أول إصابة منذ ربع قرن بغزة.. والدة طفل مصاب بشلل الأطفال تتحدث عن صدمة المرض
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
في أحد مخيمات النازحين الفلسطينيين غرب دير البلح (وسط غزة)، تعيش، نفين أبو الجديان، مأساة، فقد أصيب ابنها، عبد الرحمن أبو الجديان (10 أشهر)، بشلل الأطفال، وهي حالة الإصابة الأولى التي يتم تسجيلها في القطاع منذ 25 عاما.
نزحت الأسرة قبل 11 شهرا من مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، وهي تعيش ظروفا مزرية في مخيم النازحين حيث لا تتوفر مياه ولا طعام صحيان، ولا يتوفر العلاج لطفلها الصغير.
وزار مراسل موقع "أخبار الأمم المتحدة" في غزة الأسرة في خيمتها وتحدث مع نفين التي روت قصة إصابة ابنها بالشلل في الجزء السفلي من ساقه اليسرى.
وقالت: "أصيب ابني باستفراغ وسخونة. توجهت به إلى إحدى المستشفيات ولم أتوقع أن يكون الأمر خطيرا. كان الطفل نائما طوال الوقت ولم يكن يصحو أو يرضع (كما ينبغي) لمدة أسبوعين إلى أن شك الأطباء في إصابته بالمرض، فتم أخذ عينة منه وإرسالها إلى الأردن".
وأضافت "بعد أسبوعين أخبروني أنه مصاب بشلل الأطفال وأنه لا يوجد علاج ولا إمكانية لعلاجه. ابني سيظل هكذا ولا أدري ماذا سأفعل".
"صدمة كبيرة"تقول الأم إن خبر إصابة ابنها بالشلل كان ثقيلا عليها: "كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي ولأطفالي ولوالدهم. تساءلنا لماذا يصاب هذا الطفل، وكيف أصيب، ومن أين أتى المرض؟ لقد استغربت. فأخبرونا أنه أصيب عن طريق المياه الملوثة لأن الوضع المعيشي ليس صحيا. كان طفلي بصحة جيدة وكان يتحرك وفجأة تدهورت حالته".
وأوضحت أن النزوح المتكرر حال دون حصول ابنها على التطعيمات اللازمة الأمر الذي تسبب في إصابته بالشلل، وقالت "عندما نزحنا من الشمال كان عمره شهرا. وكان يفترض أن يتلقى الحقنة عندما حدث النزوح. وظللنا نتنقل من مكان لآخر. وقد شكل هذا عائقا (أمام حصوله على التطعيمات)".
أمل في العلاج خارج القطاعوتعرب نفين عن أملها في أن يتم إخراج ابنها إلى خارج القطاع كي يتلقى العلاج، وتضيف: "حتى المقويات التي يتناولها هي مقويات تعطى لأي طفل عادي، سواء الكالسيوم أو الفيتامينات، ولم تساعده بأي شيء (...) وحالة الطفل لا تتحسن بل تسوء أكثر".
الأم التي تعاني مع أسرتها من وطأة الفقر والنزوح، تقول إنه ليس بإمكانها توفير أبسط المستلزمات لابنها: "ابني بحاجة إلى المياه المفلترة باستمرار. أنا معي عائلة ووضعي لا يسمح لي بشراء المياه المعدنية له باستمرار".
أمنية واحدةحاليا، ليس لدى الأم سوى أمنية واحدة وهي أن يعود ابنها سليما معافى مثلما كان في السابق: "أتمنى أن يعود طفلي مثلما كان وأتمنى أن تعود إليه صحته سواء عن طريق إخراجه للخارج أو أن يتم توفير العلاج له هنا. أو أي وسيلة كي يتمكن من استعادة صحته. ابني هنا ولا أحد يسأل عنه ولا يتوفر له العلاج وأنا كأم ليس باستطاعتي أن أساعده بأي شيء".
وتعتزم وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها إجراء جولتين من حملة تطعيم واسعة آخر الشهر الحالي ضد شلل الأطفال لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل ضد المرض. وقد جلبت منظمة اليونيسف 1.2 مليون جرعة من اللقاح إلى قطاع غزة استعدادا لإجراء حملة التطعيم.
وطالبت الأمم المتحدة جميع أطراف الصراع بوقف القتال لأسباب إنسانية في القطاع لمدة 7 أيام للسماح بإجراء جولتي التطعيم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل بغزة .. 97 شهيدًا جديداً في غزة وقوات الاحتلال تقتحم المستشفى الأوروبي وتقصف مستشفى شهداء الأقصى
الثورة / متابعات
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة، مرتكباً مجازر وحشية يومية بحق سكانها المحاصرين .
وأعلنت صحة غزة، أمس الأربعاء، عن وصول، 97 شهيدا و 440 إصابة مستشفيات القطاع، بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، خلال 24 ساعة الماضية.
وأكدت الصحة، في تقريرها اليومي، أن عدد من الضحايا ما زالت تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,607 شهداء و125,341 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م .
واستُشهد 32 مواطناً وأُصيب آخرون، أمس في سلسلة غارات متفرقة شنتها طائرات الاحتلال على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
ففي مدينة غزة، أفادت مصادر محلية، باستشهاد عدد من المواطنين بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الدريملي في شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب المدينة، حيث استشهد المواطن أحمد عثمان الدريملي وأحد أبنائه وأصيب 3 آخرون جراء استهداف المنزل.
وفي شمال القطاع، استشهد مواطنان بقصف للاحتلال على جباليا البلد، فيما أفادت مصادر إعلامية بانتشال جثامين 6 شهداء؛ جراء قصف للاحتلال الصهيوني على منطقة الـ ١٧ في التوام شمال غزة و بيت لاهيا.
وفي جنوب مدينة خان يونس، استشهد 14 مواطنا بينهم أطفال ونساء في قصف من مسيرة إسرائيلية على خيمة لعائلة أبو حدايد داخل مدرسة الحناوي التي تؤوي نازحين، في حين أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة صباح أمس تجاه منطقة قيزان النجار .
واستشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون؛ جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين داخل ميناء الصيادين غربي مدينة غزة».
و قصفت طائرة مسيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مجموعة من المواطنين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى غزة الأوروبي المحاصر، شرق خانيونس في جنوب قطاع غزة.
وأفاد مصدر من داخل المشفى الأوروبي المحاصر، أمس الأربعاء، بأن قوات الاحتلال أدخلت، مسيّرات لداخل المشفى الأوروبي وأجرت استجواباً مع حراس المشفى.
ولاحقاً وبعد ساعات، داهمت قوة صهيونية المشفى من فتحات أحدثتها في جدران المباني، وأجرت تحقيقا ميدانياً مع الحراس وطلبت منهم الاستعداد لإخلاء المشفى تحت تهديد القوة.
وتتوغل آليات الاحتلال بغطاء ناري من الطيران الحربي والمدافع في محيط مستشفى الأوروبي منذ أيام، وسط تدمير واسع للمنازل والطرقات والبنى التحتية.
أما في المحافظة الوسطى، فقد استهدف الاحتلال بطائرتين مسيرتين مفخختين سطح مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح؛ ما ألحق أضرارًا مادية خاصة بنظام الطاقة الشمسية وشبكة الكهرباء، وخزانات المياه والطوابق العلوية.
إلى ذلك أفادت مؤسسات الأسرى، أمس الأربعاء، باستشهاد الأسير المسن محمد إبراهيم حسين أبو حبل (70 عاماً) من غزة في تاريخ 2025/1/10م.
وباستشهاد المعتقل أبو حبل، فإنّ عدد الشهداء الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا منذ بداية الإبادة الجماعية، يرتفع إلى (71) شهيداً على الأقل، من بينهم (45) معتقلاً من غزة
يأتي ذلك في ظل استمرار احتجاز جثامين الشهداء، وعدم الإفصاح عن ظروف استشهادهم، علماً أنّ جيش الاحتلال حاول مراراً التلاعب في هذه الردود من خلال إعطاء المؤسسات ردودا مختلفة.
إنسانيًا أكد الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في فلسطين كاظم أبو خلف، أن انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال في قطاع غزة بشكل خطير، موضحا أن المعدل اليومي للأطفال الذين يستشهدون منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغ 27 طفلاً شهيدا.
وقال أبو خلف في تصريح صحفي: «إن الأطفال يواجهون تحديات جسيمة بسبب استمرار الحرب، مؤكداً أنه لا يوجد مكان في العالم يسقط فيه يومياً ضحايا من الأطفال بهذا العدد».
وأضاف: «بإضافة عدد المصابين يرتفع المعدل اليومي للضحايا من الأطفال إلى 83 طفلا بين شهيد وجريح لمدة 20 شهرا».
وتابع: «الإحصائيات الأولية تشير إلى أن أكثر من 40 ألف طفل باتوا أيتاما والعدد مرشح للزيادة، مؤكدا أن الأطفال في غزة يحتاجون إلى سنوات طويلة للشفاء، ليس من الإصابات فحسب، بل بسبب الضغط النفسي والعصبي الذي تعرضوا له».
وحذّر من تعرض حياة 50 ألف سيدة حامل ومرضعة للخطر نتيجة عدم توفر الغذاء والأدوية المناسبة، وتزايد حالات الإجهاض 6 اضعاف ما قبل الحرب إلى جانب الولادة المبكرة بالوقت الذي تعاني فيه المشافي من امتلاء الحضانات.
بالمقابل أعلنت وسائل إعلام عبرية، أمس الأربعاء، مقتل جندي إسرائيلي خلال المعارك الدائرة بين المقاومة والاحتلال في شمال قطاع غزة.