قضايا الطفولة الإفريقية بين الهجرة والاستغلال والاتجار موضوع لقاء النيابة العامة والقضاة الأفارقة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
انطلق بمراكش أمس الاثنين 26 غشت 2024، لقاء علمي حول موضوع « الطفولة الإفريقية بين الهجرة والاستغلال والاتجار المنظم على مدى ثلاثة أيام، من قبل منتدى حوار القضاة الأفارقة بشراكة مع رئاسة النيابة العامة ومنظمة الهجرة الدولية، وبرنامج الهجرة الإقليمي في إفريقيا.
ويسعى هذا اللقاء الذي يأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفل الإفريقي (16 يونيو)، إلى إبراز الأدوار التي تضطلع بها مؤسسة رئاسة النيابة العامة بالمغرب في مجال حماية الطفل وتكريس الممارسات الفضلى في مكافحة شتى مظاهر العنف والاستغلال والاتجار والمس بحقوقه الأساسية، إلى جانب تسليط الضوء على المجهودات المبذولة في هذا الإطار من طرف قضاة هذه المؤسسة الهامة.
ويشكل اللقاء أيضا، مناسبة لتكريس وتعزيز الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات المهنية للقضاة بشكل عام في إغناء الحوار والنقاش وتبادل الخبرات بين القضاة في إطار تعاون بناء وهادف مع المؤسسات ومنها على وجه الخصوص، المؤسسات القضائية الوصية على القضاة وأجهزة القضاء.
وسيعمل المشاركون من دول السنغال، وساحل العاج، والموزمبيق، والطوغو، وإفريقيا الوسطى، وتونس، وموريتانيا إلى جانب المملكة المغربية، وخبراء دوليون من الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس أوربا والاتحاد الإفريقي، على تدارس وتبادل وجهات النظر من أجل بسط تحديات الهجرة وضمان احترام الحقوق وكرامة جميع الأفراد المعنيين.
وفي كلمة بالمناسبة، توقفت رئيسة منتدى حوار القضاة الأفارقة، جميلة صدقي، عند واقع الطفولة الإفريقية والذي وفق العديد من التقارير القارية والدولية « يسائلنا جميعا، ويضعنا أمام تحد لا مثيل له ».
وبعد أن استعرضت الأهداف والمهام الرئيسية للمنتدى، أبرزت السيدة صدقي أنه في إطار هذا التوجه يأتي هذا اللقاء الذي يسعى ليشكل أرضية للنقاش الجاد والصريح، وتقاسم التجارب والخبرات لتسليط الضوء على واقع الطفل الإفريقي.
وأضافت السيدة صدقي، أن اللقاء يشكل مناسبة ملائمة للإحاطة بالانتهاكات التي تتعرض لها الطفولة الإفريقية، مع التركيز على الجانب المتصل بالمنظومة القانونية، وكذا الممارسات القضائية في مجال الحماية القانونية لهؤلاء الأطفال.
من جهته، أبرز رئيس قطب متابعة الدعوى العمومية وتنفيذ السياسة الجنائية برئاسة النيابة العامة، أحمد والي علمي، الأهمية الخاصة التي يوليها المغرب لقضايا الطفولة والعناية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذه الفئة، مؤكدا على الإنجازات المهمة التي راكمتها المملكة، وخاصة في إطار تفعيل استراتيجية النهوض بالطفولة في إطار السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة بالمغرب (2015-2025)، باعتبارها ميثاقا وطنيا تنخرط فيه مختلف الأطراف المعنية.
كما أبرز دور النيابة العامة في هذا الصدد، من خلال تخصيص شعبة داخل هيئاتها الإدارية تعنى بقضايا هذه الفئة.
من جهتهم، أجمع مختلف المتدخلين خلال الجلسة الافتتاحية على التأكيد على أن حماية الطفولة الإفريقية في مواجهة تحديات الهجرة وجميع أشكال الاستغلال والاتجار تعتبر « مسؤولية مشتركة »، مما يفرض التفكير الجماعي يدا في يد، لضمان مستقبل أفضل لأطفال القارة.
وتشكل شراكة المنتدى مع منظمة الهجرة الدولية وبرنامج الهجرة الإقليمي في إفريقيا، بالتعاون مع مؤسسات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة الأمريكية، منبرا مهما للحوار والتعاون يروم معالجة مختلف المواضيع المرتبطة بالهجرة، إلى جانب مواضيع سيتم التطرق إليها خلال هذا اللقاء من قبيل الاتجار بالبشر ومقاضاة مرتكبيه، وتكريس مبدأ عدم الإفلات من العقاب، وعدم استغال الأطفال في مختلف المجالات، وحماية المهاجرين، ومساعدتهم على العودة الطوعية وإعادة إدماجهم في بلدانهم الأصلية، فضلا عن عرض الجهود المتواصلة لتنفيذ استراتيجيات الهجرة غير الشرعية.
وسيقدم ممثلو المؤسسات والهيئات المشاركة في هذا اللقاء أيضا، مقترحاتهم بشأن آليات تعزيز التعاون الدولي والإقليمي بالقارة الإفريقية، مع استحضار الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة المغربية لضمان الحركة الآمنة للأشخاص والبضائع والأموال عبر منطقة شمال أفريقيا، وذلك اعتبارا لحدودها وموقعها الجيوستراتيجي.
يشار إلى أن منتدى حوار القضاة الأفارقة يشكل مركزا علميا بتشكيلة قضائية في صيغة جمعية مهنية جذوره في المغرب بينما تمتد فروعه إلى باقي الدول الإفريقية.
وأضحى المنتدى منذ تأسيسه سنة 2021، يضم حوالي 40 قاضيا ينتمون إلى 18 بلدا إفريقيا من الجهات الخمس، كما أنه يتوفر على صفة ملاحظ لدى جمعية المدعين الأفارقة عن منطقة شرق إفريقيا، وهو عضو في الجمعية الدولية للمدعين وفي الجمعية الدولية للمدعين الفرونكوفونيين، وعضو في الجمعية الدولية للنساء القاضيات.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: النیابة العامة هذا اللقاء فی إطار
إقرأ أيضاً:
سيرة كوكب الشرق في لقاء للكاتب حسن عبد الموجود بصالون قصر الإبداع الفني
ضمن برامج وزارة الثقافة، وأنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، استضاف قصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر، الكاتب الصحفي حسن عبد الموجود، في لقاء أدبي ضمن فعاليات الصالون الثقافي في دورته السادسة.
فعاليات الصالون الثقافي في دورته السادسةعقد اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وأدارته قدرية راشد، مشرف الصالون، بحضور نورا كرامة، مدير القصر، الكاتب والمخرج رضا سليمان، المخرجة الإذاعية هيام فاروق، الكاتب حامد المنشاوي، والمطرب السوداني أزرق ضوالبيت، إلى جانب كوكبة من المثقفين والفنانين ورواد القصر.
جوانب من حياة أم كلثوموخلال اللقاء استعرض "عبد الموجود" جوانب عديدة عن حياة أيقونة الغناء العربي، منذ ميلادها عام 1898، وحلم والدها الشيخ إبراهيم، بأن يرزق بصبي صاحب صوت مميز ينشد معه في الموالد، ولكن يرزق بفتاة وتصبح سبب السعادة الكبرى للأسرة بالكامل.
سميع الستكما تحدث عن شخصية حافظ الطحان، المعروف بسميع الست، صاحب المقولة الشهيرة "عظمة على عظمة يا ست"، والذي لم يفوت أي حفلة لأم كلثوم، وأوصت بتوفير تذكرتين له وزوجته لحضور حفلة كل شهر.
وتواصلت فعاليات اللقاء بحديث عن الكتاب الجديد لعبد الموجود "أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة"، والذي يتناول سيرة كوكب الشرق من منظور جديد، في محاولة لفهم كيف تحولت هذه الأيقونة إلى أسطورة عربية خالدة.
وأوضح أن الكتاب يعد توثيقا تذكاريا بمناسبة مرور خمسين عاما على رحيلها، ويضم خمسين حكاية نادرة ومدهشة من حياتها، مدعمة بصور تعرض للمرة الأولى، ومن أبرزها: كواليس أغنية الأطلال لإبراهيم ناجي، ولقاء السحاب بين أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، وعلاقتها بتحية كاريوكا ومديحة يسري، وكذلك حكاية المناديل التي كانت تمسك بها خلال حفلاتها وألوانها المفضلة.
كما شهد اللقاء مداخلات ثرية، شملت أسئلة حول حكايتها مع القراء والمنشدين ومنهم الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل، وتعليق الميكروفون في حفلاتها بسبب قوة صوتها، وأيضا دورها في دعم المجهود الحربي، من خلال التبرع بأجر حفلاتها في الداخل والخارج، خاصة في فرنسا.
كما تطرق "عبد الموجود" خلال اللقاء بالحديث عن معاناتها مع المرض، وحلمها الذي لم يتحقق، وهو تسجيل القرآن الكريم بصوتها.
واختتم حديثه معربا عن امتنانه بهذا اللقاء، موجها الشكر لقيادات الثقافة ولكل من سعى لتنظيمه.
أعقب ذلك فقرة غنائية للفنان عبد الله مهني، قدم خلالها مقاطع من أشهر أغنيات كوكب الشرق منها "يا مسهرني"، و"هو صحيح الهوى غلاب"، وسط تفاعل كبير من الحضور.
حسن عبد الموجود، روائي وصحفي مصري، عمل محررا في جريدة أخبار الأدب منذ عام 1998، له عدد من المجموعات القصصية منها "ساق وحيدة"، "السهو والخطأ"، "حروب فاتنة"، "البشر والسحالي"، كما صدر له روايتان، وثلاثة كتب في مجال الصحافة الأدبية.
حصل على جائزة دبي للصحافة الثقافية، جائزة يوسف إدريس للقصة، جائزة ساويرس عن رواية "عين القط"، جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لأفضل مجموعة قصصية، وجائزة نقابة الصحفيين المصريين، وترجمت أعماله إلى أكثر من لغة أجنبية.
جاء اللقاء ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التي يشهدها قصر الإبداع الفني، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، والإدارة العامة للقصور المتخصصة برئاسة د. منى شعير، تأكيدا لدوره كمركز إشعاع ثقافي يحتفي بالمبدعين الذين أثروا الحياة الثقافية بأعمالهم وتجاربهم المتنوعة.