«بلينكن التاسعة».. الزيارة الأكثر فشلاً !!
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
يتضح لنا عمليا أن الإدارة الأمريكية غير جادة فى إدارة ملف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار فى غزة، ففى كل جولة تفاوضية نجد أنه يتم إعطاء وعود وآمال بتصريحات صحفية تعطى انطباعا بأن الاتفاق بات قريبا، وإظهار أن هناك ضغطا يجرى على حكومة الكيان الصهيونى لإلزامها بالتوصل لاتفاق وتيسير مواقفها لإتمام الصفقة، ولكن بعد انتهاء كل جولة تفاوضية يتم توجيه اللوم والاتهام للجانب الفلسطينى «حماس» وتحميله مسئولية إفشال الصفقة والمفاوضات.
وتتكرر هذه العملية فى كل جولة تفاوضية وهى الآن تتكرر أيضا، وفى هذه المرة تحديدا تقوم الإدارة الأمريكية بنوع من المراواغات ومحاولة توضيح أن نجاح الاتفاق وإتمام المفاوضات بات وشيكا وأن هذا مطلبا ضمنيا للرئيس الأمريكى بايدن بالتزامن مع مؤتمر الحزب الديموقراطى لدعم هاريس فى الانتخابات، واعطاء انطباع بأن إدارة بايدن مهتمة و منهمكة فى حل هذا الملف العالق، ولكن من الواضح أن نتنياهو هو من يعقد المشهد وأن أمريكا ليست قادرة على أو لا تريد توجيه حكومة نتنياهو لإتمام الصفقة والتوصل لاتفاق، وهو الذى يراهن على استمرار الحرب.
وتواطؤ الإدارة الأمريكية فى الإطار العام التى كانت مضللة فى هذه المرة من المفاوضات إذا ما نظرنا إلى مضامين المفاوضات والوعود التى قدمت وكذلك الأسباب التى قدمت لإعطاء انطباع بانهيار هذه الجولة.
ومع وصول انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى إلى المنطقة فى جولة جديدة، وهى الزيارة التاسعة له منذ السابع من أكتوبر الماضى، والتى بدأها بزيارة الكيان الصهيونى ثم مصر وقطر.
وهذه الجولة تعتبر الأكثر فشلاً لظهور هذا التناقض فى المواقف الأمريكية ما بين استمرار الحشد العسكرى ودعم الكيان الصهيونى بشكل كبير سواء كان على المستوى السياسى أو العسكرى، وفى نفس الوقت يعلن بايدن ووزير خارجيته بلينكن أن هناك انفراجة فى المحادثات، ويحمل حماس مسئولية إفشال هذه الجولة والتعثر فى هذا الاتجاه من المفاوضات.
ولكن هذه المغالطات تثبت بشكل كبير سوء النوايا وتثبت أيضا أن هناك تواطؤ أمريكى و صهيونى فى هذا المشهد، وكذلك ظهور سلبية من جانب أمريكا وقبول الوضع على ما هو عليه والذى فرضه نتنياهو من خلال وضع صورة أنه حريص على التفاوض وإرسال وفود تلو الأخرى لإثبات حسن النوايا أمام مجتمع الكيان الصهيونى والمجتمع الدولى.
وبالنظر إلى ما صرح به نتنياهو بأن هناك أمور لن يتنازل عنها، مجد عمليا أن هذه الأمور هى ما يتم التفاوض حولها، إذا لماذا المفاوضات؟، فقد قضى نتنياهو على هذه المفاوضات، فهو لا يهتم بنجاح هذه الصفقة لأن نجاحها ليس فى صالحه، مع العلم أن هناك خلافا أساسيا بين جالانت ونتنياهو، فالأول يرى أن نجاح الصفقة و المفاوضات يعتبر فرصة لإتمام تحالف فى المنطقة ضد إيران، بينما يرى نتنياهو أن نجاح وإتمام الصفقة يعتبر استسلام لحركة حماس وتفكك لائتلاف حكومته و هزيمة شخصية له.
وعلى أرض الواقع لايوجد مفاوضات فعلية لإتمام الصفقة، وما يتم الآن هو لكسب المزيد من الوقت من جانب نتنياهو بطرق مختلفة، بداية من اقتراح تغيير وفد الكيان المفاوض، مما يعنى إهدار كل هذا الوقت والتلاعب بالعالم وكذلك بالوسطاء.
ويؤكد هذا الأمر بشكل كبير حالة التناقض لأن هناك مصالح استراتيجية كبيرة لأمريكا فى المنطقة وكذلك التزامها فى نفس الوقت بحماية أمن الكيان الصهيونى كبند رئيسى فى السياسة الخارجية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط.
ويأتى ذلك بالتوازى مع وجود أجواء انتخابية ولابد أن يكون هناك دعما من اليهود وكسب هذه الجولة، وأن أى تجاوزات فى حق الكيان فى هذه الفترة ستؤثر بشكل كبير على تأييد اليهود وتأثير اللوبى اليهودى فى الداخل الأمريكى وخاصة داخل الكونجرس، فهى دائما مصالح استراتيجية أمريكية فهى الراعى الأول للكيان، وإن تم تخييرها ما بين أمن الكيان والانتخابات الأمريكية، ستختار أمن الكيان لأنه من الثوابت الرئيسية فى السياسة الأمريكية، لوجود أبعاد تاريخية وايديولوجية وأبعاد شعبوية فى الإدارة الأمريكية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية منطقة الشرق الأوسط تصحيح مسار محمد على محمد غزة الإدارة الأمریکیة الکیان الصهیونى هذه الجولة بشکل کبیر أن هناک
إقرأ أيضاً:
إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام ا لشركة «شري للتجارة»
أعلنت اليوم إي اف چي هيرميس، بنك الاستثمار التابع لمجموعة إي اف چي القابضة والرائد في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن قطاع الترويج وتغطية الاكتتاب التابع لها قد نجح في إتمام الخدمات الاستشارية كمستشار مالي مشترك وضامن التغطية والمروّج المشترك لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «شري للتجارة» في سوق تداول السعودية.
تظهر هذه الصفقة أن هناك اهتمامًا كبيرًا من قبل المستثمرين بسوق رأس المال في السعودية، وتعتبر هذه الصفقة إضافة ممتازة أخرى للأسهم المتداولة في السوق السعودي.
وقد شهدت عملية الاكتتاب قيام شركة «شري للتجارة» بطرح 30% من إجمالي رأسمالها المُصدر عبر بيع 9 مليون من أسهمها العادية الحالية، وذلك بقيمة 28 ريال سعودي للسهم، حيث بلغت القيمة السوقية الإجمالية للشركة 840 مليار ريال سعودي والتي من المتوقع أن ينتج عنها عائدات للشركة بقيمة 252 مليون ريال سعودي.
وقد تضمنت عملية الطرح للمستثمرين على شريحتين، الأولى للمستثمرين من المؤسسات بنظام سجل الأوامر، والشريحة الثانية للمستثمرين الأفراد من المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وكلما زادت مشاركة فئات متنوعة من المستثمرين، فإن ذلك يعزز من تنوع قاعدة المستثمرين ويدعم المشاركة بشكل إيجابي في عملية التوسع في السوق.
ومن الجدير بالذكر أن صفقة إدراج شركة شري في سوق الأسهم سيعزز من آفاق النمو في قطاع النقل وتأجير المركبات ضمن سوق تداول السعودية. فهذه الصفقة تمثل نقطة التقاء بين منصة متطورة لإدارة الأسطول مدعومة بأحدث التقنيات، ونظام حوكمة محكم، مما يسهم بفعالية في تحقيق الرؤية الطموحة للسوق المالي السعودي في رفع مستويات السيولة النقدية وتوفير خيارات استثمارية موثوقة في رأس المال العام لأبرز الشركات السعودية.
وقد تأسست شركة شري للتجارة في عام 1980، ثم تحولت لتصبح المزود الرائد في خدمات النقل وتأجير المركبات في المملكة العربية السعودية، حيث تقدم خدمات التأجير طويل الأجل، والتأجير قصير الأجل، ومبيعات المركبات المستعملة لقاعدة واسعة من العملاء تشمل قطاعات الشركات، والمؤسسات الحكومية، والأفراد، مدعومة بمنصات تكنولوجية لإدارة أسطول المركبات وخدمة العملاء الرقمية التي تساهم في تعزيز الكفاءة والخبرة. وبعد إتمام عملية الطرح الأولي، ستحتفظ شركة إدارة السعودية القابضة بحصة الأغلبية، وتبلغ حوالي 68.95%، وذلك بما يتماشى مع التوجه الاستراتيجي للشركة.
وفي هذا السياق، صرح سعود الطاسان الرئيس التنفيذي لشركة EFG Hermes KSA، ان صفقة الطرح العام لشركة شري في سوق المال ستساهم في تعزيز دعم السوق، من خلال إدخال أسهم جديدة من قطاعات متنوعة، مما سيجذب المزيد من المستثمرين ويساهم في تنشيط السوق المالي وتعميقه.، مؤكدًا أن التحسن في مستويات السيولة النقدية يلعب دورًا محوريًا في تعزيز بناء سجل الأوامر، ويعزز من ديناميكيات التسعير المستقرة، ويعزز من زيادة مشاركة المؤسسات في السوق. وشدد الطاسان على أن مثل هذه الصفقات تساهم في تعزيز نمو السوق المالي السعودي، مما يؤهله لاستقطاب رؤوس الأموال. وفي النهاية، يسهم سوق المال في تقوية الأسس الاقتصادية للسعودية، ويعكس السياسة الرشيدة التي تنتهجها.
ومن جانبه أعرب كريم مليكة، الرئيس المشارك لقطاع الترويج وتغطية الاكتتاب في شركة إي اف چي هيرميس، عن اعتزازه بالمساهمة في مسيرة شركة شري نحو إدراج أسهمها في السوق السعودي، مشيرًا إلى أن هذه الصفقة تعكس استمرار وتيرة التطور والنمو لسوق رأس المال في المملكة العربية السعودية. وأكد مليكة على الإقبال الكبير الذي يشهده قطاع النقل في المملكة من جانب المستثمرين، مشددًا على التزام الشركة بتعزيز قدرة المؤسسات الرائدة في السوق على الوصول إلى سوق الأسهم السعودي، وتسريع وتيرة النمو، وتعظيم القيمة المستدامة للمساهمين.
تظهر هذه الصفقة تطور أسواق رأس المال في المملكة العربية السعودية، حيث تعكس الالتزام بمبادئ الحوكمة الرشيدة وشفافية الإفصاحات، إلى جانب جذب رؤوس الأموال بما يتناسب مع جهود الحكومة في تطوير الاقتصاد. منذ بداية العام، نجحت شركة إي اف چي هيرميس في تقديم خدماتها الاستشارية لمجموعة متنوعة من الصفقات، بما في ذلك 8 صفقات للدمج والاستحواذ، و11 صفقة في أسواق الديون، و13 صفقة في أسواق رأس المال عبر المنطقة، بما في ذلك صفقات بارزة في السعودية والإمارات وعمان ومصر، مما يعزز مكانتها الرائدة في الأسواق الإقليمية. ستساهم صفقة إدراج شركة شري في تعزيز قدرة المستثمرين على الدخول إلى سوق رأس المال السعودي في قطاع النقل، حيث توفر للمؤسسات والأفراد وسيلة لتحقيق السيولة النقدية للاستثمار في الأسهم. كما تعزز هذه الصفقة الثقة بالإصلاحات التي تتبناها الحكومة في سوق رأس المال بالمملكة. سيكون أداء الشركة بعد الإدراج مرتبطًا بكفاءة استخدام أسطول السيارات وكفاءة الحلول الرقمية لإدارة هذا الأسطول، بالإضافة إلى الالتزام المستمر بمعايير الحوكمة. سيظل التركيز على مقومات السيولة النقدية في السوق المالي السعودي ونمو شركة شري كأحد المؤشرات التي ينبغي مراقبتها.