تفاوض بريطاني ألماني على إبرام اتفاقية دفاع ثنائية أوائل 2025
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يوم الأربعاء، أن بريطانيا وألمانيا تتفاوضان على اتفاقية دفاع ثنائية وتخططان لإبرامها بحلول أوائل عام 2025، وفقًا لـ"روسيا اليوم".
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء نشر على الموقع الإلكتروني للحكومة: "ستكون المعاهدة الجديدة بين بريطانيا وألمانيا عنصرا أساسيا في إعادة ضبط علاقة المملكة المتحدة مع أوروبا على نطاق أوسع وستعتمد على اتفاقية الدفاع التي يتم التفاوض عليها حاليا بين البلدين والتي من المتوقع الانتهاء منها في الخريف.
وقال البيان إن فريق ستارمر المفاوض سيقضي الأشهر الستة المقبلة في الاتفاق على معاهدة جديدة.
وأشار مكتب رئيس الوزراء أيضا إلى أنه كجزء من زيارته التي تستغرق يومين لأوروبا، سيحضر ستارمر حفل افتتاح دورة الألعاب البارالمبية في باريس مساء اليوم الأربعاء ويلتقي بقادة الأعمال الفرنسيين في اليوم التالي.
بناء علاقة جديدة
أعلن ستارمر مرارا عن نيته بناء علاقة جديدة مع الاتحاد الأوروبي. وفي بيانه الانتخابي، أعلن حزب العمال عن خطط لإبرام اتفاق أمني مع الكتلة الأوروبية، وتعزيز التعاون الدفاعي مع فرنسا وألمانيا والشركاء في قوة التدخل السريع المشتركة.
وتعتزم الحكومة الجديدة أيضا مناقشة التجارة الزراعية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لتقليل عمليات التفتيش على الحدود ومعالجة أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن إثارة قضية الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية لفتح أسواق جديدة لمصدري الخدمات البريطانيين، وفي الوقت نفسه، ليس لدى الحكومة الجديدة أي خطط للعودة إلى السوق الأوروبية الموحدة.
وفي وقت سابق، أفاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبستريت، أن المستشار الألماني أولاف شولتس سيستقبل ستارمر في برلين في 28 أغسطس. وأشار إلى أن الطرفين سيجريان مفاوضات "حول مواضيع ثنائية ومتعلقة بالسياسة الخارجية"، فضلا عن قضايا السياسة الأوروبية والاقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بريطانيا ألمانيا
إقرأ أيضاً:
من أوائل شهداء النصر.. الشهيد السيد المدبوح لقى ربه شامخا مرفوع الرأس
عرف التاريخ الإنساني معارك فارقة غيّرت مجرى الأحداث وأعادت رسم خرائط الأمم، لكن تبقى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 من أعظم تلك المعارك، إذ لم تكن مجرد حرب لتحرير الأرض، بل كانت معركة لاستعادة الكرامة والعزة الوطنية، شارك فيها رجال سطّروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء.
ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم الشهيد السيد عبد الرازق المدبوح، أحد أبناء مدينة إدكو بمحافظة البحيرة، الذي استشهد في الساعة الأولى من معركة العبور، في السادس من أكتوبر عام 1973، ليكون من أوائل شهداء النصر.
مع دقات الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر ذلك اليوم التاريخي، انطلقت الطلعة الجوية المصرية الأولى لتضرب المطارات والقواعد الإسرائيلية في عمق سيناء، معلنة بداية أعظم معارك العرب في التاريخ الحديث.
وفي نفس اللحظة، كانت فرق المشاة المصرية تعبر القناة إلى الضفة الشرقية، ترفع العلم المصري على المواقع الحصينة للعدو، وسط صيحات "الله أكبر" التي دوّت في سماء المعركة.
وفي خضم تلك اللحظات الحاسمة، كان الرقيب الشاب السيد المدبوح ضمن إحدى فرق الاستطلاع المتقدمة، يتقدم الصفوف نحو شرق القناة، ليكتب بدمائه أول سطور النصر، وأثناء اشتباك بطولي مع العدو، أُصيب بشظية قاتلة أردته شهيدًا على أرض سيناء، ليلقى ربه شامخا رافع الرأس، وعمره لم يتجاوز الثالثة والعشرين، فقد ولد عام 1950.
ينتمي الشهيد إلى أسرة المدبوح ذات الأصول الرشيدية، والتي استقرت بمدينة إدكو في أوائل القرن العشرين، حيث كان الجد السيد المدبوح يعمل ترزيا رجاليا عربيا، وهي حرفة اشتهر بها أبناء رشيد لتميزهم ودقتهم في الصناعة، وقد ورث الأبناء تلك المهنة بإتقان، إلى جانب ما عُرف عن الأسرة من طيبةٍ.
كان والد الشهيد، المرحوم عبد الرازق المدبوح، من حفظة القرآن الكريم، وكان قارئا مجيدا يتصدر المحاريب في مساجد إدكو، كما كان يجتمع في محل عمله المثقفون وأصحاب الرأي في ما يشبه الصالون الثقافي، يتبادلون الشعر والأدب والفكر والدين.
أما الشهيد السيد المدبوح، فقد نشأ في هذا الجو الوطني والثقافي الرفيع، متأثرا بتاريخ خاله محمود الطويل، أحد رموز ثورة 1919 برشيد.
وفي لوحة الشرف التي تحمل أسماء شهداء أكتوبر بمدينة إدكو، يحمل اسم الشهيد السيد عبد الرازق المدبوح الرقم (6)، تخليدًا لذكراه الطاهرة.
لقد كانت بداية حرب ونهاية حياة، لكنها حياة امتدت في ذاكرة الوطن، فصار الشهيد السيد المدبوح رمزًا لجيلٍ آمن بأن النصر لا يُصنع إلا بالتضحية، وأن مصر لا تنسى أبناءها الذين منحوا الدم فداء لترابها الطاهر.
ومن بين شهداء مدينة إدكو بمحافظة البحيرة الذين سطّروا بدمائهم الزكية صفحات من المجد في سجل الوطن، الشهيد شندي سعد شندي بلال، أحد أبطال الجيش الثاني الميداني سلاح المهندسين، والذي نال شرف الشهادة في السابع عشر من أكتوبر أثناء أداء واجبه الوطني.
كما يخلّد التاريخ اسم الشهيد محمد عبد الحميد اللباني، الذي يرقد في مقابر الشهداء ببورسعيد، والشهيد محمد فتح الله حمزة حراز الحاصل على نوط الواجب من الطبقة الأولى تقديرًا لتفانيه وبطولته النادرة.
هؤلاء الأبطال وغيرهم من أبناء إدكو الأبرار سيظلون رموزًا للفداء والعطاء، ونقطة مضيئة في ذاكرة الوطن الخالدة.