيش في الدبيبات، ما أدى إلى مقتل عسكريين وتدمير مركبات قتالية.
ويأتي هذا التصعيد عقب تمكن الجيش السوداني وحلفائه من السيطرة على مدينة الخوي مطلع الشهر الحالي، بعد معارك عنيفة مع قوات “الدعم السريع”، وفي تطور ميداني مهم، أعلن الجيش اكتمال تطهير العاصمة الخرطوم من أي وجود لعناصر “الدعم السريع”، مؤكداً عزمه مواصلة جهوده لطرد كل المتمردين من البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن النزاع المسلح في السودان اندلع في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، وتركزت الاشتباكات بشكل أساسي في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى المدنيين.
وعلى الرغم من محاولات وساطات عربية وإفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن القتال مستمر مع فشل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف النزاع الذي يفاقم معاناة المدنيين ويعمق الأزمة الإنسانية في البلاد.